التَّذكير بقوله - صلى الله عليه وسلم - : (جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسِنَتِكم ) .
A-
A=
A+
الشيخ : ثم أذكِّر - والذكرى تنفع المؤمنين - بحديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - الذي يقول : ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم ) ، فالجهاد ينقسم إلى ثلاثة أقسام بعد القسمين المعروفين عندكم جميعًا ، القسم الأول فرض عين ، والقسم الآخر فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، ولكن هذا الجهاد سواء كان من القسم الأول فرض عين أو من القسم الآخر فرض كفاية ؛ ليس محصورًا بالجهاد بالمال فقط ، ولا بالنفس فقط وهي أعزُّ شيء على الإنسان ، ولا باللِّسان فقط وهي أرخص شيء ، ولكن الرسول - عليه السلام - لحكمته البالغة في تعليمه الأمة يقول : ( جاهدوا المشركين بأموالكم ، وأنفسكم ، وألسنتكم ) ؛ يُلفِتُ نظرهم إلى وجوب الجهاد بكلِّ وسيلة ، ولكن قد لا يستطيع الفرد الواحد - سواء في الفرض العيني أو في الفرض الكفائي - ؛ قد لا يستطيع الفرد الواحد أن يجمع بين هذه الأنواع من الجهاد بالنفس وبالمال وباللسان ؛ ولذلك فكلٌّ يأخذ نصيبه من هذا الحديث الصحيح فيجاهد ؛ إن كان يستطيع أن يجاهد بنفسه فبنفسه ، وفضل الجهاد معروف عندكم جميعًا - إن شاء الله - . وإن كان لا يستطيع أن يجاهد بنفسه فليجاهد بماله ، فإن كان فقيرًا مُعدَمًا لا مال لديه فعلى الأقلِّ أن يجاهد بلسانه ، والجهاد باللسان له صور كثيرة ، ومن ذلك حضُّ المسلمين على الجهاد في سبيل الله - تبارك وتعالى - وبخاصَّة إذا قام السبب على الجهاد كما هو مشاهد الآن في أفغانستان ثم في أريتريا .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 204
- توقيت الفهرسة : 01:00:00
- نسخة مدققة إملائيًّا