إن المسلمين قد تفرَّقوا شِيَعًا وأحزابًا ، وقد نهانا الله - سبحانه وتعالى - عن التفرُّق والاختلاف ؛ لذلك أَلَا يمكن غضُّ النظر عن عقيدة الولاء والبراء في سبيل جمع الكلمة لمواجهة أعداء الله ورسوله ؟
A-
A=
A+
السائل : السؤال الأول يقول : إن المسلمين قد تفرَّقوا شِيَعًا وأحزابًا ، وقد نهانا الله - سبحانه وتعالى - عن التفرُّق والاختلاف ، فالمسلمون اليوم هذا سلفي ، وهذا أشعري ، وهذا صوفي ، وهذا ما تريدي ، السؤال : أَلَا يمكن غضُّ النظر عن عقيدة الولاء والبراء في سبيل جمع الكلمة لمواجهة أعداء الله ورسوله ؟
الشيخ : هذا سؤال غريب عجيب يدلُّ على أن كثيرًا من المسلمين - إن لم نقل أكثر المسلمين - أنَّهم لا يعرفون بعدُ كيف يمكن للمسلمين أن يقاتلوا أعداء الله وأن يحاربوهم ، وهم كما وصف السائل نفسه متفرِّقون إلى شِيَعٍ وإلى أحزابٍ كثيرة ؛ كيف يعقل هذا السائل أن نترك البحث في الله - عز وجل - الذي كان من العقيدة الأولى التي أُمِرَ بها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في قوله : (( وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ )) ، وقوله - عز وجل - : (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ )) ، فإذا كان المسلمون مختلفين في فهم هذه الكلمة الطَّيِّبة كيف يستطيع هؤلاء أن يكونوا يدًا واحدة في ملاقاة أعداء الله ومحاربتهم ؟ كأن هذا السائل وأمثاله يريدون منَّا أن نعطِّل شريعة الله - عز وجل - ، وبتعطيل شريعة الله نستطيع أن نلاقي أعداء الله ، هذا على مذهب أبي نواس :
" وداوني بالتي كانت هي الداء "
ربنا - عز وجل - يقول : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) ، والآية التي ذكرناها مرارًا آنفًا : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) ، كيف يرضى هذا السائل وأمثاله أن نعرض عن هذه الآيات البيِّنات كلها ؟ وكيف يتصوَّر إمكانية التقاء هؤلاء المسلمين على ما بينهم من خلاف شديد ؛ ليس كما يقولون في الفروع ؛ بل وفي الأصول ، وليس في الأصول فقط ؛ بل في أصل الأصول ؛ وهو الله رب العالمين - تبارك وتعالى - ؟
ويؤسفني جدًّا أن أذكِّر هذا السائل وأمثاله : لقد طرنا فرحًا حينما كانت تبلُغُنا أخبار انتصار إخواننا المسلمين الأفغانيين على الشيوعيين الرُّوس وأذنابهم ، ثم بقدر ما فرحنا أَسِفْنا وحَزِنَّا حينما وقفوا أمام بلدتين فقط من أفغانستان كلها ، والسبب في ذلك أنهم أن قوَّادهم ورؤوسهم اختلفوا فيما بينهم وتنازعوا ، وربنا يقول : (( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ )) ، فهذا السائل لا ينتبه إلى أنَّ الخلاف الذي أشار إليه الرسول - عليه الصلاة والسلام - في حديث الثلاث والسبعين فرقة ، وأن الفرقة الناجية هي التي تكون على ما كان عليه الرسول - عليه السلام - وأصحابه ؛ حينما يتكتَّل المسلمون على هذا المنهج من الكتاب والسنة وما كان عليه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ حينئذٍ يمكنهم أن يُلاقوا أعداء الله - عز وجل - ، أما أن نَدَعَ القديم على قدمه كما يقولون ، وأن نحاول الاجتماع والتلاقي في سبيل محاربة العدو فهذا أمرٌ مستحيل ، والآية وغزوة حنين ونحوها من أكبر الأمثلة على ضرورة توحيد كلمة المسلمين ، ولن يمكِنَ ذلك أبدًا إلا على أساس من الكتاب والسنة ، والآية السابقة تكفيكم - إن شاء الله - دلالةً ؛ (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) ، فالكتاب الكتاب ، والسنة السنة ، والمنهج السلف السلف السلف .
نعم .
الشيخ : هذا سؤال غريب عجيب يدلُّ على أن كثيرًا من المسلمين - إن لم نقل أكثر المسلمين - أنَّهم لا يعرفون بعدُ كيف يمكن للمسلمين أن يقاتلوا أعداء الله وأن يحاربوهم ، وهم كما وصف السائل نفسه متفرِّقون إلى شِيَعٍ وإلى أحزابٍ كثيرة ؛ كيف يعقل هذا السائل أن نترك البحث في الله - عز وجل - الذي كان من العقيدة الأولى التي أُمِرَ بها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في قوله : (( وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ )) ، وقوله - عز وجل - : (( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ )) ، فإذا كان المسلمون مختلفين في فهم هذه الكلمة الطَّيِّبة كيف يستطيع هؤلاء أن يكونوا يدًا واحدة في ملاقاة أعداء الله ومحاربتهم ؟ كأن هذا السائل وأمثاله يريدون منَّا أن نعطِّل شريعة الله - عز وجل - ، وبتعطيل شريعة الله نستطيع أن نلاقي أعداء الله ، هذا على مذهب أبي نواس :
" وداوني بالتي كانت هي الداء "
ربنا - عز وجل - يقول : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) ، والآية التي ذكرناها مرارًا آنفًا : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا )) ، كيف يرضى هذا السائل وأمثاله أن نعرض عن هذه الآيات البيِّنات كلها ؟ وكيف يتصوَّر إمكانية التقاء هؤلاء المسلمين على ما بينهم من خلاف شديد ؛ ليس كما يقولون في الفروع ؛ بل وفي الأصول ، وليس في الأصول فقط ؛ بل في أصل الأصول ؛ وهو الله رب العالمين - تبارك وتعالى - ؟
ويؤسفني جدًّا أن أذكِّر هذا السائل وأمثاله : لقد طرنا فرحًا حينما كانت تبلُغُنا أخبار انتصار إخواننا المسلمين الأفغانيين على الشيوعيين الرُّوس وأذنابهم ، ثم بقدر ما فرحنا أَسِفْنا وحَزِنَّا حينما وقفوا أمام بلدتين فقط من أفغانستان كلها ، والسبب في ذلك أنهم أن قوَّادهم ورؤوسهم اختلفوا فيما بينهم وتنازعوا ، وربنا يقول : (( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ )) ، فهذا السائل لا ينتبه إلى أنَّ الخلاف الذي أشار إليه الرسول - عليه الصلاة والسلام - في حديث الثلاث والسبعين فرقة ، وأن الفرقة الناجية هي التي تكون على ما كان عليه الرسول - عليه السلام - وأصحابه ؛ حينما يتكتَّل المسلمون على هذا المنهج من الكتاب والسنة وما كان عليه أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ حينئذٍ يمكنهم أن يُلاقوا أعداء الله - عز وجل - ، أما أن نَدَعَ القديم على قدمه كما يقولون ، وأن نحاول الاجتماع والتلاقي في سبيل محاربة العدو فهذا أمرٌ مستحيل ، والآية وغزوة حنين ونحوها من أكبر الأمثلة على ضرورة توحيد كلمة المسلمين ، ولن يمكِنَ ذلك أبدًا إلا على أساس من الكتاب والسنة ، والآية السابقة تكفيكم - إن شاء الله - دلالةً ؛ (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) ، فالكتاب الكتاب ، والسنة السنة ، والمنهج السلف السلف السلف .
نعم .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 26
- توقيت الفهرسة : 00:17:34
- نسخة مدققة إملائيًّا