ما هو واجب المسلمين تجاه حكامهم الذين لا يحكمون الشرع ويبيعون المحرمات .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو واجب المسلمين تجاه حكامهم الذين لا يحكمون الشرع ويبيعون المحرمات .؟
A-
A=
A+
السائل : في سؤال آخر ما هو واجب المسلمين اتّجاه حكّامهم إذا ظهر من هؤلاء الحكّام أمور مخالفة للشّرع مثل تحكيم غير شرع الله و إباحة الزّنا و الرّبا و الخمر و موالاة الكفّار و البراءة من المسلمين إلى آخره؟

الشيخ : أمّا ما هو حكم المسلمين تجاه هؤلاء الحكّام فهو كما نقول نحن مبدئيّا لا شيء . مبدئيّا لا يجب عليهم شيء تجاههم لكن يجب عليهم كلّ شيء تجاههم و كيف هذا ؟ لا يجب عليهم تجاههم شيء آنيّا لكن يجب عليهم مستقبليّا كلّ شيء و ذلك لا يتحقّق إلاّ بما نسمّيه نحن " بالتّصفية و التّربية " و ذلك بأن يعنى المسلمون الّذين حقيقة يريدون أن يتّخذوا موقفا إسلاميّا تجاه هؤلاء الحكّام الّذين لا يحكمون بما أنزل الله هؤلاء يجب عليهم أن يعيدوا في أنفسهم سيرة سلفهم الصّالح و بخاصّة السّلف الأوّل الّذين كان عليهم نبيّنا صلوات الله و سلامه عليه . نحن نقول لا بدّ من التّصفية و التّربية بين يدي ذلك لماذا ؟ لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم الّذي بعث في مكّة لم يصنع شيئا من معاداة الكفّار و من أن يتّخذ تجاههم موقفا عدائيّا حربيّا و إنّما اتّخذ تجاههم موقفا دعويّا كما يقولون اليوم من حيث الدّعوة إلى لا إله إلاّ الله , إلى عبادة الله وحده لا شريك له . و استمرّ كما تعملون على ذلك ثلاثة عشر سنة و هو في مكّة ثمّ هاجر و القصّة معروفة لدى المسلمين جميعا في هذه السّنوات العشر زائد ثلاث سنين لم تكن وظيفة الرّسول عليه السّلام سوى الدّعوة أي تعليم من استجاب لدعوته ما يلزمهم من أن يتعرّفوا على أحكام دينهم الّتي كانت تنزل تترى واحدة بعد أخرى . و كان و لا شكّ عليه الصّلاة و السّلام يعنى بتعليم أصحابه و تربيتهم على هذا الإسلام المصفّى و لذلك لمّا ابتلوا و عذّبوا صبروا صبرا عظيما جدّا حتّى أذن لهم من ربّهم تبارك و تعالى بالهجرة الأولى إلى الحبشة مرّتين كما هو معلوم ثمّ بالهجرة الأخيرة إلى المدينة المنوّرة ثمّ بدأ الرّسول عليه السّلام هناك يضع النّواة لإقامة الدّولة المسلمة الآن أنتم إذا نظرتم إلى العالم الإسلامي كلاّ أو نظرتم إليه جزءا في بعض البلاد فسوف لا تجدون شعبا يصدق عليه بأنّه تعلّم تعلّما إسلاميّا صحيحا زائد تربّى على هذا الإسلام الصّحيح هذا لا وجود له و لذلك فنحن نعتقد جازمين أنّ أيّ تحرّك حزبي أو تكتّل سياسي لا يقوم على هذا الأساس أي لا يعيد إلى أذهان المتحرّكين ما فعله إذا صحّ هذا التّعبير لأنّي لأوّل مرّة أقوله سيّد المتحرّكين و هو الرّسول عليه الصّلاة و السّلام إلى هؤلاء الّذين يتحرّكون بأحزاب كثيرة و متعدّدة المناهج إذا لم يسلكوا مسلك الرّسول عليه السّلام الّذي ينحصر في أساسين اثنين أو ركيزتين عظيمتين التّصفية و التّربية فلا فائدة من هذه التّكتّلات و من هذه الحزبيّات إطلاقا مذكّرا أقول هذا مذكّرا بأنّ هناك فرقا كبيرا جدّا بين المسلمين اليوم من حيث ما يجب عليهم تحقيقه من التّصفية و بين المسلمين الأوّلين , المسلمون الأوّلون لم يكونوا بحاجة إلى تصفية لأنّ الوحي كان ينزل عليهم صفوا غير مشوب بأيّ شيء دخيل على الإسلام و هذا أمر بدهي ظاهر جدّا أمّا اليوم فأنتم تعلمون أنّ الإسلام صدق فيهم قوله عليه السّلام وأكثر في الحديث المعروف: ( و ستفترق على ثلاث و سبعين فرقة كلّها في النّار إلاّ واحدة ) إلى آخر الحديث . الآن هل المسلمون الّذين يريدون أن يتحرّكوا هل هم يتحرّكون على أساس من التّصفية و التّربية ؟ في ظنّي لا . لأنّ هذه التّصفية تحتاج إلى زمن طويل و مديد كم من السّنين احتاج ضدّ التّصفية؟ تعلمون ماذا أعني بضدّ التّصفية يعني؟ كم مضى على الإسلام و يدخل فيه ما ليس من الإسلام سنين كثيرة و كثيرة جدّا ؟, خاصّة بعد القرون الثّلاثة المشهود لها بالخيريّة إذن فكما نعلم دائما و أبدا إذا كان التّخريب يحتاج إلى جهد و تعب و البناء يحتاج إلى تعب أكثر و إذا كان التّخريب الّذي يقترن به تعب هو أسهل من التّعمير فإذن التّعمير أصعب و يأخذ زمنا . إذن نحن الآن لا يوجد لدينا ذاك الإسلام الّذي كان في عهده عليه السّلام الّذي عبّر عن جزء منه حينما قال عليه السّلام في حقّ عبد الله ابن مسعود: ( من أراد أن يقرأ القرآن غضّا طريّا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ) فهل الإسلام اليوم غضّ طريّ ؟ الإسلام ككلّ هل هو غضّ طريّ كما أنزل ؟ لا . فهناك اختلاف في العقائد و اختلاف في الأحكام و اختلاف في السّلوك و أوضح شيء قضيّة الأحاديث الضّعيفة و الموضوعة الّتي يعرفها الأطفال الصّغار أنّ السّنّة ليست مصفّاة كما كانت يوم كان الرّسول عليه السّلام يلقّنها أصحابه . إذن فنحن بحاجة إلى هاتين الرّكيزتين " التّصفية و التّربية " و على هذا نحن ندندن و لذلك قلنا ما قلنا آنفا هو و كلّ أفراد المسلمين نأمرهم بأن يتعلّموا الإسلام و أن يستعينوا بقدر إمكانهم على أن يفهموه كما أنزل و أن يربّوا أنفسهم تربية ما يكون تعلّمهم للعلم كما يقولون للعلم فقط و إنّما يكون و للعمل أيضا: (( و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله ثمّ تردّون إلى عالم الغيب و الشّهادة فينبّئكم بما كنتم تعملون )) . نعم .

مواضيع متعلقة