ما موقف الشباب المسلم الآن مع حكامهم الذين لا يحكمون بما أنزل الله ولا يرفعون راية الجهاد في سبيل الله .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما موقف الشباب المسلم الآن مع حكامهم الذين لا يحكمون بما أنزل الله ولا يرفعون راية الجهاد في سبيل الله .؟
A-
A=
A+
أبو مالك : في هنا شيخنا سؤال موجّه من أحد الإخوان يقول معظم الحكّام اليوم لا يحكمون بما أنزل الله و لا يرفعون راية الجهاد في سبيل الله , فما هو واجب الشّباب المسلم اليوم ؟

الشيخ : واجب المسلمين (( يا أيّها الّذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم )) واجب المسلمين أن يتفقّهوا في الدّين و أن يربّوا أنفسهم على هذا الدّين و يربّوا من يلوذ بهم من زوج , أو ولد , أو أخ , أو جار , أو صديق هكذا و نحن دائما ندندن حول كلمتين اثنتين لا بدّ من التّصفية و التّربية لإقامة الدّولة المسلمة و بدونهما لا سبيل إلى إقامتها أبدا أبدا أبدا . والتّصفية و التّربية هذا ليس بالأمر السّهل كما أشار الأستاذ الفاضل آنفا أنّ قيام الدّولة المسلمة قد لا ندركها نحن الّذين عشنا سنّ الأربعين أو الخمسين أو الأكثر من ذلك من باب أولى ذلك لأنّ التّاريخ لا بدّ من أن يعيد نفسه , (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) فإذا كان المؤمن يؤمن حقّا بأنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم هو أسوته في كلّ شيء و من هذه الأشياء الأمر المهمّ الّذي يدندن حوله اليوم الجماعات الإسلاميّة على اختلاف مشاربها و مناهجها هو إقامة الدّولة المسلمة فلا بدّ من أن نتّخذ الأسباب الّتي اتّخذها رسول الله صلّى الله عليه و سلّم حتّى نتمكّن من إقامة الدّولة المسلمة مع ملاحظة فارق كبير جدّا ألا و هو أنّ الإسلام يومئذ كان ينزل على قلب محمّد صلّى الله عليه و سلّم من الله تبارك و تعالى مباشرة فليس أصحاب النّبيّ بحاجة يومئذ أن يبحثوا في كتب الحديث و كتب التّفسير و اللّغة و و إلى آخره ممّا لا يمكن المسلم اليوم أن يفهم الإسلام على الوجه الصّحيح إلاّ بهذه المقدّمات . فالسّلف الأوّل ما كانوا بحاجة إلى مثل هذه المقدّمات لأنّهم كانوا يأخذون أحكام الإسلام مباشرة من نبيّ الإسلام فإذا ما عليهم إلاّ أن يربّوا على هذا الإسلام الصّحيح و هذا ما فعله الرّسول عليه السّلام مع أصحابه الكرام أمّا نحن اليوم فنحن قبل أن نقول نريد أن نربّي أنفسنا على الإسلام يجب علينا أن نفهم الإسلام , و هل فهم الإسلام طريقه مذلّل و ميسّر كما كان في العهد الأوّل من الإسلام ؟ الجواب بدون أيّ خلاف ليس كذلك و مثال بسيط جدّا جدّا يومئذ لم يكن هناك علم اسمه علم الحديث لأنّهم كانوا يتلقّون الحديث من صاحبه مباشرة , ليس هناك علم اسمه النّحو و الصّرف لماذا ؟ لأنّهم كانوا عربا أقحاحا أمّا اليوم العرب أنفسهم صاروا أعاجم فهم بسبب ذلك حتّى يتمكّنوا من فهم القرآن فهما صحيحا فعليهم أن يدرسوا لغتهم الّتي نسوها , فانظروا إذا أمامنا عقابات كثيرة و كثيرة جدّا لنتمكّن من تطبيق الإسلام على أنفسنا يجب أن نتعلّم هذا الإسلام و لا يمكننا إلاّ باتّخاذ الوسائل الّتي بها نستطيع أن نفهم الإسلام و هنا نكتة سوريّة يذكرونها و ما يهمّنا أن تكون صحيحة بل قد تكون نكتة فيها حكمة و هي زعموا بأنّ رجلا مسلما أعجميّ لقي رجلا يهوديّا في الطّريق فأخرج خنجره من وسطه مهدّدا لهذا اليهودي قائلا له: أسلم و إلاّ قتلتك. قال: دخلك ماذا أقول ؟ قال و الله ما أدري ماذا تقول إلى هنا مثال يعني إذا هذا التّهديد ما فائدته و هو لا يعرف إسلامه . هذا النّكتة هذه لها أثر كبير جدّا في واقعنا فإنّ أكثر المسلمين كما نقول نحن دائما و أبدا لا يعرفون إسلامهم حتّى في العقيدة بل سأقولها صريحة لا يعرفون ربّهم و الأصل أنّ المسلم يعرف ربّه ليس كالمشركين بل خيرا من المشركين و إلاّ ما الفرق بينه و بين المشركين . المشركين قال ربّ العالمين عنهم: (( و لئن سألتهم من خلق السّماوات و الأرض ليقولون الله )) إذا المشركون ما كانوا كفّارا بربّ العالمين . طيّب المسلمين اليوم يقولون الله. لكن هل يعلمون أنّ الله يعني واحدا في ذاته و هذا الّذي يسمّى عند العلماء بتوحيد الرّبوبيّة , و واحد في عبادته و هذا الّذي يسمّى عندهم بتوحيد الألوهيّة أو العبادة و واحد في أسمائه و صفاته أكثر المسلمين لا يعلمون ذلك أبدا , ما يفقهون الكلمة الطّيّبة لا إله إلاّ الله إلاّ بالمفهوم الشّركي أي ربّنا واحد لا شريك له أي لا أحد يخلق معه , لا أحد يرزق معه , المشركون كانوا كذلك لكن هؤلاء المشركين وصفهم ربّ العالمين بقوله في القرآن الكريم: (( و الّذين اتّخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلاّ ليقربّونا إلى الله زلفى )) هذا واقع اليوم بين المسلمين أنفسهم فالذّين يذهبون زعموا لزيارة الأولياء و الصّالحين لا يذهبون لزيارتها لتحقيق العلة الّتي ذكرها الرّسول عليه السّلام في بعض أحاديثه بعد أن كان نهاهم عن زيارة القبور قال لهم: ( و كنت نهيتكم عن زيارة القبور ألا فزوروها فإنّها تذكّركم الآخرة ) لكن اليوم لا يذهبون لزيارة الأولياء و الصّالحين ليتذكّروا الآخرة و إنّما ليستمدّوا العون منهم و ليتبرّكوا بالدّعاء عند مقامهم و هكذا هذه كلّها تنافي شهادة لا إله إلاّ الله . إذا وين المسلمين الّلي بدهم يقيموا الدّولة المسلمة و هم أكثرهم بعد لا يعرفون التّوحيد هذا مجاله واسع جدّا .

مواضيع متعلقة