تتمة الكلام على الحديث السابق حول الرَّدِّ على المتأولة لتحريم جميع الصور بأنواع من التأويلات الباطلة .
A-
A=
A+
الشيخ : ... فيؤكِّد لكم ذلك حديث أو أحد أحاديث أبي هريرة المتقدمة الذي روى عن ربِّه - تبارك وتعالى - أنه قال : ( ومَن أظلَمُ مِمَّن ذَهَب يَخلُقُ كَخَلقي ، فلْيَخلُقوا ذَرَّةً ، فلْيَخلُقوا حَبَّةً ، فلْيَخلُقوا شَعيرَةً ) . إذًا هذا كلام الله ، وقد جاء في سبب رواية أبي هريرة لهذا الحديث أنه مرَّ بمصوِّر يصوِّر صورًا في قصر لأحد بني أمية ، يصوِّر صورًا على الجدران ، فروى له هذا الحديث ، فتلك الصور - أيضًا - ولو أننا نتصوَّر أنها ناتئة وبارزة ولكن ليست بتعبير الفقهاء مجسَّمة ، لا أظن ؛ إذًا فالرسول - عليه السلام - حينما قال : ( كلُّ مصوِّرٍ في النار ) إنما تلقَّى هذا المعنى من عند الله - عز وجل - ، وقد صَرَّح في بعض الأحاديث أن الله هو الذي ينكر على المصوِّرين تصويرهم ويوبِّخُهم ؛ مَن الذي يتجرَّأ فيضاهي الله - عز وجل - فيذهب ويصوِّر كتصوير الله - عز وجل - كما قال - تعالى - : (( فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ )) ؟! إذًا حينما قال - عليه الصلاة والسلام - : ( كلُّ مصوِّرٍ في النار ) هذا من وحي السماء ؛ فهل غريب على وحي السماء أي : على الله - عز وجل - أن ينزِّل على النبي - صلى الله عليه وسلم - حكمًا عامًّا يشمل جزئيات لم تأتِ بعد ؟! إذا استحضرنا هذه الحقيقة لا غرابة أن الرسول - عليه الصلاة والسلام - حين قال : ( كلُّ مصوِّرٍ في النار ) يعني - أيضًا - المصوِّرين الذين لم يكونوا في عهده - عليه الصلاة والسلام - ؛ لأن الله هو الذي ألهَمَه أن يقول هذه الكلمة العامة الشاملة حتى للمصوِّرين بالآلة الفوتوغرافية .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 174
- توقيت الفهرسة : 00:00:00
- نسخة مدققة إملائيًّا