درس " الترغيب والترهيب " ، الترغيب في عيادة المرضى وتأكيدها ، والترغيب في دعاء المريض ، شرح حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - : ( حقُّ المسلمِ على المسلمِ خمسٌ : ردُّ السلامِ ، وعيادَةُ المريضِ ، واتِّباعُ الجَنائز ، وإجابَةُ الدعوةِ ، وتشميتُ العاطِسِ ) .
A-
A=
A+
الشيخ : ... نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد :
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
قال المؤلف - رحمه الله - : الترغيب في عيادة المرضى وتأكيدها ، والترغيب في دعاء المريض .
الحديث الأول وهو من الأحاديث الصحيحة ، قال : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( حقُّ المسلمِ على المسلمِ خمسٌ : ردُّ السلامِ ، وعيادَةُ المريضِ ، واتِّباعُ الجَنائز ، وإجابَةُ الدعوةِ ، وتشميتُ العاطِسِ ) . رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه . وفي رواية لمسلم : ( حقُّ المسلمِ على المسلمِ سِتٌّ ) . قيل : وما هنَّ يا رسول الله ؟ قال : ( إذا لَقِيتَهُ فسلِّمْ عليه ، وإذا دَعاك فأجبهُ ، وإذا استَنصَحكَ فانصَحْ له ، وإذا عَطسَ فحمِدَ الله فشمِّتْهُ ، وإذا مرِضَ فعُدْهُ ، وإذا ماتَ فاتَّبِعْهُ ) . ورواه الترمذي والنسائي بنحو هذا .
إذا في مجال للتراص فافعلوا جزاكم الله خيرًا ، وسِّعوا على إخوانكم ... هون ما عندك استطاعة ... .
يقول الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - : ( حقُّ المسلم على المسلم خمس ) . الحقُّ لغةً هو الشيء الثابت الذي لا يقبل التردُّد فيه ، وهو من الناحية الشرعية لفظ يدخل فيه ما كان فرضًا وما كان سنَّةً وما كان ندبًا ، كلُّ ذلك حقٌّ ثابت شرعًا ، فإذا جاء في حديث ما كهذا الحديث أن من حقِّ المسلم على المسلم أن يردَّ عليه السلام ، أو كما في الرواية الأخرى : ( إذا لَقِيَه أن يسلِّمَ عليه ) ؛ فهذا وحده - أي : وصف رد السلام وإلقاؤه بأنه حقٌّ - لا يدل دلالةً قاطعة على أن هذا الحقَّ هو فرض ، وإنما إذا أردنا أن نحكم بأن هذا الشيء المنصوص على أنه حقٌّ شرعًا ؛ إذا أردنا أن نحكم عليه بأنه فرض ، وأن التارك له يأثم ويُعذَّب ؛ فلا بد له من دليلٍ خاصٍّ ، أما مجرَّد كونه حق فهذا لا يدل على الفرضية ؛ لأنه كما ذكرنا معنى الحقِّ هو الشيء الثابت بأيِّ وجه من وجوه الثبوت ؛ سواء على معنى الفرضية أو على معنى السُّنِّيَّة أو على معنى الندبية ؛ ولذلك فهذه الأمور التي سُرِدت في هذا الحديث سواء في روايته الأولى رواية الشَّيخين أو الأخرى رواية مسلم ؛ فهذه من حيث أحكامها مختلفة ؛ فمنه ما هو سنَّة مؤكدة ، ومنه ما هو فرض كفاية ؛ إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، ومنه ما هو فرض عين ، وكلُّ مسألة من المسائل لا بد من بحثها علميًّا لِنُعطِيَ لها الحكم اللائق بها من فرض أو سنَّة أو ندب ؛ فهنا نسمع الحديث يقول : ( حقُّ المسلمِ على المسلمِ خمسٌ : ردُّ السلامِ ) .
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
قال المؤلف - رحمه الله - : الترغيب في عيادة المرضى وتأكيدها ، والترغيب في دعاء المريض .
الحديث الأول وهو من الأحاديث الصحيحة ، قال : عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( حقُّ المسلمِ على المسلمِ خمسٌ : ردُّ السلامِ ، وعيادَةُ المريضِ ، واتِّباعُ الجَنائز ، وإجابَةُ الدعوةِ ، وتشميتُ العاطِسِ ) . رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجه . وفي رواية لمسلم : ( حقُّ المسلمِ على المسلمِ سِتٌّ ) . قيل : وما هنَّ يا رسول الله ؟ قال : ( إذا لَقِيتَهُ فسلِّمْ عليه ، وإذا دَعاك فأجبهُ ، وإذا استَنصَحكَ فانصَحْ له ، وإذا عَطسَ فحمِدَ الله فشمِّتْهُ ، وإذا مرِضَ فعُدْهُ ، وإذا ماتَ فاتَّبِعْهُ ) . ورواه الترمذي والنسائي بنحو هذا .
إذا في مجال للتراص فافعلوا جزاكم الله خيرًا ، وسِّعوا على إخوانكم ... هون ما عندك استطاعة ... .
يقول الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - : ( حقُّ المسلم على المسلم خمس ) . الحقُّ لغةً هو الشيء الثابت الذي لا يقبل التردُّد فيه ، وهو من الناحية الشرعية لفظ يدخل فيه ما كان فرضًا وما كان سنَّةً وما كان ندبًا ، كلُّ ذلك حقٌّ ثابت شرعًا ، فإذا جاء في حديث ما كهذا الحديث أن من حقِّ المسلم على المسلم أن يردَّ عليه السلام ، أو كما في الرواية الأخرى : ( إذا لَقِيَه أن يسلِّمَ عليه ) ؛ فهذا وحده - أي : وصف رد السلام وإلقاؤه بأنه حقٌّ - لا يدل دلالةً قاطعة على أن هذا الحقَّ هو فرض ، وإنما إذا أردنا أن نحكم بأن هذا الشيء المنصوص على أنه حقٌّ شرعًا ؛ إذا أردنا أن نحكم عليه بأنه فرض ، وأن التارك له يأثم ويُعذَّب ؛ فلا بد له من دليلٍ خاصٍّ ، أما مجرَّد كونه حق فهذا لا يدل على الفرضية ؛ لأنه كما ذكرنا معنى الحقِّ هو الشيء الثابت بأيِّ وجه من وجوه الثبوت ؛ سواء على معنى الفرضية أو على معنى السُّنِّيَّة أو على معنى الندبية ؛ ولذلك فهذه الأمور التي سُرِدت في هذا الحديث سواء في روايته الأولى رواية الشَّيخين أو الأخرى رواية مسلم ؛ فهذه من حيث أحكامها مختلفة ؛ فمنه ما هو سنَّة مؤكدة ، ومنه ما هو فرض كفاية ؛ إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، ومنه ما هو فرض عين ، وكلُّ مسألة من المسائل لا بد من بحثها علميًّا لِنُعطِيَ لها الحكم اللائق بها من فرض أو سنَّة أو ندب ؛ فهنا نسمع الحديث يقول : ( حقُّ المسلمِ على المسلمِ خمسٌ : ردُّ السلامِ ) .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 181
- توقيت الفهرسة : 00:00:00
- نسخة مدققة إملائيًّا