بطلان دعوى من قال: إن العبرة بما في القلب فقط ، وشرح حديث : إنما الأعمال بالنيات - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بطلان دعوى من قال: إن العبرة بما في القلب فقط ، وشرح حديث : إنما الأعمال بالنيات
A-
A=
A+
الشيخ : وبهذه المناسبة أقول من الخطأ الشائع والفاحش أن يقال في بعض المناسبات إن العبرة بما في القلب. لا هذا كلام ناقص , العبرة ما في القلب وما في العمل , ذلك لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر في الحديث السابق: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) فلذلك كما جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم لإصلاح القلوب جاء أيضا لإصلاح الأعمال فمما لا شك فيه أنه يدخل في الأعمال ... صلى الله عليه وآله وسلم جاء لإصلاح القلوب والأعمال أيضا بدليل تلك النصوص ولا شك ولا ريب أن الأقوال من جملة الأعمال , وإذ الأمر كذلك فينبغي أن تكون أقوالنا في حد ذاتها صالحة كالعمل , وكما أنه لا يجوز لمسلم أن يأتي بعمل ثم يظهر أن هذا العمل مخالف للشرع فيرقّعونه بحجة إنه نيتو طيبة , هذا ترقيع ذلك لأنه لا يشفع للعمل الطالح النية الصالحة أي إذا كان العمل مخالفا للشرع وكانت النية صالحة هذه النية الصالحة لا تقلب العمل الطالح المخالف للشرع إلى عمل صالح , كما أنه ، على العكس من ذلك تماما لو كان العمل صالحا وكانت النية فاسدة فهذا العمل الصالح لا يقلب النية الفاسدة فيجعلها صالحة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى , فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله , ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) المقصود بالهجرة هنا هو الجهاد في سبيل الله فيقول عليه الصلاة والسلام: ( فمن كانت هجرته ) أي جهاده في سبيل الله فهو العمل الصالح ومن كانت هجرته أي جهاده لأمر ماديّ كامرأةٍ يصيبها أو دنيا فحينئذٍ عمله يصبح فاسدا , هكذا الشرع يربط بين وجوب صلاح العمل مع صلاح النية وأن صلاح أحدهما لا يكون مصلحا لما فسد من الآخر , والعكس تماما بالعكس .

مواضيع متعلقة