ما قولكم في فتوى جواز دخول قوات المختلفة الجنسية للدفاع عن السعودية .؟
A-
A=
A+
السائل : بسم الله و الحمد لله و الصّلاة و السّلام على رسول الله , يا شيخ ما رأيك بصحّة الفتوى الّتي يقولون أنّه يجوز دخول القوّات المتعدّدة الجنسيّات لحماية السّعوديّة من عدوان صدّام العراقي ؟
الشيخ : نحن تكلّمنا في هذه المسألة كثيرا و عند أخينا هذا الّذي هو أمامك الآن أشرطة عديدة بعضها مطوّل كثيرا و بعضها مختصر و بعضها متوسّط و لذلك فسوف لا أطيل في الإجابة على هذا السّؤال لأنّه صار بالنّسبة إليّ ممجوجا لكثرة ترداده تفهم عليّ ممجوجا ؟ نحن سمعنا مثل هذه الفتاوى و ما كدنا أن نصدّق لبعدها عن النّصوص الشّرعيّة و القواعد العلميّة و لكنّه كأنّه تواترت الأخبار لدينا بأنّ هناك بعض الفضلاء ممّن يفتي بجواز استجلاب الكفّار إلى بلاد الإسلام و بدعوى أنّ هذه دول صديقة فنحن نقول: أوّلا لا يجوز لدولة مسلمة و بخاصّة إذا كانت تعلن دائما و أبدا أنّها تحكم بالكتاب و السّنّة لا يجوز لها أن تستعين بأعداء دينها أوّلا ثمّ بأعداء المسلمين ثانيا ذلك لأنّني أتصوّر شعبا كافرا بدين الله عزّ و جلّ لكنه ممكن أن يكون مسالما للمسلمين غير معادي لهم و لا محارب لهم أتصوّر هذا فلو كان هذا الشّعب الكافر بدين الله عزّ و جلّ مسالما للمسلمين لا يجوز في دين الإسلام الاستعانة بهم لمقاتلة كفّار آخرين أو شعوبا كفّارا آخرين لماذا ؟ لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قد صحَّ عنه في غير ما حديث واحد أنّ بعض الأفراد تارة و بعض الجماعات من الكفّار تارة أخرى أرادوا أن يقاتلوا من النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم فلمّا سألهم أو سأل الفرد منهم: ( هل أسلمت ؟ قال: لا ) كان جوابه ( إنّا لا نستعين بالمشركين على المشركين ) و في نصّ رواية الإمام مسلم ( إنّا لن نستعين بمشرك ) وصل بنا كلامنا السّابق إلى حديث مسلم ( إنّا لن نستعين بمشرك ) لن نستعين بالمشرك أو بمشرك , هذا لن للتّأبيد أظنّ الكلام السّابق واضح و آخر ما انتهى هو قوله عليه السّلام: ( إنّا لن نستعين بمشرك ) لا شكّ...سبحان من علمك. قلنا إنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال: ( إنّا لن نستعين بمشرك ) حتّى الّذين كانوا مسالمين له غير معادين له فبالأولى و الأحرى أنّه لا يجوز للمسلم أن يستعين بمشرك معاد له هذا بالأولى و أولى من هذا الأولى أن لا يستعين المسلم بالأعداء من الكفّار المشركين و ليس بعدوّ واحد و أولى من كلّ هذا و هذا أنّه لا يجوز للمسلم أن يستعين بدولة معادية هي إن لم تكن أقوى دولة في العالم كلّه فهي من أقوى الدّول بحيث أنّ الدّولة المسلمة إذا استعانت بهذه الدّولة الكافرة و المعروف عداؤها الشّديد للمسلمين فحلّت بلاد الإسلام أنّه من الممكن أن لا تخرج من بلاد الإسلام لأنّها عدوّة للمسلمين و لدين المسلمين كما دلّت التّجارب على ذلك فإذا من الخطأ الفاحش ما من الاستعانة بالأمريكان في هذا الزّمان القريب و بخاصّة أنّ في الجيش الأمريكي يهود معروفون بعدائهم الشّديد و بمشايعة الأمريكان لهم و مناصرتهم إيّاهم ضدّ المسلمين في كلّ بلاد الإسلام و بخاصّة في فلسطين و لذلك فكانت هذه الاستعانة مخالفة للشّريعة من وجوه عديدة و مخالفة للسّياسة الشّرعيّة بصورة عامّة . لو كان هناك إذن ما بالاستعانة بالكفّار إذا كانوا مسالمين لو كان هناك إذن بمثل هذه الاستعانة فهذه الاستعانة لا يمكن أن يسمح بها الشّارع الحكيم و لذلك قلت: إذا كانت الاستعانة بالأمريكان و البريطان . البريطان هم الّذين هيّؤوا أرض فلسطين لليهود و الأمريكان هم الّذين وطّدوا لهم و أمدّوهم بأموالهم و أسلحتهم متى يمكن تحقيق قوله عليه السّلام: ( إنّا لا نستعين بمشرك ) أو ( إنّا لن نستعين بمشرك ) معنى هذا تعطيل لهذا الحديث ولمصلحة المسلمين بعامّة ومن الأمور الّتي تحزّ في النّفس و تجعل المسلم حيرانا في بعض السّياسات الّتي تقع اليوم في بلاد الإسلام . إنّ الدّولة السّعوديّة خافت من الدّولة البعثيّة الّتي يمثّلها صدّام فما بالها جلبت الدّولة البعثيّة السّوريّة إلى أرضها ؟ هذه أمور حقيقة ممّا يجعلنا نحن و إن كنّا بعيدين عن السّياسة و ممارستها و لكنّنا نعلم يقينا أنّ الأمر ليس بيد المسلمين , الأمر بيد الأمريكان . الأمريكان هم الّذين فرضوا على الدّولة السّعوديّة أن تفتح أبوابها للأمريكان و البريطان ولكلّ من تريد الأمريكان أن تتظاهر أمام العالم الإسلامي بأن تستعين بالدّول الإسلاميّة فهي مصر وهي مدري إيه وهي سوريّة البعثيّة فما الفرق بين هذا البعث و هذا البعث ؟ لا فرق إسلاميّا لكن الفرق سياسيّا موجود هذا البعث أمريكا رضيت عنه و هذا البعث أمريكا غضبت عليه فإذا على كلّ الدّول الّتي تعتبر أمريكا من الدّول الصّديقة مع الأسف و هي من أعدى أعداء المسلمين على كلّ هذه الدّول الّتي تمشي في ركاب أمريكا أن ترضى بما ترضى به أمريكا و أن تكره ما تكره أمريكا فأين الآيات الّتي كنّا نسمعها قبل حلول هذا البلاء الأكبر لا نسمعها من بلاد أخرى إلاّ من بلاد السّعوديّة (( و من يتولّهم منكم فإنّه منهم )) فأيّ تولّ أكبر و أخطر من مثل هذا التّولّي الّذي وقعت فيه الدّولة السّعوديّة في هذه الأيّام القريبة و هذا هو المثال تلمسونه لمس اليد استعانت السّعوديّة بأمريكا خوفا من البعث و الّذي خافت منه أتت به أمريكا إلى عقر دار السّعوديّة و قد قلت في كثير من الكلمات و ما كنت أريد أن أطيل الكلام في الحقيقة للسّبب الّذي ذكرته في مطلع هذا الجواب أنّنا تكلّمنا كثيرا و كثيرا جدّا حول هذه المصيبة الكبرى فقد قلت: ما الّذي يحول بين الأمريكان و فيهم جنود من اليهود أن يحتلّوا بلادهم القديمة خيبر و أن يحتلّوا ضواحي المدينة إن لم نقل المدينة أماكن بني النّضير و بني قريضة و أمر طبيعي جدّا أن يحنّوا إليها و هم بعيدين عن فلسطين فما بالهم و قد احتلّوها و ما بالهم و قد احتلّوا تلك البلاد ليس بقوّتهم و لا بسلاحهم و إنّما بالسّياسة المنحرفة عن الحكمة و عن الشّريعة في آن واحد فما الّذي يحول بين اليهود المتحمّسين أن يحتلّوا خيبر و أن يحتلّوا المدينة ؟ فهل باستطاعة الدّولة السّعوديّة أن تردّ كيد هؤلاء و مكر هؤلاء إذا ما أرادوا أن يحتلّوا بلادهم القديمة و السّعوديّة خافت من العراق و العراق ليست بأقوى من أمريكا فإذا رضيت باحتلال أمريكا لبلادها برضاها فما الفرق أن تحتلّ هذه البلاد العراق؟ فهؤلاء بعث و هؤلاء بعث و هؤلاء يهود و لذلك فهذه ورطة كبيرة جدّا و أنا أعتقد أنّ المشكلة الأساسيّة في هذه العلّة الّتي لا علاج لها إلاّ أن يشاء الله تبارك و تعالى بقدرته و حكمته . أنا أعتقد أنّ هذا الإدخال لهؤلاء الكفّار الأعداء و من تمام المصيبة أن نسمّي الأعداء أصدقاء متى كان هؤلاء أصدقاء للمسلمين ؟ هذه من تمام المصيبة القصد من هذا الإدخال لم يكن بناء على قوله تعالى: (( و شاورهم في الأمر )) و لا على قوله تعالى: (( و أمرهم شورى بينهم )) أنا أعتقد أنّ في بلاد السّعوديّة علماء أفاضل قد لا نجد مثلهم في بلاد أخرى إلاّ نادرا لو أخذ رأيهم قبل أن تقع الواقعة و درسوا ما سيترتّب من مفاسد داخليّة غير المفاسد الخارجيّة الّتي تلحق بالدّول الإسلاميّة كلّها لو استشيروا و تأمّلوا فيما سينتج من المفاسد لما أذنوا بهذا الإدخال بوجه من الوجوه و لكن الدّيكتاتوريّة بالتّعبير العصري و التّعبير العربي الاستبداد في الحكم مع التّستّر بالشّرع بكلمات معسولات الكتاب و السّنّة , الكتاب و السّنّة و لم يبق عندنا كتاب و سنّة إلاّ الصّلاة و الصّيام و تلاوة القرآن و إذاعة القرآن في مناسبات منظّمة و هذا أمر طيّب بلا شكّ و لكن (( يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) ما دام نريد أن نحكم بالكتاب و السّنّة فمن الكتاب و السّنّة أن نستشير أهل العلم . هل يوجد هناك ناس في تلك البلاد نفسها من يستطيع أن يقول إنّ أهل العلم أخذ رأيهم قبل أن يستجلب هؤلاء الكفّار إلى بلاد الإسلام ما أظنّ هذا و لكن بعد أن وقعت الواقعة و بدأ العالم الإسلامي يثور على هذه المصيبة صدرت الأوامر لأهل العلم بأن تصدروا فتاواكم بتأييد هذا الواقع تلكّأ بعضهم في أوّل الأمر فيما يبدو لنا و الله أعلم ثمّ وجدوا أنفسهم مضطرّين إلى إصدار الفتاوى تحت عنوان الضّرورات تبيح المحظورات . أنا أقول: هذا قلب للحقائق الشّرعيّة لو أنّ الأمريكان و هي أكبر دولة في العالم أو من أكبر الدّول هاجمت السّعوديّة . ماذا تفعل ؟ عليها أن تقاتل و أن تجاهد و أن تنال إحدى الحسنيين إمّا النّصر و إمّا الشّهادة في سبيل الله لكن لم يبق هناك في العالم الإسلامي بعامّة و في السّعوديّة بخاصّة شيء اسمه الجهاد إلاّ لفظا . و إلاّ كيف تقول الآية (( و لو أرادوا الخروج لأعدّوا له عدّة )) فلو أرادوا الجهاد حقّا كانوا يستعدّون له قبل هذه الإستعدادات الضّخمة الّتي يسمّونها اقتصاديّة و اجتماعيّة و يتفاخرون بها أنّها أصبحت من بين الأمم بارزة في هذه النّاحية فأين الإستعداد للجهاد في سبيل الله ؟ فلمّا خافت من مواجهة العراق لها كما هاجمت الكويت ما تستطيع أن تجاهد إذا تستطيع أن تستعين بالعدوّ الكافر هل هذا عذر ؟ الله أكبر و لعلّ بعض المشائخ على الأقلّ هناك بدؤوا يفيؤون إلى أنفسهم و يعرفون أنّهم كانوا مشايعين للحاكم الّذي تورّط هذه الورطة و نحن كما قال عليه السّلام: ( هلا شققت على قلبه ) نحن ما ندري هذا الحاكم أو هذه الحكومة ماذا كان في قلبها حينما استعانت بعدّو دينها هل أرادت أيضا الكيد للإسلام و المسلمين أم كان هذا رأيا فجّا غير ناضج و أمر طبيعي أن يكون كذلك ما دام أنّها لا تطبّق القرآن الكريم (( و شاورهم في الأمر )) أما و قد وقعت الواقعة فلننظر الآن ما الّذي تستطيعه أن تفعله الدّولة السّعوديّة أنا ما أعتقد أنّ أحمق الحمقى يتصوّر أنّ السّعوديّة بمجرّد أن تقول للأمريكان و فيهم اليهود بالألوف المؤلّفة و البريطان و فيهم اليهود و هم أصحابين وعد بلفور ما يوجد مهما كان أحمقا يقول و يعتقد أنّ مجرّد السّعوديّة ما تأمر الأمريكان و البريطان بالرّجوع إلى بلادهم أنّهم سيقولون: لبّيك. هذا مع الأسف شيء يبكي بدل الدّمع الدّمّ لذلك نقول: (( ليس لها من دون الله كاشفة )) فنسأل الله عزّ و جلّ أن يجعل لهذه الأمّة مخرجا و فرجا ممّا ألمّ بها. هذا ما يحضرني جوابا لهذا السؤال.
الشيخ : نحن تكلّمنا في هذه المسألة كثيرا و عند أخينا هذا الّذي هو أمامك الآن أشرطة عديدة بعضها مطوّل كثيرا و بعضها مختصر و بعضها متوسّط و لذلك فسوف لا أطيل في الإجابة على هذا السّؤال لأنّه صار بالنّسبة إليّ ممجوجا لكثرة ترداده تفهم عليّ ممجوجا ؟ نحن سمعنا مثل هذه الفتاوى و ما كدنا أن نصدّق لبعدها عن النّصوص الشّرعيّة و القواعد العلميّة و لكنّه كأنّه تواترت الأخبار لدينا بأنّ هناك بعض الفضلاء ممّن يفتي بجواز استجلاب الكفّار إلى بلاد الإسلام و بدعوى أنّ هذه دول صديقة فنحن نقول: أوّلا لا يجوز لدولة مسلمة و بخاصّة إذا كانت تعلن دائما و أبدا أنّها تحكم بالكتاب و السّنّة لا يجوز لها أن تستعين بأعداء دينها أوّلا ثمّ بأعداء المسلمين ثانيا ذلك لأنّني أتصوّر شعبا كافرا بدين الله عزّ و جلّ لكنه ممكن أن يكون مسالما للمسلمين غير معادي لهم و لا محارب لهم أتصوّر هذا فلو كان هذا الشّعب الكافر بدين الله عزّ و جلّ مسالما للمسلمين لا يجوز في دين الإسلام الاستعانة بهم لمقاتلة كفّار آخرين أو شعوبا كفّارا آخرين لماذا ؟ لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قد صحَّ عنه في غير ما حديث واحد أنّ بعض الأفراد تارة و بعض الجماعات من الكفّار تارة أخرى أرادوا أن يقاتلوا من النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم فلمّا سألهم أو سأل الفرد منهم: ( هل أسلمت ؟ قال: لا ) كان جوابه ( إنّا لا نستعين بالمشركين على المشركين ) و في نصّ رواية الإمام مسلم ( إنّا لن نستعين بمشرك ) وصل بنا كلامنا السّابق إلى حديث مسلم ( إنّا لن نستعين بمشرك ) لن نستعين بالمشرك أو بمشرك , هذا لن للتّأبيد أظنّ الكلام السّابق واضح و آخر ما انتهى هو قوله عليه السّلام: ( إنّا لن نستعين بمشرك ) لا شكّ...سبحان من علمك. قلنا إنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم قال: ( إنّا لن نستعين بمشرك ) حتّى الّذين كانوا مسالمين له غير معادين له فبالأولى و الأحرى أنّه لا يجوز للمسلم أن يستعين بمشرك معاد له هذا بالأولى و أولى من هذا الأولى أن لا يستعين المسلم بالأعداء من الكفّار المشركين و ليس بعدوّ واحد و أولى من كلّ هذا و هذا أنّه لا يجوز للمسلم أن يستعين بدولة معادية هي إن لم تكن أقوى دولة في العالم كلّه فهي من أقوى الدّول بحيث أنّ الدّولة المسلمة إذا استعانت بهذه الدّولة الكافرة و المعروف عداؤها الشّديد للمسلمين فحلّت بلاد الإسلام أنّه من الممكن أن لا تخرج من بلاد الإسلام لأنّها عدوّة للمسلمين و لدين المسلمين كما دلّت التّجارب على ذلك فإذا من الخطأ الفاحش ما من الاستعانة بالأمريكان في هذا الزّمان القريب و بخاصّة أنّ في الجيش الأمريكي يهود معروفون بعدائهم الشّديد و بمشايعة الأمريكان لهم و مناصرتهم إيّاهم ضدّ المسلمين في كلّ بلاد الإسلام و بخاصّة في فلسطين و لذلك فكانت هذه الاستعانة مخالفة للشّريعة من وجوه عديدة و مخالفة للسّياسة الشّرعيّة بصورة عامّة . لو كان هناك إذن ما بالاستعانة بالكفّار إذا كانوا مسالمين لو كان هناك إذن بمثل هذه الاستعانة فهذه الاستعانة لا يمكن أن يسمح بها الشّارع الحكيم و لذلك قلت: إذا كانت الاستعانة بالأمريكان و البريطان . البريطان هم الّذين هيّؤوا أرض فلسطين لليهود و الأمريكان هم الّذين وطّدوا لهم و أمدّوهم بأموالهم و أسلحتهم متى يمكن تحقيق قوله عليه السّلام: ( إنّا لا نستعين بمشرك ) أو ( إنّا لن نستعين بمشرك ) معنى هذا تعطيل لهذا الحديث ولمصلحة المسلمين بعامّة ومن الأمور الّتي تحزّ في النّفس و تجعل المسلم حيرانا في بعض السّياسات الّتي تقع اليوم في بلاد الإسلام . إنّ الدّولة السّعوديّة خافت من الدّولة البعثيّة الّتي يمثّلها صدّام فما بالها جلبت الدّولة البعثيّة السّوريّة إلى أرضها ؟ هذه أمور حقيقة ممّا يجعلنا نحن و إن كنّا بعيدين عن السّياسة و ممارستها و لكنّنا نعلم يقينا أنّ الأمر ليس بيد المسلمين , الأمر بيد الأمريكان . الأمريكان هم الّذين فرضوا على الدّولة السّعوديّة أن تفتح أبوابها للأمريكان و البريطان ولكلّ من تريد الأمريكان أن تتظاهر أمام العالم الإسلامي بأن تستعين بالدّول الإسلاميّة فهي مصر وهي مدري إيه وهي سوريّة البعثيّة فما الفرق بين هذا البعث و هذا البعث ؟ لا فرق إسلاميّا لكن الفرق سياسيّا موجود هذا البعث أمريكا رضيت عنه و هذا البعث أمريكا غضبت عليه فإذا على كلّ الدّول الّتي تعتبر أمريكا من الدّول الصّديقة مع الأسف و هي من أعدى أعداء المسلمين على كلّ هذه الدّول الّتي تمشي في ركاب أمريكا أن ترضى بما ترضى به أمريكا و أن تكره ما تكره أمريكا فأين الآيات الّتي كنّا نسمعها قبل حلول هذا البلاء الأكبر لا نسمعها من بلاد أخرى إلاّ من بلاد السّعوديّة (( و من يتولّهم منكم فإنّه منهم )) فأيّ تولّ أكبر و أخطر من مثل هذا التّولّي الّذي وقعت فيه الدّولة السّعوديّة في هذه الأيّام القريبة و هذا هو المثال تلمسونه لمس اليد استعانت السّعوديّة بأمريكا خوفا من البعث و الّذي خافت منه أتت به أمريكا إلى عقر دار السّعوديّة و قد قلت في كثير من الكلمات و ما كنت أريد أن أطيل الكلام في الحقيقة للسّبب الّذي ذكرته في مطلع هذا الجواب أنّنا تكلّمنا كثيرا و كثيرا جدّا حول هذه المصيبة الكبرى فقد قلت: ما الّذي يحول بين الأمريكان و فيهم جنود من اليهود أن يحتلّوا بلادهم القديمة خيبر و أن يحتلّوا ضواحي المدينة إن لم نقل المدينة أماكن بني النّضير و بني قريضة و أمر طبيعي جدّا أن يحنّوا إليها و هم بعيدين عن فلسطين فما بالهم و قد احتلّوها و ما بالهم و قد احتلّوا تلك البلاد ليس بقوّتهم و لا بسلاحهم و إنّما بالسّياسة المنحرفة عن الحكمة و عن الشّريعة في آن واحد فما الّذي يحول بين اليهود المتحمّسين أن يحتلّوا خيبر و أن يحتلّوا المدينة ؟ فهل باستطاعة الدّولة السّعوديّة أن تردّ كيد هؤلاء و مكر هؤلاء إذا ما أرادوا أن يحتلّوا بلادهم القديمة و السّعوديّة خافت من العراق و العراق ليست بأقوى من أمريكا فإذا رضيت باحتلال أمريكا لبلادها برضاها فما الفرق أن تحتلّ هذه البلاد العراق؟ فهؤلاء بعث و هؤلاء بعث و هؤلاء يهود و لذلك فهذه ورطة كبيرة جدّا و أنا أعتقد أنّ المشكلة الأساسيّة في هذه العلّة الّتي لا علاج لها إلاّ أن يشاء الله تبارك و تعالى بقدرته و حكمته . أنا أعتقد أنّ هذا الإدخال لهؤلاء الكفّار الأعداء و من تمام المصيبة أن نسمّي الأعداء أصدقاء متى كان هؤلاء أصدقاء للمسلمين ؟ هذه من تمام المصيبة القصد من هذا الإدخال لم يكن بناء على قوله تعالى: (( و شاورهم في الأمر )) و لا على قوله تعالى: (( و أمرهم شورى بينهم )) أنا أعتقد أنّ في بلاد السّعوديّة علماء أفاضل قد لا نجد مثلهم في بلاد أخرى إلاّ نادرا لو أخذ رأيهم قبل أن تقع الواقعة و درسوا ما سيترتّب من مفاسد داخليّة غير المفاسد الخارجيّة الّتي تلحق بالدّول الإسلاميّة كلّها لو استشيروا و تأمّلوا فيما سينتج من المفاسد لما أذنوا بهذا الإدخال بوجه من الوجوه و لكن الدّيكتاتوريّة بالتّعبير العصري و التّعبير العربي الاستبداد في الحكم مع التّستّر بالشّرع بكلمات معسولات الكتاب و السّنّة , الكتاب و السّنّة و لم يبق عندنا كتاب و سنّة إلاّ الصّلاة و الصّيام و تلاوة القرآن و إذاعة القرآن في مناسبات منظّمة و هذا أمر طيّب بلا شكّ و لكن (( يا أيّها الّذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) ما دام نريد أن نحكم بالكتاب و السّنّة فمن الكتاب و السّنّة أن نستشير أهل العلم . هل يوجد هناك ناس في تلك البلاد نفسها من يستطيع أن يقول إنّ أهل العلم أخذ رأيهم قبل أن يستجلب هؤلاء الكفّار إلى بلاد الإسلام ما أظنّ هذا و لكن بعد أن وقعت الواقعة و بدأ العالم الإسلامي يثور على هذه المصيبة صدرت الأوامر لأهل العلم بأن تصدروا فتاواكم بتأييد هذا الواقع تلكّأ بعضهم في أوّل الأمر فيما يبدو لنا و الله أعلم ثمّ وجدوا أنفسهم مضطرّين إلى إصدار الفتاوى تحت عنوان الضّرورات تبيح المحظورات . أنا أقول: هذا قلب للحقائق الشّرعيّة لو أنّ الأمريكان و هي أكبر دولة في العالم أو من أكبر الدّول هاجمت السّعوديّة . ماذا تفعل ؟ عليها أن تقاتل و أن تجاهد و أن تنال إحدى الحسنيين إمّا النّصر و إمّا الشّهادة في سبيل الله لكن لم يبق هناك في العالم الإسلامي بعامّة و في السّعوديّة بخاصّة شيء اسمه الجهاد إلاّ لفظا . و إلاّ كيف تقول الآية (( و لو أرادوا الخروج لأعدّوا له عدّة )) فلو أرادوا الجهاد حقّا كانوا يستعدّون له قبل هذه الإستعدادات الضّخمة الّتي يسمّونها اقتصاديّة و اجتماعيّة و يتفاخرون بها أنّها أصبحت من بين الأمم بارزة في هذه النّاحية فأين الإستعداد للجهاد في سبيل الله ؟ فلمّا خافت من مواجهة العراق لها كما هاجمت الكويت ما تستطيع أن تجاهد إذا تستطيع أن تستعين بالعدوّ الكافر هل هذا عذر ؟ الله أكبر و لعلّ بعض المشائخ على الأقلّ هناك بدؤوا يفيؤون إلى أنفسهم و يعرفون أنّهم كانوا مشايعين للحاكم الّذي تورّط هذه الورطة و نحن كما قال عليه السّلام: ( هلا شققت على قلبه ) نحن ما ندري هذا الحاكم أو هذه الحكومة ماذا كان في قلبها حينما استعانت بعدّو دينها هل أرادت أيضا الكيد للإسلام و المسلمين أم كان هذا رأيا فجّا غير ناضج و أمر طبيعي أن يكون كذلك ما دام أنّها لا تطبّق القرآن الكريم (( و شاورهم في الأمر )) أما و قد وقعت الواقعة فلننظر الآن ما الّذي تستطيعه أن تفعله الدّولة السّعوديّة أنا ما أعتقد أنّ أحمق الحمقى يتصوّر أنّ السّعوديّة بمجرّد أن تقول للأمريكان و فيهم اليهود بالألوف المؤلّفة و البريطان و فيهم اليهود و هم أصحابين وعد بلفور ما يوجد مهما كان أحمقا يقول و يعتقد أنّ مجرّد السّعوديّة ما تأمر الأمريكان و البريطان بالرّجوع إلى بلادهم أنّهم سيقولون: لبّيك. هذا مع الأسف شيء يبكي بدل الدّمع الدّمّ لذلك نقول: (( ليس لها من دون الله كاشفة )) فنسأل الله عزّ و جلّ أن يجعل لهذه الأمّة مخرجا و فرجا ممّا ألمّ بها. هذا ما يحضرني جوابا لهذا السؤال.
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 457
- توقيت الفهرسة : 00:00:45
- نسخة مدققة إملائيًّا