بيان أن كتب اللغة تنصُّ على أن ركبتي البعير في مقدِّمتيه ، وكذلك في السيرة يوجد ما يدل على ذلك في قصة ملاحقة سراقة للنبي - صلى الله عليه وسلم - في هجرته . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان أن كتب اللغة تنصُّ على أن ركبتي البعير في مقدِّمتيه ، وكذلك في السيرة يوجد ما يدل على ذلك في قصة ملاحقة سراقة للنبي - صلى الله عليه وسلم - في هجرته .
A-
A=
A+
الشيخ : وهذا كلام مردود ما فيه حاجة بقى كل إنسان منكم يستطيع أن يطالع كتب اللغة مادة : " ركب " ، فسيأتي مشتقات الركبة ، فستجدون هناك التنصيص بأن الركبة في البعير في مقدِّمتيه ، وكذلك كلُّ ذوات الأربع رُكَبُها في مقدمتيها . هذا نصُّ كتب اللغة ، هاللي يقول ابن القيم - رحمه الله وعفا الله عنَّا وعنه - بأن هذا المعنى - أي : كون ركبتي البعير في مقدمتيه - لا تعرفه اللغة العربية ، هذا وهْم من أوهامه ، ثم عندنا نحن استعمالات عربية في كتب السنة الصحيحة تردُّ - أيضًا - على ابن القيم ليس فقط من حيث الاعتماد على كتب اللغة بل كتب الحديث والسيرة ، فمثلًا في قصة هجرة الرسول - صلوات الله وسلامه عليه - من المدينة إلى مكة وملاحقة سراقة ابن مالك له - عليه السلام - على فرسه ؛ حتى لما اقتربَ سراقة منهما يقول في " صحيح البخاري " : " فغاصت مقدمتا الفرس إلى ركبتَيها " ، هذا حديث في " صحيح البخاري " ، وحديث " صحيح البخاري " كفى حجَّة ليس في الشريعة فقط ، بل وفي اللغة العربية ؛ فهذا نصٌّ من استعمالات رواة الحديث يعني من الصحابة والتابعي ومن بعده على أنهم كانوا يفهمون بسليقتهم العربية أن ركبتَي الفرس في مقدمتيها ؛ لذلك قال : " غاصت مقدِّمتا الفرس إلى ركبتيها " .

هذا استعمال ، لكن قد يُقال : إن ابن القيم - رحمه الله - ما استحضر هذا الحديث حينما قال ما قال ؛ أن اللغة لا تعرف أن ركبتي البعير في مقدمتيه ، لكن نجد في نفس ما كتبه هو حجة عليه ، ولعلي أستحضره الآن بسرعة ، اسمعوا ما يقول في آخر الصفحة الثالثة يقول : " وأما الآثار المحفوظة عن الصحابة فالمحفوظ - ومعنى المحفوظ يعني الثابت في الصحيح - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه كان يضع ركبتيه قبل يديه ، ذكرَه عنه عبد الرزاق وابن المنذر وغيرهما ، وهو المروي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - ، ذكره الطحاوي عن سهل عن عمر بن حفص عن أبيه عن الأعمش عن إبراهيم عن أصحاب عبد الله علقمة والأسود قال : حفظنا - هنا انتبهوا - حفظنا عن عمر في صلاته أنه خرَّ بعد ركوعه على ركبتيه كما يخرُّ البعير " ، هذا نصُّ ابن القيم نفسه يقوله : " خرَّ على ركبتيه كما يخرُّ البعير " ؛ إذًا كيف يخرُّ البعير ؟ على ركبتيه ، هو يقول هناك بأن هذا استعمال غير معروف في اللغة العربية .

فإذًا صار عندنا نصَّان حتى الآن غير المنصوص عليه في كتب اللغة ؛ أن ركبتَي البعير في مقدمتيه ، صار عندنا نصَّان ، نص أورَدَه هو ، وهو حجة عليه ، هو أورده لأجل أن يُثبت أن عمر بن الخطاب كان يبرك على ركبتيه ، كان يسجد على ركبتيه ، وما لاحظ - رحمه الله - - وهذا طبيعة الإنسان اللي ما كُتِبَت له العصمة - أنُّو في نفس الرواية هذي هاللي عم يحتج بها لمذهبه من ناحية ما انتبه أنُّو من ناحية أخرى يهدم ما قال بأن اللغة لا تعرف أن البعير يخرُّ على ركبتيه ؛ أي : على مقدمتيه ؛ على ركبتيه اللَّتين في مقدمتيه .

فإذًا دعواه فيما يتعلق أنه اللغة لا تعرف مردودة بوجوه كثيرة وكثيرة جدًّا .

قال : " وإنما الركبة في الرجلين " . هو بقى عم يعمل قياسات ، الرجلين بالنسبة للإنسان ، أما في الحيوان لا . " وإن أُطلِقَ على اللتين في يديه اسم الركبة فعلى سبيل التغليب " .

مواضيع متعلقة