الشيخ : يقول السَّائل : مَن يتَّبع الطريقة السلفية يجب أن يكون ... التحقق من الأدلة ... يسأل عن الدليل ألا يكون - أيضًا - قد تمذهب ؟ وكيف يمكن لعامة المسلمين جميعهم أن يأخذوا الأحكام من أدلتها ؟

يبدو أن السَّائل لم يحضر الأجوبة السابقة على مثل هذا السؤال ، فنضطر أن ... الجواب ... الجواب فنقول : ليس كلُّ مسلم مكلَّف أن يعرف الأدلة الشرعية ؛ هذا ليس مستطاعًا ، وإنما يتَّقي الله ما استطاع ، هذا من جهة . من جهة أخرى نحن حينما نقول أو ندعو إلى التمسُّك بما كان عليه السلف نعني أن السلف لم يكُنْ عندهم مذهب بكري ومذهب عمري وعثماني وعلوي .

سائل آخر : علي .

الشيخ : مذهب علي ، لم يكن هذه المذاهب عند السلف ، فهل القاعدة أو مَن يظنُّ أنهم كانوا جميعًا علماء ؟ طبعًا الجواب : لا ، بل (( وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ )) ؛ إذًا أقل الناس كانوا هم العلماء ، فسائر الناس ماذا كانوا يفعلون ؟ كيف كانوا يتعبَّدون الله ؟ قلت فيما مضى قال - تعالى - : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ؛ فليس معنى دعوى التَّمذهب بمذهب السلف الصالح أننا نفرض على إنسان من الذين لم تُتَحْ لهم فرص التعلُّم أن يتمسَّك برأي فلان ، وإنما (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ )) ، فقد يسأل مرَّة زيد ومرَّة بكر و و إلى آخره .

بينما التمذهب حنفي خلاص لازم ... حنفي ؛ لأنه أبوه وأمه حنفي ، وإن كان في خلاف بينهما فهو تَبَع لأبيه في مذهبه ، إن كان أبوه حنفي فهو حنفي ، ولازم يعيش كذلك ؛ هذا الذي ننكره ، وهذا الذي لا يعرفه السلف إطلاقًا .

خلاصة القول : كلُّ مسلم يعمل ما يستطيع ، وليس معنى ذلك التزام مذهب معيَّن ، لا يرضى بديلًا ؛ لا ، إنما (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) .