جواب على مَن يسأل : ما هو الأفضل أن يقول المصلي : اللهم صلِّ على سيدنا محمد أو اللهم صلِّ على محمد ؟
A-
A=
A+
الشيخ : واليوم سُئلت هذا السؤال أنُّو هل الأفضل أن نقول في الصلاة في التشهد : اللهم صَلِّ على سيدنا محمد ، ولَّا نقول : اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد إلى آخر الصلوات ؟
والذي يدفع الناس إلى مثل هذا السؤال وهو سؤال مبتدع ، سؤال لم يخطر في بال السلف الصالح إطلاقًا ، والسبب لم يوجد موجبه ، لم يكن في الصحابة مَن يرى أنُّو هناك هدي أحسن وأهدى من هدي الرسول - عليه السلام - ، قد يقول قائل : لا أحد يقول حتى اليوم ، نقول : لا ، في ناس في واقع حياتهم يقولون : هناك أهدى مِن هدي الرسول - عليه السلام - ، لكن لا يتجرَّؤون أن يتلفَّظوا بذلك ؛ لأنه الضلال المبين المشكوف يكون ... لماذا ؟ لأنك تقول لأحدهم : يا أخي ، لا تفعل كذا . إي شو فيها ؟ ما فعله الرسول - عليه السلام - ، طيب ؛ يتمّ يقول لك : شو فيها ؟ طيب ، إذًا ... ما فَعَلَه الرسول ، إما أن تثبت أن الرسول فعل أو تثبت أن الرسول أمَر أو حضّ ، وإلا ارجع عن كلمتك ، وإلا معنى كلامك أنُّو هداك خير من هدى الرسول ، وهديك خير من هدي الرسول ، وهذا هو الكفر بعينه ، لم يكن في السلف مَن يقول في الصلاة : اللهم صلِّ على سيدنا ؛ لأنهم تلقَّوا الأمر من الرسول - عليه السلام - هكذا ، وهم لا يخالفون الأمر بفلسفتهم الخاصة ... الخاصة بخلاف نحن اليوم .
أنا أقول دائمًا وأبدًا لو فُتِح باب إلحاق مثل هذه الألفاظ لأهواء الناس لَتغيَّرت الشريعة ولَأصابها ما أصاب شريعة التوراة والإنجيل ، لكن وقف الناس - وهذا من فضل الله علينا وعليهم جميعًا - عند بعض الألفاظ ، وإلا لو خرَّجوها لَخَرَجوا بالكلية عن الشرعية ، فلما نزل قوله - تبارك وتعالى - : (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) ؛ قالوا : يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه ؛ فكيف الصلاة عليك ؟ قال : قولوا : ( اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ) إلى آخر الصلوات المعروفة . فهل يتصوَّر عالم - الجاهل ما لنا وله ؟ - هل يتصوَّر عالم يسمع هذا الأمر من الرسول مباشرةً يقول له : قولوا : اللهم صلِّ على محمد ، وإذا به هو بينه وبين ربِّه في التشهد يقول : اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم ، إلى آخره ، أما الصحابة ، أما التابعون ، أما أتباعهم ؛ هذا نعتبره مستحيل عليهم ، أما المتأخِّرون فحدِّث ولا حرج .
وكنت أقول أنُّو هذا يجرُّ بعض الناس إلى زيادات أخرى ، ولكنَّهم لا يفعلونها ، فمثلًا التحيات لله لماذا لا يقولون : لله - سبحانه وتعالى - ؟ الله أحقُّ بالتبجيل والتعظيم ، لماذا لا يقول : التحيات لله - عز وجل - ؟ لماذا لا يقول : التحيات لله مولانا وسيدنا ، هو السَّيِّد في الأصل ، كنت أقول أطرح هذا الإشكال لِأردَّهم عن تلك الزيادة ... سيدنا ، وإذا بي أنتبه من بعض المصلِّين عندنا في المسجد أنُّو فعلًا أحدهم يزيد زيادات في التشهد ما سمعتها بحياتي ، لأنُّو ما فيه عنده ضوابط ما فيه عنده قيود أنُّو خير الهدى هدى محمد وتعليمه كامل وليس بقاصر ، ما عنده هذه الفكرة ، وقد يكون كما أشعر أنُّو عنده شيء من الدراسة الفقهية يعني المتوارثة اليوم ، لكن عمره بحياته ما سمع مين يقول له : خير الهدى هدى محمد معناه يسمع هو طبعًا هذه العبارة هَيْ ، لكن ما ينتبه أبدًا أنُّو معناه لا تزيد على ما جاء في السنة ولو حرفًا واحدًا ، ولقد أعجَبَني ورَوَيت هذا الذي وقفت عليه حديثًا ، كنت حصَّلت نسخة لأول مرة في حياتي في حجَّتي الأخيرة إلى البيت الحرام نسخة من كتاب " معجم الطبراني الأوسط " ، فانكبَبْتُ على دراسته ، فوجدت فيه فوائد بعضها ما وجدتها في شيء من ألوف المخطوطات اللي قرأتها من كبير وصغير طبعًا ، فقلت لصاحبي هذا : اسمع هذا النَّصَّ فقد أنساه ولا تنساه ، ما هو النَّصُّ ؟
يقول الطبراني بإسناده الصحيح : عن عبد الله بن مسعود أنه كان في مجلس يعلِّم أحد الناس صيغة التشهد الذي نحن نعرفها اليوم جميعًا ، لمَّا جاء عند قوله : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ؛ ماذا قال المتعلِّم ؟ أشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له ، ماذا أجابه ابن مسعود ؟ أسلوب لطيف جدًّا نحن كما قلت لكم في غير هذه المناسبة بحاجة إلى أن نتعلَّم هذه الأساليب ، قال : إنه لَكذلك ، هو شو زاد ؟ وحدَه لا شريك له ، قال : " إنه لَكذلك ، ولكنَّنا ننتهي إلى ما عُلِّمنا " . وجدت عبارة أخرى - سبحان الله كلهم من مدرسة واحدة - أحد تلامذة ابن مسعود سمع رجلًا يزيد زيادة أخرى في التشهد ، فأكَّدَ له هذا المعنى على طريقة ابن مسعود ، لكن قال له - أيضًا - : " ننتهي إلى ما عُلِّمنا " ، فنحن المسلمين اليوم بحاجة إلى هذا الأدب حتى نكون خاضعين فعلًا مسلمين حقًّا لله ربِّ العالمين ، فالتعليم في الصلاة كان : " اللهم صلِّ على محمد " ، ثم الذين يزيدون هذه اللفظة لا يشعرون أنُّو هذه الصلاة ما فيها من دعاء إلى الله نريد أن تصلي على الرسول كما صلَّى على إبراهيم ونبارك عليه كما بارك على إبراهيم ؛ هذا يساوي الفضيلة اللي يريد يضمُّها هذا ... إذا صحَّ التعبير المدخل لهذه اللفظة في هذه الصلوات الإبراهيمية ؛ يعني هذا الدعاء كله شرف وسيادة للرسول - عليه السلام - ، ودعاء بالزيادة له بذلك ؛ فلماذا هذه اللفظة ؟
هذه تشبه حين ذاك لو تنبَّه القارئون للصلوات الإبراهيمية لهذا تشبه زيادة أخرى يقولها الناس اليوم إجابةً للمؤذِّن ، بعد ذلك يقولون : اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ؛ آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة ، هَيْ الدرجة الرفيعة ما لها الأصل ، وذكرها هنا مع كونها ما لها أصل في الحديث تحصيل حاصل ؛ لِيه ؟ لأنُّو جاء في الحديث الآخر : ( إذا سمعتم المؤذِّن فقولوا مثلما يقول ، ثم صلوا عليَّ ، ثم سلوا الله لي الوسيلة ؛ فهي درجةٌ الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ ، وأرجو أن أكون أنا هو ؛ فمَن سأل لي الوسيلة حلَّت له شفاعتي يوم القيامة ) . إذًا لما تقول أنت : آت محمدًا الوسيلة والفضيلة شو هي ؟ هي الدرجة في الجنة ، هي الدرجة الرفيعة ؛ فإذًا هذا حشو من الكلام لا طائل تحته مع مخالفته النَّصِّ ، لا تفهموا منِّي بطبيعة الحال أنُّو لو كان فيه زيادة معنى ومعنى حسن جميل ؛ أنُّو نحن نستحسن ؛ أبدًا لا نستحسن زيادة على تعليم الرسول - عليه السلام - ؛ لأنُّو ليس بعد تعليم الرسول - عليه السلام - ... .
وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .
والذي يدفع الناس إلى مثل هذا السؤال وهو سؤال مبتدع ، سؤال لم يخطر في بال السلف الصالح إطلاقًا ، والسبب لم يوجد موجبه ، لم يكن في الصحابة مَن يرى أنُّو هناك هدي أحسن وأهدى من هدي الرسول - عليه السلام - ، قد يقول قائل : لا أحد يقول حتى اليوم ، نقول : لا ، في ناس في واقع حياتهم يقولون : هناك أهدى مِن هدي الرسول - عليه السلام - ، لكن لا يتجرَّؤون أن يتلفَّظوا بذلك ؛ لأنه الضلال المبين المشكوف يكون ... لماذا ؟ لأنك تقول لأحدهم : يا أخي ، لا تفعل كذا . إي شو فيها ؟ ما فعله الرسول - عليه السلام - ، طيب ؛ يتمّ يقول لك : شو فيها ؟ طيب ، إذًا ... ما فَعَلَه الرسول ، إما أن تثبت أن الرسول فعل أو تثبت أن الرسول أمَر أو حضّ ، وإلا ارجع عن كلمتك ، وإلا معنى كلامك أنُّو هداك خير من هدى الرسول ، وهديك خير من هدي الرسول ، وهذا هو الكفر بعينه ، لم يكن في السلف مَن يقول في الصلاة : اللهم صلِّ على سيدنا ؛ لأنهم تلقَّوا الأمر من الرسول - عليه السلام - هكذا ، وهم لا يخالفون الأمر بفلسفتهم الخاصة ... الخاصة بخلاف نحن اليوم .
أنا أقول دائمًا وأبدًا لو فُتِح باب إلحاق مثل هذه الألفاظ لأهواء الناس لَتغيَّرت الشريعة ولَأصابها ما أصاب شريعة التوراة والإنجيل ، لكن وقف الناس - وهذا من فضل الله علينا وعليهم جميعًا - عند بعض الألفاظ ، وإلا لو خرَّجوها لَخَرَجوا بالكلية عن الشرعية ، فلما نزل قوله - تبارك وتعالى - : (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) ؛ قالوا : يا رسول الله هذا السلام عليك قد عرفناه ؛ فكيف الصلاة عليك ؟ قال : قولوا : ( اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد ) إلى آخر الصلوات المعروفة . فهل يتصوَّر عالم - الجاهل ما لنا وله ؟ - هل يتصوَّر عالم يسمع هذا الأمر من الرسول مباشرةً يقول له : قولوا : اللهم صلِّ على محمد ، وإذا به هو بينه وبين ربِّه في التشهد يقول : اللهم صلِّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد ، كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم ، إلى آخره ، أما الصحابة ، أما التابعون ، أما أتباعهم ؛ هذا نعتبره مستحيل عليهم ، أما المتأخِّرون فحدِّث ولا حرج .
وكنت أقول أنُّو هذا يجرُّ بعض الناس إلى زيادات أخرى ، ولكنَّهم لا يفعلونها ، فمثلًا التحيات لله لماذا لا يقولون : لله - سبحانه وتعالى - ؟ الله أحقُّ بالتبجيل والتعظيم ، لماذا لا يقول : التحيات لله - عز وجل - ؟ لماذا لا يقول : التحيات لله مولانا وسيدنا ، هو السَّيِّد في الأصل ، كنت أقول أطرح هذا الإشكال لِأردَّهم عن تلك الزيادة ... سيدنا ، وإذا بي أنتبه من بعض المصلِّين عندنا في المسجد أنُّو فعلًا أحدهم يزيد زيادات في التشهد ما سمعتها بحياتي ، لأنُّو ما فيه عنده ضوابط ما فيه عنده قيود أنُّو خير الهدى هدى محمد وتعليمه كامل وليس بقاصر ، ما عنده هذه الفكرة ، وقد يكون كما أشعر أنُّو عنده شيء من الدراسة الفقهية يعني المتوارثة اليوم ، لكن عمره بحياته ما سمع مين يقول له : خير الهدى هدى محمد معناه يسمع هو طبعًا هذه العبارة هَيْ ، لكن ما ينتبه أبدًا أنُّو معناه لا تزيد على ما جاء في السنة ولو حرفًا واحدًا ، ولقد أعجَبَني ورَوَيت هذا الذي وقفت عليه حديثًا ، كنت حصَّلت نسخة لأول مرة في حياتي في حجَّتي الأخيرة إلى البيت الحرام نسخة من كتاب " معجم الطبراني الأوسط " ، فانكبَبْتُ على دراسته ، فوجدت فيه فوائد بعضها ما وجدتها في شيء من ألوف المخطوطات اللي قرأتها من كبير وصغير طبعًا ، فقلت لصاحبي هذا : اسمع هذا النَّصَّ فقد أنساه ولا تنساه ، ما هو النَّصُّ ؟
يقول الطبراني بإسناده الصحيح : عن عبد الله بن مسعود أنه كان في مجلس يعلِّم أحد الناس صيغة التشهد الذي نحن نعرفها اليوم جميعًا ، لمَّا جاء عند قوله : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ؛ ماذا قال المتعلِّم ؟ أشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له ، ماذا أجابه ابن مسعود ؟ أسلوب لطيف جدًّا نحن كما قلت لكم في غير هذه المناسبة بحاجة إلى أن نتعلَّم هذه الأساليب ، قال : إنه لَكذلك ، هو شو زاد ؟ وحدَه لا شريك له ، قال : " إنه لَكذلك ، ولكنَّنا ننتهي إلى ما عُلِّمنا " . وجدت عبارة أخرى - سبحان الله كلهم من مدرسة واحدة - أحد تلامذة ابن مسعود سمع رجلًا يزيد زيادة أخرى في التشهد ، فأكَّدَ له هذا المعنى على طريقة ابن مسعود ، لكن قال له - أيضًا - : " ننتهي إلى ما عُلِّمنا " ، فنحن المسلمين اليوم بحاجة إلى هذا الأدب حتى نكون خاضعين فعلًا مسلمين حقًّا لله ربِّ العالمين ، فالتعليم في الصلاة كان : " اللهم صلِّ على محمد " ، ثم الذين يزيدون هذه اللفظة لا يشعرون أنُّو هذه الصلاة ما فيها من دعاء إلى الله نريد أن تصلي على الرسول كما صلَّى على إبراهيم ونبارك عليه كما بارك على إبراهيم ؛ هذا يساوي الفضيلة اللي يريد يضمُّها هذا ... إذا صحَّ التعبير المدخل لهذه اللفظة في هذه الصلوات الإبراهيمية ؛ يعني هذا الدعاء كله شرف وسيادة للرسول - عليه السلام - ، ودعاء بالزيادة له بذلك ؛ فلماذا هذه اللفظة ؟
هذه تشبه حين ذاك لو تنبَّه القارئون للصلوات الإبراهيمية لهذا تشبه زيادة أخرى يقولها الناس اليوم إجابةً للمؤذِّن ، بعد ذلك يقولون : اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ؛ آتِ محمدًا الوسيلة والفضيلة والدرجة الرفيعة ، هَيْ الدرجة الرفيعة ما لها الأصل ، وذكرها هنا مع كونها ما لها أصل في الحديث تحصيل حاصل ؛ لِيه ؟ لأنُّو جاء في الحديث الآخر : ( إذا سمعتم المؤذِّن فقولوا مثلما يقول ، ثم صلوا عليَّ ، ثم سلوا الله لي الوسيلة ؛ فهي درجةٌ الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ ، وأرجو أن أكون أنا هو ؛ فمَن سأل لي الوسيلة حلَّت له شفاعتي يوم القيامة ) . إذًا لما تقول أنت : آت محمدًا الوسيلة والفضيلة شو هي ؟ هي الدرجة في الجنة ، هي الدرجة الرفيعة ؛ فإذًا هذا حشو من الكلام لا طائل تحته مع مخالفته النَّصِّ ، لا تفهموا منِّي بطبيعة الحال أنُّو لو كان فيه زيادة معنى ومعنى حسن جميل ؛ أنُّو نحن نستحسن ؛ أبدًا لا نستحسن زيادة على تعليم الرسول - عليه السلام - ؛ لأنُّو ليس بعد تعليم الرسول - عليه السلام - ... .
وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 219
- توقيت الفهرسة : 00:43:25
- نسخة مدققة إملائيًّا