الكلام على فتنة الخليج . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على فتنة الخليج .
A-
A=
A+
الشيخ : هناك كما تعلمون من قوله عليه السّلام: ( كلّكم راع و كلّكم مسؤول عن رعيّته ) فالرّجل راع و هو مسؤول عن رعيّـته و المرأة راعية و هي مسؤولة عن رعيّتها و العبد حتّى هو راع و مسؤول عن رعيّتـه إلى آخره فالحاكم مسؤول عن الرعّيّة كلّها وهو الحاكم الأعلى فمن افتتان المسلمين و انصرافهم عن نصرة ربّ العالمين أنّهم يهتمّون بغيرهم و ينسون أنفسهم خلاف لقوله تعالى: (( يا أيّها الّذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم )) فنجد كثير من الشّباب المسلم كأفراد و نجد كثيرا من الجماعات الإسلاميّة دأبهم الحكّام أنّ هؤلاء كفّار و أنّ هؤلاء لا يحكمون بما أنزل الله و لو نظرت إليهم لوجدتهم كالحكّام لكن سلطة الحاكم بلا شكّ أوسع و دائرة ظهور عدم حكمه بالإسلام أيضا أوسع من حكم هؤلاء الأفراد على أنفسهم و على أهليهم لكن مع ذلك هؤلاء لا يطبّقون الإسلام الّذي يعلمونه لماذا ؟ لغلبة الأهواء على نفوسهم فهم إذا مع الحكّام " في الهوى سوى " كما يقولون و أنا أريد أن أذكّر بحديث نقتبس منه العكس الّذي نحن الآن في صدده كما أنّه الحسنة تتضاعف بسبب قلّة المتوفّر منها في يد المحسن و تقلّ قيمتها بسبب كثرة و توفّر الحسنات عنده كذلك أنا أقول إذا كان مسلم مسؤوليّته على نفسه هذا أهون من أن تكون مسؤوليّته عليه و على زوجته و هذا الثّاني مسؤوليّته أهون أنّه تكون مسؤوليّته عليه و على زوجته و أولاده و واحد له خمسة و احد له عشرة إلى آخره . فكلّما قلّت الأشخاص كلّما خفّت المسؤوليّة فإذا خفّت المسؤوليّة تتضاخم المسؤوليّة في التّقصير فيها و العكس بالعكس تماما , ما هو هذا الحديث ؟ يقول الرّسول صلّى الله عليه و سلّم: ( سبق درهم مائة ألف , قالوا: كيف يا رسول الله ؟ قال: هذا رجل عنده درهم فتصدّق به و ذاك رجل أخذ من عرض ماله مائة ألف ) ما حس مع كثرة العدد ما حس بهذه الكمية الّتي تصدّق بها أمّا هذا الأوّل ليس عنده إلاّ هذا الدّرهم فتصدّق به فهذا أجره أكثر من ذاك أنا أقول الآن القضيّة هكذا بس في طرف مقابل نلوم الحكّام لماذا لا يحكمون بما أنزل الله و ننسى أنفسنا و نحن أن نحكم على أنفسنا و على بعض من يلوذ بنا أسهل علينا من أنّهم يحكمون البلاد كلّها على الإسلام . خلاصة القول كما جاء في الحديث و هو أيضا حديث ضعيف السّند لكن هو حكمة ( كما تكونوا يولّى عليكم ) فإن كنتم صالحين تقيمون شريعة الإسلام في نفوسكم يحكّم ربّنا عزّ و جلّ عليكم من يقيم شريعة الله عليكم و العكس بالعكس تماما . إذا الجواب واضح يجب أن يكون هناك جماعة جاهدوا نفوسهم في الله حقّ جهاده و تجمّعوا على هذا الأساس برهة من الزّمان و التّاريخ يعيد نفسه كما فعل الرّسول عليه الصّلاة و السّلام ثمّ يستعدّون ليس على الهجوم على الأعداء و إنّما لردّ اعتداء الأعداء هذا معنى التّاريخ يعيد نفسه. الرّسول صلّى الله عليه و سلّم ما بدأ القتال مع الكفّار لكنّهم بدؤوا مقاتلته عليه السّلام و ما قاتلهم إلاّ بعد أن استعدّ لمجابهتهم و هكذا ينبغي على المسلمين أن لا ينسوا أنّ قول ربّ العالمين: (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر )) أنّ هذا مبدأ عامّ يشمل كلّ تصرّفات المسلمين جماعات و وحدانا , حكّاما و محكومين -و لا تأكل بيدك الشّمال يا حضرة الأخ , المهمّ فهكذا التّاريخ ينغي أن يعيد نفسه. نحن لا ينبغي أن نفكّر الآن بأن نهاجم البلاد الكافرة المحيطة بنا قريبا أو بعيدا و إنّما ينبغي أن نفكّر فيما إذا اعتدي علينا هل نحن هيّأنا أنفسنا لمقابلة الاعتداء بالمثل و ردّه على أعقابه ؟! المسلمون ليسوا كذلك و هذا هو الواقع. اعتدي على الكويت ما طلع بيدهم يعملوا شيء خافت السّعوديّة أن يعتدى عليها كالكويت ما طلع بيدّهم يبعثوا جيش على الحدود على الأقلّ رأسا كان الجيش الأجنبي الكافر مهيّء هناك غذا يعود الأمر إلى هذه الكلمة الإعجازيّة (( إن تنصروا الله ينصركم )) فما لم ننصر الله فلن ينصرنا إلاّ أن يشاء الله هذا فضل من الله لكن ربّنا يقول سنّة الله في خلقه: (( و لن تجد لسّنة الله تبديلا )) فإذا المسلمون ما أخذوا بأسباب النّصر من النّوعين الأسباب الرّوحيّة كما يقولون اليوم أو المعنويّة و الأسباب الماديّة فسيظلّون كما هو واقعهم اليوم أذلّ الأمم الّتي كان يضرب بها المثل في ذلّها ألا و هم اليهود أصبحنا الله أكبر نخجل أن نسمّيهم باليهود شو نسمّيهم ؟ إسرائليّين السّياسة المنحطّة للدّول الإسلاميّة وصلت إلى هذه المنزلة لا نسمّيهم باليهود نسمّيهم إسرائليّين يعني منسوبين إلى إسرائيل يعني إلى يعقوب عليه السّلام ثمّ تصدر بعض القرارات في بعض الدّول أن لا تذكروا اليهود و النّصارى على المنابر ! كيف ينصرنا الله ؟

مواضيع متعلقة