تنبيهات مهمَّة جدًّا من للشَّيخ " ناصر العمر " على بعض الأخطاء التي وقع فيها في كتابه .
A-
A=
A+
الشيخ : هنا يا أبا بدر .
السائل : نعم .
الشيخ : أنا قرأت للصفحة الثامنة والعشرين ، بدا لي كملاحظة تبقى في ذهنك إن شاء الله .
السائل : نعم .
الشيخ : ثمَّ إن بدا لك الصواب فيما ذكرنا تعدِّل .
السائل : نعم .
الشيخ : كل ما ذكرت طالب العلم في هذه المسألة تحذف طالب العلم ، وتخصُّ الموضوع ببعض العلماء وليس بكلِّ العلماء .
تفضل .
السائل : أنا ذكرت هذا للشيخ وليد ، وقلت : أعمل إحدى طريقتين .
الشيخ : تعمل ؟
السائل : نعم ، إحدى طريقتين ، أما سأذكر هذا .
الشيخ : إحدى طريقتين ؟
السائل : نعم .
الشيخ : تفضل .
السائل : أما هذا التحفُّظ الذي ذكرت سأقول قال : شيخنا كذا وكذا .
الشيخ : نعم .
السائل : ولو بقيت على حالها .
الشيخ : نعم .
السائل : وأبيِّن مرادي ، أو قد ألجأ وأحذفها .
الشيخ : نعم .
السائل : وينتهي الموضوع .
الشيخ : إي ، أنا أرى هذا عدل ، كلامك هذا عدل ، لكن أرى من الضروري أن تفكِّر لِتستَغنِيَ عن أن تنسبَ القول إليَّ ، وهذا إنصاف بلا شك !
السائل : نعم .
الشيخ : لكن الأولى أن تفكِّر في الموضوع وأن تتبنَّاه أنت ، ثم إذا أضفتَ إلى ما تبنَّيته وقلت أنُّو هذا فلان رأيه كذا ما فيه أنا عندي مانع .
السائل : نعم .
الشيخ : أما أن تُبقي العبارة كما هي ، وتقول أنُّو فلان يقول كذا ؛ فأرى أن هذا فيه شيء من الضعف بالنسبة لعلمك .
السائل : نعم .
الشيخ : فأرى أن تعزم وأن تُجمِعَ أمرك وتفكِّر في مثل هذه القضايا ؛ بحيث يترجَّح صواب هذا الرأي وتتبنَّاه ، ثم إن شئت عَزَوْتَه إلى مَن سمعته منه ، كما نقول نحن لبعض إخواننا الذين يستفيدون من دروسنا بل ومن كتبنا .
السائل : نعم .
الشيخ : ومع ذلك فحينما يعرضون لِمَا استفادوه ما يظنُّ القارؤون لكتابهم إلا أنه من علمهم ، وسنقول لهم : يقول أهل العلم : من بركة العلم عزوُ كلِّ قول إلى قائله ؛ ولذلك فأنا أشكرك على هذا العزو ، لكن أحبُّ لك الأفضل .
السائل : نعم .
الشيخ : ولعله وضح لك ما هو الأفضل على الأقل في وجهة نظري ، واضح ؟
السائل : نعم واضح يا شيخ .
الشيخ : جزاك الله خير .
السائل : وحقيقةً إلى الآن أنا مقتنع بما ذكرت ، لكن بقيت نقطة أنني إن أبقيتها لأنني عندما أوجِّه الحديث إلى طلاب العلم وللعلماء ؛ لأنني لا أشعر أن هناك فرقًا كبيرًا أحيانًا ؛ لأن طالب العلم اليوم هو عالم في الغد إن شاء الله .
الشيخ : إن شاء الله .
السائل : فمن هذا الباب عندما أُبقيها ليأخذ ليبقى - أيضًا - فرض الكفاية على طلاب العلم ليستعدُّوا أن يكونوا علماء وهم يستعدون ، من هذا الباب فقط .
الشيخ : إي ، هذا صحيح ، لكن ما أرى هذا له علاقة بهذا ، على كل حال الرأي لك .
السائل : الله يبارك ، هذا من كرمكم يا شيخ .
الشيخ : وأنا ليس لي إلا التذكير فقط .
السائل : الله يبارك فيكم .
الشيخ : الله يحفظك .
السائل : سأضع - إن شاء الله - مقدِّمة - وقلت للشَّيخ وليد - مقدمة أبيِّن فيها توجيهاتكم وما توصَّلنا إليه ، وأضع المقدمة وأشير إلى بعض ... إن شاء الله .
الشيخ : جزاك الله خير ، وبارك فيك .
السائل : نعم .
الشيخ : هنا تقولون : " ومن هذا المنطلق وجدت أنَّ جهلنا بواقعنا سبب رئيس من أسباب مصيبتنا ، وأيقَنْتُ أن فقه الواقع علمٌ هَجَرَه الكثير من طلاب العلم وروَّاد الصحوة " ، أقول : في هذا الكلام مبالغة .
السائل : كم صفحة يا شيخ .
الشيخ : مبالغة شديدة .
السائل : ... الصفحة .
الشيخ : لا توصِّ حريص .
السائل : نعم .
الشيخ : أنا معك على الطريق ، فأقول : ربنا - عز وجل - حينما قال : (( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ )) ؛ يعني إذا قمتم بما افترض الله عليكم من الأحكام الشرعية نَصَرَكم الله على عدوِّكم ، أنا أعتقد أن السبب الرئيس على حدِّ تعبيرك ليس هو الجهل بالواقع من الكثيرين ، خاصَّة حينما تنسب ذلك إلى طلاب العلم ، السبب الرئيس هو جهل المسلمين بدينهم بارك الله فيك .
السائل : نعم .
الشيخ : ابتداءً من العقيدة إلى الفقه إلى السلوك ، هذا هو السبب الرئيس ؛ ولذلك فليس من الحكمة في شيء مطلقًا أن نعظِّم الحقير الصغير ، والعكس بالعكس تمامًا ؛ فنرفع من شأن هو من فروض الكفاية ، فنجعله سببًا رئيسيًّا إذا صح هذا التعبير بسبب ما أصاب المسلمين من ذلٍّ وهوان وسيطرة الكفار على القسم الأكبر من بلادهم ، وسيطرة الفساق الحكَّام على حكمهم ووإلى آخره ، وإنما هذا سبب من الأسباب ، سبب من الأسباب وليس سببًا جوهريًّا رئيسيًّا ، هذا - أيضًا - لعلك تلقي النظر .
أيضًا قلتم : " ثم ألقيتها في محاضرتنا " معتبر أنت المؤلف وأنت تذكر ما قبل هذا الكلام وما بعده ، فالحرُّ تكفيه الإشارة ، فحينما أنا أُسمِعُك قولك : " ثم ألقيتها في محاضرتنا " عم تعرف ماذا تعني بهذا الكلام ، فلستَ بحاجة إلى أن أُسمِعَك ما قبله وما بعده ؛ أليس كذلك ؟!
السائل : بلى بلى .
الشيخ : أحسنت ، أنا أقول - بارك الله فيك - : مثل هذه المسألة لا يجوز إثارتها في المحاضرات العامة ، وهذا - أيضًا - لعلك تفكِّر في هذا ، يعني مثل هذه البحوث يصلح بحثها مع طلاب العلم الأقوياء ، أما أن تُثار هذه القضية في محاضرات عامة فهذه أعتقد أنها من أسباب إيجاد البلبلة والقلقلة في نفوس الطلبة أنفسهم ، فضلًا عن العامة الذين تنتقل إليهم عدوى الخلاف بين طلبة وآخرين .
السائل : تسمح لي هنا ؟
الشيخ : تفضل .
السائل : يا شيخنا .
الشيخ : نعم .
السائل : أقول : إذا كان هذا الأمر اتَّفقنا على أنه فرض من فروض الكفاية .
الشيخ : نعم .
السائل : وقلنا أنه إذا قامَ به البعض سقط عن الباقين .
الشيخ : نعم .
السائل : وبعضهم من العلماء .
الشيخ : نعم نعم .
السائل : أقول : إذا كانت هذه القضية ، لو كانت هذه القضية مسلَّمة عند العلماء ، وعند طلاب العلم ، وعند العامة ؛ لكن نظرًا لجهل الناس بها أصلًا ، فهناك من أصلًا ينكر أنها فرض كفاية ، ومن لا يرى ذلك ، فبيانها وإيضاحها حتى من حقوق من حقِّ العامة ومن حقِّ طلاب العلم أيضًا أن أبيِّنَ لهم أن هذه القضية من فروض الكفاية .
الشيخ : ليست كذلك فيما أرى أنا ، ما دام اتفقنا أنها من فروض الكفاية ، فرض الكفاية لا يجب على عامَّة المسلمين يا أستاذ ، هذا يجب على خاصَّة الخاصَّة هذا النوع من العلم .
السائل : نعم .
الشيخ : لو كان هناك علم ماذا يسمَّى " فيسيولوجيا " .
السائل : نعم .
الشيخ : علم " فيسيولوجيا " علم ضروري ، لكن ما لنا والعامة نقعد نشغل بالهم بعلم اسمه " فيسيولوجيا " ، ونقعد نشرح لهم ونضع لهم أصول وقواعد وإلى آخره ، وهذا العلم إنما يجب على طائفة قليلة من عموم المسلمين ؟! فأعود وأقول : هذه المحاضرة تصلح بينَك وبينَ أمثالك من العلماء .
السائل : نعم .
الشيخ : وإذا اعتبرتَ هذا مبالغة مني .
السائل : نعم .
الشيخ : فأنا أقول : من طلاب العلم الأقوياء مثلك .
السائل : الله يبارك لك .
الشيخ : ممن لا يرون رأيَك هذا ، هذا يفيد معهم ، أما في محاضرة عامة أنا لا أزال عند رأيي ، على كل حال أرجو أن تعيد النظر .
السائل : أنا سأسألك سؤال آخر يا شيخ .
الشيخ : تفضل .
السائل : أنا علمت أنكم الآن علمت أنكم سُئِلتم سؤال عن فقه الواقع ، وأجبتم كما تذكَّرنا أمس في أشرطة ، وتحدَّثتم عن ذلك .
الشيخ : نعم .
السائل : وسيُكتب في ذلك رسالة أو كتاب .
الشيخ : نعم .
السائل : أليس هذا يُعتبر رسالة عامة ؟!
الشيخ : لا .
السائل : وانتشرت الأشرطة .
الشيخ : لا لا .
السائل : ولا أعني المقارنة بينكم وبيني وبيني وبينكم .
الشيخ : لا لا ، ولو قارنت .
السائل : نعم .
الشيخ : الجواب : لا ، والجواب على المثل العربي القديم : " قال الحائط للوتد : لِمَ تشقُّني ؟ قال : سَلْ مَن يدقُّني " .
السائل : نعم .
الشيخ : فأنت السبب ، أنت لما ألقيت هذه المحاضرة على عامة المسلمين ، ونَتَجَ من وراء ذلك أنا الآن يعني أزداد إيمانًا بظنِّي السابق ؛ نتجَ من وراء ذلك اختلاف بين الطلبة !
السائل : نعم .
الشيخ : باعترافك أنت قلت آنفًا ... .
السائل : نعم .
الشيخ : آ ، فلما أنت أثرت ... أمام الناس جميعًا فحينئذٍ غيرك ممَّن يوافقك في أصل الموضوع لا في تفصيله إن لم أقل تفاصيله ؛ فهو مكره أخاك لا بطل ، فهو مضطر الآن أن يعدِّل من موقف هذا الأخ في الغيب كان .
السائل : نعم .
الشيخ : ثم صار أخًا في ... والحمد لله .
السائل : الحمد لله .
الشيخ : فإذًا لا يستويان مثلًا ، فليس لك حجة في هذه المقابلة ، طيب .
السائل : جزاكم الله خير .
الشيخ : وإياك .
أنا عندي هنا تعليق سطر أو أقل من سطر ، قلت : " انظر فقه السيرة للغزالي ؛ فقد صحَّح الألباني هذا الحديث " . أقول : هذا خطأ في التخريج ، يجب أن يُقال : " انظر تخريج فقه السنة للغزالي ؛ فقد صحَّح الألباني هذا الحديث " .
السائل : نعم .
الشيخ : أما " انظر فقه السنة " ؛ لا ، " انظر تخريج فقه السنة " ؛ لأنُّو هناك .
سائل آخر : ... .
الشيخ : عفوًا ، " فقه السيرة " نعم ، فأنت قلت هنا : " انظر فقه السيرة للغزالي " .
السائل : نعم .
الشيخ : فلعله سقط إما من الطابع أو الكاتب .
السائل : لا ، من الكاتب .
الشيخ : يعني أيًّا كان .
السائل : نعم .
الشيخ : المهم الآن .
السائل : نعم .
الشيخ : هذا يُضاف كلمة تخريج .
السائل : نعم .
الشيخ : وجزاك الله ... .
السائل : هنا يا شيخنا .
الشيخ : نعم .
السائل : مادام يقول ما هو لو ، فهمت الفرق بدقَّة ، أنا أريد أن أفهم الفرق بدقَّة بين الأمرين .
الشيخ : آ ، الفرق .
السائل : ما الذي يترتَّب على الفرق بين الكلمتين ؟
الشيخ : أنا أذكر لك الفرق ، إذا قلت كما قلت .
السائل : نعم .
الشيخ : " انظر فقه السيرة للغزالي " أي : أنُّو هذا الحديث مذكور في فقه السيرة ، " وقد صحح الألباني هذا الحديث " لا يفهم القارئ أن هذا التصحيح هو معلَّق على " فقه السيرة " للغزالي ، بينما إذا ذكرت الواقع ، إي نعم ، " انظر تخريج فقه السيرة " فالذهن لأيِّ قارئ مهما كان ذكيًّا أو بليدًا أو مغفَّلًا أو إلى آخره ما يستطيع أن يفهم إلا الذي أنت أردْتَه في نفسك ، على العكس ممَّا هو الواقع الآن ؛ فلا أقلَّ من أن يتوقَّف قليلًا ويتساءل ؛ أين هذا التصحيح ؟ آ ، الذي يعرف أنُّو " فقه السيرة " للغزالي عليه تخريج الألباني ؛ إذًا المقصود تخريج الألباني .
السائل : فهمت بارك الله فيك .
الشيخ : وبارك فيك أيضًا .
السائل : نعم .
الشيخ : أنا قرأت للصفحة الثامنة والعشرين ، بدا لي كملاحظة تبقى في ذهنك إن شاء الله .
السائل : نعم .
الشيخ : ثمَّ إن بدا لك الصواب فيما ذكرنا تعدِّل .
السائل : نعم .
الشيخ : كل ما ذكرت طالب العلم في هذه المسألة تحذف طالب العلم ، وتخصُّ الموضوع ببعض العلماء وليس بكلِّ العلماء .
تفضل .
السائل : أنا ذكرت هذا للشيخ وليد ، وقلت : أعمل إحدى طريقتين .
الشيخ : تعمل ؟
السائل : نعم ، إحدى طريقتين ، أما سأذكر هذا .
الشيخ : إحدى طريقتين ؟
السائل : نعم .
الشيخ : تفضل .
السائل : أما هذا التحفُّظ الذي ذكرت سأقول قال : شيخنا كذا وكذا .
الشيخ : نعم .
السائل : ولو بقيت على حالها .
الشيخ : نعم .
السائل : وأبيِّن مرادي ، أو قد ألجأ وأحذفها .
الشيخ : نعم .
السائل : وينتهي الموضوع .
الشيخ : إي ، أنا أرى هذا عدل ، كلامك هذا عدل ، لكن أرى من الضروري أن تفكِّر لِتستَغنِيَ عن أن تنسبَ القول إليَّ ، وهذا إنصاف بلا شك !
السائل : نعم .
الشيخ : لكن الأولى أن تفكِّر في الموضوع وأن تتبنَّاه أنت ، ثم إذا أضفتَ إلى ما تبنَّيته وقلت أنُّو هذا فلان رأيه كذا ما فيه أنا عندي مانع .
السائل : نعم .
الشيخ : أما أن تُبقي العبارة كما هي ، وتقول أنُّو فلان يقول كذا ؛ فأرى أن هذا فيه شيء من الضعف بالنسبة لعلمك .
السائل : نعم .
الشيخ : فأرى أن تعزم وأن تُجمِعَ أمرك وتفكِّر في مثل هذه القضايا ؛ بحيث يترجَّح صواب هذا الرأي وتتبنَّاه ، ثم إن شئت عَزَوْتَه إلى مَن سمعته منه ، كما نقول نحن لبعض إخواننا الذين يستفيدون من دروسنا بل ومن كتبنا .
السائل : نعم .
الشيخ : ومع ذلك فحينما يعرضون لِمَا استفادوه ما يظنُّ القارؤون لكتابهم إلا أنه من علمهم ، وسنقول لهم : يقول أهل العلم : من بركة العلم عزوُ كلِّ قول إلى قائله ؛ ولذلك فأنا أشكرك على هذا العزو ، لكن أحبُّ لك الأفضل .
السائل : نعم .
الشيخ : ولعله وضح لك ما هو الأفضل على الأقل في وجهة نظري ، واضح ؟
السائل : نعم واضح يا شيخ .
الشيخ : جزاك الله خير .
السائل : وحقيقةً إلى الآن أنا مقتنع بما ذكرت ، لكن بقيت نقطة أنني إن أبقيتها لأنني عندما أوجِّه الحديث إلى طلاب العلم وللعلماء ؛ لأنني لا أشعر أن هناك فرقًا كبيرًا أحيانًا ؛ لأن طالب العلم اليوم هو عالم في الغد إن شاء الله .
الشيخ : إن شاء الله .
السائل : فمن هذا الباب عندما أُبقيها ليأخذ ليبقى - أيضًا - فرض الكفاية على طلاب العلم ليستعدُّوا أن يكونوا علماء وهم يستعدون ، من هذا الباب فقط .
الشيخ : إي ، هذا صحيح ، لكن ما أرى هذا له علاقة بهذا ، على كل حال الرأي لك .
السائل : الله يبارك ، هذا من كرمكم يا شيخ .
الشيخ : وأنا ليس لي إلا التذكير فقط .
السائل : الله يبارك فيكم .
الشيخ : الله يحفظك .
السائل : سأضع - إن شاء الله - مقدِّمة - وقلت للشَّيخ وليد - مقدمة أبيِّن فيها توجيهاتكم وما توصَّلنا إليه ، وأضع المقدمة وأشير إلى بعض ... إن شاء الله .
الشيخ : جزاك الله خير ، وبارك فيك .
السائل : نعم .
الشيخ : هنا تقولون : " ومن هذا المنطلق وجدت أنَّ جهلنا بواقعنا سبب رئيس من أسباب مصيبتنا ، وأيقَنْتُ أن فقه الواقع علمٌ هَجَرَه الكثير من طلاب العلم وروَّاد الصحوة " ، أقول : في هذا الكلام مبالغة .
السائل : كم صفحة يا شيخ .
الشيخ : مبالغة شديدة .
السائل : ... الصفحة .
الشيخ : لا توصِّ حريص .
السائل : نعم .
الشيخ : أنا معك على الطريق ، فأقول : ربنا - عز وجل - حينما قال : (( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ )) ؛ يعني إذا قمتم بما افترض الله عليكم من الأحكام الشرعية نَصَرَكم الله على عدوِّكم ، أنا أعتقد أن السبب الرئيس على حدِّ تعبيرك ليس هو الجهل بالواقع من الكثيرين ، خاصَّة حينما تنسب ذلك إلى طلاب العلم ، السبب الرئيس هو جهل المسلمين بدينهم بارك الله فيك .
السائل : نعم .
الشيخ : ابتداءً من العقيدة إلى الفقه إلى السلوك ، هذا هو السبب الرئيس ؛ ولذلك فليس من الحكمة في شيء مطلقًا أن نعظِّم الحقير الصغير ، والعكس بالعكس تمامًا ؛ فنرفع من شأن هو من فروض الكفاية ، فنجعله سببًا رئيسيًّا إذا صح هذا التعبير بسبب ما أصاب المسلمين من ذلٍّ وهوان وسيطرة الكفار على القسم الأكبر من بلادهم ، وسيطرة الفساق الحكَّام على حكمهم ووإلى آخره ، وإنما هذا سبب من الأسباب ، سبب من الأسباب وليس سببًا جوهريًّا رئيسيًّا ، هذا - أيضًا - لعلك تلقي النظر .
أيضًا قلتم : " ثم ألقيتها في محاضرتنا " معتبر أنت المؤلف وأنت تذكر ما قبل هذا الكلام وما بعده ، فالحرُّ تكفيه الإشارة ، فحينما أنا أُسمِعُك قولك : " ثم ألقيتها في محاضرتنا " عم تعرف ماذا تعني بهذا الكلام ، فلستَ بحاجة إلى أن أُسمِعَك ما قبله وما بعده ؛ أليس كذلك ؟!
السائل : بلى بلى .
الشيخ : أحسنت ، أنا أقول - بارك الله فيك - : مثل هذه المسألة لا يجوز إثارتها في المحاضرات العامة ، وهذا - أيضًا - لعلك تفكِّر في هذا ، يعني مثل هذه البحوث يصلح بحثها مع طلاب العلم الأقوياء ، أما أن تُثار هذه القضية في محاضرات عامة فهذه أعتقد أنها من أسباب إيجاد البلبلة والقلقلة في نفوس الطلبة أنفسهم ، فضلًا عن العامة الذين تنتقل إليهم عدوى الخلاف بين طلبة وآخرين .
السائل : تسمح لي هنا ؟
الشيخ : تفضل .
السائل : يا شيخنا .
الشيخ : نعم .
السائل : أقول : إذا كان هذا الأمر اتَّفقنا على أنه فرض من فروض الكفاية .
الشيخ : نعم .
السائل : وقلنا أنه إذا قامَ به البعض سقط عن الباقين .
الشيخ : نعم .
السائل : وبعضهم من العلماء .
الشيخ : نعم نعم .
السائل : أقول : إذا كانت هذه القضية ، لو كانت هذه القضية مسلَّمة عند العلماء ، وعند طلاب العلم ، وعند العامة ؛ لكن نظرًا لجهل الناس بها أصلًا ، فهناك من أصلًا ينكر أنها فرض كفاية ، ومن لا يرى ذلك ، فبيانها وإيضاحها حتى من حقوق من حقِّ العامة ومن حقِّ طلاب العلم أيضًا أن أبيِّنَ لهم أن هذه القضية من فروض الكفاية .
الشيخ : ليست كذلك فيما أرى أنا ، ما دام اتفقنا أنها من فروض الكفاية ، فرض الكفاية لا يجب على عامَّة المسلمين يا أستاذ ، هذا يجب على خاصَّة الخاصَّة هذا النوع من العلم .
السائل : نعم .
الشيخ : لو كان هناك علم ماذا يسمَّى " فيسيولوجيا " .
السائل : نعم .
الشيخ : علم " فيسيولوجيا " علم ضروري ، لكن ما لنا والعامة نقعد نشغل بالهم بعلم اسمه " فيسيولوجيا " ، ونقعد نشرح لهم ونضع لهم أصول وقواعد وإلى آخره ، وهذا العلم إنما يجب على طائفة قليلة من عموم المسلمين ؟! فأعود وأقول : هذه المحاضرة تصلح بينَك وبينَ أمثالك من العلماء .
السائل : نعم .
الشيخ : وإذا اعتبرتَ هذا مبالغة مني .
السائل : نعم .
الشيخ : فأنا أقول : من طلاب العلم الأقوياء مثلك .
السائل : الله يبارك لك .
الشيخ : ممن لا يرون رأيَك هذا ، هذا يفيد معهم ، أما في محاضرة عامة أنا لا أزال عند رأيي ، على كل حال أرجو أن تعيد النظر .
السائل : أنا سأسألك سؤال آخر يا شيخ .
الشيخ : تفضل .
السائل : أنا علمت أنكم الآن علمت أنكم سُئِلتم سؤال عن فقه الواقع ، وأجبتم كما تذكَّرنا أمس في أشرطة ، وتحدَّثتم عن ذلك .
الشيخ : نعم .
السائل : وسيُكتب في ذلك رسالة أو كتاب .
الشيخ : نعم .
السائل : أليس هذا يُعتبر رسالة عامة ؟!
الشيخ : لا .
السائل : وانتشرت الأشرطة .
الشيخ : لا لا .
السائل : ولا أعني المقارنة بينكم وبيني وبيني وبينكم .
الشيخ : لا لا ، ولو قارنت .
السائل : نعم .
الشيخ : الجواب : لا ، والجواب على المثل العربي القديم : " قال الحائط للوتد : لِمَ تشقُّني ؟ قال : سَلْ مَن يدقُّني " .
السائل : نعم .
الشيخ : فأنت السبب ، أنت لما ألقيت هذه المحاضرة على عامة المسلمين ، ونَتَجَ من وراء ذلك أنا الآن يعني أزداد إيمانًا بظنِّي السابق ؛ نتجَ من وراء ذلك اختلاف بين الطلبة !
السائل : نعم .
الشيخ : باعترافك أنت قلت آنفًا ... .
السائل : نعم .
الشيخ : آ ، فلما أنت أثرت ... أمام الناس جميعًا فحينئذٍ غيرك ممَّن يوافقك في أصل الموضوع لا في تفصيله إن لم أقل تفاصيله ؛ فهو مكره أخاك لا بطل ، فهو مضطر الآن أن يعدِّل من موقف هذا الأخ في الغيب كان .
السائل : نعم .
الشيخ : ثم صار أخًا في ... والحمد لله .
السائل : الحمد لله .
الشيخ : فإذًا لا يستويان مثلًا ، فليس لك حجة في هذه المقابلة ، طيب .
السائل : جزاكم الله خير .
الشيخ : وإياك .
أنا عندي هنا تعليق سطر أو أقل من سطر ، قلت : " انظر فقه السيرة للغزالي ؛ فقد صحَّح الألباني هذا الحديث " . أقول : هذا خطأ في التخريج ، يجب أن يُقال : " انظر تخريج فقه السنة للغزالي ؛ فقد صحَّح الألباني هذا الحديث " .
السائل : نعم .
الشيخ : أما " انظر فقه السنة " ؛ لا ، " انظر تخريج فقه السنة " ؛ لأنُّو هناك .
سائل آخر : ... .
الشيخ : عفوًا ، " فقه السيرة " نعم ، فأنت قلت هنا : " انظر فقه السيرة للغزالي " .
السائل : نعم .
الشيخ : فلعله سقط إما من الطابع أو الكاتب .
السائل : لا ، من الكاتب .
الشيخ : يعني أيًّا كان .
السائل : نعم .
الشيخ : المهم الآن .
السائل : نعم .
الشيخ : هذا يُضاف كلمة تخريج .
السائل : نعم .
الشيخ : وجزاك الله ... .
السائل : هنا يا شيخنا .
الشيخ : نعم .
السائل : مادام يقول ما هو لو ، فهمت الفرق بدقَّة ، أنا أريد أن أفهم الفرق بدقَّة بين الأمرين .
الشيخ : آ ، الفرق .
السائل : ما الذي يترتَّب على الفرق بين الكلمتين ؟
الشيخ : أنا أذكر لك الفرق ، إذا قلت كما قلت .
السائل : نعم .
الشيخ : " انظر فقه السيرة للغزالي " أي : أنُّو هذا الحديث مذكور في فقه السيرة ، " وقد صحح الألباني هذا الحديث " لا يفهم القارئ أن هذا التصحيح هو معلَّق على " فقه السيرة " للغزالي ، بينما إذا ذكرت الواقع ، إي نعم ، " انظر تخريج فقه السيرة " فالذهن لأيِّ قارئ مهما كان ذكيًّا أو بليدًا أو مغفَّلًا أو إلى آخره ما يستطيع أن يفهم إلا الذي أنت أردْتَه في نفسك ، على العكس ممَّا هو الواقع الآن ؛ فلا أقلَّ من أن يتوقَّف قليلًا ويتساءل ؛ أين هذا التصحيح ؟ آ ، الذي يعرف أنُّو " فقه السيرة " للغزالي عليه تخريج الألباني ؛ إذًا المقصود تخريج الألباني .
السائل : فهمت بارك الله فيك .
الشيخ : وبارك فيك أيضًا .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 206
- توقيت الفهرسة : 00:40:30
- نسخة مدققة إملائيًّا