حكم ردِّ السلام في حقِّ الجماعة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حكم ردِّ السلام في حقِّ الجماعة .
A-
A=
A+
الشيخ : من ذلك أنه إذا ألقى مسلمٌ السلام على جماعة من المسلمين فرَدَّ أحد هؤلاء الجماعة ؛ فقد سقط عن الباقين ؛ ليس من الواجب على كلِّ فرد من هذه الجماعة التي سلَّم عليها ذلك المسلم أن يردَّ كلٌّ منهم .

لا شك أن ردَّ كلٍّ منهم هو الأفضل إن أرادوا خيرًا ؛ لأن قول المسلم : ( السلام عليكم ) كما جاء في الحديث الصحيح عشر حسنات تُكتب له ، وإذا قال : ( السلام عليكم ورحمة الله ) فعشرون ، وإذا قال وزاد : ( وبركاته ) فثلاثون ، فأنت إن ردَدْتَ ولو كان المسلم فردًا على جماعة وكنت منهم فقد استفدت هذه الحسنات ، لكن البحث هو هل يجب على كلِّ فرد من أفراد الجماعة أن يردَّ سلام المسلِّم ؟

الجواب : لا يجب ، وإنما يجب على واحدٍ منهم ؛ فهو فرض كفائي ، فرض كفائي إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، لكن الأفضل بالنسبة للباقين أن يردُّوا السلام كلهم جميعًا . وهذا يختلف عنه تشميت العاطس ؛ فإنه يجب على كلِّ مَن سمع المسلم وقد عطس وأتبَعَ ذلك بحمد الله - عز وجل - وَجَبَ على كلِّ مَن سمع حمده أن يشمِّتَه كما سيأتي الكلام على ذلك بما في بعض الفقرات التي في الحديث ، وهي تأتي صريحة في التشميت .

ثم إلقاء السلام بعض العلماء يضيِّقون فيه ، فيقولون مثلًا مثلًا لا يُسلَّم على المصلي ، لا يُسلَّم على التالي ، لا يُسلَّم على الطاعم الآكل الشارب الذي هو يأكل ويشرب ونحو ذلك ، فهذه الأقوال وإن كان قالَها جماعة لهم علمهم وفضلهم ، ولكنهم اختلفوا ولم يتَّفقوا ، فكان لنا مجال واسع لِنختارَ مما اختلفوا فيه ما كان أقرب إلى الحقِّ وإلى الصواب .

مواضيع متعلقة