سؤال عن حكم التصوير ؟و هل يعلم الأطفال في المدارس التصوير ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
سؤال عن حكم التصوير ؟و هل يعلم الأطفال في المدارس التصوير ؟
A-
A=
A+
السائل : يا شيخ ما حكم رسم وتعليق الصور في مجال التعليم ، أنا مدرسة في مجال الروضات فأجبرت على الرسم؟

الشيخ : أنا أقول لك أعانك الله في ما أنت فيه ، لأنك في زمن عم البلاء فيه وطم وصار التعليم في مدارس المسلمين كالتعليم في مدارس الكافرين ، أصبحنا لا نتبع شريعة الله متأثرين بأساليب الكفار في تعاليمهم ، لا أظن أن الأمر يحتاج إلى كثير من الكلام والبيان ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حرم التصوير عملًا كما حرمه اقتناء ، فهو يقول : ( من صورة كلف أن ينفخ فيه الروح يوم القيامة وليس بنافخ ) ، وقال : ( كل مصور في النار ) ، وقال : ( لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة أو كلب ) ، وامتنع جبريل صلى الله عليه وسلم أن يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان على موعد سابق معه حينما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم ليتلقى جبريل خارج الحجرة وهو يمتنع من الدخول قال للرسول صلى الله عليه وسلم : ( انظر فإن في البيت جرو كلب وأنظر إن في البيت قرامًا فيه تماثيل رجال ، فمر بالكلب فليخرج ولينضح مكانه بالماء ، ومر بالتمثال فليغير حتى يصير كهيئة الشجرة ) فهو صلى الله عليه وسلم بادر إلى تنفيذ أمر جبريل فنظر في البيت فوجد جرو كلب جاء به الحسن او الحسين ، أمر بإخراجه ونضح مكانه بالماء ، ثم وجد هناك ستارة عليها تماثيل أي صور للرجال فغيرت بالتقطيع حتى صارت كأنها شجرة لها فروع ، حينذاك دخل جبريل صلى الله عليه وسلم ، هذه بعض الأحاديث التي صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحريم الصور تصويرًا واقتناًء ، وصل بنا الزمن إلى عهد ابتلينا باستعمار الغربي الفكري بعد أن استعمرنا في بلادنا ، خرج المستعمر من بلادنا و لكنه خلف فيها آثاره السيئة ، وتقاليده وعادته وأخلاقه وغير ذلك ، منها هذه الأساليب في تعليم الأطفال ، نحن نعتقد أن الأصل في التصوير ما ذكرناه آنفًا التحريم ، لكن قد أباح النبي صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنه اللعبة التي كانت تلعب بها في بيتها ، وتعرف هذه عند العلماء بلعب البنات حتى كان من أدبه صلى الله عليه وسلم وحسن خلقه أنه كان يسرب إلى زوجته عائشة البنات من جيرانها لكي تتسلى عائشة معهن ، ورأى في بيتها اللعب لعب البنات وفيها صورة أو بعض هذه اللعب صورة خيل لها أجنحة فداعبها صلى الله عليه وسلم قائلًا لها : ( يا عائشة فرس له أجنحة ) ؟ قالت : " ألا يبلغك يا رسول الله بأن خيل سليمان صلى الله عليه وسلم كانت ذوات أجنحة ؟ " فضحك صلى الله عليه وسلم وأقرها على ذلك ، هذه القصة نستفيد نحن منها في استثناء بعض الصور مما ذكرنا آنفًا من التحريم تصويرًا وقنية ، لكن الأمر يجب أن يوقف عند حد.

ذلك لأن من المعلوم عند العلماء أن الضرورات تبيح المحظورات ، فما كان أصله محرمًا في الشرع لا يجوز استحلاله واستباحته بأدنى مناسبة ، الآن ندخل في صميم الجواب عن السؤال : تعليم الأطفال بالصور أصبح هذا التعليم كما أننا نعلمهم ألف باء تاء ثاء ، هذا لا بد منه للعلم ، لكن وين الضرورة إنه نصور له مثلًا الغزال أو الحمار أو الدب أو الأسد ، أو ما شابه ذلك قال : هذا من أجل تنمية فكر الولد ، هذه التنمية تأتي معه بالحياة المستقبلة ، فليس من الضروري نحن إن كنا معلمين أو معلمات أن نصور لهن هذه الصور ليفهم أن هذا حمار وليس تيسًا .

السائل : كيف يعرف يا شيخ مش لازم أجيب له صورة، يعني علشان أوضح للولد أجيب لهم صورة علشان يشوفها؟

الشيخ : بارك الله فيك انتبهي لما أقول : الحرام لا يحل إلا لضرورة ، أين الضرورة لنفهم الولد الفرق بين التيس و الحمار؟ هذا من نافلة العلم ، ليس فرضًا أنا أقول لك مثلًا : تصوير اللصوص في سبيل تسهيل طريق القضاء على لصوصيتهم ، تصوير الجسد لكي يكون مساعدًا للطبيب على معرفة وإمكانية تمكن الداء أو المرض في مكان من البدن ، هذا أمر ضروري فكل شيء يقاس بما يناسبه ، الآن نحن نقول : تصوير هذه الصورة للولد لهذا التلميذ هذا ليس بالأمر الضروري ، وليس بالأمر يعني الذي إذا لم يعرفه الولد في سن طفولته حينما يبلغ سن التكليف وسن الرجال يكون بليدًا يكون أحمق ، كلنا نشأنا دون هذه الوسيلة وها نحن كغيرنا ممن يعيشون بهذه الوسائل ، الشاهد يجب أن يرسخ في أذهاننا أنه ما كان محرما شرعًا لا يجوز استحلاله بأدنى الأسباب ، اليوم مثلًا مما ابتيلنا به بسبب الغفلة عن هذه القاعدة أن ما كان حرامًا لا يجوز استحلاله بأتفه الأسباب ، اليوم مثلًا ابتلينا بأن موضة العصر أن المرأة الحامل ينبغي أن تلد في المستشفى ، كنا من قبل المرأة تلد في بيتها ، إذا تعسرت ولادتها جيء الطبيب إليها أو الطبيبة إن كانت موجودة ، الآن سواء كان الحمل طبيعيا أو كان غير طبيعيا لازم نأخذها إلى المستشفى ونولدها هناك ، حيث تطلع على عوراتها من يجوز له أن يطلع ومن لا يجوز ، هذا توسع في استحلال ما حرم الله ، لأن كشف العورات وقبل ذلك يقول العلماء قاعدتان لا يجوز أن تأخذ أحداهما لوحدها دون الأخرى : الضرورات تبيح المحظورات ، هذه القاعد الأولى ، والقاعدة الثانية : الضرورة تقدر بقدرها ، فإذا كنا مؤمنين حقًا بأن التصوير حرام وأنه من أشد المحرمات كما جاء في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان مسافرًا وجاء وهو يريد أن يدخل على عائشة وجد في بيتها ستارة فامتنع من الدخول قال : ( ما هذا يا عائشة ) ، قالت : اشتريته لك ، فهتكه صلى الله عليه وسلم وقال : ( إن أشد الناس عذابا يوم القيامة هؤلاء المصورون ) هل نحن تشبعنا بهذا الوعيد الشديد من رسول الله صلى الله عليه وسلم أم أصبحت التصوير عندنا كالكتابة العادية تمامًا ؟ يجب أن نكون يقظين وأن لا نكون غافلين عن أحكام شريعة سيد المرسلين ، التصوير من الكبائر ، ( أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون ) ما كان كذلك في التحريم فلا يجوز استحلاله بسبب بسيط جدًا وهو أنه نفهم الولد أمرًا ليس من الضروري تفهميه أنا أقرب لكن هذه المثال في صورة ، فيه حيوانات محرمة أكلها ، أخرى مباح أكلها ، الرجال ربما لا يعرفون بعض الحيوانات المحرم أكلها ، فإذا صورنا لهؤلاء الرجال الحيوان المحرم ليعرف الحرام ، هذا مثال مما يجوز أن نقول بجوازه لأن فيه مساعدة على معرفة حكم شرعي وهو الحلال والحرام ، أما والله الأطفال الصغار يريدون لأطفالهم ...نثقفهم ونوسع أفقهم بهذه الصورة ، أصبح الأمر اليوم أكثر بيوت المسلمين حينما يدخلها داخل لا يفرق بينه وبين بيت الكافر ، أصبحت أنا مثلًا أدخل في بيت بنتي بيت صهري هذا ، أجد هنا صورة وهنا صنم وهنا صنم ، أصبحت بيوت المسلمين كبيوت الكافرين لماذا ؟ لأننا توسعنا في إباحة التصوير المحرم أشد التحريم لأتفه الأسباب ، ولذلك يجب أن نحفظ هاتين القاعدتين : الضرورات تبيح المحظورات ، لكن مش هكذا مطلقًا، يقول بعض الناس : أنا والله مضطر أن أنا أودع مالي في البنك ، وين الضرورة ؟ والله أخشى أن اللصوص يسطون داري ، سبحان الله الضرورات تبيح المحظورات يعني وقع الإنسان في الضرورة فهو يريد الخلاص منها ، هم قبل أن يقعوا في الضرورة يستحلون الحرام ، يقول : أنا أخشى إن اللصوص يسطون على داري ، كأنه يصور الناس ويضع راية على ر أس الدار هنا الكنز هنا المال ، لا أنت اتخذ الأسباب التي أباحها الله إليك ثم توكل على رب الأرباب ، (( ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) غرضي من هذا أن المسلمين لا يتمسكون بشريعة الله عز وجل ، يستعملون أهوائهم الضرورات تبيح المحظورات صح ، لكن الضرورة تقدر بقدرها ، ومتى تكون ضرورة ؟ حينما تقع كالرجل في الصحراء مثلًا ينفد الناس فلا يجد أن يشرب إلا نجسًا تكون من الضرورة ، لكن واحد بتزود بالحرام من هنا حتى لا يقع في العطش أو في الضرورة في الصحراء هذا لا يجوز إسلاميًا ، المسألة تحتاج إلى علم وتحتاج إلى فقه ، حين يعوز المعلم أو المعلمة أن يفهم الولد شيئًا ضروريًا ليس كماليًا حينذاك لا بأس أن يقرب له ذلك بصورة ، ثم يقضى عليها وانتهى الأمر.

السائل : ممكن أوري له هي لكن هي حرام، صورة المكاتب أوري هي وبعدين أسحبها منه .

الشيخ : نستفيد له بس هذه الصورة من أين جاءت من صورها ؟

السائل : ...

الشيخ : ما يجوز ذلك.

السائل : ... نعاونه على هذه الأشياء.

الشيخ : كلامي السابق هو جواب كلامك ، أنت بدك تعلمي الضرير القراءة والكتابة مش ضروري تعليمه شو الفرق بين التيس وبين مثلًا الأشياء الأخرى .

السائل : شكل الأشياء .

الشيخ : هل هذا ضروري يعني ، فرض عليه ؟ مش فرض عليه ، يعني الحرام لا يستحل إلا بمقابل الفرض ، يعني الرجل أو الإنسان حينما يكون في الصحراء ، ويتعرض للموت هذا هو الهلاك والله يقول : (( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة )) هذا حرام فإذًا هو الآن بين ضرورتين ، بين أن يأكل لقيمات ، أو يشرب جرعات من ماء في سبيل أنه يخلص نفسه من الموت ، فهو لا يجوز مثلًا وهذا من دقائق المسائل : إذا جاء فوجد لحم خنزير مثلًا أو ميتًا فهو لا يجوز له أن يجلس فيأكل ويشوي من هذا اللحم كما لو يأكل اللحم الضأن الحلال حتى يمتلئ ، لا إنما يأكل لقيمات ينجي نفسه من الهلاك ، هذا معنى قول العلماء : الضرورة تقدر بقدرها ، من أين أخذوا هذا ؟ قال تعالى : (( إلا ما اضطررتم إليه )) أي إلا المقدار الذي أنتم تضطرون إليه فيجوز أكله ولو كان أصله حرامًا ، بقدر الآن مثال الأعمى تعلميه القراءة والكتابة وليس من الضروري أنه نفهمه كما قلنا : الفرق بين الدب وبين الغزال ونحو ذلك ، هذه أمور من نافلة العلم ، وإيش يجب أن نعلم الناس بالوسيلة المحرمة ما ليس بواجب ، هذا خلاصة القول.

السائل : يعني الضرورة غير الحاجة ، الضرورة سمعت أنها هي التي تفضي إلى الضر ، لكن الحاجة هي التي نحتاج إليها ، وسمعنا أنه يجوز الصور في جوازات السفر وغير ذلك ، في بيان الشخصية هذه تعتبر حاجة وليست ضرورة .

الشيخ : أنا بقول : هذا يجوز لكن هذا ليس كمثل تعليم الأطفال .

السائل : أنا بسأل عن المسألة هذه.

الشيخ : لا مسالتك نحن نقول فيها ، نحن نقول : لا يستطيع الآن الإنسان أن يحج إلا وهو معه هوية ومعه جواز .

السائل : نعم ولكني أعني أن هذه حاجة وليست ضرورة أي أني أحتاج إلى السفر و لكن هذا ليس ضروريا لأنه لم يفض إلى الموت إن لم أفعل هذا الفعل.

الشيخ : صحيح هذا لكن ما كنا في صدده هو هكذا ؟

السائل : لا أنا أتحدث فقط

الشيخ : أنا أجبتك هذا جائز .

مواضيع متعلقة