شرح و توضيح حديث ( الصلاة للصلاة كفارة لما بينها إذا اجتنبت الكبائر ) . وحديث ( لو أن أحدكم ببابه نهر يغتسل منه خمس مرات في اليوم والليلة أترى يبقى من درنه شيء) أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
A-
A=
A+
السائل : ... بارك الله فيك يا شيخ سألتك على الهاتف سؤالا و لكن أريد منك التوضيح بارك الله فيك و أبدأ إن شاء الله الأولى فالأولى توضيح الحديث المنسوخ ( الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما إذا اجتنبت الكبائر ) بحديث النهر و الدرن فتوضيحه بارك الله فيك ؟
الشيخ : نعم الجواب بارك الله فيك أن الله عزّ و جلّ يتفضل على عباده بما يشاء . الحديث الأول يصرح بأن الصلاة تكفر الذنوب التي كانت قبلها - و عليكم السلام - و كان ذلك التكفير مشروطا بأن يجتنب المصلي للكبائر حيث قال: ( ما اجتنبت الكبائر ) أي ما دام المصلي يجتنب الكبائر فالصلاة تكفر الذنوب التي بينها و بين الصلاة الأخرى لو كان هذا الحديث وحده لم يجز لنا أن نزيد عليه لكن إذا زاد الله عزّ و جلّ على عباده في الفضل فنقول حمدا لله حيث أنعم على عباده بأجر أكبر من ذي قبل و هذا له أمثلة كثيرة في السنة لأنّ الله عزّ و جلّ يزيد عباده فضلا و أجرا و تخفيفا و نحو ذلك , هناك حديثان فيما يتعلق بصلاة الجماعة أحدهما يقول: ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس و عشرين درجة ) و حديث آخر يقول ( ... بسبع و عشرين درجة ) فلا تخالف بين هذا و ذاك لأن الأجر الأقل يدخل في الأجر الأكبر فالذي ينبغي أن نعتقده أن فضيلة صلاة الجماعة هي بسبع و عشرين درجة و ليس فقط بخمس و عشرين لأن الزيادة قد ثبتت في الحديث الصحيح مثلا هناك الآية الكريمة في خاتمة سورة البقرة (( ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله و قالوا سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا )) إلى آخر الآيات الواردة في خاتمة السورة ، الشاهد أن الله عزّ و جلّ في هذه الآية أو لعلي سبقتها و ما تلفظت بها و هي (( و إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء )) الشاهد أن الله عزّ و جلّ أنزل هذه الآية أول ما أنزلها و فيه التنصيص بأن الله عزّ و جلّ يحاسب الناس على ما يظهرون و على ما يخفون في صدورهم ثم إذا حاسبهم فيعذب من يشاء و يغفر لمن يشاء لما نزلت هذه الآية جاءت طائفة من أصحاب النبيّ صلى الله عليه و سلم مهتمين بحكم هذه الآية لأن الحقيقة إذا تصورتموها يعني لو بقي حكمها لما نجى من الحساب و من العذاب إلاّ القليل من العباد لأن الله عزّ و جلّ يقول (( إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )) فكم و كم من وساوس تدور في أذهان الناس و تستقر في صدورهم ثم الله عزّ و جلّ في هذه الآية سيحاسبهم عليها فكبر و عظم هذا الحكم على أصحاب الرسول عليه السلام فجاؤوا جثيا و جلسوا على الركب قالوا يا رسول الله ها نحن أمرنا بالصلاة و صلينا و بالصوم فصمنا و بسائر الأحكام فقمنا أمّا أن يحاسبنا الله عزّ و جلّ على ما في صدورنا فهذا ممّا لا طاقة لنا به فقال عليه الصلاة و السلام: ( أتريدون أن تقولوا كما قال قوم موسى لموسى سمعنا و عصينا , قولوا سمعنا و أطعنا ) فأخذوا يقولونها بألسنتهم حتى ذلت و خضعت لها قلوبهم فأنزل الله عزّ و جلّ الآية الناسخة لهذا الحكم الشديد (( لا يكلف الله نفسا إلاّ وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت )) أي عملا فرفعت المؤاخذة على ما في النفوس هذه المؤاخذة التي ذكرت في الآية السابقة ثم جاء حديث الرسول عليه السلام مؤكدا لاستقرار الحكم على عدم المؤاخذة بما في النفوس فقال صلى الله عليه و سلم: ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به ) فما في النفوس فلا مؤاخذة هذا مثال من أمثلة كثيرة إذا عرفنا هذا رجعنا إلى الجواب مباشرة إلى السؤال فنقول كان الحكم السابق في الحديث الأول أنّ الصلوات مكفرات لما بينها ما اجتنبت الكبائر ثم جاء الحديث بل أحاديث كثيرة و كثيرة جدّا تؤكد أن الصلوات المفروضة تكفر الذنوب حتى الكبائر وذلك هو قوله عليه السلام في الحديث الثاني الذي أشرت إليه في سؤالك و هو ( أرأيتم لو أن نهرا أمام دار أحدكم يغتسل فيه كلّ يوم سبع مرات أترونه يبقى على بدنه من درنه شيء ؟ قالوا: لا يا رسول الله , قال فكذلك مثل الصلوات الخمس يكفر الله بهنّ الخطايا كلها وواضح جدا أن هذا الحديث لا يقبل التأويل المعروف عند العلماء بعامة حيث يقولون إن العبادات التي جاءت النصوص تترى في أنّها مكفرات للذنوب أنها تكفر الصغائر دون الكبائر لا نتردد في التصريح بأنه قول باطل لأنّه ينافي نصوص كثيرة و كثيرة جدا هذا النص أحدها لأن هذا المثل الذي ضربه الرسول عليه السلام رجل قذر وسخ فإذا انغمس كلّ يوم في نهر جار غمر ترى هل الأوساخ الكبيرة تبقى و الصغيرة هي التي تمحى ؟ أم إن كان يبقى هناك شيء فعلى العكس تذهب الأقذار الكبيرة و تبقى الصغيرة فهذا المثال الذي ضربه الرسول عليه السلام يؤكد تماما أن الصلوات مكفرات للذنوب كلها كذلك مثلا مثل حديث المتعلق بالحجّ و بعضكم قد جاء من الحج سائلا المولى سبحانه و تعالى أن يكون قد شملهم قوله صلى الله عليه و سلم: ( من حجّ فلم يرفث و لم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) فهل من إنسان يفهم أنّ الوليد حينما يسقط من بطن أمه يسقط ممتلئا بالذنوب الكبائر دون الصغائر؟ أم التشبيه من أبدع ما يكون أنه نظيف من كل الذنوب كبيرها و صغيرها و الأحاديث في هذه القضية كثيرة و كثيرة جدّا وللحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله رسالة خاصة في الخصال المكفرة من أراد التوسع فيها رجع إليها لكني أريد أن أنبه إلى شيئين اثنين الشيء الأول أنه يؤكد أن هذه المكفرات هي مكفرات للكبائر ذلك أن المكفرات للصغائر منصوص في القرآن الكريم السبب الذي يكفر الصغائر قوله تعالى: (( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم )) فإذا اجتناب الكبائر نفسها تذهب بالصغائر وتكفرها فلا بد أن يكون مثل هذه العبادات كالصلاة و الحج و نحو ذلك رمضان لا بد أن يكون لها فعل آخر أكثر من فعل اجتناب الكبائر , اجتناب الكبائر يكفر الصغائر طيب الإتيان بالفرائض ماذا يفعل ؟ أيضا يكفر الصغائر , الصغائر ممحوة باجتناب الكبائر فهذا يؤكد بأن الأحاديث السابقة هي على ظاهرها هذا الأمر الأول من أمرين أما الأمر الثاني و الأخير أنّ كثيرا من الناس قد يتوهمون أنّ القول بأنّ العبادات هذه كالصلاة و الصيام تكفر الكبائر أيضا أنّ هذا يكون حاملا للناس بأن يتساهلوا و يواقعوا الكبائر أن يسرقوا و أن يزنوا و يشربوا الخمر إلى آخره بدعوى أن الصلوات مثلا تكفر الكبائر فنحن نقول الآن لكي تفهم المسألة من هذه الزاوية جيدا نذكر أنّ الصلاة التي تكفر الكبائر لا يمكننا أن نقول هي صلاتنا نحن و هذه حقيقة يجب أن نعرفها حتى ننجو من التورّط من هذا الترغيب الكبير الذي جاء ذكره في هذه الأحاديث و كما يقولوا عندنا في سوريا: " نحط رجلينا بميّة باردة " كل يوم نصلي الصلوات الخمس فمهما فعلنا من كبائر فإذا هي مكفرة بسبب صلواتنا هذه نقول من الذي يقول بأنه هو الذي يصلي الصلاة الكاملة؟ ! لأن الصلاة الكاملة هي التي لها هذه الآثار الطيبة و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول في الحديث المعروف: ( إن الرجل ليصلي الصلاة ولا يكتب إلا عشرها , إلا تسعها , ثمنها , سبعها ... ) إلى أن قال عليه الصلاة و السلام: ( ربعها , نصفها ... ) إذا لا نستطيع أن نقول أنّ هناك صلاة كاملة حتى نقول أن هذه الصلوات التي نصليها نحن هي مكفرات للكبائر كل ما نستطيع أن نقول إنّنا نأمل بأن نصلي و أن يغفر الله لنا من هذه الصلوات ما شاء الله من الذنوب سواء كانت من الكبائر أو الصغائر هذا ما أردت أبيّنه في نهاية الجواب عن هذا السؤال نعم .
الشيخ : نعم الجواب بارك الله فيك أن الله عزّ و جلّ يتفضل على عباده بما يشاء . الحديث الأول يصرح بأن الصلاة تكفر الذنوب التي كانت قبلها - و عليكم السلام - و كان ذلك التكفير مشروطا بأن يجتنب المصلي للكبائر حيث قال: ( ما اجتنبت الكبائر ) أي ما دام المصلي يجتنب الكبائر فالصلاة تكفر الذنوب التي بينها و بين الصلاة الأخرى لو كان هذا الحديث وحده لم يجز لنا أن نزيد عليه لكن إذا زاد الله عزّ و جلّ على عباده في الفضل فنقول حمدا لله حيث أنعم على عباده بأجر أكبر من ذي قبل و هذا له أمثلة كثيرة في السنة لأنّ الله عزّ و جلّ يزيد عباده فضلا و أجرا و تخفيفا و نحو ذلك , هناك حديثان فيما يتعلق بصلاة الجماعة أحدهما يقول: ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس و عشرين درجة ) و حديث آخر يقول ( ... بسبع و عشرين درجة ) فلا تخالف بين هذا و ذاك لأن الأجر الأقل يدخل في الأجر الأكبر فالذي ينبغي أن نعتقده أن فضيلة صلاة الجماعة هي بسبع و عشرين درجة و ليس فقط بخمس و عشرين لأن الزيادة قد ثبتت في الحديث الصحيح مثلا هناك الآية الكريمة في خاتمة سورة البقرة (( ءامن الرسول بما أنزل إليه من ربه و المؤمنون كل آمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله و قالوا سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا و لا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا )) إلى آخر الآيات الواردة في خاتمة السورة ، الشاهد أن الله عزّ و جلّ في هذه الآية أو لعلي سبقتها و ما تلفظت بها و هي (( و إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء و يعذب من يشاء )) الشاهد أن الله عزّ و جلّ أنزل هذه الآية أول ما أنزلها و فيه التنصيص بأن الله عزّ و جلّ يحاسب الناس على ما يظهرون و على ما يخفون في صدورهم ثم إذا حاسبهم فيعذب من يشاء و يغفر لمن يشاء لما نزلت هذه الآية جاءت طائفة من أصحاب النبيّ صلى الله عليه و سلم مهتمين بحكم هذه الآية لأن الحقيقة إذا تصورتموها يعني لو بقي حكمها لما نجى من الحساب و من العذاب إلاّ القليل من العباد لأن الله عزّ و جلّ يقول (( إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله )) فكم و كم من وساوس تدور في أذهان الناس و تستقر في صدورهم ثم الله عزّ و جلّ في هذه الآية سيحاسبهم عليها فكبر و عظم هذا الحكم على أصحاب الرسول عليه السلام فجاؤوا جثيا و جلسوا على الركب قالوا يا رسول الله ها نحن أمرنا بالصلاة و صلينا و بالصوم فصمنا و بسائر الأحكام فقمنا أمّا أن يحاسبنا الله عزّ و جلّ على ما في صدورنا فهذا ممّا لا طاقة لنا به فقال عليه الصلاة و السلام: ( أتريدون أن تقولوا كما قال قوم موسى لموسى سمعنا و عصينا , قولوا سمعنا و أطعنا ) فأخذوا يقولونها بألسنتهم حتى ذلت و خضعت لها قلوبهم فأنزل الله عزّ و جلّ الآية الناسخة لهذا الحكم الشديد (( لا يكلف الله نفسا إلاّ وسعها لها ما كسبت و عليها ما اكتسبت )) أي عملا فرفعت المؤاخذة على ما في النفوس هذه المؤاخذة التي ذكرت في الآية السابقة ثم جاء حديث الرسول عليه السلام مؤكدا لاستقرار الحكم على عدم المؤاخذة بما في النفوس فقال صلى الله عليه و سلم: ( إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به ) فما في النفوس فلا مؤاخذة هذا مثال من أمثلة كثيرة إذا عرفنا هذا رجعنا إلى الجواب مباشرة إلى السؤال فنقول كان الحكم السابق في الحديث الأول أنّ الصلوات مكفرات لما بينها ما اجتنبت الكبائر ثم جاء الحديث بل أحاديث كثيرة و كثيرة جدّا تؤكد أن الصلوات المفروضة تكفر الذنوب حتى الكبائر وذلك هو قوله عليه السلام في الحديث الثاني الذي أشرت إليه في سؤالك و هو ( أرأيتم لو أن نهرا أمام دار أحدكم يغتسل فيه كلّ يوم سبع مرات أترونه يبقى على بدنه من درنه شيء ؟ قالوا: لا يا رسول الله , قال فكذلك مثل الصلوات الخمس يكفر الله بهنّ الخطايا كلها وواضح جدا أن هذا الحديث لا يقبل التأويل المعروف عند العلماء بعامة حيث يقولون إن العبادات التي جاءت النصوص تترى في أنّها مكفرات للذنوب أنها تكفر الصغائر دون الكبائر لا نتردد في التصريح بأنه قول باطل لأنّه ينافي نصوص كثيرة و كثيرة جدا هذا النص أحدها لأن هذا المثل الذي ضربه الرسول عليه السلام رجل قذر وسخ فإذا انغمس كلّ يوم في نهر جار غمر ترى هل الأوساخ الكبيرة تبقى و الصغيرة هي التي تمحى ؟ أم إن كان يبقى هناك شيء فعلى العكس تذهب الأقذار الكبيرة و تبقى الصغيرة فهذا المثال الذي ضربه الرسول عليه السلام يؤكد تماما أن الصلوات مكفرات للذنوب كلها كذلك مثلا مثل حديث المتعلق بالحجّ و بعضكم قد جاء من الحج سائلا المولى سبحانه و تعالى أن يكون قد شملهم قوله صلى الله عليه و سلم: ( من حجّ فلم يرفث و لم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) فهل من إنسان يفهم أنّ الوليد حينما يسقط من بطن أمه يسقط ممتلئا بالذنوب الكبائر دون الصغائر؟ أم التشبيه من أبدع ما يكون أنه نظيف من كل الذنوب كبيرها و صغيرها و الأحاديث في هذه القضية كثيرة و كثيرة جدّا وللحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله رسالة خاصة في الخصال المكفرة من أراد التوسع فيها رجع إليها لكني أريد أن أنبه إلى شيئين اثنين الشيء الأول أنه يؤكد أن هذه المكفرات هي مكفرات للكبائر ذلك أن المكفرات للصغائر منصوص في القرآن الكريم السبب الذي يكفر الصغائر قوله تعالى: (( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم )) فإذا اجتناب الكبائر نفسها تذهب بالصغائر وتكفرها فلا بد أن يكون مثل هذه العبادات كالصلاة و الحج و نحو ذلك رمضان لا بد أن يكون لها فعل آخر أكثر من فعل اجتناب الكبائر , اجتناب الكبائر يكفر الصغائر طيب الإتيان بالفرائض ماذا يفعل ؟ أيضا يكفر الصغائر , الصغائر ممحوة باجتناب الكبائر فهذا يؤكد بأن الأحاديث السابقة هي على ظاهرها هذا الأمر الأول من أمرين أما الأمر الثاني و الأخير أنّ كثيرا من الناس قد يتوهمون أنّ القول بأنّ العبادات هذه كالصلاة و الصيام تكفر الكبائر أيضا أنّ هذا يكون حاملا للناس بأن يتساهلوا و يواقعوا الكبائر أن يسرقوا و أن يزنوا و يشربوا الخمر إلى آخره بدعوى أن الصلوات مثلا تكفر الكبائر فنحن نقول الآن لكي تفهم المسألة من هذه الزاوية جيدا نذكر أنّ الصلاة التي تكفر الكبائر لا يمكننا أن نقول هي صلاتنا نحن و هذه حقيقة يجب أن نعرفها حتى ننجو من التورّط من هذا الترغيب الكبير الذي جاء ذكره في هذه الأحاديث و كما يقولوا عندنا في سوريا: " نحط رجلينا بميّة باردة " كل يوم نصلي الصلوات الخمس فمهما فعلنا من كبائر فإذا هي مكفرة بسبب صلواتنا هذه نقول من الذي يقول بأنه هو الذي يصلي الصلاة الكاملة؟ ! لأن الصلاة الكاملة هي التي لها هذه الآثار الطيبة و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول في الحديث المعروف: ( إن الرجل ليصلي الصلاة ولا يكتب إلا عشرها , إلا تسعها , ثمنها , سبعها ... ) إلى أن قال عليه الصلاة و السلام: ( ربعها , نصفها ... ) إذا لا نستطيع أن نقول أنّ هناك صلاة كاملة حتى نقول أن هذه الصلوات التي نصليها نحن هي مكفرات للكبائر كل ما نستطيع أن نقول إنّنا نأمل بأن نصلي و أن يغفر الله لنا من هذه الصلوات ما شاء الله من الذنوب سواء كانت من الكبائر أو الصغائر هذا ما أردت أبيّنه في نهاية الجواب عن هذا السؤال نعم .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 622
- توقيت الفهرسة : 00:09:23
- نسخة مدققة إملائيًّا