اعتناء الإسلام بالباطن والظاهر ، وارتباط كلِّ منهما بالآخر .
A-
A=
A+
الشيخ : إن الإسلام يريد من المسلمين أن يحافظوا على إسلامهم ، ليس فقط في قلوبهم ، بل وفي أبدانهم وظواهرهم - أيضًا - ؛ لأنه لا فصل بين الأمرين ، إن جمهرة الكُتَّاب الإسلاميين دائمًا وأبدًا يدندنون حول حقيقة صحيحة ؛ وهي أن الإسلام لا يفرِّق بين الروح والجسد ، وأنه أعطى كلًّا منهما حقَّه ، هذا كلام صحيح ، ولكنهم كادوا جميعًا أن يغفلوا أن الإسلام - أيضًا - لا ينسى بأن البدن يجب أن يكون مسلمًا كالقلب تمامًا لا تفريق بينهما ، وبدنٌ ظاهره ليس مسلمًا لا يمكن أن يكون باطنُه مسلمًا ، والعكس بالعكس تمامًا ؛ لذلك جاءت أحاديث ذكرتُ لكم طائفةً منها بمناسبات شتى تؤكد هذه الحقيقة ، وهي حقيقة أصبحت اليوم معروفة حتى عند الكفار ؛ أي : إنَّ القلب مرتبط بالظاهر ، والظاهر مرتبط بالباطن ؛ هذه حقيقة سبق الإسلامُ كلَّ هؤلاء العلماء إلى الكشف عنها لأنه من وحي السماء ، فلا غرابة في ذلك ؛ فمن منكم لم يسمع قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث النعمان بن بشير : ( إن الحلال بيِّن والحرام بيِّن ) إلى آخره ؟! يقول في نهايته : ( ألا وإن في الجسد مضغة ؛ إذا صلحت صلحَ الجسد كله ، وإذا فسدت فسدَ الجسد كله ؛ ألا وهي القلب ) .
إذًا كما هو في الطب تمامًا ؛ كما أنُّو صلاح البدن بصلاح القلب في الطب المادي ؛ كذلك تمامًا في التوجيه الشرعية ؛ صلاح البدن في أعماله الصالحة يكون بصلاح القلب ، والعكس بالعكس تمامًا على القلب . أكَّد هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث آخر انقلب - أيضًا - على المسلمين ببُعدهم عن السنة ، بل انقلبَ حتى في بعض الكتب المطبوعة لبعض أهل العلم ... ألا وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إنَّ الله لا ينظر إلى صُوَركم ولا إلى أموالكم ولا إلى أجسامكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) ، ينظر إلى شيئين في الإنسان ؛ شيء خارجي وهو الأعمال التي تصدر منه ، وشيء آخر داخلي ألا وهو القلب ، ( ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) .
فالانحراف الذي أصابَ المسلمين في هذا الحديث بصورة خاصَّة أن كثيرين منهم أهدَرُوا الفرق الثاني المنظور إليه من الله - عز وجل - ، وهو العمل فيروون الحديث مختصرًا ؛ ( ولكن ينظر إلى قلوبكم ) وبس ، ثم فشا هذا الخطأ بين الناس ؛ فما تكاد تنصح شابًّا معرضًا عن دينه عن صلاته عن صيامه بيقول لك : يا أخي ، الشي مو بالصلاة ولا بالصيام ، إنما الشي القلب ، وهو يزعم بقلب صافي ... وإلى آخره ، هو يكذب على نفسه قبل أن يكذب على الناس ؛ لأنه لا يؤمن بهذه الحقائق التي جاء بها الإسلام ، فهذا هو الرسول - عليه السلام - يقول : صلاح القلب بصلاح الجسد ، وصلاح الجسد بصلاح القلب كما سمعتم آنفًا ، وها هو الآن يقول : ( ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) ، ما قال : ( ينظر إلى قلوبكم ) فقط ، ولكن عطف - أيضًا - عليها قوله : ( وأعمالكم ) ، أما الخطأ الفاحش الذي وقعَ في بعض الكتب وهو أن هذا الحديث جاء في كتاب " رياض الصالحين " للإمام النووي ، وهو كتاب قيم جدًّا في بابه لعدة طبعات ... قصيرة جدًّا : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولا إلى أجسادكم ولا إلى أعمالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم ) ، ومن العجيب أن يُطبع هذا الكتاب عدة طبعات وفيها هذا الانحراف الخطير عن نصِّه الصحيح المحفوظ من المصدر الذي عُزِيَ الحديث إليه في نفس الكتاب ؛ ألا وهو " صحيح مسلم " .
الشاهد من هذا الكلام كله أن الإسلام رَبَطَ الأحكام الشرعية بعضها ببعض ، وبها رَبَطَ المسلمون بعضهم ببعض ، وبقيامهم بهذه الأحكام يتحقَّق المجتمع الإسلامي ، فلما أعرض المسلمون عن الاهتمام بالظاهر بسبب ذاك الانحراف الذي أصابَهم كما ذكرنا أصبحْتَ أنتَ في حرج هل تسلِّم على فلان ؟ أنا ما أعرفه مسلمًا ؛ لأنه لم يُظهِرْ إسلامه في بدنه في جسمه في عمله في جسده .
إذًا كما هو في الطب تمامًا ؛ كما أنُّو صلاح البدن بصلاح القلب في الطب المادي ؛ كذلك تمامًا في التوجيه الشرعية ؛ صلاح البدن في أعماله الصالحة يكون بصلاح القلب ، والعكس بالعكس تمامًا على القلب . أكَّد هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث آخر انقلب - أيضًا - على المسلمين ببُعدهم عن السنة ، بل انقلبَ حتى في بعض الكتب المطبوعة لبعض أهل العلم ... ألا وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إنَّ الله لا ينظر إلى صُوَركم ولا إلى أموالكم ولا إلى أجسامكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) ، ينظر إلى شيئين في الإنسان ؛ شيء خارجي وهو الأعمال التي تصدر منه ، وشيء آخر داخلي ألا وهو القلب ، ( ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) .
فالانحراف الذي أصابَ المسلمين في هذا الحديث بصورة خاصَّة أن كثيرين منهم أهدَرُوا الفرق الثاني المنظور إليه من الله - عز وجل - ، وهو العمل فيروون الحديث مختصرًا ؛ ( ولكن ينظر إلى قلوبكم ) وبس ، ثم فشا هذا الخطأ بين الناس ؛ فما تكاد تنصح شابًّا معرضًا عن دينه عن صلاته عن صيامه بيقول لك : يا أخي ، الشي مو بالصلاة ولا بالصيام ، إنما الشي القلب ، وهو يزعم بقلب صافي ... وإلى آخره ، هو يكذب على نفسه قبل أن يكذب على الناس ؛ لأنه لا يؤمن بهذه الحقائق التي جاء بها الإسلام ، فهذا هو الرسول - عليه السلام - يقول : صلاح القلب بصلاح الجسد ، وصلاح الجسد بصلاح القلب كما سمعتم آنفًا ، وها هو الآن يقول : ( ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) ، ما قال : ( ينظر إلى قلوبكم ) فقط ، ولكن عطف - أيضًا - عليها قوله : ( وأعمالكم ) ، أما الخطأ الفاحش الذي وقعَ في بعض الكتب وهو أن هذا الحديث جاء في كتاب " رياض الصالحين " للإمام النووي ، وهو كتاب قيم جدًّا في بابه لعدة طبعات ... قصيرة جدًّا : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولا إلى أجسادكم ولا إلى أعمالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم ) ، ومن العجيب أن يُطبع هذا الكتاب عدة طبعات وفيها هذا الانحراف الخطير عن نصِّه الصحيح المحفوظ من المصدر الذي عُزِيَ الحديث إليه في نفس الكتاب ؛ ألا وهو " صحيح مسلم " .
الشاهد من هذا الكلام كله أن الإسلام رَبَطَ الأحكام الشرعية بعضها ببعض ، وبها رَبَطَ المسلمون بعضهم ببعض ، وبقيامهم بهذه الأحكام يتحقَّق المجتمع الإسلامي ، فلما أعرض المسلمون عن الاهتمام بالظاهر بسبب ذاك الانحراف الذي أصابَهم كما ذكرنا أصبحْتَ أنتَ في حرج هل تسلِّم على فلان ؟ أنا ما أعرفه مسلمًا ؛ لأنه لم يُظهِرْ إسلامه في بدنه في جسمه في عمله في جسده .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 181
- توقيت الفهرسة : 00:36:24
- نسخة مدققة إملائيًّا