حاجتنا إلى تعلم الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ؟ مع بيان كيفية معرفة ما كانوا عليه .
A-
A=
A+
الشيخ : نحن الآن في حاجة لعديد من الوسائل والوسائط ، نحن الأن نكون بحاجة أن نعرف شيئا غير الكتاب والسنة ، وهو الذى ندندن دائما حوله ، وهو معرفة ما كان عليه سلفنا الصالح ، كيف نستطيع أن نعرف ما كان عليه سلفنا الصالح ؟ لا يمكننا إلا بواسطة : أولا : بالكتاب ، ثانيا : بالسنة ،ثالثا : بالآثار السلفية فنحن الآن لا نجد علماء بالعشرات يتقنون علم السنة ، فأين هؤلاء العلماء بالمئات والألوف يحسنون معرفة ما كان عليه سلفنا الصالح من الآثار التي خلفوها؟؟ لأنها قولا أو فعلا وتطبيقا منهم للكتاب والسنة . الآن فيه صعوبات كثيرة في طريق الدعاة اليوم حقا ، لم تكن هذه الصعوبات موجودة في القرون الأولى لقرب العهد من نزول الوحى على النبى صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم فإذن نحن اليوم في حاجة إلى مساعي ضخمة وواسعة جدا ، هذه المعاني لا يفكر فيها الدعاة الإسلاميون إسلاما عاما ، لا يعرفون أن هذا الإسلام اليوم يتطلب من المسلمين الخاصة دراسة علوم كثيرة وكثيرة جدا منها تتبع الآثار السلفية حتى يصونوا بها أنفسهم عن أن يكونوا فرقة من الفرق الضالة، كالمعتزلة والخوارج والمرجئة ونحو ذلك ، لأن هؤلاء ركبوا رؤوسهم وفسروا الآيات والآحاديث بعقولهم ولم يحاولوا ان يستعينوا بما كان عليه السلف الصالح ، مع ذلك هذه الفرق كانت قريبة العهد بالنسبة إلينا بينهم وبين الرسول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم مئتين سنة ثلاثمائة سنة ، الآن بيننا وبينه عليه السلام اربعة عشر قرنا . فإذن لتصفية العلم يحتاج الى زمن طويل وعريض ثم قرن التربية على هذا العلم أيضا يحتاج إلى جهود جبارة جدا ، فأين هذه العلماء بهذه الكثرة التي لا تتحقق الفكرة الصحيحة إلا بالعلم الصحيح ، ولا يكون هذا إلا كما شرحنا بالكتاب والسنة والآثار السلفية ، ثم أن يقترن مع هذا التعليم الصحيح التربية الصحيحة ، بدون هذا وهذا لا يمكن أن تقوم قائمة الدولة المسلمة التي يشترك فيها كل الدعاة الإسلاميين لفظا ويختلفون فيها منهجا وتطبيقا ، وأسهل شيء أن يقول القائل منهم نريد أن نقيم دولة إسلامية ولو كانوا لا يعرفون من الإسلام شيئا . هناك نكتة سورية تقول : لقى رجل من الأعاجم يهوديا في طريقه ، فقال له وهو متسلح بالخنجر: أسلم وإلا قتلتك ، قال : دخلك ، ماذا أقول ؟ قال له : والله لا أدرى .فهو متحمس لإسلامه ويريد أن يقتل الكافر ، لكن الكافر لما يستسلم ويقول له علمنى ماذا أقول ، يقول له لا أدرى .فهؤلاء الذين يريدون أن يقيموا دولة الإسلام ، دولة الإسلام تحتاج إلى دستور تحتاج الى شارح لهذا الدستور يسمى اليوم بالقانون ، أين هؤلاء ؟؟ الأن مسألة أفغانستان باعتقادي ستكون عبرة عظيمة جدا للمسلمين ، لأنهم إن إنتصروا - ونرجو أن يكون هذا قريبا - واخرجوا أذناب السوفيت والشيوعيين من كابول ونحوها من العواصم هناك ، واحتلها المجاهدون في سبيل الله ، ما صبغة هذه الدولة التي يدندنون أنهم سيقيمون الدولة الإسلامية ؟؟ أحسن أحوالهم أن يقيموها دولة حنفية ، لا أريد من هذا أن أقول دعوهم والروس ولا تساعدوهم على إخراج الروس ، لا ، حنانيك ، بعض الشر أهون من بعض ، لكننا يجب أن ننظر إلى العواقب " ومن لم ينظر في العواقب ما الدهر له بصاحب " سيقيمونها دولة حنفية ، ماذا يوجد في هذه الدولة الحنفية ؟
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 372
- توقيت الفهرسة : 00:05:09