كثير من البلدان لا تطبق الشريعة وفيها الزنا والقتل فماذا يفعل من أراد أن يتوب إلى الله ؟ هل يخرج إلى بلد آخر يطبق الحدود الشرعية .؟ وكلام الشيخ على حديث الذي قتل تسعة وتسعين نفساً .
A-
A=
A+
السائل : بالنسبة لكثير من البلدان لا تطبق الشريعة الإسلامية ، وهناك من الزناة ومن القتلة من يقتلون ومن يزنون ضمن الزناة من يكون ثيب فما حكمه إذا أراد أن يتوب إلى الله عز وجل ، هل يخرج من بلده ، التي لا تطبق الإسلام ، إلى دولة ما تطبق الإسلام ، فيعترف لأولي الأمر هناك فيطبقون عليه الحد ؟
الشيخ : سؤال له شعبتان :
الأولى : هل يخرج ، والأخرى : هل يسلم نفسه للقضاء الشرعي ، أما ما يتعلق بالشعبة الأولى فنقول : يخرج ويجب أن يخرج إن وجد مخرجًا ؛ لأنه - مع الأسف - اليوم أصبح الوضع في المجتمعات وفي الحكومات الإسلامية ، يكاد المسلم لا يتمكن بسبب النظم القائمة فيها ، من الفرار بدينه والخروج بنفسه من البلد الفاسد أهلها فإن وجد مخرجًا وجب أن يفعل ذلك ؛ لأنه هذا هو السبيل ليخلص المسلم نفسه من أن يتورط بالوقوع في بعض المعاصي أو الفواحش ، وقد جاء في ذلك حديث رائع جدًا ، أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا فأراد أن يتوب فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدل على راهبٍ ) أي على جاهلٍ لا علم عنده لكنه متعبد ، وهذه مصيبة عامة الناس ، بسبب الغفلة والجهالة المسيطرة على عامة الناس يتوهمون أن الصلاح ملازم للعلم ، كما أن ناسًا آخرين يتوهمون أن العلم ملازم للعمل الصالح ، وكلاهما قد وقد ، قد يجتمعان وقد يفترقان ، يعني قد يكون الرجل عالم وصالح ، أو العكس لفظيًا قد يكون صالحًا وعالمًا أيضًا ، وهذا كما كان يقولون قديمًا نادر وأعز من الكبريت الأحمر ، أنه يكون الإنسان عالم وعامل بعلمه ؛ لأن العلم اليوم أصبح مهنة وأصبح تجارة وأصبح وظيفة يعتاش به صاحبه ، بينما ينبغي أن يكون العلم خالصًا لوجه الله تبارك وتعالى ، وعلى العكس من ذلك نجد جماهير الصالحين يتقربون إلى الله ، ويتعبدون الله تبارك وتعالى بالجهل وليس بالعلم ، فهذا الجاني على نفسه الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا لما أراد أن يتوب إلى الله ، وأن يرجع إليه سأل سؤالًا صحيحًا عن أعلم أهل الأرض ، كان جوابه خطأ ، دل على عابدٍ ، على راهب أي جاهل ، ( فأتاه ، قال له : إني قتلت تسعة وتسعين نفسًا ، فهل لي من توبة ؟ قال : قتلت تسعةً وتسعين نفسًا وتطمع في التوبة ؟ ! لا توبة لك ، فقطع رأسه ) من أجل تكملة العدد على المائة بالكامل ، لكن الرجل يبدو من سيرته التي قصها علينا نبينا - صلوات الله وسلامه عليه - أنه كان مخلصًا وجادًا في معرفته لطريقة توبته ، ورجوعه إلى ربه فاستمر يسأل واستمر يسأل ، حتى دُلّ على عالم ( فأتاه ، وقال : إني قتلت مائة نفس بغير حق ، فهل لي من توبة ؟ قال : ومن يحول بينك وبين التوبة ) وهنا الشاهد : ( ولكنك بأرض سوء ) ، ( ولكنك بأرض سوء فاخرج منها فعزم وخرج ) كان من تمام نصيحة العالم حقًا لما قال له ولكنك بأرض سوء فاخرج منها ، قال واذهب إلى القرية الفلانية الصالح أهلها ، فخرج يمشي إلى القرية الصالحة ، ( في منتصف الطريق جاءه ملك الموت أو جاءه الموت ، فتنازعته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، كل يدعي أنه أولى من الآخر بقبض روحه ) ملائكة الرحمة نظرا للخاتمة التي أقدم عليها ، وملائكة العذاب نظرا لحياته كلها ومن شؤمها أنه قتل مائة نفسًا، فأرسل الله تبارك وتعالى إليهم حكمًا ، قال لهم: ( قيسوا ما بين المكان الذي مات فيه ، وما بينه وبين كل من القريتين التي خرج منها والتي قصد إليها ، فوجدوه أقرب إلى هذه من تلك بمقدار ميل الإنسان في مشيته وتولته ملائكة الرحمة ) الشاهد هذا الحديث مما يحسن أن يفسر به مثل قوله تبارك وتعالى : (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )) هذه عبرة نأخذ منها درس وعظه هي أن الرجل إذا كان يعيش في بلد أهلها فاسقون ظالمون ، أو على الأقل من ذلك ، كان يعيش في قرية أو في محلة صغيرة يغلب على أهلها الشر والفساد فعليه أن ينجو بنفسه وأن يغير البيئة التي يعيش فيها ؛ لأن الحديث السابق وأحاديث أخرى مثله كلها تدل مجتمعة على أن البيئة لها تأثير في النفوس ، إن كانت صالحة ، فصلاحًا وإن كانت فاسدة ، ففسادًا لذلك حكى لنا الرسول عليه السلام ، هذه النصيحة التي وجهها ذلك العالم حقًا إلى ذلك المجرم ، قال: ( إنك بأرض سوء ) فاخرج منها ، فنحن نأخذ من هذه القصة عبرة أن المسلم يجب أن لا يعيش في مجتمع سوء في مجتمع فاسد بل عليه أن يختار المجتمع الصالح قد أكد الرسول عليه الصلاة والسلام هذا المعنى المأخوذ من ذاك الحديث في أحاديث أخرى كثيرة منها ، قوله عليه الصلاة والسلام : ( مثل الجليس الصالح ، كمثل بائع المسك ، إما أن يحذيك ) يعطيك مجانًا ، ( وإما أن تشتري منه وإما أن تشم منه رائحة طيبة ، ومثل الجليس السوء كمثل الحداد ، إما أن يحرق ثيابك وإما أن تشم منه رائحة كريهة )
الشيخ : سؤال له شعبتان :
الأولى : هل يخرج ، والأخرى : هل يسلم نفسه للقضاء الشرعي ، أما ما يتعلق بالشعبة الأولى فنقول : يخرج ويجب أن يخرج إن وجد مخرجًا ؛ لأنه - مع الأسف - اليوم أصبح الوضع في المجتمعات وفي الحكومات الإسلامية ، يكاد المسلم لا يتمكن بسبب النظم القائمة فيها ، من الفرار بدينه والخروج بنفسه من البلد الفاسد أهلها فإن وجد مخرجًا وجب أن يفعل ذلك ؛ لأنه هذا هو السبيل ليخلص المسلم نفسه من أن يتورط بالوقوع في بعض المعاصي أو الفواحش ، وقد جاء في ذلك حديث رائع جدًا ، أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا فأراد أن يتوب فسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدل على راهبٍ ) أي على جاهلٍ لا علم عنده لكنه متعبد ، وهذه مصيبة عامة الناس ، بسبب الغفلة والجهالة المسيطرة على عامة الناس يتوهمون أن الصلاح ملازم للعلم ، كما أن ناسًا آخرين يتوهمون أن العلم ملازم للعمل الصالح ، وكلاهما قد وقد ، قد يجتمعان وقد يفترقان ، يعني قد يكون الرجل عالم وصالح ، أو العكس لفظيًا قد يكون صالحًا وعالمًا أيضًا ، وهذا كما كان يقولون قديمًا نادر وأعز من الكبريت الأحمر ، أنه يكون الإنسان عالم وعامل بعلمه ؛ لأن العلم اليوم أصبح مهنة وأصبح تجارة وأصبح وظيفة يعتاش به صاحبه ، بينما ينبغي أن يكون العلم خالصًا لوجه الله تبارك وتعالى ، وعلى العكس من ذلك نجد جماهير الصالحين يتقربون إلى الله ، ويتعبدون الله تبارك وتعالى بالجهل وليس بالعلم ، فهذا الجاني على نفسه الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا لما أراد أن يتوب إلى الله ، وأن يرجع إليه سأل سؤالًا صحيحًا عن أعلم أهل الأرض ، كان جوابه خطأ ، دل على عابدٍ ، على راهب أي جاهل ، ( فأتاه ، قال له : إني قتلت تسعة وتسعين نفسًا ، فهل لي من توبة ؟ قال : قتلت تسعةً وتسعين نفسًا وتطمع في التوبة ؟ ! لا توبة لك ، فقطع رأسه ) من أجل تكملة العدد على المائة بالكامل ، لكن الرجل يبدو من سيرته التي قصها علينا نبينا - صلوات الله وسلامه عليه - أنه كان مخلصًا وجادًا في معرفته لطريقة توبته ، ورجوعه إلى ربه فاستمر يسأل واستمر يسأل ، حتى دُلّ على عالم ( فأتاه ، وقال : إني قتلت مائة نفس بغير حق ، فهل لي من توبة ؟ قال : ومن يحول بينك وبين التوبة ) وهنا الشاهد : ( ولكنك بأرض سوء ) ، ( ولكنك بأرض سوء فاخرج منها فعزم وخرج ) كان من تمام نصيحة العالم حقًا لما قال له ولكنك بأرض سوء فاخرج منها ، قال واذهب إلى القرية الفلانية الصالح أهلها ، فخرج يمشي إلى القرية الصالحة ، ( في منتصف الطريق جاءه ملك الموت أو جاءه الموت ، فتنازعته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، كل يدعي أنه أولى من الآخر بقبض روحه ) ملائكة الرحمة نظرا للخاتمة التي أقدم عليها ، وملائكة العذاب نظرا لحياته كلها ومن شؤمها أنه قتل مائة نفسًا، فأرسل الله تبارك وتعالى إليهم حكمًا ، قال لهم: ( قيسوا ما بين المكان الذي مات فيه ، وما بينه وبين كل من القريتين التي خرج منها والتي قصد إليها ، فوجدوه أقرب إلى هذه من تلك بمقدار ميل الإنسان في مشيته وتولته ملائكة الرحمة ) الشاهد هذا الحديث مما يحسن أن يفسر به مثل قوله تبارك وتعالى : (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )) هذه عبرة نأخذ منها درس وعظه هي أن الرجل إذا كان يعيش في بلد أهلها فاسقون ظالمون ، أو على الأقل من ذلك ، كان يعيش في قرية أو في محلة صغيرة يغلب على أهلها الشر والفساد فعليه أن ينجو بنفسه وأن يغير البيئة التي يعيش فيها ؛ لأن الحديث السابق وأحاديث أخرى مثله كلها تدل مجتمعة على أن البيئة لها تأثير في النفوس ، إن كانت صالحة ، فصلاحًا وإن كانت فاسدة ، ففسادًا لذلك حكى لنا الرسول عليه السلام ، هذه النصيحة التي وجهها ذلك العالم حقًا إلى ذلك المجرم ، قال: ( إنك بأرض سوء ) فاخرج منها ، فنحن نأخذ من هذه القصة عبرة أن المسلم يجب أن لا يعيش في مجتمع سوء في مجتمع فاسد بل عليه أن يختار المجتمع الصالح قد أكد الرسول عليه الصلاة والسلام هذا المعنى المأخوذ من ذاك الحديث في أحاديث أخرى كثيرة منها ، قوله عليه الصلاة والسلام : ( مثل الجليس الصالح ، كمثل بائع المسك ، إما أن يحذيك ) يعطيك مجانًا ، ( وإما أن تشتري منه وإما أن تشم منه رائحة طيبة ، ومثل الجليس السوء كمثل الحداد ، إما أن يحرق ثيابك وإما أن تشم منه رائحة كريهة )
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 201
- توقيت الفهرسة : 00:37:43
- نسخة مدققة إملائيًّا