دليل وجوب سؤال أهل العلم عند الجهل بالحكم .
A-
A=
A+
الشيخ : ولقد أكَّد رسولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في بعض الأحاديث الثابتة عنه هذا الأمر الإلهي ، وذلك في الحديث الذي أخرَجَه الإمام أبو داود في " سننه " من حديث جابر بن عبد الله الأنصاري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أرسل سريَّة طبعًا للجهاد في سبيل الله ، فالتقى المسلمون مع المشركين ، ولما وضعت الحربُ أوزارَها كانت النتيجة أن أحد الصحابة أُصِيبَ بجراحات في بدنه كثيرة ، ولما أصبح به الصباح تبيَّنَ أنه احتلم ؛ فوجب عليه الغسل ، وفيه تلك الجراحات ، فسأل مَن كان حوله ؛ أَيَجدونَ له رخصة في ألَّا يغتسل لِمَا به من تلك الجراحات ؟ فأجابوه بالنفي وأمروه بالغسل ، ولما كان هذا السَّائل الجريح مؤمنًا بالله ورسوله ، ومتجاوبًا مع النَّصِّ القرآني السابق : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ؛ فلم يسَعْه إلا أن يستجيبَ لفتوى من أفتاه ظنًّا منه أن الذين أفتَوه هم من العلماء الذين ينبغي أن يُسألوا وعليهم أن يُجيبوا ، ولكن الأمر تبيَّن فيما وراء ذلك أو بعد ذلك ؛ أن الذين أفتَوه لم يكونوا من أهل العلم ، تبيَّن ذلك بأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لما وصَلَه خبر هذا الجريح ، وأنه لما استجاب لفتوى المفتين الذين أمَرُوه بالاغتسال ؛ كان عاقبة أمره أنه مات بسبب هذه الفتوى الجائرة الظالمة ؛ لما بلغ خبره رسولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( قتلوه قاتلهم الله ! ) ، ( قتلوه ) أي : بفتواهم الجاهلة الجائرة الجاهلة ، ( قتلوه قاتلهم الله ! أَلَا سألوا حين جَهِلوا ؟! فإنما شفاء العيِّ السؤال ) .
الشاهد من هذا الحديث الجملة الأخير : ( فإنما شفاء العيِّ ) أي : الجهل ( السؤال ) ، فهذا الحديث يلتقي مع الآية التقاءً تامًّا : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، فطريقة التعلُّم بطريقة السؤال والإجابة عليه هي طريقة إسلامية صريحة ، بل وفي كثير من الأحيان تكون هذه الطريقة أفيَدَ بالنسبة للجماهير من الدروس والحلقات العلمية التي تُعقد في كثير من الأحيان في بعض المساجد أو في غيرها من الأماكن العلمية ؛ ذلك لأنَّ الدروس الخاصة إنما يهتمُّ بها مَن كان عنده رغبة في طلب العلم ، وأما جماهير الناس الذي ليس عندهم مثل هذه الرغبة فهم على الغالب لا يحضرون مثل تلك الجلسة ، فهؤلاء الأفيد والأنفع لهم والأوجب أن يسأل كلُّ منهم عمَّا يهمُّه من أمر دينه ؛ لهذا نقول : كلٌّ منكم يتوجَّه الآن بما عنده من سؤال تحريرًا حتى تُنظَّم الأسئلة وتُؤلَّف أو يُؤلَّف بينها حتى ما يذهب الوقت كثيرًا في الإجابة على أسئلة قد تكون متكرِّرة ؛ فليتفضَّل القارئ .
الشاهد من هذا الحديث الجملة الأخير : ( فإنما شفاء العيِّ ) أي : الجهل ( السؤال ) ، فهذا الحديث يلتقي مع الآية التقاءً تامًّا : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، فطريقة التعلُّم بطريقة السؤال والإجابة عليه هي طريقة إسلامية صريحة ، بل وفي كثير من الأحيان تكون هذه الطريقة أفيَدَ بالنسبة للجماهير من الدروس والحلقات العلمية التي تُعقد في كثير من الأحيان في بعض المساجد أو في غيرها من الأماكن العلمية ؛ ذلك لأنَّ الدروس الخاصة إنما يهتمُّ بها مَن كان عنده رغبة في طلب العلم ، وأما جماهير الناس الذي ليس عندهم مثل هذه الرغبة فهم على الغالب لا يحضرون مثل تلك الجلسة ، فهؤلاء الأفيد والأنفع لهم والأوجب أن يسأل كلُّ منهم عمَّا يهمُّه من أمر دينه ؛ لهذا نقول : كلٌّ منكم يتوجَّه الآن بما عنده من سؤال تحريرًا حتى تُنظَّم الأسئلة وتُؤلَّف أو يُؤلَّف بينها حتى ما يذهب الوقت كثيرًا في الإجابة على أسئلة قد تكون متكرِّرة ؛ فليتفضَّل القارئ .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 230
- توقيت الفهرسة : 00:04:11
- نسخة مدققة إملائيًّا