الكلام على كتاب الثقات ( لابن حبان ) وما قيل في توثيقه.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على كتاب الثقات ( لابن حبان ) وما قيل في توثيقه.؟
A-
A=
A+
الحلبي : شيخنا كتاب رواة الحديث الّذين سكت عليهم أئمّة الجرح و التعديل الأخ ... في الرد على أبي غدة في فصل من الفصول قضية الإمام ابن حبان وكتابه الثّقات هو رسالته في الماجستير عن ابن حبان .
الشيخ : أيوه .
الحلبي : فيقول مراتب الرواة المترجمين في كتاب الثّقات يقول قال الشيخ المحدث عبد الرحمن المعلمي اليماني وهو يتحدث عن مراتب المترجمين في كتاب الثّقات يقول والتحقيق أن توثيقه على درجات الأولى أن يصرّح بالتّوثيق كأن يقول كان متقنا أو مستقيم الحديث أو نحو ذلك , الثّانية أن يكون الرجل من شيوخه الّذين جالسهم وخبرهم , الثّالثة أن يكون من المعروفين بكثرة الحديث بحيث يعلم أن ابن حبان وقف له على أحاديث كثيرة ,الرّابعة أن يظهر من سياق كلامه أنّه قد عرف ذاك الرجل معرفة جيدة , الخامسة ما دون ذلك فالأولى لا تقل عن توثيق غيره من الأئمة بل لعلّها أثبت من توثيق كثير منهم والثاّنية قريب منها والثّالثة مقبولة والرّابعة صالحة والخامسة لا يؤمن فيها الخلل والله أعلم , وقال الشيخ ناصر الدّين الألباني تعقيبا على كلام الشيخ المعلّمي هذا تفصيل دقيق يدل على معرفة المؤلف المعلّمي رحمه الله تعالى وتمكّنه من علم الجرح والتعديل وهو مما لم أره لغيره فجزاه الله خيرا غير أنّه قد ثبت لديّ بالممارسة أنّ من كان منهم من الدّرجة الخامسة فهو على الغالب مجهول لا يعرف ويشهد بذلك صنيع الحفاظ كالذهبي والعسقلاني وغيرهما من المحققين فإنّهم نادرا ما يعتمدون على توثيق ابن حبان وحده ممن كان في هذه الدرجة بل والتي قبلها أحيانا بعد هذا الكلام كله يقول ...
الشيخ : أيوه .
الحلبي : قلت إنّ هذا الكلام على إطلاقه من الشيخين فيه نظر فالرواة المترجمون في كتاب الثّقات قسمان قسم انفرد ابن حبان بالتّرجمة له أو كان اعتماده من ترجمه بعده عليه وهؤلاء يزيد عددهم على ألفي ترجمة من الكتاب والقسم الثّاني الرواة الّذين اشترك مع غيره في التّرجمة لهم وهؤلاء صنفان أولا الرواة الّذين أطلق عليهم ألفاظ الجرح والتعديل وهؤلاء يقرب عددهم من ثلاثة آلاف راوي وقد تعددت ألفاظ النقد وتباينت دلالاتها كما قدمت بعض ذلك فبينما تجده يصف الرجل بالحفظ والإتقان أو الوثاقة أو الصدق أو استقامة الحديث إذا بك تجده يصف الرجل بأنّه قد يخطئ أو يخطئ أحيانا أو يخطئ كثيرا أو يخطئ ويخالف أو يخطئ ويغرب ويدلس ويخالف والرواة الّذين يصرّح فيهم بالتوثيق ليسوا على درجة واحدة في نفس الأمر في كل مصطلحات التوثيق فقد وجدت وصف خمسة وخمسين رجلا بالإتقان بيد أنني لم أجد لغيره كلاما في ثمانية منهم والّذين وجدت لهم تراجم كانوا جميعا من الحفّاظ أو الثّقات أما لفظ مستقيم الحديث وما دار في فلكه فقد أطلقه ابن حبان على ستة وخمسين راويا ومئتين راو وقد جاءت ألفاظه الدّالة على الإستقامة متعددة فتارة يصف الراوي بأنّه مستقيم الحديث جدا وتارة يصفه بأنّه مستقيم الأمر في الحديث وتارة يقيّد الإستقامة بشروط فيقول مثلا مستقيم الحديث إذا روى عن الثّقات أو إذا روى عنه الثّقات وتارة يقول روى أحاديث مستقيمة وأنّه مستقيم الحديث يغرب ومستقيم الحديث ربما أخطأ كما أطلق عبارة أوضحت لنا مقصوده من الإستقامة ولكنّه أكثر ما أطلق في هذا المصطلح بلفظ مستقيم الحديث مجردا وله ألفاظ أخرى مشابهة ولكنّها قليلة وقد وجدت فيمن وصفه ابن حبان بأنّه مستقيم الحديث الحافظ والثّقة والصدوق ووجدت فيهم المجروح والمضعف والمجهول حسب اصطلاح المتأخرين وقد كانت ألفاظ النقد التي أطلقها ابن حبان في كتاب الثّقات والمجروحين تسعة عشر لفظا ومائتي لفظ درستها جميعا دراسة نقدية في الرسالة سالفة الذكر وأعددت لها ملاحق خاصة بألفاظها ولذلك فإنني أرى هذه الإطلاقات من فضيلة الشيخ اليماني رحمه الله عامة وعائمة وما ذكره فضيلة الشيخ الألباني من أن كلام الشيخ المعلّمي تفصيل دقيق غير دقيق ولا مفيد في التحقيق العلّمي شيئا , ثانيا الصنف الثّاني الرواة الّذين سكت عليهم ابن حبان ويزيد عددهم على عشرة آلاف راوي فهؤلاء على طبقات متباينة ولا يمكن إعطاء حكم دقيق ولا تقريبي عنهم ففيهم الثّقة الحافظ وفيهم الصدوق وفيهم المستور وفيهم المجهول ومجهول الحال وفيهم الضعيف ومنكر الحديث إلى آخره , نعم قد تفيدنا ترجمة ابن حبان للرجل في تعيين شخصه فقد ينفرد ابن حبان بمعلومات عن رجل تذهب عنه جهالة العين وبل جهالة الحال أحيانا بيد أنّ سكوته عن الرجل لا يعني أنه ثقة عنده ولا يرد على قولي هذا أنّ ابن حبان قد ذكر في مقدمة كتابه أن كل من أودعه كتاب الثّقات فهو صدوق يحتجّ به إذا توفّرت فيه الشروط الخمسة التي ذكرها لأن هذا الكلام نظري وقد نقضه ونصّ على نقضه في مواضع وقد وجدناه نصّ في مواضيع كثيرة من الثّقات على أن فلانا لم يذكره للإحتجاج وإنما ذكره للمعرفة ونصّ في كتابه المجروحين على أن كل شيخ لم يروي عنه غير راو ضعيف أو ضعفاء أو لم يحدث هو إلاّ عن ضعيف أو ضعفاء أو لم يحدث هو إلاّ عن ضعيف أو ضعفاء أنه مجهول عنده ومع ذلك وجدناه حشر في الثّقات مئاة التراجم التي لا يعرف أصحابها إلاّ من طريق راو مجهول أو ضعيف أو لم يرووا إلاّ عن مجهول أو ضعيف أو مبهم والفصل في الرواة الّذين سكت عنهم ابن حبان هو عرضهم على كتب النقد الأخرى فإن وجدنا فيها كلاما أخذنا بما نراه صوابا مما قاله أصحاب كتب النّقد وإن لم نجد فيها كلاما شافيا طبقنا قواعد النقّاد عليهم وقواعد ابن حبان نفسه وأغلب الرواة الّذين يسكت عليهم ابن حبان ويكون الواحد منهم قد روى عنه ثقة وروى عن ثقة يكونون مستورين يقبلون في المتابعات والشواهد ولذلك فإنني قلت في رسالتي عن ابن حبان في الرواة الّذين ترجمهم ساكتا عليهم بأنّهم على ثلاث درجات واحد من أهل الثّقة وأهل الصدق ثانيا رواة مرتبة الإعتبار ثالثا الرواة الّذين لا تنطبق عليهم شروط ابن حبان النّقدية في المقبول وهؤلاء ذكرهم المعرفة والله أعلم , نريد شيخنا تعقيب على هذا مجمل ؟
الشيخ : هذا لا يمكن التعقيب عليه لأن هذا يحتاج
الحلبي : بشكل عام يعني .
الشيخ : إلى تأليف رسالة ولكن أنا أتساءل أنّه ما مناسبة تلاوة أو قراءة هذا التعليق من المؤلّف هذا بالنّسبة لموضوعنا السّابق ؟
الحلبي : نعم .
الشيخ : لأن موضوعنا السّابق كان محصورا جدا كما أعتقد أنّه ثنائي على الشيخ المعلّمي رحمه الله أيضا هو في دائرة محدودة النّطاق .
الحلبي : نعم .
الشيخ : كان كلامنا بالنّسبة لما تفرد به ابن حبان من التوثيق وليس هناك ما يؤيده أو يعارضه فهو نقل الكلام الآن إلى خلاف ما كنا في صدده فنحن نعلم بأن ابن حبان في كثير من الأحيان يورد الراوي في الثّقات ثم يورده أيضا في كتابه الضعفاء هذا أمر معروف وبخاصة في الآونة الأخيرة حيث توجّهت منذ بضع سنين إلى وضع فهرس خاصّ لذاتي ولشخصي ولأستعين به على بحثي وتحقيقي حول الأحاديث , بدأت في وضع فهرس للثّقات لابن حبان لأن من كان على علم ودراسة لأسلوب ابن حبان في كتاب الثّقات ليتعب كثيرا للحصول على ترجمة الراوي المطلوب البحث عنه ترى هل أورده ابن حبان في ثقاته أم لا ؟ فبدا لي يومئذ أن أضع فهرسا يسهّل وييسّر لي الوصول إلى الرّجل الّذي يراد ترجمته بأقرب وبأيسر طريق , ثم شاء الله عزّ وجلّ لي الزيادة في الخير أن فتح أمامي طريق من البحث والتحقيق حول كثير من هؤلاء الرّواة فمن ابتداء كان المشروع هو فهرس لتيسير الحصول على التّراجم فإذا به يتحوّل مع الزمن إلى تحقيق حول كثير من الرواة الّذين ذكرهم ابن حبّان في كتابه الثّقات من ذلك ما ذكرته آنفا أنه يورد الرّاوي الواحد في الكتابين المتناقضين منهجا يورده في الثّقات ويورده في الضّعفاء كذلك تبينت لي الصورة التي تكلّمت عنها آنفا أنه يورد الراوي في كتابه ويقول روى عنه فلان لا يسمي إلا راويا واحدا لكنني مع التتبع وجدت هذا الّذي ترجمه ابن حبان في كتابه الثّقات برواية ثقة واحد وجدنا له رواة آخرين في مثل الجرح والتعديل ومثل تهذيب ابن حجر ونحو ذلك فحينئذ وجدت نفسي لابد من التعليق على أمثال هؤلاء الرواة أنه قد روى عنه فلان وفلان وفلان زيادة على الراوي الّذي ذكره ابن حبان في ثقاته الّذي أريد أن أقول تعليقا مجملا على هذا الكلام نحن نعرف أنّ هناك مؤاخذات كثيرة على ابن حبّان في كتابه الثّقات لكن البحث كان فيما تفرّد ابن حبان في توثيقه دون أن يخالف في ذلك من هو أعلم منه بالجرح وبالتّعديل لا يوجد لدينا إلاّ أنّ ابن حباّن وثّقه فما قيمة هذا التوثيق ؟ كان بحثنا الأصل أن يقال أن ما تفرّد به ابن حبّان بالتوثيق فهو مجهول , ولكن قد وجدنا ما ذكرته أخيرا بأنّ هناك كثيرا من الرواة قد روى عنه جمع من الثّقات من أجل ذلك قال الذّهبي وقال العسقلاني في أمثال هؤلاء مؤيّدين توثيق ابن حبان إمّا أن يقولوا فيه ثقة أو أن يقولوا فيه هو صدوق فما كان بحثي فيه هذا الشمول وهذا التعميم الّذي تطرق له المؤلف اسمه ماذا ؟
الحلبي : عداب .
الشيخ : أه
الحلبي : عداب .
الشيخ : عذاب ، نسأل الله أن يخلصنا من أي عذاب .
الحلبي : عداب بالدال المهملة .
الشيخ : بالدال عداب .
الحلبي : عداب .
الشيخ : عداب .
سائل آخر : سؤال يا شيخ
الشيخ : نعم .

مواضيع متعلقة