كلام الشيخ على طرف الحديث وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( إنه من تكن الدنيا نيَّته يجعَلِ الله فقره بين عينيه ) .
A-
A=
A+
الشيخ : المقصود من الحديث في الواقع هو الجملة الآتية المناسبة للباب يعني ؛ وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إنه مَن تكن الدنيا نيَّتَه يجعَلِ الله فقره بين عينيه ، ويشتِّت عليه ضيعته ، ولا يأته منها إلا ما كُتب له ، ومَن تكُنِ الآخرة نيَّتَه يجعَلِ الله غناه في قلبه ، ويكفيه ضيعته ، وتأتيه الدنيا وهي راغمة ) ، هذا أمر عظيم جدًّا أكثر الناس غافلون عنه ، الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - يُبيِّن لنا في تمام هذا الحديث أن المسلم إذا كان نيِّته وهمه الدنيا كانت عيشه على العكس من ذلك في فقر وفي غمٍّ وهمٍّ ؛ ذلك لأنَّ الغنى في الواقع كما تشرح السنة بعضها بعضًا ؛ الفقر والغنى ليس أمرًا ماديًّا فيُقال : كلُّ من كان حاويًا للمال فهو غنيٌ ، وكل من كان لا مال عنده فهو فقيرٌ ، السنة تشهد والواقع يُؤكِّد أن الأمر ليس كذلك ، فالسنة تقول : ( ليس الغنى غنى العرض - يعني المال - ، ولكنَّ الغنى غنى النفس ) ، إذًا غنى النفس هو الغنى الحقيقي ، والواقع يشهد ؛ لأنَّنا نرى كثيرًا من الناس أغنياء عندهم ملايين من الدنانير ومع ذلك فهو يعيش في غمٍّ وكربٍ ؛ ذلك لأن الغنى ليس غنى المادة ، وإنما هو الغنى غنى النفس .
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يلفت نظر مسلم إلى هذه الحقيقة ؛ أنه يجب أن لا تهتمَّ بدنياك وتجعلها همَّتك وديدنك ، وإنما أن تجعل الدنيا وسيلة وليست غاية ، وإنما تقصد بحياتك في الدنيا وكسبك للقوت ليس الدنيا ، وإنما مرضاة الله - تبارك وتعالى - ، فإذا كنت كذلك فالله - عز وجل - يسَّر لك أسباب الرزق وجاءتك الدنيا وهي راغمة خاضعة ؛ طبعًا لا يعني الرسول - عليه السلام - : ( جاءتك الدنيا راغمة ) بمعنى صرت مليونير ، لا ، إنما يعني أنه يأتيك من الدنيا ما كُتب لك وأنت غني النفس مطمئن القلب ، هذا هو المقصود بالغنى ، وليس المقصود بالغنى هي المادَّة ، حول هذا يدندن الرسول - عليه السلام - في طرف الحديث الأخير حين قال : ( من تكن الدنيا نيَّته يجعل الله فقره بين عينيه ) ، دائمًا يهتم ... .
... فالرسول - عليه السلام - يُخبر أن من تكن الدنيا نيَّته يجعل الله فقره بين عينيه ، ويشتِّت عليه ضيعته - ماله ورزقه - ، ولا يأته منها إلا ما كُتب له ، والعكس بالعكس ؛ وهو من تكن الآخرة نيَّته يجعل الله غناه في قلبه ، ويكفيه ضيعته ، وتأتيه الدنيا وهي راغمة .
الضَّيعة فيما أذكر في هذا الحديث بمعنى الأهل والأولاد ، فالله - عز وجل - مَن كان لا يهتمُّ بالدنيا إلا بمقدار ما يقوم بواجب السعي وراء الرزق ؛ فالله - عز وجل - يُسهِّل له هذا الرزق ، ويجعل الغنى في قلبه ، ويكفيه مؤنة أهل وعياله ، وتأتيه الدنيا وهي راغمة .
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - يلفت نظر مسلم إلى هذه الحقيقة ؛ أنه يجب أن لا تهتمَّ بدنياك وتجعلها همَّتك وديدنك ، وإنما أن تجعل الدنيا وسيلة وليست غاية ، وإنما تقصد بحياتك في الدنيا وكسبك للقوت ليس الدنيا ، وإنما مرضاة الله - تبارك وتعالى - ، فإذا كنت كذلك فالله - عز وجل - يسَّر لك أسباب الرزق وجاءتك الدنيا وهي راغمة خاضعة ؛ طبعًا لا يعني الرسول - عليه السلام - : ( جاءتك الدنيا راغمة ) بمعنى صرت مليونير ، لا ، إنما يعني أنه يأتيك من الدنيا ما كُتب لك وأنت غني النفس مطمئن القلب ، هذا هو المقصود بالغنى ، وليس المقصود بالغنى هي المادَّة ، حول هذا يدندن الرسول - عليه السلام - في طرف الحديث الأخير حين قال : ( من تكن الدنيا نيَّته يجعل الله فقره بين عينيه ) ، دائمًا يهتم ... .
... فالرسول - عليه السلام - يُخبر أن من تكن الدنيا نيَّته يجعل الله فقره بين عينيه ، ويشتِّت عليه ضيعته - ماله ورزقه - ، ولا يأته منها إلا ما كُتب له ، والعكس بالعكس ؛ وهو من تكن الآخرة نيَّته يجعل الله غناه في قلبه ، ويكفيه ضيعته ، وتأتيه الدنيا وهي راغمة .
الضَّيعة فيما أذكر في هذا الحديث بمعنى الأهل والأولاد ، فالله - عز وجل - مَن كان لا يهتمُّ بالدنيا إلا بمقدار ما يقوم بواجب السعي وراء الرزق ؛ فالله - عز وجل - يُسهِّل له هذا الرزق ، ويجعل الغنى في قلبه ، ويكفيه مؤنة أهل وعياله ، وتأتيه الدنيا وهي راغمة .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 33
- توقيت الفهرسة : 00:40:12
- نسخة مدققة إملائيًّا