تتمة كلمة الشيخ محمد عيد عباسي ، البند الرابع : وهو الدعوة إلى التحقيق العلمي الدقيق فيما نُسِبَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
A-
A=
A+
عيد عباسي : وهناك شيء رابع وهو : أنها تدعو إلى التحقيق في كلِّ ما نُسب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، الأساس الرابع يمكن أن نقول إنه التَّحقيق العلمي الدَّقيق في كل ما نُسب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ؛ فلا نروي حديثًا إلا بعد التأكد منه ، ولا نبني حُجةً إلا بعد التثبُّت منها ، لا نقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بما كنا متحقِّقين فعلًا أنه قاله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فالتنبُّه إلى ما يُروى وما ينقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وتحرِّي الصواب في أحاديثه - عليه السلام - هو أصل من أصول دعوتنا نفخر به وندعو الناس إليه ، ونعتقد أن كثيرًا من الضَّلالات إنما نشأت بسبب إهمال الناس هذا الأساس ، إنما أخذوا يروون ما هبَّ ودبَّ ، حينما أخذ العلماء يهتمُّون بعلم القصص وعلوم الكلام والعلوم الأخرى وتركوا علم الحديث وتركوا علم السنة ، هذا العلم الذي هو محور العلوم الإسلامية ، يحتاج إليه المُفسِّر ، ويحتاج إليه الفقيه ، ويحتاج إليه عالم التوحيد ، ويحتاج إليه عالم السيرة ، ويحتاج إليه العالم بالفرائض ، وما شابه ذلك ؛ لما ترك الناس التحقيق في هذه الأحاديث ومعروف أنه كان قد أدخل الزنادقة وأعداء الإسلام والجهلة والمغفَّلون كثيرًا من الأحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مع نهي شديد عن ذلك ، ومع تحذيره الشديد من الرواية من كلِّ ما يسمع الإنسان كما في قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( كفى بالمرء كذبًا أن يُحدِّث بكلِّ ما سمع ، ومن حدَّث عنِّي بحديثٍ يُرى أنه كذب ؛ فهو أحد الكاذبين ) ، فمثل هذه الأحاديث تنهى عن أن يروِيَ الإنسان شيئًا ليس متأكدًا من أنَّه - صلى الله عليه وسلم - قاله .
فالناس ابتدعوا بدعًا وضلُّوا الضلالات والفرق تنوَّعت وكثرت وتشعَّبت من أسباب ذلك كان تساهلهم في رواية الأحاديث الضعيفة والموضوعة ؛ لأن فيها معانيَ فاسدة ، فيها عقائد باطلة ، فيها أمور تنسف الإسلام من أساسه ، فالتحقيق لما يُروى عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما يُنقل عنها هو أصلٌ من الأصول ندعو الناس إليه ، ولنا الفخر في أننا - والحمد لله عز وجل - قد انتشر بسبب هذه الدعوة المباركة ، ولأستاذنا الجليل - حفظه الله وقوَّاه - فضلٌ كبير في ذلك ، كان من أثر هذه الدعوة أن انتشر في المسلمين اهتمام بعلم الحديث ، فأخذت حركة كبيرة تنتشر وتقوى يومًا بعد يوم في تحقيق الحديث ، فصرت ترى في الكتب : هذا الحديث رواه فلان ، هذا الحديث رواه فلان ، صحيح ، حسن ؛ بسبب الملاحقة التي يُلاحق بها السلفيون هؤلاء ، وهذا أثر طيِّب من نتائجه أن تتصفَّى كل المعارف الإسلامية بالتدريج وأن يُزال منها ما كان بعيدًا عن الإسلام وما كان دخيلًا عليه ، هذا أصل رابع ومهم .
فالناس ابتدعوا بدعًا وضلُّوا الضلالات والفرق تنوَّعت وكثرت وتشعَّبت من أسباب ذلك كان تساهلهم في رواية الأحاديث الضعيفة والموضوعة ؛ لأن فيها معانيَ فاسدة ، فيها عقائد باطلة ، فيها أمور تنسف الإسلام من أساسه ، فالتحقيق لما يُروى عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وما يُنقل عنها هو أصلٌ من الأصول ندعو الناس إليه ، ولنا الفخر في أننا - والحمد لله عز وجل - قد انتشر بسبب هذه الدعوة المباركة ، ولأستاذنا الجليل - حفظه الله وقوَّاه - فضلٌ كبير في ذلك ، كان من أثر هذه الدعوة أن انتشر في المسلمين اهتمام بعلم الحديث ، فأخذت حركة كبيرة تنتشر وتقوى يومًا بعد يوم في تحقيق الحديث ، فصرت ترى في الكتب : هذا الحديث رواه فلان ، هذا الحديث رواه فلان ، صحيح ، حسن ؛ بسبب الملاحقة التي يُلاحق بها السلفيون هؤلاء ، وهذا أثر طيِّب من نتائجه أن تتصفَّى كل المعارف الإسلامية بالتدريج وأن يُزال منها ما كان بعيدًا عن الإسلام وما كان دخيلًا عليه ، هذا أصل رابع ومهم .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 61
- توقيت الفهرسة : 00:22:50
- نسخة مدققة إملائيًّا