ما هو الضابط للعذر بالجهل في التوحيد .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو الضابط للعذر بالجهل في التوحيد .؟
A-
A=
A+
السائل : بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ما هو الضابط في العذر بالجهل بالنسبة للتوحيد وهل قراءة وتلاوة القرآن تكفي لإزالة ذلك العذر ؟
الشيخ : أولا الضابط سواء كان يحسن قراءة القرآن أولا ويفهمه ثانيا أو كان يقرأه ولا يفهمه أو لا يحسن لا قراءته ولا فهمه فالضابط في ذلك هو أن يعيش المسلم في جو إسلامي صحيح وتكون العقائد منتشرة في ذلك الجو حتى صارت من قسم ما يسميه علماء الأصول بالمعلوم من الدين بالضرورة ولعل جميع الحاضرين يذكرون حديث الجارية التي كانت ترعى غنما لرجل في أحد وأن الذئب سطا على الغنم يوما فلما بلغه الخبر قال الرجل معتذرا لنفسه عما فعل بقوله " وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة " يقول عليه السلام وعلي عتق رقبة فأمره الرسول عليه السلام أن يأتي بها فقال لها ( أين الله ؟ ) فقالت " في السماء " قال ( من أنا ) قالت " أنت رسول الله " قال ( أعتقها فإنها مؤمنة ) الشاهد من الحديث أن كون الله عز وجل في السماء هي عقيدة قرآنية منصوص عليها في القرآن في غير ما آية صريحة وعقيدة سنية نبوية عليها أحاديث كثيرة جدا ولكن الآن كثير من المجتمعات الإسلامية لا تعتقد هذه العقيدة فالرجل الذي يعيش في هذا الجو يكون معذورا لأن الحجة لم تبلغه بخلاف من كان في مجتمع آخر عقيدة التوحيد هي فاشية ومنتشرة في ذلك المجتمع الذي أشبه ما يكون بالمجتمع الأول النبوي والذي الجارية وهي راعية الغنم عرفت هذه العقيدة هل هي درست القرآن ؟ هل هي درست حديث الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ ذلك مما يستبعد عادة من راعية غنم لكن هي تعيش مع أهل بيت سيدها وسيدتها فهي تسمع منهم وتتفقه على أيديهم فتعلم ما لم تكن من قبل تعلم وإذا ضممنا إلى هذا الحديث وإلى هذا المعنى قوله تبارك وتعالى (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً )) وفهمنا الآية الكريمة فهما صحيحا وليس فهما جامدا على لفظها دون مرامها ومعناها وأعني بذلك أن الآية لا تعني فقط بقوله تعالى (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً )) أي أن كل جماعة وكل طائفة وفي كل عصر يأتيها رسول قد يأتيها رسول وقد يأتيها دعوة الرسول فالمهم إذن أن الآية ليست تعني فقط شخص الرسول وإنما تعني دعوة الرسول ومن الأدلة على ذلك أن الرسول قد يأتي قوما فيكون فيه المجنون ويكون فيه المصروع ويكون فيه غير البالغ والأصم و و وإلى آخره فهؤلاء جاءهم الرسول لكن ما جاءتهم دعوة الرسول وعلى العكس من ذلك أمثالنا نحن أتباع محمد عليه السلام نحن ما جاءنا محمد مباشرة لكن جاءتنا دعوة محمد إذن من وصلته دعوة محمد صلى الله عليه وسلم على نقاوتها وعلى حقيقتها فقد بلغته الحجة ولا يعذر بالجهل على ما وضحته آنفا من هنا أنا قلت أكثر من مرة أن كثيرا من الأوروبيين والأمريكان الذين يبتلون بدعاة منحرفين عن الكتاب والسنة ولنضرب على ذلك مثلا بطائفة القاديانية لأن هؤلاء من الطوائف التي لها يعني نشاط شديد جدا في الدعوة إلى ما يعتقدون من دينهم ولذلك فقد استطاعوا أن يأثروا على الألوف المؤلفة من الإنجليز والألمان والأمريكان و و إلى آخره ترى وهنا الشاهد هؤلاء الذين اتبعوا الدعوة القاديانية هل بلغتهم حجة الإسلام ؟ الجواب لا . بلغتهم دعوة القاديانية وليست حجة الإسلام فللّه الحجة البالغة وهي يعني مناط تكليف إيجابا وسلبا فالضابط إذن هو بلوغ الدعوة الصحيحة إلى الأفراد فمن بلغته فقد أقيمت عليه الحجة ومن لا فلا لكن الذي يضبط الموضوع هو ملاحظة المجتمع الذي يعيش فيه هؤلاء الأفراد فإن كان المجتمع مجتمع أهل السنة والجماعة كما كانوا يقولون قديما ولا نرى استعمال هذه الكلمة حديثا لأنها في عرف المقلدين إنما تعني الأشاعرة والماتوريدية وإنما نعني من بلغتهم الدعوة السلفية وما كان عليه السلف الصالح هذا قد أقيمت عليه الحجة لكن في اعتقادي أن هؤلاء قلة في العالم الإسلامي كله في اعتقادي أظن يكفي هذا جوابا عن سؤالك .
السائل : تسمح لنا شيخنا
الشيخ : تفضلوا

مواضيع متعلقة