ذكر الشيخ لقصة موسى - عليه السلام - مع قومه في اغتساله وهروب الحجر بثوبه .
A-
A=
A+
الشيخ : فكان الله - عز وجل - مع امتنانه وتفضُّله على اليهود بأن يرسل إليهم دائمًا وأبدًا أنبياء يحفظونهم من الزَّيغ ، من الانحراف ، من الضلال ، من الجهل ؛ مع ذلك كانوا غلاظ ... كانوا قساة القلوب كما حدَّثَنا ربُّنا في القرآن من مثل قوله : (( وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ )) ، فالذين كانوا يقتلون الأنبياء بغير حقٍّ ، لا ، ليس كثير عليهم أن يؤذوا موسى ، فبرَّأه الله مما قالوا ، ماذا قالوا في حقِّ موسى - اليهود أتباعه - ؟
لقد قالوا : إنه آدَر . ومعنى آدر أنه مُصاب بمرض في خصيتَيه ، فالله - عز وجل - أراد أن يكشِفَ هذه التُّهمة لليهود بامتحان - أيضًا - لموسى - عليه الصلاة والسلام - ؛ ذلك أن الله - عز وجل - قدَّرَ عليه ما يأتي ؛ كان من عادته - أعني موسى عليه الصلاة والسلام - أنه إذا اغتسل خرج بعيدًا عن الناس ، يغتسل في ماء بمجمع ماء في نهر جاري ونحو ذلك بعيدًا عن أعين الناس ، فنزعَ موسى - عليه الصلاة والسلام - ثيابه ووضعها على حجر ونزل في الماء ، وإذا به يرى أمرًا عجبًا ، هو يغتسل والحجر يمشي ، الحجر الذي وضع عليه ثيابه يمشي كأنها يعني دابة أو نحو ذلك ، وتنبَّهَ للأمر ؛ لأنه إن استمرَّ الحجر يمشي فسيظلُّ عريانًا ، وحينئذٍ سيطَّلع عليه الناس ، وهذا لا يجوز في الأديان كلها ، فما كان منه إلا أن رَكَضَ وراء الحجر يضربه بعصاه ، يأمره أن يقف ، حتى استمرَّ يمشي وراء الحجر ، فالله - عز وجل - قدَّرَ عليه قدرًا ليبرِّئه الله - عز وجل - مما اتهموه به من تلك التهمة القبيحة ، حتى وصل الحجر قريبًا من بني إسرائيل ، وموسى يركض خلفه ، فرأوه بأمِّ أعينهم أنه كأحسن ما خلق الله - عز وجل - وليس كما زعموا أنه آدر ، ويقول الرسول - عليه السلام - : ( إنَّ لَفِي الحجر أثرًا من ضرب موسى له بعصاه ) .
فقوله - عليه السلام - في هذا الحديث : ( قد أُوذِيَ موسى بأكثر من هذا فصبر ) يُشير إلى هذه القصة ، وهي التي أشار إليها ربُّنا - عز وجل - في الآية السابقة : (( لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا )) .
(( كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى )) أي : اليهود ، (( الَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ )) ؛ أي : آذوه بتهمة اتَّهموه بها ، فبرَّأَه الله - عز وجل - من هذه التُّهمة ، فالرسول - عليه السلام - يشير إلى هذه التهمة بإشارةٍ ناعمةٍ لطيفةٍ : ( قَد أُوذِيَ مُوسَى بِأَكثَرَ مِن ذَلِكَ فَصَبَرَ ) ، جاء بيان هذه التهمة في " صحيح البخاري " و " صحيح مسلم " .
لقد قالوا : إنه آدَر . ومعنى آدر أنه مُصاب بمرض في خصيتَيه ، فالله - عز وجل - أراد أن يكشِفَ هذه التُّهمة لليهود بامتحان - أيضًا - لموسى - عليه الصلاة والسلام - ؛ ذلك أن الله - عز وجل - قدَّرَ عليه ما يأتي ؛ كان من عادته - أعني موسى عليه الصلاة والسلام - أنه إذا اغتسل خرج بعيدًا عن الناس ، يغتسل في ماء بمجمع ماء في نهر جاري ونحو ذلك بعيدًا عن أعين الناس ، فنزعَ موسى - عليه الصلاة والسلام - ثيابه ووضعها على حجر ونزل في الماء ، وإذا به يرى أمرًا عجبًا ، هو يغتسل والحجر يمشي ، الحجر الذي وضع عليه ثيابه يمشي كأنها يعني دابة أو نحو ذلك ، وتنبَّهَ للأمر ؛ لأنه إن استمرَّ الحجر يمشي فسيظلُّ عريانًا ، وحينئذٍ سيطَّلع عليه الناس ، وهذا لا يجوز في الأديان كلها ، فما كان منه إلا أن رَكَضَ وراء الحجر يضربه بعصاه ، يأمره أن يقف ، حتى استمرَّ يمشي وراء الحجر ، فالله - عز وجل - قدَّرَ عليه قدرًا ليبرِّئه الله - عز وجل - مما اتهموه به من تلك التهمة القبيحة ، حتى وصل الحجر قريبًا من بني إسرائيل ، وموسى يركض خلفه ، فرأوه بأمِّ أعينهم أنه كأحسن ما خلق الله - عز وجل - وليس كما زعموا أنه آدر ، ويقول الرسول - عليه السلام - : ( إنَّ لَفِي الحجر أثرًا من ضرب موسى له بعصاه ) .
فقوله - عليه السلام - في هذا الحديث : ( قد أُوذِيَ موسى بأكثر من هذا فصبر ) يُشير إلى هذه القصة ، وهي التي أشار إليها ربُّنا - عز وجل - في الآية السابقة : (( لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا )) .
(( كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى )) أي : اليهود ، (( الَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ )) ؛ أي : آذوه بتهمة اتَّهموه بها ، فبرَّأَه الله - عز وجل - من هذه التُّهمة ، فالرسول - عليه السلام - يشير إلى هذه التهمة بإشارةٍ ناعمةٍ لطيفةٍ : ( قَد أُوذِيَ مُوسَى بِأَكثَرَ مِن ذَلِكَ فَصَبَرَ ) ، جاء بيان هذه التهمة في " صحيح البخاري " و " صحيح مسلم " .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 147
- توقيت الفهرسة : 00:32:07
- نسخة مدققة إملائيًّا