بيان سنية التقارب في المجالس والنهي عن التفرق فيها .
A-
A=
A+
أبو ليلى : يا إخواننا يعني لو تكرمتم في بعض الأوراق عند صاحب البيت عشان تكتبوا الأسئلة إن شاء الله وبعض الإخوة سوف يلقي الأسئلة .
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد ! فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعوة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ؛ وبعد فإن هذا الجمع الطيب ـ إن شاء الله ـ يذكرني بسنة كريمة طالما أعرض عنها الناس في تجمعاتهم كلها إلا ما شاء الله تبارك وتعالى منها ، ذلك لأن هناك أحاديث صحيحة وواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تتجمع كلها على أن المسلمين كما أنه يجب عليهم أن يكونوا على قلب رجل واحد فكذلك يجب عليهم أن يتكتلوا وأن يتجمعوا في مكان واحد ، ليس هناك رجل أعلى من رجل ، وجالس أعلى من جالس وإنما هم سواء كما جاء في بعض الأحاديث ولو أن السند ضعيف لا يصح ( الناس سواسية كأسنان المشط ) ، فمن تلك الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى أصحابه متفرقين في المسجد قال لهم : ( ما لي أراكم عزين ) أي متفرقين أي تجتمعوا ولا تتفرقوا أي بأبدانكم لا تتفرقوا بأبدانكم ، لا تتفرقوا بظواهركم فإن الظاهر عنوان الباطن ، والظاهر يؤثر في الباطن صلاحا أو فسادا ؛ وأكد عليه الصلاة والسلام هذا المعنى النفسي الرائع في أحاديث أخرى منها وهو مما يجب أن نتنبه له لأن له علاقة ببعض الاجتماعات المفروضة على المسلمين في مساجدهم وهو اجتماعهم في صفوفهم التي يجب عليهم أن يكونوا فيها كما قال تعالى : (( كالبنيان المرصوص )) فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هديه وسنته أنه لا يشرع في الصلاة إماما بالناس خلفه إلا بعد أن يأمرهم بتسوية الصفوف ، وكان يسوي الصفوف ويهتم بتسويتها كالقداح ، وكان يؤكد لهم ذلك بأمر هام جدا فيقول لهم : ( سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة ) ، وفي رواية أخرى وهي صحيحة أيضا من حسن الصلاة ؛ لكن أعظم من ذلك هو قوله عليه الصلاة والسلام: ( لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) أي يضرب قلوب بعضكم ببعض بسبب الإخلال بهذا الأمر الواجب ألا وهو تسوية الصف ؛ فإذا كان هناك شخص متقدم وآخر متأخر فقد أخلوا بهذا الأمر النبوي الكريم ( لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) أي بين قلوبكم ؛ وأكثر من ذلك فستسمعون حديثا ليس له علاقة بالصف في الصلاة وإنما في الجلوس وليس كما سمعتم في الحديث الأول ، الجلوس في المسجد ، وإنما الجلوس في خارج المساجد بل خارج البلدة التي يقطنها الناس ويتفرقون بحكم واقعهم إلى مجالس عديدة وإنما ذلك في الصحراء في البرية في العراء كما يقول أبو ثعلبة الخشني رضي الله تعالى عنه قال : كنا إذا سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونزلنا تفرقنا في الشعاب والوديان ، حسب ما تيسر لهم يتفرقون ، أرض الله واسعة ؛ قال: فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم: ( إنما تفرقكم في الشعاب والوديان من عمل الشيطان ) تفرقكم حينما تنزلون في الشعاب والوديان إنما هو من عمل الشيطان ؛ قال أبو ثعلبة رضي الله عنه فكنا وهنا الشاهد : فكنا بعد ذلك إذا سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم سفرا ونزلنا واديا أو شعبا اجتمعنا حتى لو جلسنا على بساط لوسعنا ؛ هذا في الصحراء في البرية ؛ ولذلك فمن آداب لمجالس العلم التقارب بالأبدان حتى يكون ذلك تفائلا حسنا وسببا شرعيا لتقارب القلوب التي قد يكون ما بينها شيء من التنافر أو الاختلاف وذلك مما ينهى الشارع الحكيم عنه كما هو معلوم في كثير من آيات القرآن وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ ولذلك لا ينزعجن أحد من هذا التزاحم الطارئ واعلموا أنه أولا أمر مرغوب فيه مشروع كما سمعتم في هذه الأحاديث الصحيحة ؛ والأمر الثاني أن الوضع هو الذي أوحى لمثل هذا التزاحم الشديد ؛ وبعد هذه المقدمة لمثل هذه المناسبة الطيبة نذكر بشيء آخر وهو أن المعتاد في طلب العلم أن يجتمع بعض الناس الراغبين في التفقه في الدين حول رجل قد يكون أوتي شيئا من العلم أكثر من غيره فيتلقون ما عنده من العلم بالكتاب أو السنة أو الفقه أو شيء آخر من علوم الإسلام ؛ لكن هناك سبيل آخر في تلقي العلم قد نص الله تبارك وتعالى عليه في القرآن ونبه عليه الرسول عليه السلام في بعض الأحاديث الصحيحة أعني بذلك أعني بذلك تلقي العلم بطريقة السؤال والجواب كما قال الله عز وجل في الآية المعروفة : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وفي الآية الأخرى (( فاسأل به خبيرا )) وأكد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الوسيلة الشرعية في بعض الأحاديث النبوية كما جاء في سنن أبي داوود من رواية جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أرسل سرية للجهاد في سبيل الله فوقعت المعركة بين المسلمين وبين المشركين ثم أدركهم الليل فتفرقوا ونام كل فريق في مكانه ؛ أحد الصحابة حينما أصبح وجد نفسه قد احتلم وهو يعرف أنه يجب عليه الغسل ولكنه كان قد أصيب بجراحات في بدنه فكأنه تحرج من القيام بالواجب واجب الغسل ؛ فسأل من حوله لعلهم يجدون له رخصة في أن لا يغتسل خشية أن يصاب بسبب جراحته بمرض فسأل فقالوا: لا رخصة لك ولابد لك من الاغتسال ؛ فاغتسل الرجل وكان عاقبة هذا الاغتسال أن أصابته وارتفعت الحرارة به كما هو معلوم ، ثم كانت النتيجة أن الرجل مات ؛ فلما بلغ خبره إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم غضب غضبا شديدا وقال : ( قتلوه قاتلهم الله ) قتلوه أي كانوا سببا لقتله ، بسبب تلك الفتوى الجائرة الظالمة التي قالوا فيها لا يجوز لك إلا أن تغتسل ، فكان هلاكه في هذا الغسل ، قال عليه السلام : ( قتلوه قاتلهم الله ، ألا سألوا حين جهلوا ، فإنما شفاء العي السؤال ) ، إذا الجاهل له طريقتان في أن يتعلم ما يجب عليه من العلم ، الطريقة الأولى هي التي أشرنا إليها وهي طريقة الحلقات العلمية ؛ والطريقة الأخرى أن يسأل عما يهمه من أمر دينه ، وفي هذه الطريقة فائدة لا توجد في الطريقة الأولى ؛ لأن الطريقة الأولى في الحقيقة هي طريقة من يريد أن يمشي في طريق طلب العلم حتى يصبح كما يقال مشارا إليه بالبنان ؛ لكن ليس كل إنسان يستطيع أن يسلك هذا السبيل الذي قال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام : ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ) ، ليس كل إنسان يستطيع أن يسلك هذا الطريق المعتاد عند العلماء وطلبة العلم بينما الطريقة الأخرى تتيسر لكل إنسان وهي أنفع بالنسبة لعامة الناس ؛ لأنه قد يجلس الساعات الطويلة بل أيام كثيرة ، وربما أسابيع عديدة وهو يطلب العلم على النظام المعتاد فلا يأتي معه ما يجول في خاطره من أسئلة ، ما يتعرض له أثناء عمله وعلاقاته مع الناس المختلفي المذاهب والمشارب ، فلا يجد هناك مساغا للسؤال ؛ فكان من الحكمة البالغة أن شرع الله عزوجل هذه الطريق الأخرى هي طريقة السؤال والجواب ؛ على هذا نقول: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ونحن من طلاب العلم إن كان عندنا علم بما يرد إلينا من الأسئلة أجبنا وإلا سكتنا ونصف العلم لا أدري ؛ ولذلك فلا يثقل علي أن أقول في شيء سئلت عنه لا أدري ، وبالتالي لا يثقلن عليكم وتقولوا ها الشيخ ما يدري ، أشهدوا علي كما قال تعالى : (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) والآن تفضل شو ورد علينا من الأسئلة ؟
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )) (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا )) (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما )) أما بعد ! فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعوة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ؛ وبعد فإن هذا الجمع الطيب ـ إن شاء الله ـ يذكرني بسنة كريمة طالما أعرض عنها الناس في تجمعاتهم كلها إلا ما شاء الله تبارك وتعالى منها ، ذلك لأن هناك أحاديث صحيحة وواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تتجمع كلها على أن المسلمين كما أنه يجب عليهم أن يكونوا على قلب رجل واحد فكذلك يجب عليهم أن يتكتلوا وأن يتجمعوا في مكان واحد ، ليس هناك رجل أعلى من رجل ، وجالس أعلى من جالس وإنما هم سواء كما جاء في بعض الأحاديث ولو أن السند ضعيف لا يصح ( الناس سواسية كأسنان المشط ) ، فمن تلك الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى أصحابه متفرقين في المسجد قال لهم : ( ما لي أراكم عزين ) أي متفرقين أي تجتمعوا ولا تتفرقوا أي بأبدانكم لا تتفرقوا بأبدانكم ، لا تتفرقوا بظواهركم فإن الظاهر عنوان الباطن ، والظاهر يؤثر في الباطن صلاحا أو فسادا ؛ وأكد عليه الصلاة والسلام هذا المعنى النفسي الرائع في أحاديث أخرى منها وهو مما يجب أن نتنبه له لأن له علاقة ببعض الاجتماعات المفروضة على المسلمين في مساجدهم وهو اجتماعهم في صفوفهم التي يجب عليهم أن يكونوا فيها كما قال تعالى : (( كالبنيان المرصوص )) فقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هديه وسنته أنه لا يشرع في الصلاة إماما بالناس خلفه إلا بعد أن يأمرهم بتسوية الصفوف ، وكان يسوي الصفوف ويهتم بتسويتها كالقداح ، وكان يؤكد لهم ذلك بأمر هام جدا فيقول لهم : ( سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة ) ، وفي رواية أخرى وهي صحيحة أيضا من حسن الصلاة ؛ لكن أعظم من ذلك هو قوله عليه الصلاة والسلام: ( لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) أي يضرب قلوب بعضكم ببعض بسبب الإخلال بهذا الأمر الواجب ألا وهو تسوية الصف ؛ فإذا كان هناك شخص متقدم وآخر متأخر فقد أخلوا بهذا الأمر النبوي الكريم ( لتسوون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) أي بين قلوبكم ؛ وأكثر من ذلك فستسمعون حديثا ليس له علاقة بالصف في الصلاة وإنما في الجلوس وليس كما سمعتم في الحديث الأول ، الجلوس في المسجد ، وإنما الجلوس في خارج المساجد بل خارج البلدة التي يقطنها الناس ويتفرقون بحكم واقعهم إلى مجالس عديدة وإنما ذلك في الصحراء في البرية في العراء كما يقول أبو ثعلبة الخشني رضي الله تعالى عنه قال : كنا إذا سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونزلنا تفرقنا في الشعاب والوديان ، حسب ما تيسر لهم يتفرقون ، أرض الله واسعة ؛ قال: فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم: ( إنما تفرقكم في الشعاب والوديان من عمل الشيطان ) تفرقكم حينما تنزلون في الشعاب والوديان إنما هو من عمل الشيطان ؛ قال أبو ثعلبة رضي الله عنه فكنا وهنا الشاهد : فكنا بعد ذلك إذا سافرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم سفرا ونزلنا واديا أو شعبا اجتمعنا حتى لو جلسنا على بساط لوسعنا ؛ هذا في الصحراء في البرية ؛ ولذلك فمن آداب لمجالس العلم التقارب بالأبدان حتى يكون ذلك تفائلا حسنا وسببا شرعيا لتقارب القلوب التي قد يكون ما بينها شيء من التنافر أو الاختلاف وذلك مما ينهى الشارع الحكيم عنه كما هو معلوم في كثير من آيات القرآن وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ ولذلك لا ينزعجن أحد من هذا التزاحم الطارئ واعلموا أنه أولا أمر مرغوب فيه مشروع كما سمعتم في هذه الأحاديث الصحيحة ؛ والأمر الثاني أن الوضع هو الذي أوحى لمثل هذا التزاحم الشديد ؛ وبعد هذه المقدمة لمثل هذه المناسبة الطيبة نذكر بشيء آخر وهو أن المعتاد في طلب العلم أن يجتمع بعض الناس الراغبين في التفقه في الدين حول رجل قد يكون أوتي شيئا من العلم أكثر من غيره فيتلقون ما عنده من العلم بالكتاب أو السنة أو الفقه أو شيء آخر من علوم الإسلام ؛ لكن هناك سبيل آخر في تلقي العلم قد نص الله تبارك وتعالى عليه في القرآن ونبه عليه الرسول عليه السلام في بعض الأحاديث الصحيحة أعني بذلك أعني بذلك تلقي العلم بطريقة السؤال والجواب كما قال الله عز وجل في الآية المعروفة : (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وفي الآية الأخرى (( فاسأل به خبيرا )) وأكد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الوسيلة الشرعية في بعض الأحاديث النبوية كما جاء في سنن أبي داوود من رواية جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أرسل سرية للجهاد في سبيل الله فوقعت المعركة بين المسلمين وبين المشركين ثم أدركهم الليل فتفرقوا ونام كل فريق في مكانه ؛ أحد الصحابة حينما أصبح وجد نفسه قد احتلم وهو يعرف أنه يجب عليه الغسل ولكنه كان قد أصيب بجراحات في بدنه فكأنه تحرج من القيام بالواجب واجب الغسل ؛ فسأل من حوله لعلهم يجدون له رخصة في أن لا يغتسل خشية أن يصاب بسبب جراحته بمرض فسأل فقالوا: لا رخصة لك ولابد لك من الاغتسال ؛ فاغتسل الرجل وكان عاقبة هذا الاغتسال أن أصابته وارتفعت الحرارة به كما هو معلوم ، ثم كانت النتيجة أن الرجل مات ؛ فلما بلغ خبره إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم غضب غضبا شديدا وقال : ( قتلوه قاتلهم الله ) قتلوه أي كانوا سببا لقتله ، بسبب تلك الفتوى الجائرة الظالمة التي قالوا فيها لا يجوز لك إلا أن تغتسل ، فكان هلاكه في هذا الغسل ، قال عليه السلام : ( قتلوه قاتلهم الله ، ألا سألوا حين جهلوا ، فإنما شفاء العي السؤال ) ، إذا الجاهل له طريقتان في أن يتعلم ما يجب عليه من العلم ، الطريقة الأولى هي التي أشرنا إليها وهي طريقة الحلقات العلمية ؛ والطريقة الأخرى أن يسأل عما يهمه من أمر دينه ، وفي هذه الطريقة فائدة لا توجد في الطريقة الأولى ؛ لأن الطريقة الأولى في الحقيقة هي طريقة من يريد أن يمشي في طريق طلب العلم حتى يصبح كما يقال مشارا إليه بالبنان ؛ لكن ليس كل إنسان يستطيع أن يسلك هذا السبيل الذي قال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام : ( من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ) ، ليس كل إنسان يستطيع أن يسلك هذا الطريق المعتاد عند العلماء وطلبة العلم بينما الطريقة الأخرى تتيسر لكل إنسان وهي أنفع بالنسبة لعامة الناس ؛ لأنه قد يجلس الساعات الطويلة بل أيام كثيرة ، وربما أسابيع عديدة وهو يطلب العلم على النظام المعتاد فلا يأتي معه ما يجول في خاطره من أسئلة ، ما يتعرض له أثناء عمله وعلاقاته مع الناس المختلفي المذاهب والمشارب ، فلا يجد هناك مساغا للسؤال ؛ فكان من الحكمة البالغة أن شرع الله عزوجل هذه الطريق الأخرى هي طريقة السؤال والجواب ؛ على هذا نقول: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ونحن من طلاب العلم إن كان عندنا علم بما يرد إلينا من الأسئلة أجبنا وإلا سكتنا ونصف العلم لا أدري ؛ ولذلك فلا يثقل علي أن أقول في شيء سئلت عنه لا أدري ، وبالتالي لا يثقلن عليكم وتقولوا ها الشيخ ما يدري ، أشهدوا علي كما قال تعالى : (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )) والآن تفضل شو ورد علينا من الأسئلة ؟
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 218
- توقيت الفهرسة : 00:00:40
- نسخة مدققة إملائيًّا