هل الصلوات الخمس والحج تكفر الصغائر والكبائر أم الصغائر فقط .؟ مع بيان حقيقة الصلاة والحج التي تكفر مثل هذه الذنوب . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل الصلوات الخمس والحج تكفر الصغائر والكبائر أم الصغائر فقط .؟ مع بيان حقيقة الصلاة والحج التي تكفر مثل هذه الذنوب .
A-
A=
A+
الشيخ : الجواب بإيجاز نذكّر بقوله عليه الصّلاة والسّلام ثم ننظر - لا ما ... - نذكّر بقوله عليه الصّلاة والسّلام وأنتم معشر العرب تساعدوننا على فهم هذا الحديث هل دلالته عامّة أم خاصّة ( مثل الصّلوات الخمس كمثل نهر جار غمر أمام دار أحدكم يغتسل فيه كلّ يوم خمس مرّات أترون يبقى من درنه على بدنه شيء ؟ قالوا لا يا رسول الله قال فذلك مثل الصّلوات الخمس يكفّر الله بهنّ الخطايا ) قولوا لي هي الصّغائر أم هي الكبائر و الصّغائر ماذا تفهمون من هذا الحديث ؟ هل يبقى من درنه شيء قال العرب الأوّلون لا , فإذا فسّرنا الحديث بأنّه يعني تكفير الصّغائر يكون المعنى أيبقى من درنه شيء ؟ قالوا لا يعني من الصّغائر أمّا الدّرن الأكبر فيظلّ قائما ملاصقا بالبدن هل هذا هو معنى الحديث ؟ ما أظنّ أعجميّا مثلي يفقه هذا الفقه ويفهم هذا الفهم لذلك ينبغي أن تحمل الأحاديث المكفّرة سواء ما كان منها متعلّقا بالصّلاة أو كان منها متعلقا بالحج على تكفير كل الذّنوب سواء ما كان منها من الكبار أو الصّغائر كذلك مثلا يشبه هذا الحديث تماما ونحن قادمون على الحجّ إن شاء الله قوله عليه السّلام ( من حجّ فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه ) أترون الوليد حينما تلده أمّه يولد محمّلا بالأوزار و الكبائر ؟! طبعا لا إذن المكفّرات تشمل الكبائر و الصّغائر ولكن الّذي يجب الانتباه له وهو يزيل المشكلة أو الشّبهة الّتي قد تقع في بال النّاس فإذا كل واحد مصلّي مهما كان عاملا كما يقولون في بلاد الشّامّ " تسعة وتسعين " فمجرّد ما يصلّي غفرت ذنوبه و إن كانت مثل زبد البحر فأنا أريد أن ألفت النّظر أنّ هذه الصّلاة الّتي من شأنها أنّها تكفّر الكبائر فضلا عن الصّغائر ليست هي صلاتنا حسبنا من صلاتنا أن يكتب لنا نصفها لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قد قال في الحديث الصّحيح ( إنّ الرّجل ليصلّي الصّلاة ما يكتب له منها إلاّ عشرها , تسعها , ثمنها , سبعها , سدسها , خمسها , ربعها , نصفها ) أي هذا النّصف الذي وقف عنده الرّسول عليه السّلام و هذا يعني أنّه أحسن صلاة يصلّيها النّاس أن يكتب لهم نصفها فما بالك بمن لا يكتب له حتّى ولا عشرها فالّذي كتبت له من الصّلاة نصفها أهي الّتي تكفّر الذّنوب الكبائر هذه واحدة ثمّ لمّا قال عليه الصّلاة و السّلام في حديث الحجّ ( رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمّه ) أهي حجّنا نحن في هذا الزّمان الّذي أكثرهم لا يحجّون من النّاحية العمليّة الشّكليّة الظّاهرة لا يحجّون كما حجّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بل تراهم يعني يحاولون التّفلّت بأتفه الأسباب بالقيام من الكثير من الواجبات و اليوم كنّا نناقش فردا نظنّه من المسلمين الصّالحين إن شاء الله على شيء من الضّعف فيما نعلم منه كان يريد أن يأخذ منّي فتوى بأنّه يجوز له أن يوكّل في الرّمي في اليوم الثّاني من أيّام التّشريق يعني أن يتعجّل قبل التّعجّل المشروع يوكّل أحدا يرمي عنه ومثل هذا كثير وكثير جدّا يحاولون أن يخفّفوا مناسك الحجّ حتّى يصبح الحجّ أمر شكلي محض فأقول هل الفضيلة هذه كيوم ولدته أمّه يستحقّه غالبيّة الحجّاج وهم لا يؤدّون الحجّ على شكله الظّاهر أمّا لوازم الحجّ هذا المكفّر الّذي نصّ الرّسول عليه السّلام عليها في الحديث السّابق ( فلم يفسق ولم يرفث خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه ) هل هذه الصّفات هي تلازم الحجّاج اليوم حتّى يقال والله حجّ فلان هنيئا له غفرت له ذنوبه كلّها لا بالكاد كثير من النّاس أن يقال لهم حجّك مقبول ... القسم الآخر من الحجّاج وقد سمعنا من يسبّ الدّين ويسبّ ربّ العالمين وهو يزعم أنّه خرج حاجّا في سبيل الله أمثال هؤلاء نقول لهم بلسان ذلك الشّاعر العربيّ القديم " وما حججت ولكن حجّت الإبل " لذلك إذا استحضرنا هذه الحقائق وخلاصتها أنّ المصلّي لا نستطيع أن نقول كلّ مصلّ صلّى صلاة كاملة كل حاج حج حجة كاملة إذا كان الأمر كذلك ولذلك فالحصول على الصّلاة الّتي تخرج صاحبها من الذّنوب كلّها والحصول أيضا على حجّة تخرج صاحبها من الذّنوب كلّها هذا كما قيل قديما " أندر من الكبريت الأحمر " فإذن تبقى هذه الأحاديث من الأحاديث كما هو معلوم من التّرغيب و التّرهيب تحضّ المصلّي على أن يحاول أن يحسن الصّلاة وأن يتقنها لعلّه يحظى بتلك المغفرة أمّا أن يجزم بأنّه حصّل المغفرة هذا أمر أبعد ما يكون كذلك الحجّ يحاول الإنسان أن يتقن الحجّ إلى بيت الله الحرام و يتجنّب الفسق و الرّفث والكلام المؤذي و الجدل كما قال تعالى (( الحجّ أشهر معلومات فمن فرض فيهنّ الحجّ فلا رفث و لا فسوق ولا جدال في الحجّ )) فالّذي يحاول أن يتقن حجّته على هذا المنوال ممّا جاء في الآية فلعلّه يرجع كما ولدته أمّه نظيفا من كلّ الذّنوب خلاصة الكلام يرجى أن يكفّر كلّ الذّنوب من صلّى و أتقنها ومن حجّ حجّة و أتقنها
السائل : طيّب الاستثناء الّذي في الحديث ( الجمعة إلى الجمعة و رمضان إلى رمضان ) الحديث ( إذا اجتنبت الكبائر ) ألا يطّرد على بقيّة الأحاديث
الشيخ : هذا قيد يشبه قيد ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذّ بخمس ) ثمّ جاء ( بسبع ) فالله يتفضّل على عباده بما يشاء كان هذا قبل أن يقول ( رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمّه ) أو ( لم يبق من درنه على بدنه شيء ) .

مواضيع متعلقة