بيان التلازم بين القلب والجسد ، وكذا بين الظَّاهر والباطن . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان التلازم بين القلب والجسد ، وكذا بين الظَّاهر والباطن .
A-
A=
A+
الشيخ : ... هذا القلب الصادق صالحًا والعكس بالعكس تمامًا ، ( أَلَا وإنَّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ؛ أَلَا وهي القلب ) . لذلك - والبحث في هذا طويل وطويل جدًّا - على المسلمين أن لا يغترُّوا بقول بعض القائلين : أنَّ العبرة بما في القلب تمويهًا على الناس . نحن نقول معهم : العبرة بما في القلب ، ولكنَّنا نزيد عليهم فنقول : لا يمكن أن يكون ما في القلب = -- أهلًا -- = لا يمكن أن يكون ما في القلب صلاح ثم يظهر من الجسد طلاح ، والعكس بالعكس ؛ لا يمكن أن يكون ما في القلب طلاح ويظهر من الجسد صلاح ؛ هذا أمر غير سليم وغير صحيح إطلاقًا .

شأن ذلك شأن القلب مع الجسد من الناحية الطِّبِّيَّة ؛ إذا كان القلب سليمًا لا يمكن أن يكون القلب مريضًا ، والعكس - أيضًا - بالعكس ؛ إذا كان القلب مريضًا من الناحية الطِّبِّيَّة لا يمكن أن يكون الجسد سليمًا ، أمر مطَّرد سلبًا وإيجابًا طبًّا بدنيًّا وطبًّا نبويًّا ، فالذين يقولون حينما يُؤمرون - مثلًا - بأداء الصلوات أو بالمحافظة عليها يقول لك : يا أخي ، الأمر مو بما في الصلاة ، الأمر بما في القلب . نقول : صدقت ، الأمر بما في القلب ، لكن لوكان ما في القلب إيمان صحيح سليم لَنَضَحَ هذا القلب بالصَّلاح والطاعة والعبادة ، وإلا فالأمر على العكس تمامًا ، والأمر كما قيل :

" فحسبكُمُ هذا التَّفاوت بينَنا *** وكلُّ إناءٍ بما فيه ينضَحُ "

فإذا كان هذا الوعاء الذي وَضَعَه الله - عز وجل - في الصدر بعناية وحكمة بالغة ؛ إذا كان صحيحًا وسليمًا لا شك أنه سينضح صحيحًا وسليمًا ، والعكس بالعكس ؛ قلت : إن هذا البحث طويل الذيل ، وأكتفي بهذا القدر لتوجيه النَّظر إلى أن التضامَّ في حلقات الذكر والعلم هو أمر مرغوب مشروع ، والابتعاد فيه بعض الجالسين عن بعض إنَّما هو - كما سمعتم - من عمل الشيطان ، اقتربوا ما استطعتم .

مواضيع متعلقة