باب اللِّعان ، شرح حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - : ( إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُهَدَاءَ وَلَا شُفَعَاءَ ) .
A-
A=
A+
الشيخ : قال المؤلف - رحمه الله - : باب اللعان .
ثم روى بإسناده صحيح عن أبي الدرداء قال : قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُهَدَاءَ وَلَا شُفَعَاءَ ) .
في هذا الحديث الصحيح بيان أن الذين يُكثرون اللَّعن ، اللَّعَّانين هم الذين يُكثرون اللَّعن ، هم الذين جعلوا لعن الناس وغير الناس كالبهائم والجمادات ونحو ذلك ؛ فهم يُحرمون يوم القيامة أن يكونوا شهداء على الناس بما عملوا ، وأن يكونوا شفعاء - أيضًا - لأحبابهم وأصدقائهم .
في هذا الحديث إشارة إلى فوائد كثيرة :
أوَّلًا : أن صيغة اللَّعَّانين صيغة منتهى مبالغة ، وفي ذلك إشارة إلى أن الإنسان أحيانًا قد يلعن شيئًا وهو غير مستحقٍّ للَّعن ، وقد يكون من الصِّدِّيقين ومن الشهداء ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - نفى في هذا الحديث عن اللَّعَّانين - وهم الذين يبالغون ويكثرون من اللعن - أن يكونوا شهداء وشفعاء ... هذه الصيغة أنه لا يُنافي أن يكون المسلم مسلمًا مؤمنًا كامل الإيمان وصدِّيقًا وشهيدًا لا ينافي ذلك أن يقع منه بعض الهفوات من اللَّعن أحيانًا ، فالمبالغة في اللَّعن هي التي ذكر الرسول - عليه السلام - أن الذين يتصفون بهذه المبالغة لا يليق بهم أن يكونوا شهداء ولا شفعاء يوم القيامة .
ومن تلك الفوائد : إثبات الشفاعة في هذا الحديث لغير الرسل والأنبياء ، وهذه طبعًا منقبة يشارك فيها هؤلاء المؤمنون الصادقون الذين من صفاتهم أنَّهم لا يُكثرون اللَّعن هم يشاركون الأنبياء في الشفاعة للناس يوم القيامة ، وهذه منقبة عظيمة كما هو ظاهر واضح .
ومن ذلك - أيضًا - أننا إذا لاحظنا صيغة المبالغة اللَّعَّانين كذلك قلنا أنه لا يُنافي أن يصدر من أحدهم اللَّعن أحيانًا بغير حقٍّ ؛ وذلك لأنَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي هو أكمَلُ الناس قد كان يصدر منه أحيانًا شيءٌ من ذلك ، ولكن الله - تبارك وتعالى - لكي يجزل ويتمَّ عليه نعمته وأجره وثوابه قد ألهَمَه أن يدعوَ ربَّه فيقول : ( اللهم أيُّما رجل سبَبْتُه أو لعَنْتُه وهو غير أهلٍ لذلك فاجعَلْ ذلك رحمةً له وأجرًا ) . هذا فيه إشارة إلى أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد تغلب عليه صفة البشريَّة أحيانًا ، فيصدر منه ما لا يليق بمقام النبوَّة والرسالة ؛ ولذلك دعا ربه - عز وجل - أن يجعَلَ ما قد يصدر منه من وضع اللعنة في غير محلِّها خطأً أو غضبًا أن يقلب ذلك على مَن توجَّهت منه إليه اللعنة رحمةً له وزكاةً ؛ فإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقعَ له شيء من ذلك فالصِّدِّيقون الذين مرتبتهم دون شك دون مرتبة النبوَّة والرسالة أحقُّ أن يقعَ منهم شيء من ذلك ، ولكن لا يليق بهم أن يكثروا من ذلك ، فلأمرٍ ما جاءت الصيغة بالمبالغة : ( إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُهَدَاءَ وَلَا شُفَعَاءَ ) .
ثم روى بإسناده صحيح عن أبي الدرداء قال : قال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُهَدَاءَ وَلَا شُفَعَاءَ ) .
في هذا الحديث الصحيح بيان أن الذين يُكثرون اللَّعن ، اللَّعَّانين هم الذين يُكثرون اللَّعن ، هم الذين جعلوا لعن الناس وغير الناس كالبهائم والجمادات ونحو ذلك ؛ فهم يُحرمون يوم القيامة أن يكونوا شهداء على الناس بما عملوا ، وأن يكونوا شفعاء - أيضًا - لأحبابهم وأصدقائهم .
في هذا الحديث إشارة إلى فوائد كثيرة :
أوَّلًا : أن صيغة اللَّعَّانين صيغة منتهى مبالغة ، وفي ذلك إشارة إلى أن الإنسان أحيانًا قد يلعن شيئًا وهو غير مستحقٍّ للَّعن ، وقد يكون من الصِّدِّيقين ومن الشهداء ؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - نفى في هذا الحديث عن اللَّعَّانين - وهم الذين يبالغون ويكثرون من اللعن - أن يكونوا شهداء وشفعاء ... هذه الصيغة أنه لا يُنافي أن يكون المسلم مسلمًا مؤمنًا كامل الإيمان وصدِّيقًا وشهيدًا لا ينافي ذلك أن يقع منه بعض الهفوات من اللَّعن أحيانًا ، فالمبالغة في اللَّعن هي التي ذكر الرسول - عليه السلام - أن الذين يتصفون بهذه المبالغة لا يليق بهم أن يكونوا شهداء ولا شفعاء يوم القيامة .
ومن تلك الفوائد : إثبات الشفاعة في هذا الحديث لغير الرسل والأنبياء ، وهذه طبعًا منقبة يشارك فيها هؤلاء المؤمنون الصادقون الذين من صفاتهم أنَّهم لا يُكثرون اللَّعن هم يشاركون الأنبياء في الشفاعة للناس يوم القيامة ، وهذه منقبة عظيمة كما هو ظاهر واضح .
ومن ذلك - أيضًا - أننا إذا لاحظنا صيغة المبالغة اللَّعَّانين كذلك قلنا أنه لا يُنافي أن يصدر من أحدهم اللَّعن أحيانًا بغير حقٍّ ؛ وذلك لأنَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي هو أكمَلُ الناس قد كان يصدر منه أحيانًا شيءٌ من ذلك ، ولكن الله - تبارك وتعالى - لكي يجزل ويتمَّ عليه نعمته وأجره وثوابه قد ألهَمَه أن يدعوَ ربَّه فيقول : ( اللهم أيُّما رجل سبَبْتُه أو لعَنْتُه وهو غير أهلٍ لذلك فاجعَلْ ذلك رحمةً له وأجرًا ) . هذا فيه إشارة إلى أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد تغلب عليه صفة البشريَّة أحيانًا ، فيصدر منه ما لا يليق بمقام النبوَّة والرسالة ؛ ولذلك دعا ربه - عز وجل - أن يجعَلَ ما قد يصدر منه من وضع اللعنة في غير محلِّها خطأً أو غضبًا أن يقلب ذلك على مَن توجَّهت منه إليه اللعنة رحمةً له وزكاةً ؛ فإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقعَ له شيء من ذلك فالصِّدِّيقون الذين مرتبتهم دون شك دون مرتبة النبوَّة والرسالة أحقُّ أن يقعَ منهم شيء من ذلك ، ولكن لا يليق بهم أن يكثروا من ذلك ، فلأمرٍ ما جاءت الصيغة بالمبالغة : ( إِنَّ اللَّعَّانِينَ لَا يَكُونُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُهَدَاءَ وَلَا شُفَعَاءَ ) .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 8
- توقيت الفهرسة : 00:48:25
- نسخة مدققة إملائيًّا