تتمة كلمة أحد المشايخ الفضلاء في الحثِّ على جهاد النفس والإخلاص ، مع بيان أهمية المال في حياة المسلم ، إلا أن العلم أفضل العبادات ذلك أنَّه تحقيق لسبب وجود الناس في هذه الدنيا .
A-
A=
A+
السائل : فيا معشر المسلمين ، أنا أرى أننا كلنا نعاهد الله من هذه اللحظة ومن هذه الساعة أننا نعمل لله ونجاهد لله ، والجهاد إخواني الجهاد فريضة ومن أعظم الفرائض التي فرضها الله على البشرية ، ولم تصلح أمة إلا بالجهاد ، وما تركت أمة الجهاد إلا أذلَّها الله ؛ لأن الجهاد هو دفاع عن الحق وليس اعتداء على الآخرين ، فالجهاد نعم أحيانًا يكون جهاد قلم وأحيانًا جهاد كلمة ، وأحيانًا يتطلب جهاد ضرب دماء سفك دماء ، وأحيانًا هذا الجهاد يكون مصابرة ، فيجب علينا أن نصابر الأعداء ونصابر أعداء الله ونكاتبهم ونرد عليهم ونتكلم معهم ونجادلهم بالتي هي أحسن ، ونناقش ونكون دائبين لا نستكين ، وأن لا يأخذنا الملل ، ولا يأخذنا السأم ، ولا يأخذنا الفترات التي تأخذ الناس العجزة ، علينا أن ننفر لله خفافًا وثقالًا ونجاهد في سبيل الله ، فيجب علينا (( يَا أَيُّهَا الَّذِين آمَنُوا [ مَالَكُمْ ] إِذَا قِيلَ لَكُم انفِرُوا فِي سَبِيل اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِن الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ )) ، فيجب علينا أن نستجيب لله (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )) .
فاتقوا الله يا عباد الله ، عبد الله أنت مسؤولٌ عن نفسك وجوارحك ومسؤول ظاهرًا وباطن ، ثم مسؤول عن أولادك ، فيجب عليك أن تسير على المنهج ولا يتأتَّى هذا إلا باتباعك العلم وإلا بشرائك الكتب الإسلامية الصحيحة وأن تتركها إرثًا لأبنائك لا تورِّث لهم الطوابق ، اللهم إن لم يحصل الكتب قبلها ، ربما أولادك المال الذي تخلِّفه لهم يصنعونه سلَّمًا يرتقون به لأن ينالوا فقط ، ويرتقون به إلى أن يغضبوا الله وربما يصنعونه مهدَّة يهدمون كلَّ ما بنيت في حياتك ، فما يدريك لعل أولادك أشقياء مجرمين ، كما قال بعض السلف وربما عمر بن عبد العزيز أو غيره قيل له : لمَ تترك أولادك ... المال بين أيديهم ؟ فقال : إن كانوا أتقياء فالله يرزق الأتقياء (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )) ، وإن كانوا مجرمين ما لي مستعد أخلي عندهم مال يعينهم ؛ لأن المال يعين أصحابه على الجرائم ، وهو السُّلَّم الذي يُرتقى به ، وهو المطية التي يمتطيها المجرمون المال ، والمال يطول صاحبه إذا كان مجرم وكان المال مقدم بين يديه بكثرة يطول أكبر جريمة ويفعل أكبر مما يغضب الله ؛ لمَ ؟ لأن المال وسيلة للطاعة ووسيلة للمعصية ، وسيلة عظمى ، فلا تترك المال الكثير قبل أن تترك الإرث الكثير من إرث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الذي قسمه علينا ، وكانوا الصحابة يتكاثرون ويهجمون ويهبُّون إلى أن يتقاسموا الإرث النبوي وهو الحديث وهو العلم ، فيجب عليك ، قلنا لا يتأتَّى هذا إلا بالعلم ، العلم العلم ، عليكم بالعلم ، النبي - صلى الله عليه وسلم - بيَّن ( من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة ) ، فمفروض على كلِّ مخلوقٍ منا أن يعلم لمَ خلقه الله ، أن يعلم كيف الوقوف بين يدي الله يوم القيامة ؟ ماذا يقدِّم إلى الله حينما أسأل ، فيجب على الإنسان لا يرى أنه كثَّر (( وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ )) ، يجب عليك أن (( لِرَبِّكَ فَاصْبِرْ )) .
واعلم أن أول ما بدأ به القرآن في الأرض وأول آية تشرِّف الأرض (( اقْرَأْ )) ، ومعنى (( اقْرَأْ )) تعلَّم وتزوَّد ، فبعد أن قرأ - عليه الصلاة والسلام - ونزلت عليه هذه فما الذي أنزل بعدها ؟ (( قُمْ فَأَنْذِرْ )) ، بعد أن تقرأ قم فأنذر الناس ، ما فيك ... (( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ )) ، ما المسألة بعد أن تقرأ ، ما يحق لك ، ( مضى عهد النوم يا خديجة ) إذا قالت له : نَمْ لك ، اهجع من الليل قليلًا . يقول لها : ( مضى عهد النوم يا خديجة ) ، العهد مو عهد نوم ، فأنزِل عليه (( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا )) ، وأعلم أنا ويعلم كلكم أن ما بعد رسول الله من رسول ، وكلكم مسؤول عن هذه الرسالة ، ومحاسبٌ عليها يوم العرض على الله ، كلكم مسؤول عن هذه الرسالة ما الذي صنعتَه ، وتعلمون الحديث ( ما تزالا قدما مؤمنٌ من دار الدنيا إلى دار الآخرة حتى يُسأل عن أربع ) ، من هذه الأربع : ( عن علمه ماذا عمل به ؟ ) ، فإذا علمت فُرِضَ عليك أن تُبلِّغ ما علمت كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( نضَّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فبلَّغها كما سمعها ؛ فربَّ مبلَّغٍ أوعى من سامع ) ، فيجب عليك ، وقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( بلِّغوا عني ولو آية ) ، فمفروض عليك أن تعلم فريضة ، فإن علمت ما لك إلا أن تشمِّر عن سواعد الجد وتقارع الناس سواء كان قراعًا في اللسان أو قراعًا في القلم أو قراعًا في السيف ، اللهم لا نبدأ الناس بمثل هذا ، إنما نعرض هذه الدعوة ، فمن رأيناه ... أو عقبة في وجهنا أو سدًّا منيعًا بيننا وبين عباد الله الذين نريد أن نوصل لآذانهم هذه الدعوة نحن نزيله بأيِّ وسيلةٍ كانت ، اللهم إذا كان فعلًا أنه لا يسمح لنا بأن نناظر الناس ونحدِّثهم ، وصلى الله على سيِّدنا محمد .
فاتقوا الله يا عباد الله ، عبد الله أنت مسؤولٌ عن نفسك وجوارحك ومسؤول ظاهرًا وباطن ، ثم مسؤول عن أولادك ، فيجب عليك أن تسير على المنهج ولا يتأتَّى هذا إلا باتباعك العلم وإلا بشرائك الكتب الإسلامية الصحيحة وأن تتركها إرثًا لأبنائك لا تورِّث لهم الطوابق ، اللهم إن لم يحصل الكتب قبلها ، ربما أولادك المال الذي تخلِّفه لهم يصنعونه سلَّمًا يرتقون به لأن ينالوا فقط ، ويرتقون به إلى أن يغضبوا الله وربما يصنعونه مهدَّة يهدمون كلَّ ما بنيت في حياتك ، فما يدريك لعل أولادك أشقياء مجرمين ، كما قال بعض السلف وربما عمر بن عبد العزيز أو غيره قيل له : لمَ تترك أولادك ... المال بين أيديهم ؟ فقال : إن كانوا أتقياء فالله يرزق الأتقياء (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ )) ، وإن كانوا مجرمين ما لي مستعد أخلي عندهم مال يعينهم ؛ لأن المال يعين أصحابه على الجرائم ، وهو السُّلَّم الذي يُرتقى به ، وهو المطية التي يمتطيها المجرمون المال ، والمال يطول صاحبه إذا كان مجرم وكان المال مقدم بين يديه بكثرة يطول أكبر جريمة ويفعل أكبر مما يغضب الله ؛ لمَ ؟ لأن المال وسيلة للطاعة ووسيلة للمعصية ، وسيلة عظمى ، فلا تترك المال الكثير قبل أن تترك الإرث الكثير من إرث المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الذي قسمه علينا ، وكانوا الصحابة يتكاثرون ويهجمون ويهبُّون إلى أن يتقاسموا الإرث النبوي وهو الحديث وهو العلم ، فيجب عليك ، قلنا لا يتأتَّى هذا إلا بالعلم ، العلم العلم ، عليكم بالعلم ، النبي - صلى الله عليه وسلم - بيَّن ( من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة ) ، فمفروض على كلِّ مخلوقٍ منا أن يعلم لمَ خلقه الله ، أن يعلم كيف الوقوف بين يدي الله يوم القيامة ؟ ماذا يقدِّم إلى الله حينما أسأل ، فيجب على الإنسان لا يرى أنه كثَّر (( وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ )) ، يجب عليك أن (( لِرَبِّكَ فَاصْبِرْ )) .
واعلم أن أول ما بدأ به القرآن في الأرض وأول آية تشرِّف الأرض (( اقْرَأْ )) ، ومعنى (( اقْرَأْ )) تعلَّم وتزوَّد ، فبعد أن قرأ - عليه الصلاة والسلام - ونزلت عليه هذه فما الذي أنزل بعدها ؟ (( قُمْ فَأَنْذِرْ )) ، بعد أن تقرأ قم فأنذر الناس ، ما فيك ... (( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ )) ، ما المسألة بعد أن تقرأ ، ما يحق لك ، ( مضى عهد النوم يا خديجة ) إذا قالت له : نَمْ لك ، اهجع من الليل قليلًا . يقول لها : ( مضى عهد النوم يا خديجة ) ، العهد مو عهد نوم ، فأنزِل عليه (( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا )) ، وأعلم أنا ويعلم كلكم أن ما بعد رسول الله من رسول ، وكلكم مسؤول عن هذه الرسالة ، ومحاسبٌ عليها يوم العرض على الله ، كلكم مسؤول عن هذه الرسالة ما الذي صنعتَه ، وتعلمون الحديث ( ما تزالا قدما مؤمنٌ من دار الدنيا إلى دار الآخرة حتى يُسأل عن أربع ) ، من هذه الأربع : ( عن علمه ماذا عمل به ؟ ) ، فإذا علمت فُرِضَ عليك أن تُبلِّغ ما علمت كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( نضَّر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فبلَّغها كما سمعها ؛ فربَّ مبلَّغٍ أوعى من سامع ) ، فيجب عليك ، وقوله - عليه الصلاة والسلام - : ( بلِّغوا عني ولو آية ) ، فمفروض عليك أن تعلم فريضة ، فإن علمت ما لك إلا أن تشمِّر عن سواعد الجد وتقارع الناس سواء كان قراعًا في اللسان أو قراعًا في القلم أو قراعًا في السيف ، اللهم لا نبدأ الناس بمثل هذا ، إنما نعرض هذه الدعوة ، فمن رأيناه ... أو عقبة في وجهنا أو سدًّا منيعًا بيننا وبين عباد الله الذين نريد أن نوصل لآذانهم هذه الدعوة نحن نزيله بأيِّ وسيلةٍ كانت ، اللهم إذا كان فعلًا أنه لا يسمح لنا بأن نناظر الناس ونحدِّثهم ، وصلى الله على سيِّدنا محمد .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 58
- توقيت الفهرسة : 01:01:52
- نسخة مدققة إملائيًّا