في أنَّ وضع المال في البنك فيه إعانة البنك على معصية الله - عز وجل - ، وذكر المخرج لحفظ المال . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
في أنَّ وضع المال في البنك فيه إعانة البنك على معصية الله - عز وجل - ، وذكر المخرج لحفظ المال .
A-
A=
A+
السائل : تسمح لي بس شوي ، رح لتاجر أو مش تاجر هو ، مطَّلع على حسابات في السعودية ، قال لي هناك بالمليارات ، جيب واحد من العمَّال قالوا له : خُذْ هذا ... الكاش .

الشيخ : ربا .

السائل : الربا اللي بيطلع لك كلهم حطوهم في البنوك ، حطهم ... مسكه ... بيته ... أنا قلت له : والله بذمته هَيْ ما أعرفش ... ولَّا لا ؟

الشيخ : لا ، ما برئت ذمَّته .

سائل آخر : الدولة ما ... .

الشيخ : شلون برَّأ ذمته ؟ هذا لازم .

السائل : ... دفعهم للأزلام .

الشيخ : لازم ما يدع ماله في البنك ، كثير ناس هيك يعني فكرهم أنُّو هدول ناس ملاح يعني ؛ يعني بيحطو المال في البنك وما بيأخذوه .

السائل : نعم .

الشيخ : لكن ما عرفوا أنُّو هو أعان البنك على معصية الله - عز وجل - .

السائل : أبو أحمد ، يعني يجوز أنُّو اللي عندهم فلوس يعني ؟

الشيخ : يا سيدي ، نحن قبل ما نقول : ما بيجوز ؛ نقول : ما بيجوز الأول [ الشَّيخ يضحك ! ] .

السائل : يعني في أموال كثيرة .

سائل آخر : يعني من غير البنوك الآن - مثلًا - ممكن .

سائل آخر : شو حكم البنوك الإسلامية ؟

السائل : ما في طريقة ، التجارة أو ما تقدر تشتغل إلا يكون ... أو تطلب بضائع .

سائل آخر : مزبوط بس مصاريف دائمًا أنك مصاري في بنك ... .

الشيخ : في طريقة .

السائل : ... طيب - يا سيدي - ، على ... بدها شغل ، أو تجارة هذه .

الشيخ : في طريقة : (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )) ، بس المهم الجشع والطَّمع وحب المال كما قيل : " حبُّك الشيء يعمي ويصمُّ " . الآن حبُّ المال هو المسيطر على الناس ؛ ولذلك بيغضُّوا النظر ، هَيْ مشِّيها وهَيْ مشِّيها ، " وبلاش ... يا رسول الله " مثل ما بيقولوا عندنا بالشام ، كلام كفر !! الإسلام كله يسر ، لكن يسره بتطبيق نظامه مش بمخالفته ، (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )) ، صدق الله .

أنا أذكر بهذه المناسبة حديثين شريفين يُعتبران كالتفسير لهذه الآية الكريمة - ما أحوجنا نحن أن نتمثَّل هالحديثين هدول في حياتنا التجارية خلِّينا نقول ! - :

الحديث الأول : قال - عليه الصلاة والسلام - : ( كان رجل غنيٌّ فيمَن قبلكم أتاه رجل فقال : أقرِضْني ألف دينار . قال : هاتِ الكفيل . قال : الله الكفيل . قال : هاتِ الشهيد . قال : الله الشهيد . فنَقَدَه ألف دينار ) . طبعًا أنا لما بحكي الكلام هاد في غير المجلس رح يقول الحاضِرون : هذا رجل درويش هادا ، شلون بينقد ألف دينار لا سند ولا شاهد ولا شيء ؟ بس الله ، طيب ؛ الله راح ينزل يحكم بين عباده في الأرض ؟ إيش هالدروشة هذه ؟ لكن شوفوا النتيجة ، نَقَدَه ألف دينار ، وتواعدوا على يوم موعود للوفاء ، والرجل سافر في البحر يعمل بهالألف دينار بدو يعتاش .

السائل : نعم .

الشيخ : حضر اليوم الموعود وهو بعيد عن البلد بلد الدائن ؛ ماذا فعل ؟ حماقة متناهية أكيد بالنسبة للنظام المادي ، جاء إلى خشبة فنَقَرَها نقرًا ، وحفرها بدقَّة وحشاها مثل ما نحشي نحن البندقية بالبارود ، وسدَّها سدًّا محكمًا ، ألف دينار ذهب سدَّها سدًّا محكمًا ، وجاء إلى ساحل البحر ، وقال : يا رب ، أنت كنت الكفيل ، وأنت كنت الشهيد ... ها ورمى الخشبة في البحر ، تقدر تقول : هذه مو دروشة ؟

السائل : ... .

سائل آخر : الله أكبر .

الشيخ : ربنا - عز وجل - بقدرته التي لا تُحَدُّ ، وعلمه المحيط بكل شيء يأمر هالأمواج هَيْ أنُّو تأخذ الخشبة لبلد الدائن ، والدائن يخرج في اليوم الموعود ينتظر المدين ، ينتظر ينتظر ما جاء ، الرجل عارف شو مساوي ؟ وإذا الخشبة تتلاعب بين يدي الأمواج ... لأنُّو ما في لا بترول ولا في بنزين ولا في أي شيء ، هذا وقودهم بيلاقيها مكسب يعني ، لكن المكسب اللي ما كان على باله ، فأخذه وإلا هي وازنة ، أخذها لبيته كسرها ؛ " ورر " ألف دينار ذهب ، شوية يوم يومين مش مذكور في الحديث المهم جاء المدين ، شوف الدروشة بقى تمامها ، تجاهل كل شيء ما فعل ، ونَقَدَه ألف دينار .

السائل : أخرى ؟

الشيخ : آ ، أخرى ، الداين بيذكِّرني بالمثل العربي القديم : " إن الطيور على أشكالها تقع " . رجل صاحب ذمَّة حكى له قصة الخشبة أنُّو أنا من يوم يومين - مثلًا - خرجت لاستقبالك ، وإذا الخشبة أمامي أخذتها وكسرتها ، طلع ألف دينار . قال له : والله أنا هادا فعلته لما عجزت عن الوفاء بالوعد معك لجأت إلى الله - عز وجل - وأخذت الخشبة ، ودكِّيت هالألف دينار وعملت كذا وكذا . قال له : بارك الله لك في مالك . أعاد له إيش ؟ الألف دينار ، في حدا بيعملها هَيْ اليوم ؟ [ الشَّيخ يضحك ] ما أحد عنده خبر الخشبة فيها ألف دينار ، لو كبس عليها ناس يقولون عندنا في الشام ، مين بدو يقول له ؟ لكن هو مراقب ربه - عز وجل - ؛ ولذلك رجع له الألف دينار واكتفى بما أخذه بطريق البحر ، هذا بريد إلهي ؛ مين يستحقُّه ؟ (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ )) ... الله أكبر كالجبال الراسيات .

القصة الثانية والحديث الثاني : قال - عليه الصلاة والسلام - : ( بينَما رجل ممَّن قبلكم يمشي في فلاةٍ من الأرض ) شول صحراء . ( وإذا به يسمع صوتًا من السحاب يقول السحاب : اسْقِ أرض فلان ) . هَيْ كمان أمر خارق للعادة ، يسمع كلام يتكلم به أهل الأرض من السماء ، روح يا سحاب اسْقِ أرض فلان بن فلان ، كان السحاب ماشي هيك تحوَّل هيك ، مشي الرجل مع السحاب بدو يشوف الأعجوبة هَيْ ، وإذا به يصل السحاب إلى حديقة " ورر " هالمطر ينزل على الحديقة هذه وما حولها صاحي ما في أي قطرة من المطر ، فطلَّ على الحديقة وإذا به يجد العامل فيها صاحب الحديقة يعمل فيها ، يوجِّه الماء من هون لهون إلى آخره ، سلَّم عليه باسمه الذي سَمِعَه في السحاب ، فرَدَّ - عليه السلام - استغرب أنُّو هو ليس من تلك القرية ؛ سأله : شو قصتك ؟ قال له : قصتي أنا كنت ماشي ... .

مواضيع متعلقة