السائل : الحقيقة أولا فيه سلام لك من الشباب الليبيين جملة و تفصيلا .

الشيخ : عليك و عليهم السلام .

السائل : إن لم يكن لسان حالهم فلسان قالهم .

الشيخ : و رحمة الله و بركاته .

السائل : يعلم الله سبحانه و تعالى أننا نحبّك جملة و تفصيلا أيضا .

الشيخ : الله يبارك فيك .

السائل : شيخ فيه جلس معك أحد إخواننا من فترة و تكلّم يعني و دندن حول الأوضاع في ليبيا هناك و كنت أفتيت الشباب بالهجرة من ليبيا يعني في ظنّي أن الصورة لم تصل إليك كما هي مما بنيت عليه فتوتك هذه الفتوى الآن شيخ أكاد أقول أنها خلقت فتنة يعني الشباب أصبح في حيرة كل من هو ملتزم و لو التزاما بسيطا أصبح يعني حقيبته و ينطلق يهاجر !

الشيخ : و ما هو الصواب أن تكون الفتوى ؟

السائل : لا , هي فتوتك على ما شرح إليك موضحا أننا لا نطعن في علمك و إلا ما جئناك !

الشيخ : على ما شرح لي ما هو الصواب أن تكون الفتوى ؟

السائل : على ما شرح لك فتوتك صواب , فأنت أعلم لأ أنا أريد أن أوضّح لك نقاط !

الشيخ : ما أظن راح تغير الفتوى ... أنا أقول لك سلفا فوضّح ما شئت أن توضّح .

السائل : نعم .

الشيخ : نعم , ما هو الذي كان لم يوضّح لي و أنت تريد أن توضّحه ؟

السائل : الصورة التي وصلت إليك أنه هناك الشباب ... .

الشيخ : دعك دعك و الصورة أنت خلي كلامك إيجابي دعك و السلبيات , احك الآن الصورة الصحيحة و التي تستلزم تغيير الفتوى !

السائل : لا أقول تستلزم و لكن يعني... .

الشيخ : يا أخي إذا كانت الصورة غير صحيحة في واقعها و قدّمت إليّ غير صحيحة و كان جوابي بناء على ما قُدِّم تقول أنت جوابا صحيحا طيب فإذا غيرت الصورة بيتم الجواب ؟

السائل : لعلها تتغير الفتوى !

الشيخ : إذا غيرت الصورة يبقى الجواب هو هو ؟ و إلا يتغير ؟

السائل : يتغير .

الشيخ : هذا هو الذي أقول أنا و لذلك أنت الآن اذكر الصورة الواقعية نشوف فيه مجال لتغيير الفتوى لأن الفتوى تتغير و الأحكام تتغير بتغير الزمان و المكان هذا معروف عند الفقهاء و بالمناسبة حتى لا تُفهم هذه الكلمة خطأ نحن لا نعني أن الأحكام المنصوص عليها في الكتاب و السنة تتغير بتغير الزمان و المكان ؟ لا و إنما بسبب تغير أحوال هذه الأحكام و يتغير الجواب تماما فهات أنت الآن ما هي الصورة الواقعية و قل لي ما هو الفتوى بالنسبة لهذه الصورة الواقعية .

السائل : نعم , هناك عندنا الحقيقة يوجد اضطهاد كبير جدا للشباب المسلم .

الشيخ : يوجد إيش ؟

السائل : اضطهاد .

الشيخ : اضطهاد نعم .

السائل : و تضييق يعني هذا لا يشك فيه أحد لكن بالمقابل مسألة خروج الشباب من ليبيا , الآن بإمكان هذا الشاب المسلم أو هذا موجود قبلا الصلوات الخمس في المسجد و أن يلبس الزي الإسلامي و أن يتردد و خاصة دور التحفيظ القرآن الكريم تعجّ بالشباب يعني بفضل الله سبحانه و تعالى و الشباب يتّجه اتّجاه غير عادي لحفظ القرآن حتى إن عددا كبيرا منهم الآن بفضل الله سبحانه و تعالى حفظوا أو كادوا أن يكونوا من حفظة كتاب الله سبحانه و تعالى يعني في مثل هذه الظروف يعني بالمقابل هناك عليهم تضييق , التضييق شيخنا ينحصر على الشباب المتحرّك أو الشباب الذي له حركة من دعوة من توزيع كتب من توزيع أشرطة من إلقاء دروس فهؤلاء فعلا عليهم مثل ما يقال تحت المنظار و عادة يعني يلقى على مثلهم القبض كل من يعلم أن له حركة يقبض عليه و يوضع في السّجون لكن بإمكان في ليبيا بإمكان الشاب المسلم أن يصلي صلواته مثل ما ذكرت و أن يتحصّل على كتب حتى إنها بكثرة لا توصف الكتب و الأشرطة متوفّرة عندنا بفضل الله سبحانه و تعالى ذلك لعدم وجود الحدود و البوابات مما سهل , السّؤال هنا فهل الشاب الذي يتسنى له أو يتمكّن من المحافظة على صّلواته ربما يحتاج إلى التنقل إلى المسجد و المحافظة على لبسه الشرعي و إن كان عندنا خاصة في زينا تسمى البدلة العربية يعني بإمكان الشاب أن يلبسها و هي زي شرعي مستور يستر العورة و لا يظهر منها شيئا يختفي في العامة يعني لا يكون له مظهر مميز بإمكانه أن يحافظ على دينه و أن يدعو في أهله دون أن يصل إليه ضرر يعني فهل مثل هذه الصورة الأخيرة يجب عليه الخروج من ليبيا ؟

الشيخ : أنت الآن تقول أن الصورة عرضت على غير حقيقتها , أنت الآن تعرض علي صورة بل صورا صحيح أو لا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب , إذن كل صورة لها جوابها طيب فأنا أقول لك الآن بالنسبة لسؤالك الأول وهو هل كل شاب يجب عليه الهجرة ؟ نحن ما نقول كل شاب يجب عليه الهجرة لأننا ما نقول كل مسلم يجب عليه الحج و أنت تدرك ماذا أعني بهذا الكلام ؟

السائل : نعم شيخ .

الشيخ : طيب فأنا إذا قلت كل شاب يجب عليه الهجرة معقول أن أكون أنا قلت هذا الكلام ؟ فأنت كان عليك أن تستحضر السؤال و الجواب لتعلم أن لكل سؤال جوابا , فالآن أنت ذكرت صورتين الشاب الداعية إذا صح التعبير هو الملاحق و هو المضطهد أما الناس العاديين الذين يذهبون إلى المساجد و يصلون و لا يدعون و لا يتظاهرون بمحاربة الحكم الجائر الكافر فهؤلاء لا ضغط عليهم و لا اضطهاد أليس هكذا قلت ؟

السائل : ليس بالمعنى , لا أقصد بالوصف الثاني للشباب العوام بل شباب ملتزم تجدهم مثلا يترددون على زوايا لتحفيظ القرآن و يترددون على المساجد و يصلون الصلاة التي توافق السّنّة و يحملون فكر سلفي و عقيدة سلفية و يدعون لكن ليس عليهم مثلا ظهور واضح يعني مثلا أنا أوضح الصورة أنا أنا أتحرك أتحصل على بعض الكتب أعطيها لمن أثق به أو أتكلم في البيوت دون أن يكون لي ظهور يعني مثل هذا لا يتفطّن إليه يعني أو ليس يشكل عليهم خطر كبير في نظرهم لأنهم لم ينتبهوا لحقيقته فهو مثلا الذي يرونه يلبس القميص الأبيض و يغطي رأسه مثلا و يكون إزاره واضح هكذا مظهره مميز فهذا يلاحظ يعني و خاصة إذا ظهر منه كلام أو دروس أو يحمل كتبا في يديه أما إذا حاول أن يستخدم الحكمة لا يترك الدعوة , بعضهم يدعو وهذه حقيقة عاشرت منهم كثيرا يدعو و له دور فعال و إذا جلست أو مر أمامك في الطريق لا تتفطن له في المجالس العامة ... !

الشيخ : على كل حال يا أستاذ الحديث في وصف الواقع يختلف من شخص إلى شخص بل من شخص واحد في وضع عن وضع آخر يختلف الوصف فلذلك أنا قلت لك كان ينبغي أن تستحضر صفة السؤال و صفة الجواب فإذا كان السؤال واقعا و الجواب على هذا السؤال فلا غبار على السّؤال و على الجواب لأن لكل سؤال جواب لذلك كلما طورت السؤال فبطبيعة الحال يتطور الجواب و لا يجمد لأن العلم لا يقبل الجمود .