بيان خطأ فهم الناس للآية الكريمة : (( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى )) .
A-
A=
A+
الشيخ : وبمناسبة الكلام عن الأخذ بالأسباب وأنه لا يلزمه تركها اعتمادًا على ما يسمُّونه بالتوكل وإنما هو حقيقته تواكل وليس توكُّلًا ؛ فالله - عز وجل - ذَكَرَ في القرآن الكريم : (( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى )) ، كثير من الناس لا يفهم هذه الآية على وجهها الصحيح ، فيفهم ظاهرها (( وَتَزَوَّدُوا )) من الأعمال الصالحة هكذا يفهم وليس كذلك ، وتزوَّدوا من الأعمال الصالحة فإنَّ خير الزاد التقوى يعني العمل الصالح ، ليس هذا هو المقصود ، المقصود مباشرةً (( وَتَزَوَّدُوا )) إذا خرجتم مسافرين إلى الحجِّ أو إلى العمرة لا تخرجوا غير متزوَّدين بالزاد المادي بالطعام وبالشراب ؛ لا سيَّما في تلك الأيام التي كانت المسافات تُقطع بأيام بل ربما بشهور ، فيضطرُّ الإنسان إلى أن يحمل معه الزاد ، أما الآن فالزاد تيسَّر في أثناء الطريق في كثير من البلاد ، فكان بعض الناس يخرجون في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - متأثِّرين ببعض الآراء والأفكار الجاهلية الأولى ، كانوا يخرجون من اليمن إلى مكة حاجِّين لا يستصحبون معهم طعامًا ولا شرابًا ، ماذا كانوا يقولون ؟ كانوا يقولون : نحن نخرج متوكِّلين على الله - تبارك وتعالى - ، فكان عمر يقول على أمثال هؤلاء : " إنما خرجوا متوكِّلين على جيوب الآخرين " أو كما قال عمر - رضي الله عنه - .
فبالنسبة لهؤلاء أنزل الله هذه الآية : (( وَتَزَوَّدُوا )) ؛ أي : إذا خرجتم مسافرين إلى بيت الله الحرام فلا تخرجوا بغير زاد بل تزوَّدوا ؛ فإنَّ خير الزاد التقوى ، أي : هذا الزاد هو يمنعكم عن أن تسألوا الناس وعن أن تأكلوا أموال الناس باسم أنتم متوكِّلون على الله ، فهذا ليس من التقوى في شيء ، وإنما التقوى أن تخرجوا متزوِّدين من بلدكم إلى بيت الله الحرام ، فهذه الآية تؤكد هذا المعنى الذي نفهَمُه من هذه الفقرة وهو الأخذ بأسباب الرزق ، وهما على نوعان كما ذكرنا ، سبب اللجْء والتضرُّع إلى الله فلا ننساه ، والسبب الأخذ بأسباب الرزق التي شرعها الله - تبارك وتعالى - .
فبالنسبة لهؤلاء أنزل الله هذه الآية : (( وَتَزَوَّدُوا )) ؛ أي : إذا خرجتم مسافرين إلى بيت الله الحرام فلا تخرجوا بغير زاد بل تزوَّدوا ؛ فإنَّ خير الزاد التقوى ، أي : هذا الزاد هو يمنعكم عن أن تسألوا الناس وعن أن تأكلوا أموال الناس باسم أنتم متوكِّلون على الله ، فهذا ليس من التقوى في شيء ، وإنما التقوى أن تخرجوا متزوِّدين من بلدكم إلى بيت الله الحرام ، فهذه الآية تؤكد هذا المعنى الذي نفهَمُه من هذه الفقرة وهو الأخذ بأسباب الرزق ، وهما على نوعان كما ذكرنا ، سبب اللجْء والتضرُّع إلى الله فلا ننساه ، والسبب الأخذ بأسباب الرزق التي شرعها الله - تبارك وتعالى - .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 61
- توقيت الفهرسة : 00:35:31
- نسخة مدققة إملائيًّا