تكلم على مسائل الإيمان وأنه يزيد وينقص . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تكلم على مسائل الإيمان وأنه يزيد وينقص .
A-
A=
A+
الشيخ : لعلّك تؤمن معنا بأنّ الإيمان يقوى و يضعف و يزيد و ينقص ؟ أسأل لأنّ المسألة فيها قولان كما ذكرنا آنفا شو رأي حضرتك ؟

السائل : لا أتقدّم على فضيلتكم برأي ولكنّني أقول أنّ توابع الإيمان هي الّتي تنزل و ترتفع أمّا الإيمان في حدّ ذاته لا يمكن أن ينقص لأنّه إذا نقص أصبح كفرا .

الشيخ : أنا أقول لك بصراحة هذا خطأ لأنّه يخالف نصّ القرآن الكريم في أكثر من آية التّصريح فيها (( فزادهم إيمانا )) (( الّذين قال لهم النّاس إنّ النّاس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا )) كيف و أنت الآن مؤمن بالله و رسوله تقول أنا لا أعتقد ؟ من أين تأخذ العقيدة أنا أسألك الآن ؟ من أين تأخذ العقيدة الصّحيحة ؟ أمن الكتاب و السّنّة ؟ أم من خارجهما ؟ لا بدّ أن تقول من داخلهما . أليس كذلك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : فإذا كان هناك بارك الله فيك عديد من الآيات تصرّح بأنّ الإيمان يزيد و أيّ شيء يزيد يقبل النّقص فكيف أستطيع أن أتصوّر أنّ مؤمنا يؤمن بهذه النّصوص ثمّ هو يقول لا أعتقد أنّ الإيمان يزيد و ينقص لأنّه إن نقص معناه خرج عن كونه مؤمنا إذا كنّا متّفقين و الحمد لله أنّ العقيدة تؤخذ من الكتاب و السّنّة و هذا نصّ بل نصوص في القرآن أنّ الإيمان يزيد و ينقص و السّنّة تؤكّد ذلك كما في الحديث المتّفق عليه بين الشّيخين و هو قوله عليه الصّلاة و السّلام: ( الإيمان بضع و ستّون شعبة أعلاها شهادة أن لا إله إلاّ الله و أدناها إماطة الأذى عن الطّريق ) فإذا أنا أقول من هنا أوتيت يا أستاذ حينما اعتقدت عقيدة خلاف الكتاب الكريم و السّنّة الصّحيحة أشكل عليك ما قد سمعت منّي و على كلّ حال لا أريد أن أذهب بعيدا بك عن الإجابة عن سؤالك . أنا لا أزال أقول أنّ هناك يعني ارتباط وثيق جدّا بين قلب المؤمن و جسده و أقول عادة كلمة ما ألهمت أن أقولها و سأستدركها على نفسي كما أنّ صلاح القلب من النّاحية الماديّة له ارتباط بصلاح البدن فإنّني لا أستطيع أن أتصوّر رجلا مريض القلب و يكون إيش ؟ صحيح البدن لا أستطيع أن أتصوّر هذا كذلك الأمر تماما فيما يتعلّق بالنّاحية الإيمانيّة لا أستطيع أن أتصوّر مؤمنا و قد كان كافرا ثمّ آمن بالله و رسوله حقّا مستحيل أن أتصوّر أنّه سيبقى كما كان و أظنّ أنّك وافقت معي لكن قلت مش ضروري كما أضفت على لساني سهوا منك كلّيّا أنا ما قلت كلّيّا و السّبب أنّ الإيمان كما قلنا يزيد و ينقص و لا أستطيع أن أتصوّر إنسانا كامل الإيمان بعد المعصوم ألا و هو رسول الله صلّى الله عليه و سلّم لكنّي أتصوّر ناس يتفاوتون في الإيمان فكلّما قوي إيمان أحدهم كلّما قويت الآثار الصّالحة الظّاهرة ببدنه و كلّما ضعف هذا الإيمان أو قلّت قوّته على الأقلّ كلّما كان ظاهرا ببدنه قليلا أيضا إذا إذا رفعنا كلمة بالكليّة أظنّ يقترب بعضنا من بعض أكذلك ؟

السائل : إن شاء الله مقتربون يا شيخنا .

الشيخ : أكذلك ؟

السائل : إلاّ أنّ الحديث ... .

الشيخ : ما أجبتني .

السائل : نعم كذلك .

الشيخ : بارك الله فيك قلها .

السائل : إلاّ أنّ الحديث ( الإيمان بضع و سبعون درجة أعلاها شهادة أن لا إله إلاّ الله و أدناها إماطة الأذى عن الطّريق ) يخدم قولي بأنّ الإيمان إنّما الّذي يزيد و ينقص هو توابع الإيمان لا الإيمان ذاته لأنّ الإيمان متعلّق بالتّصديق و أما الحكم الشّرعي متعلّق بالعمل فعندما يكون الإيمان صادقا أي متعلّقا بالعقائد متعلّقة بالتّصديق فمعنى هذا أنّه لو نقص التّصديق جزءا بسيطا يعني لو تصوّرنا أنّ الإيمان هو الإيمان بالله و ملائتكه و كتبه و رسله و اليوم الآخر إلى كلّ ما جاء من الإسلام مقطوعا فيه أنّه لو نقص جزءا منه يعني كما تقوّل أحد الفسقة الكفرة الظّلمة الّذي قال أنّه (( قل هو الله أحد )) قل ما لها داع هل يبقي ذلك من إيمانه شيئا ؟

الشيخ : عفوا أنت الآن فهمت المشكلة عندك أنت تتكلّم عن العقيدة .

السائل : نعم .

الشيخ : نحن نتكلّم الإيمان بمفهوم الإسلام , العقيدة يعني مثلا إنسان يؤمن بوجود الله إذا دخله ذرّة من شكّ فهو كافر هذا الّذي تعنيه أنت .

السائل : نعم .

الشيخ : لكن ليس هذا هو البحث أنا أتكلّم معك مش بالمنطق و العقل فقط أتكلّم بالعقل و المنطق و الشّرع فوق رؤوسنا .

السائل : بارك الله فيك .

الشيخ : فالإيمان في الشّرع ما هو ؟

السائل : الإيمان هو التّصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل , هذا ما أعلمه يعني .

الشيخ : اسمح لي هذا تعلمه هذه كليش نعرفها نحن لكن من أين جئت بهذا ؟ اسمح لي نحن آنفا ذكّرناك ببعض النّصوص أنّ الإيمان يزيد و ينقص فأنت تخلّصت من هذه الحجج القرآنيّة بأن تقول الإيمان تعريفه كذا و كذا هذا تعريف للإيمان العقلي المنطقي فقط أمّا الإيمان الّذي ذكره الله عزّ و جلّ فهذا له صفة أخرى ثمّ أنت لا تذهب بعيدا و ما أظّنك أنّك أنت قلت في قلبك لمّا أضفت كلمة كلّيّا و اتّفقنا على حذفها معناها أنت تقول بأن المؤمن زاد إيمانه ظهر أثره في عمله لكن إيش قلت ؟ مش كلّيّا إذا هذه الآثار الّتي تظهر في عمل الإنسان هو من آثار إيمانه و إذا كنت تريد أن تبحث في الموضوع منطقيّا و عقليّا أخي الإيمان كما تعلم ليس شيئا مادّيّا هو كهذا النّور لو سلّطت في هذا المكان أنوار و أنوار فالنّور يقبل الزّيادة و يقبل الزّيادة فأنت مثلا حينما تسمع خبرا من شخص تثق به صدّقته لكن هذا التّصديق يقبل القلقلة أليس كذلك ؟

السائل : نعم إذا كان من غير المعصوم .

الشيخ : ما يحتاج إلى شرط , أنا أقول لك شخص و أنت بتقول معصوم ما فيه معصوم الآن ثمّ سمعت هذا الخبر من شخص آخر هذا التّصديق الّذي كان من قبل ما الّذي حصل في قلبك ؟ بقي كما هو ؟

السائل : تصديق أيضا .

الشيخ : نعم ؟

السائل : تصديق أيضا .

الشيخ : ما أجبتني .

السائل : تصديق تصديق .

الشيخ : لا لا ليس هذا سؤالي قلت لك بقي كما هو ؟ قل نعم قل لا .

السائل : يعني زاد تقصد أنّه زاد عن السّابق نعم تأكّد .

الشيخ : نعم أقصد زاد عن السّابق أم لا ؟

السائل : تأكّد .

الشيخ : طيّب , جاءك ثالث و رابع و عاشر و عشرون .

السائل : تأكّد .

الشيخ : أي هذا هو الإيمان الّذي يزيد و بالعكس ينقص .

السائل : بارك الله فيك يا شيخ بس أنا المقصود أنّه الإيمان لغة و شرعا يعني هل لديكم أو لدى فضيلتكم تعريفا للإيمان غير الّذي عرّفته ؟

الشيخ : حتما .

السائل : تفضّل .

الشيخ : الآيات الّتي ذكرناها .

السائل : على عيني و رأسي بس أريد تعريفا حتّى أستطيع أن أنقل عليه النّصوص .

الشيخ : يا أخي الإيمان بارك الله فيك التّعريف أمور اصطلاحيّة المهمّ أنت و أنا و كلّ مسلم أن يسلّم قلبه لما أخبر الله به أمّا شو التّعريف الّذي تضعه في الأمس القريب كنّا في بحث يشبه هذا فقلنا لأحدهم لا مشاحة في الاصطلاح , لا مشاحة في الاصطلاح فأنت وضعت تعريفا فيمكن لإنسان آخر أن يضع تعريفا آخر لكن المهمّ الآية الّتي تعلم ما في القلوب قلوب البشر , ماذا تقول عن إيمان المؤمنين يقبل الزّيادة أم لا ؟ يجب أن تقول نعم يقبل الزّيادة لأنّه هذا هو النّصّ القرآني بعد ذلك التّعريف الّذي لقّنته منذ صباك بدّك تعرضه على هذا النّصّ القرآني موش تعكس الموضوع تعرض النّصّ القرآني على التّعريف فإذا وافق هذا النّصّ التّعريف على الرّأس و العين قبلنا النّصّ و إذا لم يوافق رفضنا النّصّ من أجل التّعريف !! نحن نقول لك الآن من أين جئت بهذا التّعريف ؟ و أنا أقول لك مخالف للنّصّ القرآني التّعريف يقول الإيمان لا يقبل الزّيادة و أنّه إن نقص منه ذرّة و أنا موافق لك لأنّك تحكي عقلا لكن الشّرع يخبرنا بما لا نعلم نحن فيقول أنّ الإيمان يزيد فلماذا أنت لا تقول بقول الله عزّ و جلّ ما الّذي يصدّك عن ذلك ؟

السائل : الحقيقة أنّني أقول بقول الله و لا أخالف قول الله إن شاء الله إنّما جاء في تعريف الرّسول عليه الصّلاة و السّلام للإيمان بالزّيادة و نّقصانه ما يفيد تعلّقه بالعمل فأقول أنّه إن تعلّق بالعمل فإنّه يزيد و ينقص العمل يعني ما يتبع الإيمان من عمل و لذلك الرّسول عليه الصّلاة و السّلام يقول: ( لا يزني الزّاني حين يزني و هو مؤمن و لا يشرب الخمر شاربها حين يشربها و هو مؤمن ) .

الشيخ : ألهمك الله الحجّة عليك .

السائل : بارك الله فيك .

الشيخ : هل كفر الزّاني ؟

السائل : لا إلاّ في ساعة أن غاب عن ذهنه اتّصاله بالله .

الشيخ : أنا بيهمّني استثناء . في تلك السّاعة كفر؟

السائل : لا . يعني ابتعد عن الإيمان في عمله .

الشيخ : يا أخي أنت جبت الحجّة عليك و لا تستعجل ( لا يزني الزّاني حين يزني و هو مؤمن ) أي ليس مؤمنا حين يزني .

السائل : نعم .

الشيخ : و إذا قلت بأنّ الإيمان لا يقبل الزّيادة و النّقصان حتّى على هذا الزّاني في تلك اللّحظة أنّه غير مؤمن . نحن لا نقول هيك . لأنّنا نقول الإيمان يزيد و ينقص فهو لو كان إيمانه كاملا ما زنى , ما سرق , ما نهب إلى آخره أمّا بتقول هو كافر هو كافر هو كافر و لن تجد وسيلة لتخرج من هذا المأزق الّذي ألقيت نفسك فيه إلاّ أن تقول برأي أهل السّنّة و الجماعة " الإيمان قول و عمل يزيد و ينقص " بيوصل إلى درجة إذا نقص ذهب لكن مو كلّ ناقص يعني ذهب و الآن هذا الحديث في الحقيقة من حجج أهل السّنّة و الجماعة الّذين يقولون أنّ الإيمان يزيد و ينقص فماذا يضيرك إذا تركت ذلك التّعريف جانبا و أنت تعلم بأنّ هذا التّعريف ما جاء في كتاب الله و لا في حديث رسول الله إنّما هو اصطلاح جماعة من المسلمين أليس كذلك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب فماذا يضرّك أن تدع هذا التّعريف جانبا و أن تقول بقول الله و أن تقول بقول رسول الله حتّى لا تقع في مثل هذه الورطة و هذه الورطة لها أمثلة و أمثلة عديدة جدّا أنّا أقول لك الآن: ( لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ) شو رأيك هذا كافر الّذي لا أمانة له .

السائل : أقول ليس كافرا .

الشيخ : لكن هو قال لا إيمان .

السائل : أي أنّه من توابع إيمانه نقص .

الشيخ : لماذا لا تقول إيمان كامل و ناقص وكلما

السائل : لو نقص كفر .

الشيخ : يا أخي بارك الله فيك أنت لا تزال الآن ما تؤاخذني و يمكن الجماعة الآن بيؤاخذوننا أنّنا استطردنا كثيرا .أنت لا تزال تحنّ لمذهبك القديم أنّه شو الإيمان ؟ يا أخي هذا الإيمان و هلا التّعريف الّذي أنت جئت به أنا أقول مثلا أنا كفرت به هل كفرت ؟

السائل : لا طبعا ما تكفر .

الشيخ : لكن الّذي ينكر النّصّ القرآني بيكفر .

السائل : صحيح .

الشيخ : فإذا شو بيقولوا , الّذي ما بدّو يشوف منامات مكربة لا ينام بين القبور. هذا التّعريف ما دام ما جاءنا لا عن الله و لا عن الرّسول تركناه جانبا و نتمسّك بالنّصوص من الكتاب و السّنّة ما فيها إشكال إلاّ إذا حنّيت لمذهبك القديم و نحن افترضنا الآن أن نترك هذا جانبا الآن أنا أسألك .

السائل : تفضّل .

الشيخ : هذا التّعريف هل هو متّفق عليه بين المسلمين أو هو رأي من آراء مذهبين ؟

السائل : و الله لا أعلم أنا أحدا اختلف على هذا التّعريف .

الشيخ : الله أكبر .

السائل : لا أعلم أي مبلغ علمي و لذلك سألت فضيلتكم عن تعريف آخر .

الشيخ : كويّس , جميل , لماذا لا تعرف ألا تعلم أنّ هذا هو مذهب الماتريديّة و مذهب الأشاعرة يختلف عنهم و أنّ الأشاعرة يقولون الإيمان يزيد و ينقص زيادته بالطّاعة و نقصانه بالمعصية لماذا لا تعرف هذا ؟

السائل : لماذا جلست معكم ؟ حتّى أعرف .

الشيخ : جزاك الله خيرا .

السائل : أرجو أن تعرّفنا .

الشيخ : نشكر لطفك على كلّ حال أنا أستغرب أنّك أنت مبيّن أنّك دارس لكن لماذا درست مذهبا و تركت المذهب الآخر ؟ و هذا مشهور جدّا مذهبان الماتريديّة و الأشاعرة غير مذهب أهل الحديث , فالماتريديّة هذا هو رأيهم هذا هو تعريفهم للإيمان أمّا الأشاعرة و معهم أهل الحديث فهم يقولون الإيمان يزيد و ينقص زيادته الطّاعة ونقصانه المعصية شو بدّك بقى تعريف من عندي أنا ما آتي بشيء من عندي حسبك القرآن حسبك الحديث الّذي أنطقك الله به و قامت الحجّة به عليك و حسبك الحديث الّذي أوردته لك الآن فاضطررت أنت أن تؤوّله على ضوء تحن مذهبك القديم ( لا إيمان لمن لا أمانة له ) لا إيمان يا أخي أمال نقول لا إيمان كاملا ما الّذي يمنعك بأن تقول بهذا ؟.

السائل : المسالة سيدنا موش أنا عايز أحنّ لمذهبي القديم و لكنّه سماع و علم أخذناه عن المشائخ أمثال الشيخ ابن تيمية رحمة الله عليه .

الشيخ : لا لا أبدا أنت واهم تماما ابن تيميّة يقول هذا الكلام أعوذ بالله .

السائل : يقول أنّ الإيمان هو التّصديق الجازم المطابق للواقع .

الشيخ : معليش يا أخي لكن الإيمان هذا قلت أنا موافق معك لكن لا عم بتعرّف الإيمان الّذي جاء في الشّرع أعطي بالك , ابن تيميّة ألا يقول أنّ الإيمان يزيد و ينقص ؟

السائل : يقول نعم .

الشيخ : فإذا يا أخي بارك الله فيك أنت أخذت شيئا و تركت شيئا .

السائل : بارك الله فيك شكرا .

مواضيع متعلقة