شرح حديث ( ... فاتقوا الله و أجملوا في الطلب ... ) ونصيحة الشيخ بتقوى الله في طلب الرزق الحلال .
A-
A=
A+
الشيخ : ... هذا شيء ؛ وشيء آخر أرجو أن يكون الأخير بالنسبة للسؤال الأول وليس الأخير إن المسلم يجب عليه أن يتقي الله في طلبه للرزق وليس من الضروري أن يوسع ماله بالطرق المحرمة بل وبالسبل المشبوهة فضلا عن الطرق المحرمة ، لقد جاء في بعض الأحاديث الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطب في أصحابه وكان من جملة ما قال لهم: ( يا أيها الناس اتقوا الله وأجملوا في الطلب فإن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فإن ما عند الله لا ينال بالحرام ) ، أو كما قال عليه الصلاة والسلام ( أجملوا في الطلب ) أي اسلكوا الطريق الجميل المشروع في طلب الرزق الذي أمركم الله تبارك وتعالى بالسعي وراء طلبه ولكن ليس أمرا مطلقا وإنما أمرا مقيدا بحدود الشرع ولذلك قال في آخر الحديث ( فإن ما عند الله لا ينال بالحرام ) ، هذا لا ينال بالحرام من حيث الأسلوب العربي هو كقوله تعالى في القرآن: (( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج )) أي ينبغي أن لا يكون ولا ينكر أن يكون فنحن نرى كثيرا من الحجاج كثيرا من الحجاج يحجون ولسان ذلك البدوي يقول لكل منهم: وما حججت ولكن حجت الإبل ؛ المقصود بالآية (( لا رفث )) أي لا ترفثوا و (( لا جدال )) أي لا تجادلوا ؛ كذلك الحديث ( فإن ما عند الله لا ينال بالحرام ) ، لا يفهمن أحد من هذا اللفظ العربي النبوي الأصيل أن هذا يخالف الواقع ؛ لأنه هذه الخمارات والبارات وهي هي إلى آخره ، عم يحصلوا زرقهم بالحرام ؛ لأن المقصود ( فإن ما عند الله لا ينال ) أي لا ينبغي أن ينال بالحرام ؛ فمن كان مؤمنا بالله ورسوله ، أولا كما ادعاه ثم كان مؤمنا بالتفصيل الذي يتعلق بالرزق وهو أن الرزق مقطوع وهو لا يزال جنينا في بطن أمه كتب رزقه قليلا أم كثيرا ؛ ولذلك فعلى المسلم أن يتعاطى أسباب الرزق المشروعة وليس الأسباب الممنوعة منشان من أجل اهلا ابو عبدالله. قطعوا حديثي والحديث ذو شجون ولا ينتهي إنما القصد أن التاجر المسلم ليس مكلفا بأن يوسع تجارته وعلى حساب مخالفة الشرع وإنما فليتق الله على أساس الحديث السابق وأنا أضرب مثلا بسيطا جدا بنفسي ، أنا في دمشق الشام وذلك من فضل الله علي نشأت مصلح ساعات ساعاتي ، ونشأت في عائلة فقيرة ليس عندي رأس مال ؛ لكن مع الزمان استطعت أن أوفر شيئا منه فكانت عمدتي في كسب قوت يومي وأهلي هو التصليح وليس البيع ؛ لأن البيع يحتاج إلى سيولة إلى عملة ؛ لكن بقدر ما عندي من مال قليل كنت أشتري بعض الساعات وأودعها في الواجهة فإذا جاء الرجل يريد أن يشتري إن وثقت به بعته بالتقسيط بسعر النقد وإذا ذهبت إلى التاجر لا أشتري منه إلا نقدا ؛ لأني إذا أردت أن أشتري منه بالتقسيط بده يأخذ مني زيادة وهنا يأتي الحديث السابق ( لعن الله آكل الربا وموكله ) ما صرت تاجرا بالساعات لكن عشت والحمد لله مكفيا ، مكفيا لم أحتج أحدا من الناس ؛ فإذا ليس بالضروري على هذا التاجر الذي يضطر لإيداع قسم من ماله في البنك أن يتعامل بالربا وبخاصة ؛ وهذا نهاية الجواب ، ويجب أن يعني يرسخ في أذهاننا هذه الخلاصة قوله عليه السلام : ( عاقبة الربا إلى قل ) ... المسلم إذا حاول أن يتوسع في التجارة على طريق الربا ؛ فليعلم أن عاقبة هذه التجارة إلى قل ، إلى مسخ بل وإلى نسف ؛ ايش السؤال الثاني يا أستاذ ؟
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 231
- توقيت الفهرسة : 00:23:19
- نسخة مدققة إملائيًّا