السائل : يزعم بعض الإخوان السلفيين أن لا عمل سياسيًّا في الإسلام ، ويتهمون كل من قام بعمل سياسي ما بالابتداع والخروج عن منهج السلف ، بل وينسب هذا البعض القول بهذا الذي ذكرناه إلى فضيلتكم ، فالرجاء منكم توضيح هذه النقطة بشيءٍ من التفصيل والتحليل ، وجزاكم الله خيرًا ؟

الشيخ : سبق الجواب عن هذا !

السائل : لكن السؤال الرابع كان عن رسالة الشَّيخ " عبد الرحمن عبد الخالق " .

الشيخ : يعني السؤال هذا سبق الجواب عن رسالة الشَّيخ عبد الرحمن ؛ يعني نحن بإيجاز لا ننكر العمل السياسي ، ونقول : لا بد منه ، ولكن لا بد قبل كل ذلك الاستعداد له ، وقد تكلَّمنا بهذا صراحةً ، وذكرنا بكلمة كنت قلتها للمخابرات في سوريا ؛ في سوريا نحن كنا بفضل الله - عز وجل - ليس بقوَّتنا وليس بجهدنا وإنما بفضله - تعالى - ورحمته ؛ كنا ماضين في كل العهود بإلقاء الدروس ؛ ولو أنها في بعض الدور ، لكن المخابرات دائمًا كانت لا تُريحنا ، كل كم شهر كل كم سنة يبعتوا وراءنا ، فدُعيت مرَّة إلى المخابرات واستجوَبوني واستنطَقوني طويلًا كما هي عادتهم ، فالمهم أن القصة بعد أن حقَّقوا ودقَّقوا وما وجدوا مأخذًا سياسيًّا ختم الموضوع بأنُّو انصرِفْ واستمرّ في دروسك ، لكن مع السياسة لا تقرِّب . قلت له : أنا قلت لك مسبقًا أنَّا نحن الآن عملنا في تصحيح المفاهيم الإسلامية خاصَّة ما يتعلق منها بالعقيدة ، وأننا لا نعمل العمل السياسي ، ذكرت لك في أثناء البحث التحقيق ، لكن الآن أعود فأقول لك شيئًا : نحن حينما نقول : لا للعمل في السياسة أرجو أن لا تفهموا أننا ننكر العمل السياسي ، وإنما نحن نعتقد نحن الآن أننا في دعوتنا للمسلمين الذين انحرفوا عن الإسلام في كثير من جوانبه وانصرفنا نحن بسبب إقبالنا على هذا النوع من الدعوة لا لأنَّ العمل السياسي ننكره ، بل نعتقد الآن أن من السياسة ترك السياسة . فتبسَّم الرجل ضاحكًا وقال : مع السلامة . يعني من السياسة ترك السياسة في هذا الزمان ؛ لأن المسلمين بعيدين كل البعد عن أصول الشريعة الإسلامية .

... نعم .

" والعمر عن تحصيله قصير *** - فإيه - فقدِّم الأهمَّ منه فالأهمَّ " .

هكذا ؟

سائل آخر : إي نعم .