ما هي الكتب التي تنصحون بقراءتها لطالب العلم المبتدئ ؟ أو بمعنى آخر : ما هو المنهج التي ينتهجه طالب العلم في التحقيق ؟
A-
A=
A+
السائل : ما هي الكتب التي تنصحون بقراءتها لطالب العلم المبتدئ ، أو بمعنى آخر : ما هو المنهج الذي ينتهجه طالب العلم في التحصيل ؟
الشيخ : والله الحقيقة أنُّو أنا أُسأَل كثيرًا عن هذا السؤال ؛ لأنهم يعلمون أنني يعني تعاطيت هذا العلم ، لكن الحقيقة أنه لا يصح أن أضع منهاجًا ؛ لأن القضية تختلف من شخص إلى آخر ، فالذي يصح أو صح بالنسبة لي قد لا يصح بالنسبة لزيد من الناس ؛ يعني أنا - مثلًا - كان ولا يزال والحمد لله في عندي دأب على المطالعة وصبر وجلد طويل ، بينما أكثر الناس يفقدون هذه الخصلة ؛ هذا شيء . وشيء آخر تختلف القضية من حيث ظروف الإنسان ؛ هل هو فارغ ؟ هل هو عامل بعمل بمهنة بصنعة ؟ إلى آخره ، وثالثًا وأخيرًا - وهذا هو أهم شيء عندي - : أنُّو وضع المناهج علم مستقل بذاته ، وضع المناهج لأيِّ علم سواء التفسير أو الحديث أو الفقه علم مستقلٌّ بذاته ؛ يعني يحتاج أوَّلًا إلى استعداد فطري ، ثم إلى علم مدروس يعني مخدوم ، وهذا ما لا أجده في نفسي ؛ ولذلك أعتذر لكل مَن يسألني أنُّو أضع مثل هذا المنهج ؛ لأني لست بقادر على ذلك ، لكن - مثلًا - من السهل أنُّو يقول إذا أراد أن يقرأ في علم المصطلح فبدل ما يرجع لـ " النخبة " لابن حجر أو " شرح النخبة " فيبدأ بـ " مختصر علوم الحديث " أو " اختصار علوم الحديث " لابن كثير ، مع شرح الشَّيخ أحمد شاكر - رحمه الله - له ، وهذا يفتح له طريق الاتصال بهذا العلم بأبسط عبارة يعني نراها في كتب المتقدمين ، ولا أنصح بكتب المتأخرين ؛ لأنها تصدر من ناس ما هضموا هذا العلم ولا فقهوها ولا فهموها ، وإنما هي مستقطات من هنا وهناك لم يهضم ما التقطه نفسُ المؤلف فضلًا عن أن يهضمه القارئ لكلامه هذا .
كذلك - مثلًا - يمكن أن ننصح في قراءة متون الحديث ؛ أن يبدأ بالكتب التي تجمع المتون من الأمهات بخاصة ككتاب " بلوغ المرام من أحاديث الأحكام " لابن حجر العسقلاني ، وأحسن منه عندي في تقريب أحاديث الأحكام الثابتة إلى طالب العلم هو " الإلمام بأحاديث الأحكام " لابن دقيق العيد ؛ لأنه تقصَّد الأحاديث الثابتة الصحيحة ، فإذا حَفِظَها طالب العلم فيكون قد حفظ ما صحَّ ، بينما إذا حفظ " بلوغ المرام " فيُكلَّف أن يحفظ التمييز بين ما صحَّحه وبين ما ضعَّفه من جهة ، وبين ما صحَّحه وضعَّفه من جهة وما سكت عنه من جهة أخرى ؛ وهذا فيه كلفة ، فيه صعوبة بالنسبة لبعض الطلاب ، بينما هداك عسلًا مصفَّى لا يحتاج إلى تصفية .
هكذا - مثلًا - بعض كتب الرقائق والمواعظ ... فأنصح أن يعتني بقراءة كتاب " رياض الصالحين " للنووي ؛ لأنه تقصَّد فيه الصحيحة ، وإن كان يعني تُؤخذ عليه أفراد من أحاديث نبَّهنا عليها في طبعة أخينا زهير الشاويش لـ " رياض الصالحين " ، ولعلكم اطَّلعتم عليها ، إي نعم ؛ فهذا خير من كتاب " الترغيب والترهيب " الذي فيه خليط من الأحاديث ؛ لا سيما في تلك المشكلة التي أوقع الطلاب فيها أو القرَّاء حينما وضع القاعدة في المقدمة أنه إذا كان الحديث صحيحًا أو حسنًا أو قريبًا من الحسن صدَّره بقوله : " عن " ، وما كان ضعيفًا أو دون ذلك صدَّرَه بقوله : " رُوِي " ، فما كان حسنًا خلطَه مع ما كان صحيحًا ، بل وما كان قريبًا دون الحسن خلطَه مع الحسن والصحيح ، من أين تنويه لعامة القراء لكتابه ؟ وهذا ممَّا كان دفعنا وحفزنا إلى أن نجعل كتابه قسمين كما فعلنا في " الجامع الصغير " ؛ " صحيح الترغيب " و " ضعيف الترغيب " ، وقد يسَّر الله لنا طبع المجلد الأول من الصحيح ، وعسى أن ييسِّر لنا إتمام طبعه ثم البدء بطبع " ضعيف الترغيب والترهيب " .
في كتب التفسير - مثلًا - كتاب " تفسير ابن كثير " ، ولا أنصح بقراءة شيء من مختصرَيه ؛ لأن المختصرَين ليسوا من أهل العلم ، وإنما هم يعني طلاب علم من أمثالنا ، والذي يُريد أن يختصر كتب التفسير يجب أن يكون عالمًا بالعلمَين علم التفسير وعلم الحديث حتى ينهض بالاختصار ، ويقدِّم للناس زبدة هذه الكتب المختصرة ، هذا ما يعنُّ في البال جوابًا عن ذاك السؤال .
السائل : بارك الله فيك .
الشيخ : والله الحقيقة أنُّو أنا أُسأَل كثيرًا عن هذا السؤال ؛ لأنهم يعلمون أنني يعني تعاطيت هذا العلم ، لكن الحقيقة أنه لا يصح أن أضع منهاجًا ؛ لأن القضية تختلف من شخص إلى آخر ، فالذي يصح أو صح بالنسبة لي قد لا يصح بالنسبة لزيد من الناس ؛ يعني أنا - مثلًا - كان ولا يزال والحمد لله في عندي دأب على المطالعة وصبر وجلد طويل ، بينما أكثر الناس يفقدون هذه الخصلة ؛ هذا شيء . وشيء آخر تختلف القضية من حيث ظروف الإنسان ؛ هل هو فارغ ؟ هل هو عامل بعمل بمهنة بصنعة ؟ إلى آخره ، وثالثًا وأخيرًا - وهذا هو أهم شيء عندي - : أنُّو وضع المناهج علم مستقل بذاته ، وضع المناهج لأيِّ علم سواء التفسير أو الحديث أو الفقه علم مستقلٌّ بذاته ؛ يعني يحتاج أوَّلًا إلى استعداد فطري ، ثم إلى علم مدروس يعني مخدوم ، وهذا ما لا أجده في نفسي ؛ ولذلك أعتذر لكل مَن يسألني أنُّو أضع مثل هذا المنهج ؛ لأني لست بقادر على ذلك ، لكن - مثلًا - من السهل أنُّو يقول إذا أراد أن يقرأ في علم المصطلح فبدل ما يرجع لـ " النخبة " لابن حجر أو " شرح النخبة " فيبدأ بـ " مختصر علوم الحديث " أو " اختصار علوم الحديث " لابن كثير ، مع شرح الشَّيخ أحمد شاكر - رحمه الله - له ، وهذا يفتح له طريق الاتصال بهذا العلم بأبسط عبارة يعني نراها في كتب المتقدمين ، ولا أنصح بكتب المتأخرين ؛ لأنها تصدر من ناس ما هضموا هذا العلم ولا فقهوها ولا فهموها ، وإنما هي مستقطات من هنا وهناك لم يهضم ما التقطه نفسُ المؤلف فضلًا عن أن يهضمه القارئ لكلامه هذا .
كذلك - مثلًا - يمكن أن ننصح في قراءة متون الحديث ؛ أن يبدأ بالكتب التي تجمع المتون من الأمهات بخاصة ككتاب " بلوغ المرام من أحاديث الأحكام " لابن حجر العسقلاني ، وأحسن منه عندي في تقريب أحاديث الأحكام الثابتة إلى طالب العلم هو " الإلمام بأحاديث الأحكام " لابن دقيق العيد ؛ لأنه تقصَّد الأحاديث الثابتة الصحيحة ، فإذا حَفِظَها طالب العلم فيكون قد حفظ ما صحَّ ، بينما إذا حفظ " بلوغ المرام " فيُكلَّف أن يحفظ التمييز بين ما صحَّحه وبين ما ضعَّفه من جهة ، وبين ما صحَّحه وضعَّفه من جهة وما سكت عنه من جهة أخرى ؛ وهذا فيه كلفة ، فيه صعوبة بالنسبة لبعض الطلاب ، بينما هداك عسلًا مصفَّى لا يحتاج إلى تصفية .
هكذا - مثلًا - بعض كتب الرقائق والمواعظ ... فأنصح أن يعتني بقراءة كتاب " رياض الصالحين " للنووي ؛ لأنه تقصَّد فيه الصحيحة ، وإن كان يعني تُؤخذ عليه أفراد من أحاديث نبَّهنا عليها في طبعة أخينا زهير الشاويش لـ " رياض الصالحين " ، ولعلكم اطَّلعتم عليها ، إي نعم ؛ فهذا خير من كتاب " الترغيب والترهيب " الذي فيه خليط من الأحاديث ؛ لا سيما في تلك المشكلة التي أوقع الطلاب فيها أو القرَّاء حينما وضع القاعدة في المقدمة أنه إذا كان الحديث صحيحًا أو حسنًا أو قريبًا من الحسن صدَّره بقوله : " عن " ، وما كان ضعيفًا أو دون ذلك صدَّرَه بقوله : " رُوِي " ، فما كان حسنًا خلطَه مع ما كان صحيحًا ، بل وما كان قريبًا دون الحسن خلطَه مع الحسن والصحيح ، من أين تنويه لعامة القراء لكتابه ؟ وهذا ممَّا كان دفعنا وحفزنا إلى أن نجعل كتابه قسمين كما فعلنا في " الجامع الصغير " ؛ " صحيح الترغيب " و " ضعيف الترغيب " ، وقد يسَّر الله لنا طبع المجلد الأول من الصحيح ، وعسى أن ييسِّر لنا إتمام طبعه ثم البدء بطبع " ضعيف الترغيب والترهيب " .
في كتب التفسير - مثلًا - كتاب " تفسير ابن كثير " ، ولا أنصح بقراءة شيء من مختصرَيه ؛ لأن المختصرَين ليسوا من أهل العلم ، وإنما هم يعني طلاب علم من أمثالنا ، والذي يُريد أن يختصر كتب التفسير يجب أن يكون عالمًا بالعلمَين علم التفسير وعلم الحديث حتى ينهض بالاختصار ، ويقدِّم للناس زبدة هذه الكتب المختصرة ، هذا ما يعنُّ في البال جوابًا عن ذاك السؤال .
السائل : بارك الله فيك .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 252
- توقيت الفهرسة : 00:04:43
- نسخة مدققة إملائيًّا