الشيخ : حتى صار فقها متبعا في كتب الفقه أن السّاقي حين يدخل يبدأ بكبير القوم ثم بمن عن يمينه وهنا الملاحظة العلمية , يحتجون بحديث البخاري المروي عن صحابيين أحدهما أنس بن مالك والآخر سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أُتي بلبن قد شيب بماء في قعب فشرب منه وكان عن يمينه أعرابي وفي رواية ابن عباس صغير السن وعن يساره مشايخ قريش أو مشيخة قريش ومنهم أبو بكر الصديق فالرسول لما شرب استأذن من كان عن يمينه أن يسقي من عن شماله قال: " والله يا رسول الله لا أوثر أحدا بفضلة شرابك " فأعطاه وقال: ( الأيمن فالأيمن ) وفي رواية ( الأيمنون فالأيمنون فالأيمنون ) انتهى الحديث يأخذون من هذا الحديث أن السّاقي بدأ بالرسول إذا هكذا السنة كان يمكن تسليك وتمشية هذا الاستدلال لو أن الحديث كان في كل رواياته هكذا ! لكن في كل من الروايتين عن أنس وعن سهل زيادة هامة جدا وهي كما يقولون اليوم في لغة العصر الحاضر تضع النقاط على الحروف و تجلي القصة تماما الزيادة هي " استسقى رسول الله فأتي " الفرق بين الرواية المزيد عليها وبين الزيادة فرق جوهري جدا بناء على الرواية الأولى إذا وقف الواقف عندها وسئل بالنسبة للرواية الأخرى زيادة الرواية الجواب يختلف تماما لماذا بدأ الساقي برسول الله لأنه استسقى هكذا يقول: استسقى رسول الله صلى الله عليه فأتي إذا ما يصح الاستدلال بالحديث أن السنة بالنسبة للساقي أن يبدأ بكبير القوم إن كان كبير القوم أو صغير القوم طلب فيبدأ به أما إن كان هو الساقي يريد أن يسقي جميع القوم فيبدأ بمن عن يمينه هذا نص لا يقبل الجدل إطلاقا والذي قال بخلافه يعذر لأنه لم يقف على الزيادة والزيادة بلا شك صحيحة في البخاري ثم التفقه في القصة هذه تؤكد هذه الزيادة تماما انظروا الآن بلاش زيادة " أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " إلى آخر القصة لما شرب وبقي في القعب بقية سؤر أراد أن يسقي إلى آخر القصة فالرسول سقى من كان على يمينه و اعتذر خاصة في بعض الروايات إنه عمر عم يراقب الوضع عمر وما أدراك ما عمر في الحساسية التي كانت عنده والنباهة فكأنه أعطاه الجواب أنه أنت لا تلومني بدأت بالصغير أو بالأعرابي الأيمن فالأيمن شرع هذا الآن عمر بن الخطاب حينما أعطى الكأس لابن عباس هو السّاقي فلو كانت القاعدة التي يقولها بعض العلماء والمشايخ أنه يبدأ بكبير القوم كان لازم يبدأ بأبي بكر فإذًا هو نفسه ما طبق هذه القاعدة هذا يؤكد بأن البدء بالرسول ما كان لأنه كبير القوم وهو كبيرهم ولا شك وإنما لأنه كان الساقي هذه واحدة , والأخرى أن الإسلام كما هو معلوم من كل تشريعاته هي عملية ما هي نظرية فالربط في الإسقاء من الساقي بكبير القوم فيه حرج خاصة أن عادة ساقي القوم كما هو مشاهد الآن في البلاد العربية ما يكون عالما ولا يكون فقيها وإنما يكون من عامة الناس فاللّي بدو يبدأ بكبير القوم خاصة إذا كثروا و تنوعت أسنانهم ومنازلهم ومراتبهم الاجتماعية و إلى آخره , هذا الرجل بدو يقع في حيصة بيصة هذا ثانيا , وثالثا كثيرا ما يتعارض كبير القوم مع منزلة القوم يعني مثلا حاكم من الحكام الذي ابتليت به كثير من الدول الإسلامية أو موظف كبير من الشباب حضر في مجلس وفيه كبار العلماء والصلحاء إلى آخره لكن هذا الدرويش المسكين ما راح يبدأ بهدول راح يبدأ بذاك الموظف الكبير ! هذا يشبه تماما موضوع القيام بالنسبة للذين أجازوه لمن ؟ قالوا للعالم للملك الصالح وللصالحين وإلى آخره هات طبقها بقى وين الملوك الصالحين وأين الصالحين حتما لو كان ملك من أفسق الفاسقين يبدؤوا به يقوموا له يعني يمكن يدخل رجل صالح صعلوك درويش لا اسم له لا صيت ما أحد يتحرك له , فصار القول بجواز القيام للملك الصالح للعالم إلى آخره ذريعة و وسيلة للقيام للفاسقين وهكذا هذه مسألة إيش البدء بكبير القوم أقول أنا بمثل المناسبة هذه هذا الساقي لازم يكون ابن خلدون زمانه حتى يعرف منازل الناس وأسنانهم هذا اسمه تعليق بالمحال شو السنة يا أخي الأيمن فالأيمن ، هاه دخل من هنا والله كبير صغير يالله على الماشي هكذا دين الله يسر ولا عسر فيه .

السائل : لو قالوا مثلا لنا بإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد أن يعطي مشيخة قريش وهم عن شماله لو أذن ابن عباس فيقولون مثلا نحن نبدأ بالكبار ولو كانوا على الشمال لأنه أصلا ما فيه أحد في المجلس يتقدمهم أو تطيب نفسه أنه ما يبدء لهم لو استدلوا بهذا ؟

الشيخ : ما فهمت أنا ماذا يقولون لماذا لم يبدأ الرسول بمشايخ قريش ؟

السائل : لأن ابن عباس لم يأذن لهم ؟

الشيخ : قبل قبل لم يأذن الرسول بدأ بمن ؟

السائل : بابن عباس لأنه عن يمنيه .

الشيخ : ليش ؟

السائل : لأنه على يمنيه .

الشيخ : طيب هل هم يفعلون كذلك !

السائل : يقولوا لك نحن يمكن نبدأ باليمين لكن لن تطيب نفسهم ... .

الشيخ : هل هم اتخذوا قاعدة حتى إذا وقعوا في مثل هذه المشكلة يلاقوا لها مخرج .

السائل : قد ما... .

الشيخ : من هنا الجواب يا أخي يبدأ من هنا هل طبقوا القاعدة وبعدين وقعوا في مثل مشكلة اللي وقع فيها الرسول عليه السلام هذا كله دوبلة أسميها أنا لعب ليه ؟ لأن هذه الجزئية هذه تعالج بطريقة أو بأخرى لكن ما هي القاعدة أن يبدأ الساقي بكبير القوم أم بيمنه هنا بقى النقطة تبدأ من هنا فإذا قالوا لا بيمينه مشينا اتفقنا يجيبوا لنا الصورة هذه راح نقول هذا يميني أنا صغير القوم وهذا كبير القوم تأذن لي أن أسقي فلانا قال: نعم طيب سقيت لك وبعدك مني يجي اللي على اليمين ولا اللي هون هو أذن بالنسبة لك طيب لكن ما يأذن أنه يمشي دور إذّا بدو ينزل للقضية على أين؟ على اليمين إذا صار في عندنا جوابان الآن الجواب الأول نرجع للقاعدة هل نحن آمن بها وطبقناها عمليا الحمد لله الجواب الثاني مثل هذه المشكلة تعالج بالاستئذان فإن أذن فبها إن لم يأذن مشينا على القاعدة إن أذن ما تطرد تتسلسل على العكس لا . تقف عند المأذون له فقط أظن هذا هو الجواب .