من شرح كتاب " الترغيب والترهيب " ، آخر حديث من باب الترهيب من كراهية الموت ، وهو حديث فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( اللَّهُمَّ مَن آمَن بِكَ ، وشَهِد أَنِّي رسولُك ؛ فحبِّبْ إليه لِقاءَك ، وسَهِّلْ عليه قَضاءَكَ ، وأقلِلْ له مِنَ الدنيا ) .
A-
A=
A+
الشيخ : ... محمَّدًا عبده ورسوله ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد :
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
حديثنا اليوم حديث فرد ، وهو الأخير من باب : " الترهيب من كراهية الإنسان الموت " من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الباب . قال الحافظ المنذري - رحمه الله - : وعن فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( اللَّهُمَّ مَن آمَن بِكَ ، وشَهِد أَنِّي رسولُك ؛ فحبِّبْ إليه لِقاءَك ، وسَهِّلْ عليه قَضاءَكَ ، وأقلِلْ له مِنَ الدنيا ، ومَن لَم يُؤمِنْ بِكَ ، ولَم يشهَدْ أنِّي رسولُك ؛ فلا تُحَبِّبْ إليه لِقاءَكَ ، ولا تُسَهِّلْ عليه قضاءَك ، وأكثِرْ لَه مِنَ الدنيا ) .
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وابن حبان في " صحيحه " ، ورواه ابن ماجه من حديث عمرو بن غيلان الثقفي ، وهو ممَّن اختُلِفَ في صحبته ، ولفظه : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - " : ( اللَّهُمَّ مَن آمَنَ بِي وصدَّقَني ، وَعلِمَ أَن مَا جِئْت بِهِ الحقُّ من عنْدك فأقلِلْ مَاله وَولدَه ، وحبِّبْ إِلَيهِ لقاءك ، وَعجِّل لَهُ القَضَاء ، وَمن لم يُؤمِنْ بِي وَلم يصدِّقْني ، وَلم يعلم أَن مَا جِئْتُ بِهِ الحقُّ من عنْدك فَأكثر مَاله وَولده وأطِلْ عمره ) .
الحديث باللفظ الأول حديث صحيح ، واللفظ الآخر لو ثبتَتْ صحبة هذا الذي سمَّاه بعمرو بن غيلان الثقفي لَكان - أيضًا - صحيحًا ؛ ولذلك فنحن نقتصر في التعليق على اللفظ الأول ، وهو الذي رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وابن حبان في " صحيحه " .
في هذا الحديث يدعو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للمؤمن بالله ورسوله حقًّا بالخير ، ويدعو على الكافر الذي لم يؤمِنْ بالله ولا برسوله بالشَّرِّ ، أما ذاك الخير الذي دعا به رسولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لِمَن آمَنَ بالله وشهد لنبيِّه بالرسالة هو قوله : ( حبِّبْ إليه لقاءَك ) . في هذا الحديث إشارة إلى بعض الأحاديث التي تقدَّمت معنا في الدرس الماضي ، وفيه أن ( مَن أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه ، ومَن كَرِهَ لقاء الله كَرِهَ الله لقاءَه ) ، وعرفتم من تمام الأحاديث بأن المقصود بهذا اللقاء إنما هو حينما يحضر الموتُ الإنسان ؛ أي : حينما تأتيه المنيَّة التي لا بد منها ، فهناك كما ذكرنا لكم تتجلَّى للمؤمن الحقيقة التي سيلقاها أمامه من النعيم المقيم ، وعلى العكس من ذلك تتجلَّى للكافر الحقيقة التي - أيضًا - سيلقاها من الجحيم ، فهذا اللقاء الأول هو الذي دعا به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لِمَن آمَنَ بالله وشَهِدَ أنه - عليه السلام - رسول الله .
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار .
حديثنا اليوم حديث فرد ، وهو الأخير من باب : " الترهيب من كراهية الإنسان الموت " من الأحاديث الصحيحة الواردة في هذا الباب . قال الحافظ المنذري - رحمه الله - : وعن فضالة بن عبيد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : ( اللَّهُمَّ مَن آمَن بِكَ ، وشَهِد أَنِّي رسولُك ؛ فحبِّبْ إليه لِقاءَك ، وسَهِّلْ عليه قَضاءَكَ ، وأقلِلْ له مِنَ الدنيا ، ومَن لَم يُؤمِنْ بِكَ ، ولَم يشهَدْ أنِّي رسولُك ؛ فلا تُحَبِّبْ إليه لِقاءَكَ ، ولا تُسَهِّلْ عليه قضاءَك ، وأكثِرْ لَه مِنَ الدنيا ) .
رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وابن حبان في " صحيحه " ، ورواه ابن ماجه من حديث عمرو بن غيلان الثقفي ، وهو ممَّن اختُلِفَ في صحبته ، ولفظه : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - " : ( اللَّهُمَّ مَن آمَنَ بِي وصدَّقَني ، وَعلِمَ أَن مَا جِئْت بِهِ الحقُّ من عنْدك فأقلِلْ مَاله وَولدَه ، وحبِّبْ إِلَيهِ لقاءك ، وَعجِّل لَهُ القَضَاء ، وَمن لم يُؤمِنْ بِي وَلم يصدِّقْني ، وَلم يعلم أَن مَا جِئْتُ بِهِ الحقُّ من عنْدك فَأكثر مَاله وَولده وأطِلْ عمره ) .
الحديث باللفظ الأول حديث صحيح ، واللفظ الآخر لو ثبتَتْ صحبة هذا الذي سمَّاه بعمرو بن غيلان الثقفي لَكان - أيضًا - صحيحًا ؛ ولذلك فنحن نقتصر في التعليق على اللفظ الأول ، وهو الذي رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وابن حبان في " صحيحه " .
في هذا الحديث يدعو رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - للمؤمن بالله ورسوله حقًّا بالخير ، ويدعو على الكافر الذي لم يؤمِنْ بالله ولا برسوله بالشَّرِّ ، أما ذاك الخير الذي دعا به رسولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لِمَن آمَنَ بالله وشهد لنبيِّه بالرسالة هو قوله : ( حبِّبْ إليه لقاءَك ) . في هذا الحديث إشارة إلى بعض الأحاديث التي تقدَّمت معنا في الدرس الماضي ، وفيه أن ( مَن أحبَّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه ، ومَن كَرِهَ لقاء الله كَرِهَ الله لقاءَه ) ، وعرفتم من تمام الأحاديث بأن المقصود بهذا اللقاء إنما هو حينما يحضر الموتُ الإنسان ؛ أي : حينما تأتيه المنيَّة التي لا بد منها ، فهناك كما ذكرنا لكم تتجلَّى للمؤمن الحقيقة التي سيلقاها أمامه من النعيم المقيم ، وعلى العكس من ذلك تتجلَّى للكافر الحقيقة التي - أيضًا - سيلقاها من الجحيم ، فهذا اللقاء الأول هو الذي دعا به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لِمَن آمَنَ بالله وشَهِدَ أنه - عليه السلام - رسول الله .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 141
- توقيت الفهرسة : 00:00:00
- نسخة مدققة إملائيًّا