تكلم الشيخ عن مسألة فقهية أصولية وهي : أنه لا يجوز للمسلم التقي أن يتكلم في مسألة شرعية بالتحريم أوالتحليل أو بالتكفير أوالتضليل إلا على بينة من الله ورسوله .
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد ، فإن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار . لا شك أن مشكلة الساعة هي هذه الفتنة التي يصدق فيها أنها دخلت كل بيت من بيوت المسلمين وقبل أن ندلي برأينا فيها وقد تكرر البحث حولها مرارا وتكرارا ولكن لا بد مما لا بد منه على الأقل من إيجاز واختصار الكلام حول هذا الموضوع موضوع الساعة ولكن لا بد لي بين يدي ذلك أن أتكلم عن مسألة فقهية أصولية طالما وقع في مخالفتها جماهير المسلمين قديما وحديثا وبخاصة في هذه الفتنة . هذه المقدمة هي أنه لا يجوز للمسلم الذي يخشى الله عز وجل ويتقيه أن يتكلم في مسألة شرعية في التحريم أو في التحليل بله في التكفير والتضليل إلا على بينة من الله ورسوله لقوله تبارك وتعالى في كتابه: (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا )) ، ومعلوم من علم أصول الفقه أن المسائل الشرعية تدور على أصول أربعة مقطوع بها عند أهل السنة والجماعة حقا ألا وهي الكتاب والسنة ، والسنة الصحيحة وليس كل ما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصحيح ولذلك نقول في الأصل الثاني السنة الصحيحة ثم الإجماع علما أنه ليس كل إجماع يدعى يكون إجماعا صحيحا واقعا فالإجماع الذي هو حجة هو ما يساوي قول بعض أهل العلم ما كان معلوما من الدين بالضرورة فهذا هو الدليل أو المرجع أو المصدر الثالث من المصادر الأربعة ، رابعها وآخرها القياس و القياس منه ما هو جلي ومنه ما هو خفي وإذا عرفنا أن أدق هذه المراجع أو هذه الأصول الأربعة هي القياس وعرفنا أن منه مايكون خفيا أي لا يظهر لكل أهل العلم فضلا عن غيرهم حينئذ نأخذ من هذه المقدمة النتيجة التالية ألا و هي أنه لا يجوز للمسلم حتى ولو كان طالب علم أن يقول أنا أرى كذا إلا إذا كان لديه نص صريح من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم الصحيحة كما قلنا فهنا من الممكن لطالب العلم القوي أن يقول أنا أعتقد أو أرى كذا وكذا بناء على قول الله تبارك وتعالى كذا أو قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويذكره أمّا أن يدّعي أو يتبنّى رأيا له في مسألة ليس عليها نصّ صريح من كتاب الله أو من سنة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم الصّحيحة وإنما هناك يمكن أن يكون إجماع أو أن يكون هناك قياس فاللجأ والاعتماد على هذين المصدرين إنما هو من شأن أهل العلم المتخصّصين في دراسة الكتاب و السنة فإن هؤلاء فقط هم الذين يستطيعون أن يثبتوا إجماعا صحيحا وهم الذين فقط يستطيعون أن يقيسوا النظير على النظير والمثيل على المثيل أما من دونهم من طلاب العلم فضلا عن عامة الناس الذين ليس لهم صلة بالعلم مطلقا فهؤلاء وهؤلاء لا يجوز لهم أن يتدخلوا في مثل هذه المسائل التي تبنى إما على الإجماع وإما على القياس إذا عرفنا هذه المقدمة وهي مقدمة لا يمكن أن يناقش فيها أحد من أهل العلم لأنها قضية مسلمة لا نزاع فيها ... .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 454
- توقيت الفهرسة : 00:01:01
- نسخة مدققة إملائيًّا