كيف يكون برُّ الوالدين إذا كان الولد مستقيمًا والوالدان غير مستقيمَين ؟
A-
A=
A+
الشيخ : نريد أن تشرح لنا كيف تكون . يقول السَّائل ، عقوق الوالدين ، كاتب إعاقة الوالدين ، وهل تنطبق آيات الله برضاء الوالدين على هؤلاء الأمهات والآباء في وقتنا ؟ لأن تربية الأم والأب تكون في جاهلية كبيرة ، فهي التي تفرض على المسلم أن يكون عاقًّا لوالدَيه ؟
هو المسلم إذًا يقدر أن يطيع والديه هل من الأفضل له أن يخرج عنهم أم يبقى على ما هو في ذلك حتى يدرِكَها الموت ولا يدخل الجنة كما ورد في حديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؟
شو معنى قوله : " حتى يدركها الموت ولا يدخل الجنة " ؟
السائل : ... هو .
الشيخ : حتى يدركها الموت ولا يدخل الجنة كما في ورد في حديث الرسول .
سائل آخر : ( لا يدخل الجنةَ قاطعُ رحم ) .
السائل : ... إن كان الحديث يعني .
الشيخ : نعم ؟
سائل آخر : ( لا يدخل الجنةَ قاطعُ رحم ) .
سائل آخر : ... يموت وهو عاق لوالديه .
الشيخ : فهمان - يا أخي - فهمان ، أنا مستشكل فيه لا يدخل الجنة .
لا يدخل الجنة .
السائل : بعقوقه لوالديه ... .
الشيخ : مين السَّائل ؟ شو تقصد بالحديث لا يخرجن ؟
نعم ؟
السائل : بعقوقه لوالديه .
الشيخ : أنت عم تقول : إن المسلم إذا لم يقدِرْ أن يطيع والديه هل من الأفضل له أن يخرج عنهم أم يبقى على ما هو في ذلك حتى يدركه الموت ويدخل الجنة ؟ مش ولا يدخل الجنة ؛ لأنُّو عم تقول أن يبقى على ما هو في ذلك .
المهم بعد أن وضح النَّصُّ ؛ إن حياة الأولاد الأتقياء الأبرار مع الآباء الأشرار على ضوء الإسلام ما أجد في ذلك صعوبةً ما دام الولد نفسه يتقيَّد بأحكام الإسلام ، فالله - عز وجل - يقول في القرآن الكريم : (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا )) ، هذا واجبك أنت من حيث تتمسُّكك بالإسلام مع الله ، وواجبك مع الوالدين في تمام الآية : (( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا )) ؛ إذًا شطر السؤال الأول في آخر السؤال : هل يخرج عنهما ؟
الجواب : لا يخرج عنهما ؛ لأن الله يقول صراحةً : (( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا )) ، وإنما أنت عليك أن لا تُطيعهما في معصية ربِّك - تبارك وتعالى - ، فإذا ثبتَّ على ذلك ثم تابعت أنت القيام ببقية الواجب عليك تجاههما ؛ وهو أن تنصَحَهما وتذكِّرَهما ، فيكون إبراهيم - عليه السلام - أسوة لك ، ولا يكون أبوك أسوته آزر أبو إبراهيم إن شاء الله ، فأنت تقوم بواجب النصيحة ، ثم بعد ذلك لا شك أحد شيئين ؛ إما أن يخضعا لتمسُّكك بدينك رغمًا عن أنفك ، وهذا ما نجده في كثير من البيوتات ؛ يصبر الأولاد الأتقياء الأبرار على معاكسة الآباء الأشرار كما قلنا ، فالصبر هذا يجعل الأبوين أخيرًا يخضعان للأمر الواقع ، وإن كنا نعلم - أيضًا - أن هذا ليس أمرًا مطَّردًا ، ولكن يقع هذا أحيانًا ، فإن لم يقع مثل هذا فسيكون مصير الولد الطَّرد من البيت ، وحينئذٍ قد كُفيت المؤنة ، وجاءك إيش ؟ الفرج بدون ما تسعى أنت إليه ، يقولون لك : إما أن ترجع إلى ضلالنا ، وإما أن تخرج عن ديارنا كما قال إبراهيم - عليه السلام - لأبيه : (( يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ )) ، في آخر الوصية : (( إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا )) ، (( يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ )) ؛ يعني هذا فراق بيني وبينك .
إذًا لا يجوز للولد البارِّ أن يخرج عن دار أبيه إلا مَجبورًا مرغمًا ، ويجب عليه أن يثبت على الطاعة وعلى مصاحبتهما كما قال - تعالى - في القرآن الكريم بالمعروف ؛ حينئذٍ حديث : ( لا يدخل الجنة عاقٌّ ) غير وارد على هذا الشرح ، فيجب أن تسعى أنت أن لا تكون باسم تمسُّكك بالدين عاقًّا ، فأيُّ شيء يأمرك به ممَّا لا معصية فيه يجب أن تطيعهما ولو كان كما ذكرنا .
هو المسلم إذًا يقدر أن يطيع والديه هل من الأفضل له أن يخرج عنهم أم يبقى على ما هو في ذلك حتى يدرِكَها الموت ولا يدخل الجنة كما ورد في حديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؟
شو معنى قوله : " حتى يدركها الموت ولا يدخل الجنة " ؟
السائل : ... هو .
الشيخ : حتى يدركها الموت ولا يدخل الجنة كما في ورد في حديث الرسول .
سائل آخر : ( لا يدخل الجنةَ قاطعُ رحم ) .
السائل : ... إن كان الحديث يعني .
الشيخ : نعم ؟
سائل آخر : ( لا يدخل الجنةَ قاطعُ رحم ) .
سائل آخر : ... يموت وهو عاق لوالديه .
الشيخ : فهمان - يا أخي - فهمان ، أنا مستشكل فيه لا يدخل الجنة .
لا يدخل الجنة .
السائل : بعقوقه لوالديه ... .
الشيخ : مين السَّائل ؟ شو تقصد بالحديث لا يخرجن ؟
نعم ؟
السائل : بعقوقه لوالديه .
الشيخ : أنت عم تقول : إن المسلم إذا لم يقدِرْ أن يطيع والديه هل من الأفضل له أن يخرج عنهم أم يبقى على ما هو في ذلك حتى يدركه الموت ويدخل الجنة ؟ مش ولا يدخل الجنة ؛ لأنُّو عم تقول أن يبقى على ما هو في ذلك .
المهم بعد أن وضح النَّصُّ ؛ إن حياة الأولاد الأتقياء الأبرار مع الآباء الأشرار على ضوء الإسلام ما أجد في ذلك صعوبةً ما دام الولد نفسه يتقيَّد بأحكام الإسلام ، فالله - عز وجل - يقول في القرآن الكريم : (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا )) ، هذا واجبك أنت من حيث تتمسُّكك بالإسلام مع الله ، وواجبك مع الوالدين في تمام الآية : (( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا )) ؛ إذًا شطر السؤال الأول في آخر السؤال : هل يخرج عنهما ؟
الجواب : لا يخرج عنهما ؛ لأن الله يقول صراحةً : (( وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا )) ، وإنما أنت عليك أن لا تُطيعهما في معصية ربِّك - تبارك وتعالى - ، فإذا ثبتَّ على ذلك ثم تابعت أنت القيام ببقية الواجب عليك تجاههما ؛ وهو أن تنصَحَهما وتذكِّرَهما ، فيكون إبراهيم - عليه السلام - أسوة لك ، ولا يكون أبوك أسوته آزر أبو إبراهيم إن شاء الله ، فأنت تقوم بواجب النصيحة ، ثم بعد ذلك لا شك أحد شيئين ؛ إما أن يخضعا لتمسُّكك بدينك رغمًا عن أنفك ، وهذا ما نجده في كثير من البيوتات ؛ يصبر الأولاد الأتقياء الأبرار على معاكسة الآباء الأشرار كما قلنا ، فالصبر هذا يجعل الأبوين أخيرًا يخضعان للأمر الواقع ، وإن كنا نعلم - أيضًا - أن هذا ليس أمرًا مطَّردًا ، ولكن يقع هذا أحيانًا ، فإن لم يقع مثل هذا فسيكون مصير الولد الطَّرد من البيت ، وحينئذٍ قد كُفيت المؤنة ، وجاءك إيش ؟ الفرج بدون ما تسعى أنت إليه ، يقولون لك : إما أن ترجع إلى ضلالنا ، وإما أن تخرج عن ديارنا كما قال إبراهيم - عليه السلام - لأبيه : (( يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ )) ، في آخر الوصية : (( إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا )) ، (( يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ )) ؛ يعني هذا فراق بيني وبينك .
إذًا لا يجوز للولد البارِّ أن يخرج عن دار أبيه إلا مَجبورًا مرغمًا ، ويجب عليه أن يثبت على الطاعة وعلى مصاحبتهما كما قال - تعالى - في القرآن الكريم بالمعروف ؛ حينئذٍ حديث : ( لا يدخل الجنة عاقٌّ ) غير وارد على هذا الشرح ، فيجب أن تسعى أنت أن لا تكون باسم تمسُّكك بالدين عاقًّا ، فأيُّ شيء يأمرك به ممَّا لا معصية فيه يجب أن تطيعهما ولو كان كما ذكرنا .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 235
- توقيت الفهرسة : 00:30:53
- نسخة مدققة إملائيًّا