كيف تكون طبيعة العلاقة بين الدول الإسلامية وكل من الدول النصرانية واليهودية والشيوعية ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف تكون طبيعة العلاقة بين الدول الإسلامية وكل من الدول النصرانية واليهودية والشيوعية ؟
A-
A=
A+
السائل : كيف تكون طبيعة العلاقة بين الدولة الإسلامية وكل من الدول النصرانية واليهودية والشيوعية ؟

الشيخ : طبعًا أنت تشعر معي أن هذا السؤال كما يقال في هذا الزمان غير ذي موضوع ؛ أكذلك ؟

السائل : غير واقعي عملي ، على اعتبار أنه ... .

الشيخ : يعني كأنك ، كأنك تسأل عمَّا ينبغي أن يكون واقع المسلمين أو الدولة الإسلامية فيما سيأتي من الزمان وعسى أن يكون قريبًا ، هكذا يعني ؟

السائل : نعم ، هذا اللي في ذهني ، نعم .

الشيخ : هذا الذي عنيته أنا ، أنك تبحث عن مسألة ما هي واقعية اليوم .

الإسلام وضع قواعد ومبادئ على المسلمين أن يلتزموها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلًا ، قبل كل شيء قال - تعالى - : (( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )) ؛ فلا يجوز للمسلمين أن يجبروا فردًا أو شعبًا أو أمة على الإسلام ، هذا نصُّ القرآن الكريم ، ولكن هذا لا يعني أن يتقاعس المسلمون عن القيام بواجب الدعوة إلى دينهم وإلى إسلامهم ، بل عليهم أن يدعو إلى الإسلام ، (( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )) ، على ذلك لمَّا كانت الدعوة هذه واجبة قال - عليه الصلاة والسلام - : ( أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، فإذا قالوها فقد عصموا منِّي دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله ) .

هذا الحديث يبيِّن الغاية من بعثة الرسول - عليه السلام - كبعثة الرُّسل الكرام من قبله في قديم الزمان ، وهي دعوة الناس جميعًا إلى أن يعبدوا الله وحدَه لا شريك له ، وكأمر طبيعي أن الدَّعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له لا شكَّ ولا ريب أنها ستجد مقاومة من كلِّ الملل والشعوب التي لا تدين بدعوة الحقِّ من اليهود أو النصارى أو البوذيين أو الملاحدة أو الشيوعيين أو أمثالهم ، وحينَ ذاك فلا بدَّ من استعمال القوَّة بالنسبة لِمَن يقف أمام الدعوة لا بالنسبة لِمَن يمتنع أن يدخل في الإسلام بخاطره وبطيب نفسه .

(( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )) ، وإنما الإسلام لا بد له من أن يقوم بواجب دعوته للأمم الأخرى ؛ أي : إن الإسلام لا يرضى لدينه أن يتقوقع في مكان معيَّن من هذه الأرض الفسيحة ، وإنما هو يحاول بكلِّ وسيلة شرعية أن ينقل دعوة الإسلام إلى أقصى بلاد الله - عز وجل - ؛ لأن هذا هو الغاية من إرسال الرسل وإنزال الكتب ، فإذا ما وقفَ ناس أو شعب أو أمَّة أمام هذه الدعوة فلا بد من قتالهم ، وحينما يقوم القتال بين المسلمين وبين الكافرين أي نوع كان كفرهم حينَ ذاك يأتي حكم ثالث : ( أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، فإذا قالوها فقد عصموا منِّي دماءهم وأموالهم وحسابهم على الله ) . القتال ، ثم الإسلام .

في شيء ثالث ؛ قال - عليه السلام - كما في حديث بريدة في " صحيح مسلم " وغيره أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان إذا جهَّزَ جيشًا وأمَّر عليهم أميرًا أوصاه ، وكان من وصيَّته له : إذا لقيت المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث ، إما الإسلام ، وإما الجزية عن يدٍ وهم صاغرون ، وإما القتال . هذا هو موقف الدولة المسلمة من كلِّ الشعوب والأمم والحكومات .

أول شيء فواجب هذه الدولة أن تدعو أقرب الناس إلى حدودها أن يدخلوا في دين الله أفواجًا ، فإن امتنعوا لا بد من أن يتقدَّم الجيش المسلم لنقل الدعوة من أرض الإسلام إلى أرض الكفر ، تلك الأرض التي أبى أهلُها أن يدخلوا في دين الإسلام أفواجًا ، فإذا ما مكَّن الله - عز وجل - للمسلمين في أرض الكفر حينئذٍ هؤلاء يُخيَّرون بين أن يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون وبين أن يدخلوا في الإسلام أفواجًا ؛ فمَن دخل في الإسلام جاء قوله - عليه السلام - : ( فلَه ما لنا ، وعليه ما علينا ) ، فإذا أصرُّوا لا إسلام ولا جزية قُوتلوا حتى تُستأصل شأفتهم ؛ لأنه .

نعم ؟

السائل : ... .

الشيخ : ماشي ، قُوتلوا حتى تُستأصل شأفتهم ؛ لأنه ما يجوز أن يبقى في طريق المسلمين ناس يعارضون الإسلام ولا يخضعون لأحكامه ولو خضوعًا ظاهريًّا ؛ لأنه لمَّا قال - تعالى - : (( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )) معناه هذا يهودي يبقى على يهوديته ، هذا نصراني يبقى على نصرانيته ، لكنه لا يقف حجر عثرة في طريق الدعوة أبدًا ، وليس له من الحقوق خلاف ما يُكتب في كثير من الكتابات اليوم باسم الإسلام ، وليس لهؤلاء الذِّمِّيِّين من الحقوق بعد أن رضوا أن يعيشوا تحت راية الإسلام وتحت حكم الإسلام ؛ ليس لهم الحقوق التي للمسلمين ؛ لأن رب العالمين يقول : (( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ )) . أما الحديث المشهور الذي مع الأسف صدر من بعض الكُتَّاب قديمًا وحديثًا أنُّو أهل الذِّمَّة لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، هذا أوَّلًا : حديث من حيث الرواية لا أصل له ، ومن حيث الدراية باطل ؛ لأنه يخالف أحكام الشريعة ، وحسبك في ذلك الآية السابقة : (( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ )) .

لعلي أعطيت جوابك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ؛ غيره ؟

السائل : ... .

الشيخ : وعليكم السلام .

السائل : العام هذا حجيت أنا .

الشيخ : ارفع صوتك .

مواضيع متعلقة