تكلم الشيخ على القيام للناس وكذلك علق على كلام سلمان العودة في هذه المسألة من شريط . بداية هذا الموضوع أواخر الشريط رقم ( 608).
A-
A=
A+
الشيخ : لقد عرفوا أن هذا القيام أولا هي وسيلة نفاق اجتماعي وليس وسيلة إكرام، بدليل أن المسلم الصالح الدين إذا دخل المجلس لا أحد يقوم له ولا أحد يأبه له, على العكس من ذلك إذا كان هناك شخص وجيه وقد يكون من فساق القوم فتجد الناس يقومون له قيامًا، إيش هذا القيام؟. يقول لك هذا عادة من باب الإكرام, لماذا لا تكون هذه العادة شاملة لكل مسلم سواء كان ذا جاه أو ليس كذلك؟. فإذًا هذا ليس وسيلة إكرام وإنما هي وسيلة رياء ونفاق، ففي أي مجتمع شاع فيه النفاق بكل أشكاله وأنواعه وأساليبه هو هذا الذي يشيع فيه مثل هذه الوسيلة, ثم تسمى لتسليكها ولتبريرها وتسويغها, تسمى بعادة من أجل إيش الإكرام والإحترام هذا شيء، شيء ثانٍ حينما تسري هذه العادة في مجتمع ما ثم يقع وهو ليس بالأمر الواجب إتفاقا, إذا قيل بأنه أدب فلا أحد يقول بأنه واجب ولا أحد يقول بأنه سنة مؤكدة, أكثر ما يمكن أن يقال أنها سنة مستحبة من باب إكرام القادم، طيب وهم هؤلاء أنفسهم معنا في أن المسلم يجب أن يفرق بين ما هو ما واجب أو فرض وبين ما هو سنة أو مستحب, والتفريق يكون بعدم الاهتمام بما هو مستحب كما نهتم بالواجب، فإذا لم يقم أحد الحاضرين لهذا القادم ماذا يصير في نفس القادم, لا شك أنها تغلي وتثور وتفور وإلى آخره, لماذا؟. لأننا عودناه على هذا القيام الذي لم يقم عليه العصر الأول وأوقعناه في مخالفته للنبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الأول : ( من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا فليتبوأ مقعده من النار ) إذًا اعتيادنا لهذه العادة يفتح بابًا لإيقاع المحبين لهذه العادة أن يتبوؤا مقعدهم من النار لأنهم سوف ينكرون على الذي لم يقم أشد الإنكار، وهذا يعني لا بد أنكم لاحظتم يعني حوادث ووقائع كثيرة. وأنا كما يقال حين أنسى فلن أنسى لما كنت تلميذًا في المدرسة الإبتدائية، كان معلم الصف وهو كان مختصًا في تدريس اللغة العربية والتاريخ الإسلامي كان إذا دخل الصف، وربما تكون هذه العادة حتى الآن في بعض المدارس, يكون هناك عريف صف يقف أمام الباب قبل ما يدخل الأستاذ, فلما يراه قادمًا يقول للطلاب تهيؤا وهذا إشعار بأن المعلم أو الأستاذ داخل, فإذا دخل قاموا له قيامًا، يكون أحيانا في نزاع بين أحد الطلبة والأستاذ إما بحق أو بباطل, فأحد التلامذة الذي بينه وبين الأستاذ عداء شخصي لا يقوم له, لكن هو يعلم أنه إذا لم يقم له أهانه بل وربما ضربه، فماذا يفعل يتخبى هكذا وراء الطاولة لكي لا يراه, والأستاذ ما يخفى عليه فهو يتطاول هكذا، ينظر هكذا فيكشفه يقول له أخرج، والله لا أزال كأنه الآن يضربه بيده برجله, لماذا؟. لأنه لم يقم للمعلم، وشوقي ماذا يقول؟. قم للمعلم.
السائل : وفّه التبجيلا.
الشيخ : كاد المعلم أن يكون نبيا.
السائل : رسولا.
الشيخ : هذا الشعر, نعم رسولا أحسنين، فالشاهد أن اتخاذ هذه الوسيلة للإكرام كما يزعمون للإكرام وسيلة للإكرام لها آثار سيئة جدًا في المجتمع وهذه بعض تلك الآثار، أنها تطمع كثيرًا من المسلمين على حب القيام فإذا ما وقعوا في هذه المحبة هددهم الرسول عليه السلام بقوله : ( فليتبوأ مقعده من النار ) من هنا يبدو لي فقه دقيق لمعاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه في هذا الحديث, ذلك لأن الحديث عند عامة العلماء والشراح إنما يستدلون به على تحريم حب الداخل للقيام من الجالسين وكفى، بينما معاوية رضي الله عنه لفت النظر أن الحديث أيضًا يدل على أن الجالسين لا ينبغي أن يقوموا للداخل مع أنه ظاهر الحديث كما يقول الجمهور, يعني ينهى الداخل أن يحب القيام، ذلك كما جاء في سنن الترمذي وغيره أنه دخل مجلسه ذات يوم وفيه اثنان من العبادلة، أحدهما صحابي وهو عبدالله بن الزبير والآخر تابعي وهو عبدالله بن عامر, فقام له أحدهما ولم يقم له الآخر, فنهاه، بماذا احتج عليه بهذا الحديث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا فليتبوأ مقعده من النار ) قد يستغرب من لم يسمع باب سد الذرائع أولا والقاعدة الفقهية والشرح السابق آنفًا, ما صلة احتجاج معاوية بهذا الحديث على الذي قام له؟. فقهه هو ما ذكرناه آنفا كأنه يقول له بلسان الحال يا غلام أنت حينما قمت لي إكرامًا واحترامًا وتعظيمًا فستتبعني بعادتك هذه على حبي للقيام, وسيأتي يوم ما إذا لم تقم لي وقعت في الوعيد المذكور في الحديث السابق : ( فليتبوأ مقعده من النار ) فإذًا من باب سد الذريعة لا ينبغي للناس أن يتخذوا هذه الوسيلة وسيلة للإكرام.
وختامًا أقول كما بدأنا الكلام : " وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف " والحديث الحقيقة يعني له بسط طويل وهناك أشرطة ولا حاجة الآن للإفاضة بأكثر مما سبق, لكن حسبي أن أذكر بقصة ابن بطة العالم المحدث الحنبلي، حيث كان يكره هذا القيام أشد الكراهة، حتى إنه يبدو أنه كان يصرح التحريم فنزل ذات يوم إلى السوق ومعه صاحب له شاعر، فمر بعالم وهو جالس في عمله، وهذا من هدي علماء السلف أنهم كانوا أصحاب مهنة يعتاشون بها ويبتعدون عن الوظائف الدولة لأنها في الغالب تكون قيدًا وغلا، الشاهد فقام له ذلك العالم وهو يعلم أنه يكره هذا القيام فبادره ببيتين من الشعر قائلا :
" لا تلمني على القيام فحقي حين تبدوا ألا أمل القياما
أنت من أكرم البرية عندي ومن الحق أن أجلّ الكراما "
هذه فلسفة هؤلاء الناس الذين قالوا هذه عادة إكرام، ابن بطة كأكثر العلماء لا يحسنون الشعر لكن صاحبه الشاعر, أولا شاعر وتلميذ بار له ويعرف فقهه, فقال له أجبه عني قال على البديهة :
" أنت إن كنت لا عدمتك ترى لي حقا وتظهر الإعظاما
فلك الفضل في التقدم والعلم ولسنا نريد منك احتشاما
فاعفني الآن من قيامك هذا أولا فسأجزيك بالقيام القياما
وأنا كاره لذلك جدًا إن فيه تملقا وآثاما
وإذا صحت الضمائر " هون النكتة البالغة جدًا : " وإذا صحت الضمائر منا اكتفينا من أن نتعب الأجساما كلنا واثق بود أخيه ففيما انزعاجنا وعلاما " , " كلنا واثق بود أخيه ففيما انزعاجنا وعلاما " هذه هي العبرة التي يجب أن ننتهي إليها ونبتعد عن الوسائل التي تهدمها. بسم الله.
الشيخ : ولنا صديق في دمشق بهذه المناسبة أصحاب مكتبة المكتبة العربية العلمية أحمد عبيد وحمدي عبيد وتوفيق عبيد ثلاثة أخوة أفاضل ماتوا إلى رحمة الله، المهم أحدهم كان قريبا جدًا من الدعوة السلفية له فيها رسالة, والأحاديث الصحيحة استخرجها من صحيح البخاري، حدثني مرة قال : دعينا إلى حفل من حفلات الكبار هؤلاء، قال فأجلسوني في الصف الثاني وبدأ الحفل يكتمل، وقبل أن يكتمل بدأت الرؤوس يدخلون، سرعان ما شاعت إشاعة الآن يأتي الأمير الفلاني فالتفتت الأنظار إلى الباب الكبير دخل الأمير فقمنا وبقينا قائميين حتى جلس في صدر المكان فجلسنا، بعد قليل شاعت إشاعة أخرى الآن يأتي الباشا فلان، توجهت الأنظار إلى الباب الكبير دخل الباشا قمنا، شوية الآن يأتي الوزير الفلاني دخل الوزير قمنا، قال ما شعرت في نفسي إلا أنني قائم قاعد كأن تحتي نابض, زمبرك يعني، قال قلت في نفسي: والله هذه شغلة طويلة ما يريحنا إلا أن نأخذ بالسنة التي سمعناها من فلان، فجلست ما عاد قمت فارتحنا، هذا واقع الحفلات كلها, هذا كله نفاق اجتماعي, مع ذلك من باب السياسة ومن باب المداراة تشرع باسم الاستحباب, هذه الوسائل ثم هو يتحفظ فيقول: أنا أعلم أن المسألة خلافية, وما الدليل الشرعي فيها؟. يلجأ إلى الاحتجاج بقول عالم فاضل ويجعله قدوة له, وهو ينهى الناس أن يقلدوا عالما ما, ونحن لا أقول نحن معه, نقول هو معنا في النهي عن التقليد، ولكن نحن عندنا تفصيل التقليد أمر لا بد منه في حدود معينة, لكن مع ذلك : (( يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) فالآن مثل هذه المسألة ما يليق بمثل هذا الأستاذ أن يدور عليها وينحى منحى قول من أهل العلم والفضل قال بتجويز هذا الشيء, بل باستحبابه حين أدخله في باب مكارم الأخلاق، وقد قال عليه السلام : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) كان عليه إن كان لم يدرس المسألة بأدلتها الشرعية، أن يدرسها قبل أن يتبنى رأي الشيخ الفلاني, وإن كان قد درسها فكان عليه أن يبين الدليل الشرعي الذي يجوز له اتخاذ هذه الوسيلة وسيلة إكرام, وإدخالها في باب مكارم الأخلاق وهي في العهد الأول لم تكن كذلك، لا بد من هذا لكنه استرضى إلى قول أحد العلماء الأفاضل ومشى الموضوع من باب أن هذا من مسالك طلاب العلم أي يقول طالب العلم يا أخي هذا خلاف السنة، لا السنة بقى تختلف باختلاف الزمان والمكان هذا معنى الكلام, وإن كان هو لا يصرح بذلك.
السائل : شيخنا تذكر أنه ذكر هذا المثال تحت عنوان وهو التأكد من أن هذا الفعل سنة ثم ذكر تلك الأمثلة، فهو كما تفضلتم يعني لا يعتبره سنة.
الشيخ : إذا كانت حلاوته تبلغ حموضته فهو مقبول عندي.
السائل : أرجو أن يكون كذلك.
الشيخ : أما العكس ما أريده.
السائل : أرجو أن يكون كذلك.
الشيخ : إذًا سيكون حلو من حلو إن شاء الله.
السائل : بارك الله فيك جزاك الله خير.
الشيخ : أظن شبعت هلأ أنت.
السائل : إيه والله يعني ما شبعنا من ناحية علمية.
الشيخ : يعني من المسألة هذه.
السائل : أي نعم. الظاهر شيخنا ما أدري إذا كان الظاهر أنه الأخ الآن بدو يجيب الغدا.
الشيخ : إذًا استراحة لكن بتسمح إذا كان واحد عنده سؤال مختصر.
السائل : وفّه التبجيلا.
الشيخ : كاد المعلم أن يكون نبيا.
السائل : رسولا.
الشيخ : هذا الشعر, نعم رسولا أحسنين، فالشاهد أن اتخاذ هذه الوسيلة للإكرام كما يزعمون للإكرام وسيلة للإكرام لها آثار سيئة جدًا في المجتمع وهذه بعض تلك الآثار، أنها تطمع كثيرًا من المسلمين على حب القيام فإذا ما وقعوا في هذه المحبة هددهم الرسول عليه السلام بقوله : ( فليتبوأ مقعده من النار ) من هنا يبدو لي فقه دقيق لمعاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه في هذا الحديث, ذلك لأن الحديث عند عامة العلماء والشراح إنما يستدلون به على تحريم حب الداخل للقيام من الجالسين وكفى، بينما معاوية رضي الله عنه لفت النظر أن الحديث أيضًا يدل على أن الجالسين لا ينبغي أن يقوموا للداخل مع أنه ظاهر الحديث كما يقول الجمهور, يعني ينهى الداخل أن يحب القيام، ذلك كما جاء في سنن الترمذي وغيره أنه دخل مجلسه ذات يوم وفيه اثنان من العبادلة، أحدهما صحابي وهو عبدالله بن الزبير والآخر تابعي وهو عبدالله بن عامر, فقام له أحدهما ولم يقم له الآخر, فنهاه، بماذا احتج عليه بهذا الحديث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا فليتبوأ مقعده من النار ) قد يستغرب من لم يسمع باب سد الذرائع أولا والقاعدة الفقهية والشرح السابق آنفًا, ما صلة احتجاج معاوية بهذا الحديث على الذي قام له؟. فقهه هو ما ذكرناه آنفا كأنه يقول له بلسان الحال يا غلام أنت حينما قمت لي إكرامًا واحترامًا وتعظيمًا فستتبعني بعادتك هذه على حبي للقيام, وسيأتي يوم ما إذا لم تقم لي وقعت في الوعيد المذكور في الحديث السابق : ( فليتبوأ مقعده من النار ) فإذًا من باب سد الذريعة لا ينبغي للناس أن يتخذوا هذه الوسيلة وسيلة للإكرام.
وختامًا أقول كما بدأنا الكلام : " وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف " والحديث الحقيقة يعني له بسط طويل وهناك أشرطة ولا حاجة الآن للإفاضة بأكثر مما سبق, لكن حسبي أن أذكر بقصة ابن بطة العالم المحدث الحنبلي، حيث كان يكره هذا القيام أشد الكراهة، حتى إنه يبدو أنه كان يصرح التحريم فنزل ذات يوم إلى السوق ومعه صاحب له شاعر، فمر بعالم وهو جالس في عمله، وهذا من هدي علماء السلف أنهم كانوا أصحاب مهنة يعتاشون بها ويبتعدون عن الوظائف الدولة لأنها في الغالب تكون قيدًا وغلا، الشاهد فقام له ذلك العالم وهو يعلم أنه يكره هذا القيام فبادره ببيتين من الشعر قائلا :
" لا تلمني على القيام فحقي حين تبدوا ألا أمل القياما
أنت من أكرم البرية عندي ومن الحق أن أجلّ الكراما "
هذه فلسفة هؤلاء الناس الذين قالوا هذه عادة إكرام، ابن بطة كأكثر العلماء لا يحسنون الشعر لكن صاحبه الشاعر, أولا شاعر وتلميذ بار له ويعرف فقهه, فقال له أجبه عني قال على البديهة :
" أنت إن كنت لا عدمتك ترى لي حقا وتظهر الإعظاما
فلك الفضل في التقدم والعلم ولسنا نريد منك احتشاما
فاعفني الآن من قيامك هذا أولا فسأجزيك بالقيام القياما
وأنا كاره لذلك جدًا إن فيه تملقا وآثاما
وإذا صحت الضمائر " هون النكتة البالغة جدًا : " وإذا صحت الضمائر منا اكتفينا من أن نتعب الأجساما كلنا واثق بود أخيه ففيما انزعاجنا وعلاما " , " كلنا واثق بود أخيه ففيما انزعاجنا وعلاما " هذه هي العبرة التي يجب أن ننتهي إليها ونبتعد عن الوسائل التي تهدمها. بسم الله.
الشيخ : ولنا صديق في دمشق بهذه المناسبة أصحاب مكتبة المكتبة العربية العلمية أحمد عبيد وحمدي عبيد وتوفيق عبيد ثلاثة أخوة أفاضل ماتوا إلى رحمة الله، المهم أحدهم كان قريبا جدًا من الدعوة السلفية له فيها رسالة, والأحاديث الصحيحة استخرجها من صحيح البخاري، حدثني مرة قال : دعينا إلى حفل من حفلات الكبار هؤلاء، قال فأجلسوني في الصف الثاني وبدأ الحفل يكتمل، وقبل أن يكتمل بدأت الرؤوس يدخلون، سرعان ما شاعت إشاعة الآن يأتي الأمير الفلاني فالتفتت الأنظار إلى الباب الكبير دخل الأمير فقمنا وبقينا قائميين حتى جلس في صدر المكان فجلسنا، بعد قليل شاعت إشاعة أخرى الآن يأتي الباشا فلان، توجهت الأنظار إلى الباب الكبير دخل الباشا قمنا، شوية الآن يأتي الوزير الفلاني دخل الوزير قمنا، قال ما شعرت في نفسي إلا أنني قائم قاعد كأن تحتي نابض, زمبرك يعني، قال قلت في نفسي: والله هذه شغلة طويلة ما يريحنا إلا أن نأخذ بالسنة التي سمعناها من فلان، فجلست ما عاد قمت فارتحنا، هذا واقع الحفلات كلها, هذا كله نفاق اجتماعي, مع ذلك من باب السياسة ومن باب المداراة تشرع باسم الاستحباب, هذه الوسائل ثم هو يتحفظ فيقول: أنا أعلم أن المسألة خلافية, وما الدليل الشرعي فيها؟. يلجأ إلى الاحتجاج بقول عالم فاضل ويجعله قدوة له, وهو ينهى الناس أن يقلدوا عالما ما, ونحن لا أقول نحن معه, نقول هو معنا في النهي عن التقليد، ولكن نحن عندنا تفصيل التقليد أمر لا بد منه في حدود معينة, لكن مع ذلك : (( يا أيها الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) فالآن مثل هذه المسألة ما يليق بمثل هذا الأستاذ أن يدور عليها وينحى منحى قول من أهل العلم والفضل قال بتجويز هذا الشيء, بل باستحبابه حين أدخله في باب مكارم الأخلاق، وقد قال عليه السلام : ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) كان عليه إن كان لم يدرس المسألة بأدلتها الشرعية، أن يدرسها قبل أن يتبنى رأي الشيخ الفلاني, وإن كان قد درسها فكان عليه أن يبين الدليل الشرعي الذي يجوز له اتخاذ هذه الوسيلة وسيلة إكرام, وإدخالها في باب مكارم الأخلاق وهي في العهد الأول لم تكن كذلك، لا بد من هذا لكنه استرضى إلى قول أحد العلماء الأفاضل ومشى الموضوع من باب أن هذا من مسالك طلاب العلم أي يقول طالب العلم يا أخي هذا خلاف السنة، لا السنة بقى تختلف باختلاف الزمان والمكان هذا معنى الكلام, وإن كان هو لا يصرح بذلك.
السائل : شيخنا تذكر أنه ذكر هذا المثال تحت عنوان وهو التأكد من أن هذا الفعل سنة ثم ذكر تلك الأمثلة، فهو كما تفضلتم يعني لا يعتبره سنة.
الشيخ : إذا كانت حلاوته تبلغ حموضته فهو مقبول عندي.
السائل : أرجو أن يكون كذلك.
الشيخ : أما العكس ما أريده.
السائل : أرجو أن يكون كذلك.
الشيخ : إذًا سيكون حلو من حلو إن شاء الله.
السائل : بارك الله فيك جزاك الله خير.
الشيخ : أظن شبعت هلأ أنت.
السائل : إيه والله يعني ما شبعنا من ناحية علمية.
الشيخ : يعني من المسألة هذه.
السائل : أي نعم. الظاهر شيخنا ما أدري إذا كان الظاهر أنه الأخ الآن بدو يجيب الغدا.
الشيخ : إذًا استراحة لكن بتسمح إذا كان واحد عنده سؤال مختصر.
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 609
- توقيت الفهرسة : 00:00:45
- نسخة مدققة إملائيًّا