هل يجوز ضرب التلميذ تأديبا له ؟
A-
A=
A+
السائل : ما حكم الشرع في العقاب البدني الذي يمارسه المربون ، أي معلمو المدارس ، وذلك من أجل تقويم سلوك الطلاب ؟
الشيخ : ليتهم يفعلون ذلك ، فيما جاء به الشرع ويجتنبون ذلك فيما لم يأت به الشرع ، حيث إنهم لا يضربون الأولاد ، على تركهم الصلاة ، بل على العكس من ذلك يعاقب المعلم لأنه ضرب الولد ولو كان تاركا للصلاة ، لا نرى نحن أن تستعمل وسيلة الضرب ، كمبدأ عام للتربية ، لأن التربية لا تقوم على الشدة ، وموضوع الضرب في الواقع نستطيع أن نجعله كأمر خاص ، لقوله عليه السلام: ( مروا أولادكم بالصلاة ، وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها ، وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع ) ، فلا يجوز للوالد وله من السلطة على ولده ، ما ليس للمعلم ، من السلطة على تلميذه ، وذلك أمر واضح في بعض النصوص الشرعية منها ، ما نحن في صدده ( مروا أولاكم بالصلاة وهم أبناء سبع ) ، فهل يجوز ضرب الولد ، الذي بلغ السابعة والثامنة والتاسعة وهو لا يصلي ؟ الجواب: لا. هل يجوز ضربه لغير ذلك مما هو دون الصلاة ؟ الجواب: كلا ، وليس لا ، بل كلا ... الذي ليس له هذه السلطة على تلميذه ، أن يضربه الجواب لا ، ومن سلطة الوالد على الولد ، والشيء بالشيء يذكر ، قوله عليه السلام: ( لا يقاد الوالد بولده ) ، يعني إذا والد ركب أحموقته وقتل فلذة كبده ، فهل يقتل به ؟ قال عليه السلام: ( لا يقاد )، لا يقاصص الوالد بولده ، والعكس بالعكس ، إذا الولد قتل والده ، لو كان في الشرع أن يقتل مرتين لرأينا ذلك ، ولكن لا يمكن أن يقتل لأنه لا يحي ذلك لحق الوالد على الولد ، فاختلف الأمر ، الوالد إذا قتل ولده ، لا يجوز أن يقاد به ، أما الولد إذا قتل والده ،فيقتل به ، فإذن المعلم في الواقع يحب أن يلتزم القاعدة ، في تربية تلامذته وأنا أشعر حينما أتكلم بهذا الكلام ، بما سبق بيانه آنفا ، أن لكل قاعدة مستثنيات ، أي ممكن أن نتصور أن ولدا هو أو تلميذا هو صورته صورة الآدميين ، لكن طبعه وخلقه ، طبيعة الحيوانات غير الناطقة ، وأنه لا يفيد فيه ، لا توجيه ، ولا تأنيب ولا قرع سمعه بالقول الغليظ ، فلا يفيد إلا الضرب حينئذ نقول: يجوز للمعلم ، استعمال الضرب الغير المبرح غير المؤذي ، وبشرط واحد ، قلما أستطيع أن أتصور تحققه في عامة الأساتذة أو المعلمين ، إلا من شاء الله منهم ، ما هو هذا الشرط . أن يكون تأديبه ضربه إياه القصد تأديبه ، وليس أن يروي غيظ قلبه فيه ، هكذا ممكن أن يقال بالجواز ، نعم .
الشيخ : ليتهم يفعلون ذلك ، فيما جاء به الشرع ويجتنبون ذلك فيما لم يأت به الشرع ، حيث إنهم لا يضربون الأولاد ، على تركهم الصلاة ، بل على العكس من ذلك يعاقب المعلم لأنه ضرب الولد ولو كان تاركا للصلاة ، لا نرى نحن أن تستعمل وسيلة الضرب ، كمبدأ عام للتربية ، لأن التربية لا تقوم على الشدة ، وموضوع الضرب في الواقع نستطيع أن نجعله كأمر خاص ، لقوله عليه السلام: ( مروا أولادكم بالصلاة ، وهم أبناء سبع ، واضربوهم عليها ، وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع ) ، فلا يجوز للوالد وله من السلطة على ولده ، ما ليس للمعلم ، من السلطة على تلميذه ، وذلك أمر واضح في بعض النصوص الشرعية منها ، ما نحن في صدده ( مروا أولاكم بالصلاة وهم أبناء سبع ) ، فهل يجوز ضرب الولد ، الذي بلغ السابعة والثامنة والتاسعة وهو لا يصلي ؟ الجواب: لا. هل يجوز ضربه لغير ذلك مما هو دون الصلاة ؟ الجواب: كلا ، وليس لا ، بل كلا ... الذي ليس له هذه السلطة على تلميذه ، أن يضربه الجواب لا ، ومن سلطة الوالد على الولد ، والشيء بالشيء يذكر ، قوله عليه السلام: ( لا يقاد الوالد بولده ) ، يعني إذا والد ركب أحموقته وقتل فلذة كبده ، فهل يقتل به ؟ قال عليه السلام: ( لا يقاد )، لا يقاصص الوالد بولده ، والعكس بالعكس ، إذا الولد قتل والده ، لو كان في الشرع أن يقتل مرتين لرأينا ذلك ، ولكن لا يمكن أن يقتل لأنه لا يحي ذلك لحق الوالد على الولد ، فاختلف الأمر ، الوالد إذا قتل ولده ، لا يجوز أن يقاد به ، أما الولد إذا قتل والده ،فيقتل به ، فإذن المعلم في الواقع يحب أن يلتزم القاعدة ، في تربية تلامذته وأنا أشعر حينما أتكلم بهذا الكلام ، بما سبق بيانه آنفا ، أن لكل قاعدة مستثنيات ، أي ممكن أن نتصور أن ولدا هو أو تلميذا هو صورته صورة الآدميين ، لكن طبعه وخلقه ، طبيعة الحيوانات غير الناطقة ، وأنه لا يفيد فيه ، لا توجيه ، ولا تأنيب ولا قرع سمعه بالقول الغليظ ، فلا يفيد إلا الضرب حينئذ نقول: يجوز للمعلم ، استعمال الضرب الغير المبرح غير المؤذي ، وبشرط واحد ، قلما أستطيع أن أتصور تحققه في عامة الأساتذة أو المعلمين ، إلا من شاء الله منهم ، ما هو هذا الشرط . أن يكون تأديبه ضربه إياه القصد تأديبه ، وليس أن يروي غيظ قلبه فيه ، هكذا ممكن أن يقال بالجواز ، نعم .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 306
- توقيت الفهرسة : 00:00:33
- نسخة مدققة إملائيًّا