بيان بعض شروط لا إله إلا الله ، ومنها القيام بالأعمال الصالحة .
A-
A=
A+
الشيخ : من كلمات بعض السلف حول هذه الكلمة الطَّيِّبة أن لا إله إلا الله لا شك أنها مفتاح الجنة ، لكن المفتاح إذا لم يكن له أسنان فلا يصلح لفتح الباب ، فلا بد من أن نجعلَ لهذه المفتاح أسنانًا ، وهذه الأسنان هي الأعمال الصالحة ، لهذا بدأت كلمتي بالآية السابقة : (( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )) ، لا نقف عند خاتمة الآية : (( وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )) ؛ لأننا - كما قلنا والحمد لله - عرفنا التوحيد - إن شاء الله - ، وعرفنا الشرك الذي ينافيه ويُباينه ، لكننا قد نكون مقصِّرين في القيام بكثير من الأعمال الصالحة ، فعلينا إذًا أن نحمِلَ أنفسَنا على العمل الصالح بكلِّ أنواعه سواءٌ كان إيجابيًّا - أي : من الطاعات والعبادات - ، أو كان سلبيًّا - أي : بالانتهاء عن المحرَّمات - ؛ كما قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( ما أمَرْتُكم به من شيءٍ فَأْتوا منه ما استطعتم ، وما نهيتُكم عنه فاجتنبوه ) ، أي : كله .
وهنا لا بد من وقفةٍ قصيرة ؛ يدخل في هذه المناهي هي الأخلاق السيئة التي يُبتلى بها كثيرٌ من الناس حتَّى ولو كانوا من الصالحين ؛ بغضِّ عن النظر عن كون عقيدتهم صحيحةً أو لا ، فنحن نُبتلى - معشر المسلمين - في كثير من الأحيان بأن نقعَ في أعراض الناس ، وأن نتكلَّم فيهم تارةً بحقٍّ فتكون غيبةً ، وتارةً بباطل فتكون بهتًا وافتراءً محضًا ، وهذا كما تعلمون في الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الغيبة ، وحرَّمها أشد التحريم بعد نهي القرآن عن ذلك ، فلما سُئل - عليه السلام - عن الغيبة ما هي ؟ قال : ( ذكرُك أخاك بما يكره ) . قالوا : يا رسول الله ، أرأيتَ إذا كان ما قلتُه كان فيه ؟ قال : ( إن قلتَ ما فيه فقد اغتَبْتَه ، وإن قلت ما ليس فيه فقد بهتَّه ) . أي : رميته بالبهتان عظيم . هذه نقطة يغفل عنها كثير من الصالحين فضلًا عن الآخرين ، وهنا تتدخَّل النفس الأمارة بالسُّوء ، فتسوِّغ وتحسِّن للمسلم الغيبة بحجَّة النصح ، وليس ذلك بسبيل النصح إطلاقًا ؛ لأن النصح يكون أن تأتي إلى الرجل الذي تستغيبه عادةً بينك وبين غيرك في مجلس أو في مجالس أن تأتيه وأن تنصحه في وجهه وليس أن تستغيبه ، وهذه نقطة حسَّاسة في الواقع يجب ألَّا نغفلَ عنها فنقع فيما حرَّم الله - تبارك وتعالى - .
أما التسرُّع في نقل الأخبار وهي أخبار باطلة صريحة يكفي في ذلك موعظةً = -- يرحمك الله -- = يكفي في ذلك موعظةً قولُ الله - تبارك وتعالى - : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) .
فهذا ممَّا أحبَبْتُ التذكير به ، وإيجاز ذلك أن نُعنى وأن نحمِلَ أنفسنا على العمل الصالح وأن نجتنب النواهي كلها ، وبخاصَّةٍ منها أن نحذَرَ أن نقع في الغيبة باسم النصيحة ؛ لأن هذا بابٌ يدخل الشيطان منه في قلوب كثيرٍ من الناس ، وطالما سمعنا وعندنا أمثلة ونماذج كثيرة وكثيرة جدًّا ؛ ولذلك فأنا أذكِّر نفسي وأذكِّركم بهذه الموعظة ؛ حتى نكون - إن شاء الله - مؤمنين حقًّا بكلمة التوحيد ، قائمين بحقوقها وواجباتها - إن شاء الله تبارك وتعالى - .
الحاضرون : جزاك الله خيرًا .
وهنا لا بد من وقفةٍ قصيرة ؛ يدخل في هذه المناهي هي الأخلاق السيئة التي يُبتلى بها كثيرٌ من الناس حتَّى ولو كانوا من الصالحين ؛ بغضِّ عن النظر عن كون عقيدتهم صحيحةً أو لا ، فنحن نُبتلى - معشر المسلمين - في كثير من الأحيان بأن نقعَ في أعراض الناس ، وأن نتكلَّم فيهم تارةً بحقٍّ فتكون غيبةً ، وتارةً بباطل فتكون بهتًا وافتراءً محضًا ، وهذا كما تعلمون في الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الغيبة ، وحرَّمها أشد التحريم بعد نهي القرآن عن ذلك ، فلما سُئل - عليه السلام - عن الغيبة ما هي ؟ قال : ( ذكرُك أخاك بما يكره ) . قالوا : يا رسول الله ، أرأيتَ إذا كان ما قلتُه كان فيه ؟ قال : ( إن قلتَ ما فيه فقد اغتَبْتَه ، وإن قلت ما ليس فيه فقد بهتَّه ) . أي : رميته بالبهتان عظيم . هذه نقطة يغفل عنها كثير من الصالحين فضلًا عن الآخرين ، وهنا تتدخَّل النفس الأمارة بالسُّوء ، فتسوِّغ وتحسِّن للمسلم الغيبة بحجَّة النصح ، وليس ذلك بسبيل النصح إطلاقًا ؛ لأن النصح يكون أن تأتي إلى الرجل الذي تستغيبه عادةً بينك وبين غيرك في مجلس أو في مجالس أن تأتيه وأن تنصحه في وجهه وليس أن تستغيبه ، وهذه نقطة حسَّاسة في الواقع يجب ألَّا نغفلَ عنها فنقع فيما حرَّم الله - تبارك وتعالى - .
أما التسرُّع في نقل الأخبار وهي أخبار باطلة صريحة يكفي في ذلك موعظةً = -- يرحمك الله -- = يكفي في ذلك موعظةً قولُ الله - تبارك وتعالى - : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) .
فهذا ممَّا أحبَبْتُ التذكير به ، وإيجاز ذلك أن نُعنى وأن نحمِلَ أنفسنا على العمل الصالح وأن نجتنب النواهي كلها ، وبخاصَّةٍ منها أن نحذَرَ أن نقع في الغيبة باسم النصيحة ؛ لأن هذا بابٌ يدخل الشيطان منه في قلوب كثيرٍ من الناس ، وطالما سمعنا وعندنا أمثلة ونماذج كثيرة وكثيرة جدًّا ؛ ولذلك فأنا أذكِّر نفسي وأذكِّركم بهذه الموعظة ؛ حتى نكون - إن شاء الله - مؤمنين حقًّا بكلمة التوحيد ، قائمين بحقوقها وواجباتها - إن شاء الله تبارك وتعالى - .
الحاضرون : جزاك الله خيرًا .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 79
- توقيت الفهرسة : 00:13:53
- نسخة مدققة إملائيًّا