ردُّ دعوى ابن القيم أن إطلاق الركبتين على المفصلين الذين في المقدمة هي من باب التغليب ؛ لأنها مخالفة للنصوص . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ردُّ دعوى ابن القيم أن إطلاق الركبتين على المفصلين الذين في المقدمة هي من باب التغليب ؛ لأنها مخالفة للنصوص .
A-
A=
A+
الشيخ : هذا الآن يقع ابن القيم - رحمه الله - في مشكلة طالما تعلَّمنا منه إنكارها ؛ أنُّو شو الدافع لمثل هذا التأويل أن يقول : إن أُطلِق الركبة على مفصل مقدمة البعير ؛ فهذا من باب إيش ؟ التغليب ؟ إيش يعني من باب التغليب ؟ يعني لما كان الإنسان وفي الاستعمالات يُطلق الركبة في الرِّجْل ، فقيل : إن الركبة في الحيوان في المقدمة هذا من باب إيش ؟ التغليب ، ما فيه هنا تغليب ، دعوى مردودة عليه لغةً واستعمالًا عربيًّا ، وإلا فالتغليب يُقال - مثلًا - : الشمسان والقمران وعمران ونحو ذلك ، هذا هو التغليب ، أما اللغة تصرِّح أن ركبتَي البعير في مقدمتيه ، والاستعمالات والنصوص العربية كذلك ؛ فهذه دعوى مردودة ؛ لأنها أوَّلًا لا حجة فيها ، وثانيًا تخالف النصوص العربية التي ذكرناها .

يقول في الوجه الثالث : " أنه لو كان كما قالوها لَقال : فليبرك كما يبرك البعير " .

هذا طبعًا على حسب فهمه السابق يورد هذا القول أو هذا الاحتمال الذي كان ينبغي أن يكون ، الرسول ينهى عن بروك كبروك الجمل ؛ فكيف يقول : فليبرُكْ كما يبرك الجمل ؟ نحن نقول لابن القيم : نحن متَّفقون معك أن الرسول نهى عن بروك كبروك الجمل ؛ فكيف تقول : " فليقُلْ إذًا وليبرك كما يبرك الجمل " ؟! لا ، لكننا مختلفين كيف يبرك الجمل ؟ هو يقول : يبرك بهذا الهويِّ ؛ يعني يضع رأسه قبل إيش ؟ نصفه ؛ لا ، إنما هو يبرك بأن يضع ركبتيه قبل أيِّ شيء آخر من بدنه ، فأمَرَ الرسول - عليه السلام - بمخالفته ، فلو قال الرسول - عليه السلام - : " وليبرك كما يبرك البعير " ... المقصود أن لا يبرك الإنسان بروك البعير ؛ لأنُّو هو ذكر أحاديث فيها نهي المصلي عن أن يُشابه الحيوانات في الالتفات في النقر ، نقر الغراب ، كذلك في بروك الجمل ، لكن البحث ما هي حقيقة بروك الجمل ؟ وقد تبيَّنت هذه الحقيقة بإذن الله .

قال : " ولو كان كما قالوا لَقال : فليبرك كما يبرك البعير ، وإن أول ما يمسُّ الأرض من البعير يداه " .

شايفين ؟ أول ما يمس الأرض من البعير يداه ، خطأ ؛ لأنُّو هي ممسوس في الأرض دائمًا يديه ، وإنما الركبتان .

" وسرُّ المسألة أن مَن تأمَّل بروك البعير ، وعَلِمَ أنه نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن بروك كبروك البعير ؛ عَلِمَ أن حديث وائل بن حجر هو الصواب ، والله أعلم " .

إذًا خلاصة القول أن ابن القيم - رحمه الله - ما هو مُتصَوِّر أبدًا صحة أو واقعية بروك البعير ؛ بدليل أنُّو أول ما يقع إنما هو يداه ، ويداه كرجليه واقعتان دائمًا وأبدًا ، وإنما الصواب يقع أول ما يقع من بدنه الركبتان اللَّتان في مقدمتيه ، هذا جوابه عن حديث المُعارض لحديث وائل بن حجر ، وقد عرفتم ضعفَه .

مواضيع متعلقة