ما حكم نقل الأعضاء ؟ و شرح حديث : ( كسر عظم الميِّت المؤمن ككسره حيًّا ) وذكر فوائده .
A-
A=
A+
الشيخ : أما نقل الأعضاء فهذا يذهب إليه كثير من المفتين اليوم ، ولا أراه جائزًا مطلقًا ؛ لأن الإسلام هنا - أيضًا - يظهر مزيَّته على سائر الأديان وعلى سائر المذاهب الأرضية ؛ فإنهم يلاحظوا قضايا لا يتنبَّه لها الآخرون ، أو يتنبَّهون لها ولا يُقيمون لها وزنًا ، فالإسلام - مثلًا - يقول : ( كسر عظم الميِّت المؤمن ككسره حيًّا ) ؛ فإذا كان هناك طبيب مسلم يقول بأنه إذا كان هناك إنسان سليم البنية ، وآخر مبتور أحد إحدى الأطراف الأعضاء ، فأجاز للطبيب أن يقطع عضوًا منه ويركِّبه لذاك الإنسان المبتور له العضو ، هذا قد يتبنَّاه ... للبشر الذي ميَّزَه الله - عز وجل - كما قال : (( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ )) إلى آخر الآية ، فالله كرَّمَ الله الإنسان في حدود هذا التكريم ، حرَّم عليه أشياء ؛ بينما الآخرون يستبيحونها ، حرَّم تغيير خلق الله لأوسع المعاني إلا ما أباح الله ، وحرَّمَ التمثيل حتى بالنسبة للقتلى من الكفار ، لا يجوز للمسلم أن يمثِّل بالكافر إذا وقع قتيلًا في معركة ، فقلت : إن كان أحد من أطباء المسلمين يُجيز هذه المعاملة نقل عضو من إنسان حيٍّ إلى إنسان آخر ؛ لأنه سمح بذلك وما أظن ... يقول بذلك ؛ حينئذٍ يسهُلُ علينا أن نفهم الحديث السابق : ( كسر عظم الميِّت المؤمن ككسره حيًّا ) ؛ لذلك لا أرى جواز نقل الأعضاء الذي اشتهر اليوم في هذا الزمان .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 246
- توقيت الفهرسة : 00:51:45
- نسخة مدققة إملائيًّا