هل يجوز للمسلم أن يرشح نفسه في الانتخابات البرلمانية .؟ وهل تجوز الإنتخاب عليه .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز للمسلم أن يرشح نفسه في الانتخابات البرلمانية .؟ وهل تجوز الإنتخاب عليه .؟
A-
A=
A+
الشيخ : سؤال الأخ فيما يبدوا أنه يعني ما حكم الشرع في انتخاب الإسلاميين الذين رشحوا أنفسهم لمجلس الأمة الذي يسمى بالبرلمان ؟ أنا وإن كنت ألاحظ أن مثل هذا السؤال والإنسان لا يسأل عادة إلا عما يهمه من أمر دينه فينبغي أن يكون هذا السؤال قبل هذا الوقت ؛ أما الآن فقد قضى الأمر الذي فيه تستفتيان ؛ لكن لا بأس من أجل المعرفة والعلم فنحن سئلنا مرارا وتكرارا عن مثل هذا السؤال قبل أن تنتهي القضية على ما انتهت إليه من نجاح كثير من الأفراد الإسلاميين فكان جوابي حينما كنت أسأل على النحو التالي وهو ينفصل إلى شعبتين ، شعبة تتعلق بالمرشحين أنفسهم ، والشعبة الأخرى تتعلق بالذين سينتخبونهم ؛ أما ما يتعلق بالطائفة الأولى فكان رأي ولا يزال أننا لا ننصح مسلما يخشى على نفسه قبل أن يخشى قبل أن يخشى على غيره أن يرشح نفسه ليكون نائبا في المجلس ما دام أنه يعتقد أن هذا المجلس قائم على غير الإسلام وعلى القوانين والنظم الأوروبية وبخاصة أننا نسمع من الناس أن من النظام أن كل من نجح عضوا في البرلمان أنه لا بد أن يحلّف يمينا غير شرعي ، هذا أقل ما يقال فيه ؛ فإذا ففاتحة عمل هذا الناجح هو مخالفة الشرع وهذه لا تبشر بخير ونحن نعلم أن الذين يرشحون أنفسهم إنما يظنون أنهم سيستطيعون تطوير شيء من النظام الحاكم سواء ما كان منه قانونا أو دستورا ؛ وفي اعتقادي التجارب البرلماني في كل العالم الإسلامي لم ينجح المسلمون إطلاقا في تبريرهم هذا ليطرحوا أنفسهم أعضاء في المجالس البرلمانية بل قد يكون الأمر يعود عليهم بضرر آخر غير الضرر الأول الذي ذكرناه آنفا ، من الحلف ليس لينصر الكتاب والسنة وإنما لينصر الحكم القائم وهم يعلمون يقينا بأن هذا الحكم فيه أشياء مخالفة للشريعة ، وهذه الأشياء هي التي حملتهم أو زينة لهم أن يرشحوا أنفسهم أعضاء في البرلمان ؛ أنا أخشى أن يكون وراء هذه الخطوة التي خطوها وهي الحلف بتأييد ما لا يجوز تأييده أن يكون من بعدها خطوات أخرى ، يعرّض هذا المنتخب نفسه لمخالفة شريعة الله عز وجل في قضية أخرى وأخرى وحينئذ كنت أستحضر قوله عليه السلام : ( مثل العالم الذي لا يعمل بعلمه كمثل السراج يحرق نفسه ويضي غيره ) ، الذين ينتسبون من الإسلاميين هم في خطر كبير جدا ، بشارة الخطر هو ذاك اليمين ، عاقبة الخطر يختلف باختلاف قوة إيمانهم وقوة شخصيتهم وثباتهم على دينهم وعقيدتهم وأخلاقهم ومبادئهم ؛ أنا أقول مثلا -وعليكم السلام ورحمة الله- هناك ظاهرة تلفت النظر مع احترامنا للمبتلين بهذه الظاهرة نحترمهم لإسلامهم ، لا نحترمهم لظاهرتهم هناك ظاهرة أن عامة المسلمين أو الإسلاميين الذين ينتسبون إلى البرلمانات إنما يكونون غير متزيين بالزي إسلامي ؛ فأكثرهم من حيث اللباس لا يلبسون اللباس العربي بل يعتبرون ذلك عارا ، إنه واحد يدخل بجلابيته وقميصه البرلمان ، يمكن هذه أول خطوة ، لو أراد أحدهم أن يفعلها أن يطرد من هذا المجلس لأن هذا المجلس قام على النظام الأوروبي ، هذه ظاهرة يقترن بها عادة مع احترامنا أيضا لأن الأرض مسكونة للإسلاميين ، إنه هدول طائفتين أكثرهم حليقون ويعتبرون حلق اللحى هي من المدنية والقليل منهم ملتحون لكن لحيتهم ليست على السنة وإنما على المذهب العامي الذي يعبر عنه بعض العامة عندنا في الشام " خير الذقون إشارة تكون " خير الذقون إشارة تكون ؛ البعض من الإسلاميين الذين ينتمون إلى البرلمان قد يكونون ملتحين ولكن على هذا المذهب العامي " خير الذقون إشارة تكون " الذي أريد أن أقوله قد يكون بعضهم قد وفر لحيته في حياته ما قبل البرلمان فإذا ما دخل البرلمان يشغب منها ويأخذ منها حتى في زعمه يعني يتناسب وجوده مع الكثرة الكاثرة في هذا المجلس ، فبذلك يكون قد تحقق فيه ما أشرت إليه آنفا من قوله عليه السلام : ( مثل العالم الذي لا يعمل بعلمه كمثل السراج يحرق نفسه ويضيء غيره ) فهم انتموا إلى البرلمان ليخففوا بعض المشاكل التي تحيط بالمسلمين ولكن كما قيل قديما: " وهل يستقيم الظل والعود أعوج " إذا كان الدستور لا يساعد البرلمان على تقويم ما اعوج من الأحكام فسيظل الأمر كذلك ؛ لذلك نقول لا ننصح مسلما أن يرشح نفسه لأن العاقبة من حيث شخصه سيكون أنه يخسر شيئا مما كان كاسبا له في حياته العادية ، ومن حيث الآخرين الذين رشحوه فسوف لا يفيدهم شيئا فيما يتعلق بدينهم ، قد يفيدونهم فيما يتعلق بدنياهم وحينئذ لا فرق بين أن يكون هذا المرشح إسلاميا أو غير إسلامي لأنهم كلهم يرشحون من يظنون بأنه أو بأنهم سيكونون قضاة لحوائجهم ومصالحهم ؛ أما القسم الثاني وهم الذين ينتخبون هؤلاء فنقول هؤلاء عليهم أن يطبقوا قاعدة شرعية وهي أن المسلم إذا وقع بين شرين وجب عليه أن يختار أقلهما ضررا أقلهما شرا ، فنحن أو أنا كشخص من الأمة يرى ذلك الرأي الذي خلاصته أن لا يرشح المسلم نفسه لأنه سيخسر منها شيئا كثيرا أو قليلا ولكن نحن يجب أن نعالج هذا الواقع على عجره وبجره ، فإذا تقدم جماعة من الإسلاميين ورشحوا أنفسهم وفي مقابلهم ناس إما مسلمين غير ملتزمين أو ليسوا بمسلمين وقد يكونون من المسلمين المرتدين عن دينهم حينئذ القاعدة المذكورة آنفا علينا أن نختار من إذا كان في البرلمان ما أقول يكون خيره أكثر من خير غيره وإنما يكون شره أقل من شر غيره ؛ على هذا كان الواجب على الناخبين جميعا أن يختاروا الإسلاميين مهما كانت اتجاهاتهم وحزبياتهم و و إلى آخره ، ويبدوا أن هذا الذي وقع والحمد لله يعني إنه اختير جماعة من الإسلاميين لعلهم أكثر من الآخرين نسبيا ، فهذا أنا رأيي ؛ فإذا هو يتعلق بطائفتين طائفة رشحوا أنفسهم لا ننصحهم ؛ أما وقد رشحوا أنفسهم فعلينا أن نختار منهم من كان أقرب إلى العمل الإسلامي .

مواضيع متعلقة