شرح قطعة من حديث جبريل وهو قوله : ( الإسلام : أن تشهد أن لا إله إلا الله ) ، والتحذير من الشرك والوقوع فيه .
A-
A=
A+
الشيخ : فقال - عليه الصلاة والسلام - الشاهد من هذا الحديث بيانًا للإسلام الذي سأل جبريل عنه أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ، وهذا بمعنى الحديث المشهور المتفق عليه بين الشَّيخين من حديث ابن عمر نفسه : ( بُنِيَ الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ) إلى آخر الحديث .
فقد بيَّنَ الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - في هذا الحديث أن الإسلام هو أن تشهد أن لا إله إلا الله ، ومعنى أن تشهد أن لا إله إلا الله هو كما جاء - أيضًا - في رواية أخرى : ( أن تعبد الله وحده لا شريك له ) ، لا إله إلا الله معناها ( أن تعبد الله وحده لا شريك له ) ، هذا المعنى مأخوذ من الرواية الأخرى التي أشرتُ إليها آنفًا ، إنما المعنى المتوارث التقليدي المعروف عند علماء المسلمين قاطبةً هو قولهم - وقولهم حق - معنى لا إله إلا الله لا معبود بحقٍّ في الوجود إلا الله ، هذا المعنى الصحيح ، ونحو الرواية الأخرى لما سُئِل عن الإسلام أجاب - عليه الصلاة والسلام - : ( أن تعبد الله وحده لا شريك له ) .
ومعنى هذا وذاك أنَّ الذي أسلم قديمًا أو حديثًا أو وراثةً وهو من جهة أخرى يعبد غير الله - عز وجل - بأيِّ عبادة من العبادات المعروفة في الإسلام فليس مسلمًا ، ولن يُهدى للإسلام فلا طوبى له ، كلُّ من عبد سوى الله - عز وجل - فليس مسلمًا ولو قال : لا إله إلا الله ، ولو صلى وصام وزعم أنه مسلم ؛ لأنه قد أخَلَّ بالركن الأول من أركان الإسلام الخمسة ؛ وهي أن تشهد أن لا إله إلا الله ؛ أي : أن لا تعبد إلا الله لا تشرك به شيئًا .
ولخطورة هذا الموضوع لأنه من العقيدة بل وأسُّ العقيدة ؛ لا سيما وأنا أرى في كل يوم وجوهًا جديدة ، وأفترض بل أقطع بأن هناك مَن لم يسمع مطلقًا بحثًا في مثل هذا الموضوع الهام الذي يجب على كل مسلم قبل أن يقلِّد أباه وجدَّه في الصلاة وفي الصيام أن يعرف الإسلام ما هو ، ثم بعد المعرفة أن يؤمن به إيمانًا جازمًا ، وبعد ذلك ينطلق إلى العمل ببقية أركان الإسلام .
قد يظن بعض الناس بل قد يتساءل : ما فائدة هذا الكلام ؟ وهل هناك من المسلمين مَن لا يعبدون الله وحده ؟ هل هناك فيهم مَن يشرك بالله شيئًا والحديث يفسر الإسلام أن تعبد الله وحدَه ولا تشرك به شيئًا ؟
نقول : مع الأسف الشديد هناك كثيرون وكثيرون جدًّا يعبدون مع الله غيره ، ويشركون به أشياء وليس شيئًا واحدًا ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، يظنُّ هؤلاء الناس بأنَّ الشرك الذي حذَّرَ منه الرسول - عليه السلام - في هذا الحديث وجَعَلَه مباينًا للتوحيد ولشهادة أن لا إله إلا الله هو أن يعبد إلهًا مع الله كما يعبد الله تمامًا ؛ أن يصلي له ، وأن يصوم له ، وأن يحج له ، وأن يعبده بكل شيء هو لله وحده ، هكذا يتوهَّمون ، وليس الأمر كذلك .
إن الشرك أخطر من هذه الدائرة الواسعة ، إن إنسانًا إذا عبد الله - عز وجل - حياة نوح - عليه الصلاة والسلام - ثم نادى غير الله يومًا ما في ساعةٍ ما دعاه دون الله ، بل دعاه مع الله ؛ فقد أشرك مع الله وحبط عمله كما قال الله - عز وجل - : (( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) ، دعاه مِن دون الله كأن يقول كما تسمعون كثيرًا : " يا باز " ، هذا دعاء من دون الله ، دعاء مع الله ؛ " يا الله ، يا باز " ، هذا دعاء مع الله ، ولو كان الأمر بالذوق فقط لَقلتُ : إن مناداة غير الله مع الله أقبح ، وانتبهوا لما أقول ؛ لو كان الأمر بالذوق وإلا الأمر واحد ؛ لأنُّو كله شرك لَقلتُ : إن مناداة عبد من عباد الله لا يسمع ، ولو سمع لا يستجيب ؛ مناداته مع الله أقبح من أن يُنادى من دون الله ، وأن ذكر هذا العبد مع الرَّبِّ ما قد يُشعر بأن الله وحدَه لا يكفيه ولا يُغنيه ، بينما لو نادى العبد وحده فهذا المفهوم الخاطئ لا يخطر في البال ، ولا شك أشرَكَ حينما نادى الباز ، لكن هنا قال : " يا الله يا باز " كأنُّو يشعر أو يؤكد بأن الله غير كافٍ عبده ؛ فهو يقول : " يا الله يا باز " ، كأنه يستدرك ، يا الله يا باز ، كأنه الله ما هو كافي فيستغيث بعبد لله - عز وجل - الملقَّب عندهم بالباز ؛ فهؤلاء الذين ينادون غير الله - عز وجل - هؤلاء لم يفقهوا بعد الإسلام الذي ينبغي أن يكونوا عليه ، فإذا ما رُزِقوا كفافًا كان لهم طوبى وحسن مآب .
فقد بيَّنَ الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - في هذا الحديث أن الإسلام هو أن تشهد أن لا إله إلا الله ، ومعنى أن تشهد أن لا إله إلا الله هو كما جاء - أيضًا - في رواية أخرى : ( أن تعبد الله وحده لا شريك له ) ، لا إله إلا الله معناها ( أن تعبد الله وحده لا شريك له ) ، هذا المعنى مأخوذ من الرواية الأخرى التي أشرتُ إليها آنفًا ، إنما المعنى المتوارث التقليدي المعروف عند علماء المسلمين قاطبةً هو قولهم - وقولهم حق - معنى لا إله إلا الله لا معبود بحقٍّ في الوجود إلا الله ، هذا المعنى الصحيح ، ونحو الرواية الأخرى لما سُئِل عن الإسلام أجاب - عليه الصلاة والسلام - : ( أن تعبد الله وحده لا شريك له ) .
ومعنى هذا وذاك أنَّ الذي أسلم قديمًا أو حديثًا أو وراثةً وهو من جهة أخرى يعبد غير الله - عز وجل - بأيِّ عبادة من العبادات المعروفة في الإسلام فليس مسلمًا ، ولن يُهدى للإسلام فلا طوبى له ، كلُّ من عبد سوى الله - عز وجل - فليس مسلمًا ولو قال : لا إله إلا الله ، ولو صلى وصام وزعم أنه مسلم ؛ لأنه قد أخَلَّ بالركن الأول من أركان الإسلام الخمسة ؛ وهي أن تشهد أن لا إله إلا الله ؛ أي : أن لا تعبد إلا الله لا تشرك به شيئًا .
ولخطورة هذا الموضوع لأنه من العقيدة بل وأسُّ العقيدة ؛ لا سيما وأنا أرى في كل يوم وجوهًا جديدة ، وأفترض بل أقطع بأن هناك مَن لم يسمع مطلقًا بحثًا في مثل هذا الموضوع الهام الذي يجب على كل مسلم قبل أن يقلِّد أباه وجدَّه في الصلاة وفي الصيام أن يعرف الإسلام ما هو ، ثم بعد المعرفة أن يؤمن به إيمانًا جازمًا ، وبعد ذلك ينطلق إلى العمل ببقية أركان الإسلام .
قد يظن بعض الناس بل قد يتساءل : ما فائدة هذا الكلام ؟ وهل هناك من المسلمين مَن لا يعبدون الله وحده ؟ هل هناك فيهم مَن يشرك بالله شيئًا والحديث يفسر الإسلام أن تعبد الله وحدَه ولا تشرك به شيئًا ؟
نقول : مع الأسف الشديد هناك كثيرون وكثيرون جدًّا يعبدون مع الله غيره ، ويشركون به أشياء وليس شيئًا واحدًا ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ، يظنُّ هؤلاء الناس بأنَّ الشرك الذي حذَّرَ منه الرسول - عليه السلام - في هذا الحديث وجَعَلَه مباينًا للتوحيد ولشهادة أن لا إله إلا الله هو أن يعبد إلهًا مع الله كما يعبد الله تمامًا ؛ أن يصلي له ، وأن يصوم له ، وأن يحج له ، وأن يعبده بكل شيء هو لله وحده ، هكذا يتوهَّمون ، وليس الأمر كذلك .
إن الشرك أخطر من هذه الدائرة الواسعة ، إن إنسانًا إذا عبد الله - عز وجل - حياة نوح - عليه الصلاة والسلام - ثم نادى غير الله يومًا ما في ساعةٍ ما دعاه دون الله ، بل دعاه مع الله ؛ فقد أشرك مع الله وحبط عمله كما قال الله - عز وجل - : (( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ )) ، دعاه مِن دون الله كأن يقول كما تسمعون كثيرًا : " يا باز " ، هذا دعاء من دون الله ، دعاء مع الله ؛ " يا الله ، يا باز " ، هذا دعاء مع الله ، ولو كان الأمر بالذوق فقط لَقلتُ : إن مناداة غير الله مع الله أقبح ، وانتبهوا لما أقول ؛ لو كان الأمر بالذوق وإلا الأمر واحد ؛ لأنُّو كله شرك لَقلتُ : إن مناداة عبد من عباد الله لا يسمع ، ولو سمع لا يستجيب ؛ مناداته مع الله أقبح من أن يُنادى من دون الله ، وأن ذكر هذا العبد مع الرَّبِّ ما قد يُشعر بأن الله وحدَه لا يكفيه ولا يُغنيه ، بينما لو نادى العبد وحده فهذا المفهوم الخاطئ لا يخطر في البال ، ولا شك أشرَكَ حينما نادى الباز ، لكن هنا قال : " يا الله يا باز " كأنُّو يشعر أو يؤكد بأن الله غير كافٍ عبده ؛ فهو يقول : " يا الله يا باز " ، كأنه يستدرك ، يا الله يا باز ، كأنه الله ما هو كافي فيستغيث بعبد لله - عز وجل - الملقَّب عندهم بالباز ؛ فهؤلاء الذين ينادون غير الله - عز وجل - هؤلاء لم يفقهوا بعد الإسلام الذي ينبغي أن يكونوا عليه ، فإذا ما رُزِقوا كفافًا كان لهم طوبى وحسن مآب .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 265
- توقيت الفهرسة : 00:21:24
- نسخة مدققة إملائيًّا