طلب من الشيخ أن يقدم نصيحة لرجل يدرس في بلاد الكفر في الجامعة وفيها منكرات كثيرة.
A-
A=
A+
السائل : أنا شابّ أدرس في أوروبا .
الشيخ : أعانك الله .
السائل : و المصيبة أنّني أعيش في مجتمع جاهلي كافر .
الشيخ : الله أكبر .
السائل : و في الجامعة لا تستطيع أن تتصوّر ماذا يجري داخل الجامعة .
الشيخ : الله أكبر .
السائل : ما هي نصيحتك ؟
الشيخ : نصيحتي , النّجاة النّجاة -يضحك - و ماذا تدرس؟
السائل : أقدّم دراسات عليا على الكمبيوتر .
الشيخ : في الكمبيوتر , و كم سنة مضى عليك ؟
السائل : الآن أنا عندي ستّة أشهر في دراسة اللّغة السّويديّة .
الشيخ : و استطعت أن تعيش في هذا الجحيم ؟
السائل : أنا منعزل عن هذا الجحيم .
الشيخ : كيف ؟
السائل : منعزل لا أخرج كثيرا
الشيخ : كيف منعزل؟
السائل : من الدّراسة إلى البيت أو إلى المسجد .
أبو مالك : السّويد شيخنا , تعتبر أفسد بلاد الدّنيا . أفسد بلاد الدّنيا
الشيخ : الله أكبر .
أبو مالك : يعني كلّ ما يتصوّر العقل الإنساني من فساد على وجه الأرض و الانحراف في الفساد موجود هناك .
السائل : و هي أقوى دولة في هذا العلم الّداتا واسمه الدّاتا , هي أقوى دولة في العالم هي تعتبر الدّولة الثّالثة مع أمريكا و اليابان هي الثالثة
الشيخ : الظّاهر أنت يا أبا إيش أنت ؟
السائل : أبو عثمان .
الشيخ : أبا عثمان ؟
السائل : نعم .
الشيخ : فيبدو يا أبا عثمان أنّك ما كنت تعرف أنّ هذه البلاد كما يقول الأستاذ هنا أفسد بلاد الدّنيا .
السائل : كنت أعرف .
الشيخ : كنت تعرف ؟! الله أكبر . و كيف عرفت و انحرفت ؟
السائل : عندي صديق دكتور هناك هو مهّد لي الطّريق للدّراسة .
الشيخ : ماذا تعني بكلمة تمهيد .
السائل : هو جهّز لي كل وجد لي كلّ الظّروف حتّى ألتحق بالجامعة .
أبو مالك : يعني الالتحاق هناك صعب ؟
السائل : أي نعم .
أبو مالك : فيسّر له الالتحاق . يعني يسّر له الشّرّ
الشيخ : ألا ترى أنّ هذا يدخل في القاعدة السّابقة الغاية تبرّر الوسيلة ؟
السائل : نعم .
الشيخ : يا الله , لا حول و لا قوّة إلاّ بالله طيّب و بعد أن تتخرّج ماذا تتصوّر سيكون عملك ؟ مشروعا أم غير مشروع ؟
السائل : هذا عمل واجب عليّ .
الشيخ : ما أجبتني .
السائل : مشروعا أظنّ .
الشيخ : كيف مثلا ؟ ستكون موظّف في بنك مثلا .
السائل : لا هذا مهوش للبنك هذا لتسيير المؤسّسات و هذا شيء مفقود .
الشيخ : لا أرجوك من دون شرح أنا ظننت أنّك ستكون موظّفا في البنك قلت لا فأين تكون موظّفا ؟
السائل : أسيّر معامل , تسيير المعامل و هذا شيء مفقود .
الشيخ : و هذه المعامل يعني ماشية بدون كمبيوتر؟ و ليس لها علاقة بالبنوك .
السائل : لا توجد لها علاقة بالبنوك , إنّما بتطوير الكمبيوتر الآن من الممكن أن أتّصل باليابان بدون هاتف عن طريق الكمبيوتر أنا أستطيع أن أتكلّم مع أيّ شركة في اليابان أو في أمريكا بدون هاتف نستطيع أن نتكلّم أن يقدّم لي الأسعار أو أيّ شيء من هذا ... .
الشيخ : نعم هذا معلوم لكن أقول هل ستكون المعاملة مشروعة ؟
السائل : نعم لماذا لا تكون مشروعة ؟
الشيخ : هل تعلم أنت شركة قائمة على أساس شرعي ؟
السائل : لا لا يوجد شركة قائمة على أساس شرعي .
الشيخ : إذن لم سألتني لم لا يكون ؟ فقد عرفت لم لا يكون .
السائل : هذا شيء واجب عليّ أن نأخذ كلّ المعلومات من أوروبا و نقدّمها إلى أوطاننا ولأي دولة عربية.
الشيخ : هذا صحيح بارك الله فيك لكن على البيان السّابق بدون ما يحرق نفسه , بدون ما يخالف شرعه ... .
السائل : الآن بالسّويد كلّ شيء علمي , أداة علميّة حديثة أوّل دولة تأخذها هي السّويد و هي أغنى دولة في العالم و كلّ البحوث أوّل دولة تتحصّل عليه السّويد أنا آخذ منهم هذه البحوث وأقدّمها إلى بلدي , هناك بعض الشّباب إخوة يبرمجون في المستقبل بأعمال للجزائر .
الشيخ : نحن قلنا بارك الله فيك كلّ علم , آنفا قلنا و ما العهد عنك ببعيد كلّ علم يستفيد منه المسلمون فهو فرض كفاية تحصيله من بعض المسلمين ألم نقل هذا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : فأنت الآن تشرح هذه النّقطة و تقول أفعل كذا و أقدّم للمسلمين نقول نعم و لكن بشرط أن لا نقع في مخالفة شرعيّة فإذا كنت أنت ذاك الرّجل فأنت أنت .
السائل : فبم تنصحني الرّجوع إلى الوطن ؟
الشيخ : و الله أنت أدرى لأنّه يعني أنت تتصوّر الوضع الّذي أنت تكون فيه , هل أنت موافق للشّرع أم مخالف؟ فإن كنت موافقا للشّرع فحصّل هذا العلم و كما قلت قدّمه إلى إخوانك المسلمين في الجزائر أمّا إذا كنت مخالفا للشّرع فالغاية لا تبرّر الوسيلة فلذلك أنا ما أستطيع أقول لك يعني تابع أو لا تتابع . أهل مكّة أدرى بشعابها و صاحب الدّار أدرى بما فيها ثمّ أنا أظنّ أنّ الشّباب المسلم المندفع لتحصيل العلوم العصريّة هو في الواقع ذهنه فارغ من الأحكام الشّرعيّة منها مثلا لا يعلمون أنّ الاستيطان في بلاد الكفر حرام . نادر جدّا من الشّباب إلاّ في العصر الأخير صار عنده شيء من العلم و التّوعية و أنّهم يعلمون أنّه لا يجوز أن يسافروا لأمريكا , لبريطانيا , للسّويد , إلى آخره لأنّ الرّسول عليه السّلام يقول: ( من جامع المشرك فهو مثله ) ليس المقصود من جامع بمعنى الجنس. لا. هي المخالطة الّتي كنّا ندندن حولها بالنّسبة للجامعات ( من جامع المشرك ) أي من خالطه و عاش معه فهو مثله و أوضح في الدّلالة معنى قوله عليه السّلام: ( أنا بريء من كلّ مسلم مقيم بين ظهراني المشركين ) و الأحاديث بهذا المعنى كثيرة و كثيرة جدّا لماذا ؟ لأنّ الطّبع سرّاق تفهمون هذا الكلام أظنّ ؟ الإنسان بلاّشعور كما يقولون يكسب أخلاق من يجالسهم سواء كانت هذه الأخلاق حسنة أو كانت أخلاقا سيّئة ولذلك جاءت الأحاديث الصّحيحة تترى و تدندن حول الحظض على مجالسة الصّالحين و الابتعاد عن مجالسة الكفّار و الفاسقين من ذلك قوله عليه الصّلاة و السّلام ( مثل الجليس الصّالح كمثل بائع المسك إمّا أن يحذيك ) أي يعطيك مجّانا ( و إمّا أن تشمّ منه رائحة طيّبة وإما أن تشتري منه ) فأنت على كلّ حال مستفيد منه إمّا مجّانا و هذه أكبر فائدة و إمّا أن تشمّ منه و هذه أقلّ فائدة و إمّا أن تتبضع منه وتشتري ( و مثل الجليس ... إمّا أن تشمّ منه رائحة كريحة ) و لهذا و لبيان تأثير المجتمع الفاسد على السّاكنين فيه جاء الحديث الّذي لابدّ أنّكم أو على الأقلّ بعضكم سمع منه أو قرأه و هو قوله عليه السّلام ( كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة و تسعين نفسا ثمّ أراد أن يتوب إلى الله فسأل عن أعلم أهل الأرض فدلّ على راهب أي على متعبّد جاهل ) فقال له أنا قصّتي كذا و كذا ( فهل لي من توبة ؟ قال له مستنكرا فعلته قتلت تسعة و تسعين نفسا و تسأل عن توبة لا توبة لك ) فقطع رأسه و أكمل عدد المائة به لكن الرّجل مخلص فلم يزل يسأل عن عالم فدلّ على عالم فأتاه و قال له ( إني قتلت مائة نفس بغير حقّ هل لي من توبة ؟ قال و من يحول بينك و بين التّوبة و لكنّك بأرض سوء ) هنا الشّاهد ( فاخرج منها و اذهب إلى القرية الفلانيّة الصّالح أهلها فانطلق إليها في الطّريق جاءه الموت فتنازعته ملائكة الرّحمة و ملائكة العذاب ) كلّ يدّعي أنّه من حقّه ( فأرسل الله إليهم ملكا و قال لهم قيسوا ما بينه و بين كلّ من القريتين الّتي خرج منها و الّتي قصد إليها فقاسوا فوجدوه أقرب إلى الّتي قصدها بميل الرّجل في مشيته فتولّته ملائكة الرّحمة ) هذا مثال من تأثير الجوّ الفاسد , الجوّ الفاسد معنويّا و خلقيّا كالجوّ الفاسد ماديّا وطبّيّا تماما و لذلك قال عليه السّلام بالنّسبة للطّاعون ( وإذا سمعتم بالطّاعون في أرض فلا تدخلوها ) فأنتم الآن تدخلون الأرض المطعونة و هذا الطّعن أخطر من ذاك بكثير و كثير جدّا في سبيل ماذا ؟ أوّلا أنا أقول ليس في سبيل الله يقينا إلاّ أفرادا قليلين جدّا , في سبيل الطعام والشراب فقط في سبيل الحصول على الطّعام و الشّراب ما شاء الله (( و من يتّق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب )) فلذلك ينبغي على المسلمين أن يلزموا بلادهم و أوطانهم و أن لا يخرج عنها إلاّ لضرورة و أنّهم إذا اضطرّوا للخروج إلى بلاد موبوءة فإمّا أن يتحصّنوا تماما كما يفعل الممرّضون إذا دخلوا أرضا موبوءة ماذا يفعلون ؟ تجدونهم يحتاطون بالإبر و بالحقن و بالكمّامات و ما شابه ذلك كلّ هذا في سبيل المحافظة على سلامة الجسم فالمحافظة على سلامة القلب و الخلق أهمّ و أهمّ بكثير , الآن السّاعة الحادية إلاّ ثلث و لعلّ في هذا القدر كفاية و بخاصّة أنّ أمامنا و لا نقول أمامكم فأنتم قوم سفر , أمامنا نحن الصّيام أمّا أنتم فلكم الخيار من شاء صام و من شاء أفطر هكذا قال عليه السّلام .
سائل آخر : و الله يا شيخ الشّعب الجزائري اشتاق إلى رؤيتكم ... .
الشيخ : الله يبارك فيكم لو كنت أرى جواز الصّورة من أجل إرواء الغليل كنت قدّمت لكم صورة .
سائل آخر : شيخ نقدّم لكم دعوة إلى الجزائر ووجودكم هناك يفيد و يفيد جدّا وهذا مطلب و نلحّ في الطّلب
الشيخ : جزاكم الله خيرا هذا طلب يتكرّر و كثير من إخواننا الطّيّبين من أمثالكم وجّهوا إلينا مثل هذا الطّلب لكن قلت في الصّيف ضيّعت اللّبن مضى مضى الوقت
" ألا ليت الشّباب يعود يوما لأريه ما فعل المشيب "
وسبحانك اللّهمّ و بحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك و أتوب إليك .
السائل : جزاك الله خيرا .
الشيخ : أعانك الله .
السائل : و المصيبة أنّني أعيش في مجتمع جاهلي كافر .
الشيخ : الله أكبر .
السائل : و في الجامعة لا تستطيع أن تتصوّر ماذا يجري داخل الجامعة .
الشيخ : الله أكبر .
السائل : ما هي نصيحتك ؟
الشيخ : نصيحتي , النّجاة النّجاة -يضحك - و ماذا تدرس؟
السائل : أقدّم دراسات عليا على الكمبيوتر .
الشيخ : في الكمبيوتر , و كم سنة مضى عليك ؟
السائل : الآن أنا عندي ستّة أشهر في دراسة اللّغة السّويديّة .
الشيخ : و استطعت أن تعيش في هذا الجحيم ؟
السائل : أنا منعزل عن هذا الجحيم .
الشيخ : كيف ؟
السائل : منعزل لا أخرج كثيرا
الشيخ : كيف منعزل؟
السائل : من الدّراسة إلى البيت أو إلى المسجد .
أبو مالك : السّويد شيخنا , تعتبر أفسد بلاد الدّنيا . أفسد بلاد الدّنيا
الشيخ : الله أكبر .
أبو مالك : يعني كلّ ما يتصوّر العقل الإنساني من فساد على وجه الأرض و الانحراف في الفساد موجود هناك .
السائل : و هي أقوى دولة في هذا العلم الّداتا واسمه الدّاتا , هي أقوى دولة في العالم هي تعتبر الدّولة الثّالثة مع أمريكا و اليابان هي الثالثة
الشيخ : الظّاهر أنت يا أبا إيش أنت ؟
السائل : أبو عثمان .
الشيخ : أبا عثمان ؟
السائل : نعم .
الشيخ : فيبدو يا أبا عثمان أنّك ما كنت تعرف أنّ هذه البلاد كما يقول الأستاذ هنا أفسد بلاد الدّنيا .
السائل : كنت أعرف .
الشيخ : كنت تعرف ؟! الله أكبر . و كيف عرفت و انحرفت ؟
السائل : عندي صديق دكتور هناك هو مهّد لي الطّريق للدّراسة .
الشيخ : ماذا تعني بكلمة تمهيد .
السائل : هو جهّز لي كل وجد لي كلّ الظّروف حتّى ألتحق بالجامعة .
أبو مالك : يعني الالتحاق هناك صعب ؟
السائل : أي نعم .
أبو مالك : فيسّر له الالتحاق . يعني يسّر له الشّرّ
الشيخ : ألا ترى أنّ هذا يدخل في القاعدة السّابقة الغاية تبرّر الوسيلة ؟
السائل : نعم .
الشيخ : يا الله , لا حول و لا قوّة إلاّ بالله طيّب و بعد أن تتخرّج ماذا تتصوّر سيكون عملك ؟ مشروعا أم غير مشروع ؟
السائل : هذا عمل واجب عليّ .
الشيخ : ما أجبتني .
السائل : مشروعا أظنّ .
الشيخ : كيف مثلا ؟ ستكون موظّف في بنك مثلا .
السائل : لا هذا مهوش للبنك هذا لتسيير المؤسّسات و هذا شيء مفقود .
الشيخ : لا أرجوك من دون شرح أنا ظننت أنّك ستكون موظّفا في البنك قلت لا فأين تكون موظّفا ؟
السائل : أسيّر معامل , تسيير المعامل و هذا شيء مفقود .
الشيخ : و هذه المعامل يعني ماشية بدون كمبيوتر؟ و ليس لها علاقة بالبنوك .
السائل : لا توجد لها علاقة بالبنوك , إنّما بتطوير الكمبيوتر الآن من الممكن أن أتّصل باليابان بدون هاتف عن طريق الكمبيوتر أنا أستطيع أن أتكلّم مع أيّ شركة في اليابان أو في أمريكا بدون هاتف نستطيع أن نتكلّم أن يقدّم لي الأسعار أو أيّ شيء من هذا ... .
الشيخ : نعم هذا معلوم لكن أقول هل ستكون المعاملة مشروعة ؟
السائل : نعم لماذا لا تكون مشروعة ؟
الشيخ : هل تعلم أنت شركة قائمة على أساس شرعي ؟
السائل : لا لا يوجد شركة قائمة على أساس شرعي .
الشيخ : إذن لم سألتني لم لا يكون ؟ فقد عرفت لم لا يكون .
السائل : هذا شيء واجب عليّ أن نأخذ كلّ المعلومات من أوروبا و نقدّمها إلى أوطاننا ولأي دولة عربية.
الشيخ : هذا صحيح بارك الله فيك لكن على البيان السّابق بدون ما يحرق نفسه , بدون ما يخالف شرعه ... .
السائل : الآن بالسّويد كلّ شيء علمي , أداة علميّة حديثة أوّل دولة تأخذها هي السّويد و هي أغنى دولة في العالم و كلّ البحوث أوّل دولة تتحصّل عليه السّويد أنا آخذ منهم هذه البحوث وأقدّمها إلى بلدي , هناك بعض الشّباب إخوة يبرمجون في المستقبل بأعمال للجزائر .
الشيخ : نحن قلنا بارك الله فيك كلّ علم , آنفا قلنا و ما العهد عنك ببعيد كلّ علم يستفيد منه المسلمون فهو فرض كفاية تحصيله من بعض المسلمين ألم نقل هذا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : فأنت الآن تشرح هذه النّقطة و تقول أفعل كذا و أقدّم للمسلمين نقول نعم و لكن بشرط أن لا نقع في مخالفة شرعيّة فإذا كنت أنت ذاك الرّجل فأنت أنت .
السائل : فبم تنصحني الرّجوع إلى الوطن ؟
الشيخ : و الله أنت أدرى لأنّه يعني أنت تتصوّر الوضع الّذي أنت تكون فيه , هل أنت موافق للشّرع أم مخالف؟ فإن كنت موافقا للشّرع فحصّل هذا العلم و كما قلت قدّمه إلى إخوانك المسلمين في الجزائر أمّا إذا كنت مخالفا للشّرع فالغاية لا تبرّر الوسيلة فلذلك أنا ما أستطيع أقول لك يعني تابع أو لا تتابع . أهل مكّة أدرى بشعابها و صاحب الدّار أدرى بما فيها ثمّ أنا أظنّ أنّ الشّباب المسلم المندفع لتحصيل العلوم العصريّة هو في الواقع ذهنه فارغ من الأحكام الشّرعيّة منها مثلا لا يعلمون أنّ الاستيطان في بلاد الكفر حرام . نادر جدّا من الشّباب إلاّ في العصر الأخير صار عنده شيء من العلم و التّوعية و أنّهم يعلمون أنّه لا يجوز أن يسافروا لأمريكا , لبريطانيا , للسّويد , إلى آخره لأنّ الرّسول عليه السّلام يقول: ( من جامع المشرك فهو مثله ) ليس المقصود من جامع بمعنى الجنس. لا. هي المخالطة الّتي كنّا ندندن حولها بالنّسبة للجامعات ( من جامع المشرك ) أي من خالطه و عاش معه فهو مثله و أوضح في الدّلالة معنى قوله عليه السّلام: ( أنا بريء من كلّ مسلم مقيم بين ظهراني المشركين ) و الأحاديث بهذا المعنى كثيرة و كثيرة جدّا لماذا ؟ لأنّ الطّبع سرّاق تفهمون هذا الكلام أظنّ ؟ الإنسان بلاّشعور كما يقولون يكسب أخلاق من يجالسهم سواء كانت هذه الأخلاق حسنة أو كانت أخلاقا سيّئة ولذلك جاءت الأحاديث الصّحيحة تترى و تدندن حول الحظض على مجالسة الصّالحين و الابتعاد عن مجالسة الكفّار و الفاسقين من ذلك قوله عليه الصّلاة و السّلام ( مثل الجليس الصّالح كمثل بائع المسك إمّا أن يحذيك ) أي يعطيك مجّانا ( و إمّا أن تشمّ منه رائحة طيّبة وإما أن تشتري منه ) فأنت على كلّ حال مستفيد منه إمّا مجّانا و هذه أكبر فائدة و إمّا أن تشمّ منه و هذه أقلّ فائدة و إمّا أن تتبضع منه وتشتري ( و مثل الجليس ... إمّا أن تشمّ منه رائحة كريحة ) و لهذا و لبيان تأثير المجتمع الفاسد على السّاكنين فيه جاء الحديث الّذي لابدّ أنّكم أو على الأقلّ بعضكم سمع منه أو قرأه و هو قوله عليه السّلام ( كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة و تسعين نفسا ثمّ أراد أن يتوب إلى الله فسأل عن أعلم أهل الأرض فدلّ على راهب أي على متعبّد جاهل ) فقال له أنا قصّتي كذا و كذا ( فهل لي من توبة ؟ قال له مستنكرا فعلته قتلت تسعة و تسعين نفسا و تسأل عن توبة لا توبة لك ) فقطع رأسه و أكمل عدد المائة به لكن الرّجل مخلص فلم يزل يسأل عن عالم فدلّ على عالم فأتاه و قال له ( إني قتلت مائة نفس بغير حقّ هل لي من توبة ؟ قال و من يحول بينك و بين التّوبة و لكنّك بأرض سوء ) هنا الشّاهد ( فاخرج منها و اذهب إلى القرية الفلانيّة الصّالح أهلها فانطلق إليها في الطّريق جاءه الموت فتنازعته ملائكة الرّحمة و ملائكة العذاب ) كلّ يدّعي أنّه من حقّه ( فأرسل الله إليهم ملكا و قال لهم قيسوا ما بينه و بين كلّ من القريتين الّتي خرج منها و الّتي قصد إليها فقاسوا فوجدوه أقرب إلى الّتي قصدها بميل الرّجل في مشيته فتولّته ملائكة الرّحمة ) هذا مثال من تأثير الجوّ الفاسد , الجوّ الفاسد معنويّا و خلقيّا كالجوّ الفاسد ماديّا وطبّيّا تماما و لذلك قال عليه السّلام بالنّسبة للطّاعون ( وإذا سمعتم بالطّاعون في أرض فلا تدخلوها ) فأنتم الآن تدخلون الأرض المطعونة و هذا الطّعن أخطر من ذاك بكثير و كثير جدّا في سبيل ماذا ؟ أوّلا أنا أقول ليس في سبيل الله يقينا إلاّ أفرادا قليلين جدّا , في سبيل الطعام والشراب فقط في سبيل الحصول على الطّعام و الشّراب ما شاء الله (( و من يتّق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب )) فلذلك ينبغي على المسلمين أن يلزموا بلادهم و أوطانهم و أن لا يخرج عنها إلاّ لضرورة و أنّهم إذا اضطرّوا للخروج إلى بلاد موبوءة فإمّا أن يتحصّنوا تماما كما يفعل الممرّضون إذا دخلوا أرضا موبوءة ماذا يفعلون ؟ تجدونهم يحتاطون بالإبر و بالحقن و بالكمّامات و ما شابه ذلك كلّ هذا في سبيل المحافظة على سلامة الجسم فالمحافظة على سلامة القلب و الخلق أهمّ و أهمّ بكثير , الآن السّاعة الحادية إلاّ ثلث و لعلّ في هذا القدر كفاية و بخاصّة أنّ أمامنا و لا نقول أمامكم فأنتم قوم سفر , أمامنا نحن الصّيام أمّا أنتم فلكم الخيار من شاء صام و من شاء أفطر هكذا قال عليه السّلام .
سائل آخر : و الله يا شيخ الشّعب الجزائري اشتاق إلى رؤيتكم ... .
الشيخ : الله يبارك فيكم لو كنت أرى جواز الصّورة من أجل إرواء الغليل كنت قدّمت لكم صورة .
سائل آخر : شيخ نقدّم لكم دعوة إلى الجزائر ووجودكم هناك يفيد و يفيد جدّا وهذا مطلب و نلحّ في الطّلب
الشيخ : جزاكم الله خيرا هذا طلب يتكرّر و كثير من إخواننا الطّيّبين من أمثالكم وجّهوا إلينا مثل هذا الطّلب لكن قلت في الصّيف ضيّعت اللّبن مضى مضى الوقت
" ألا ليت الشّباب يعود يوما لأريه ما فعل المشيب "
وسبحانك اللّهمّ و بحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك و أتوب إليك .
السائل : جزاك الله خيرا .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 441
- توقيت الفهرسة : 00:25:47
- نسخة مدققة إملائيًّا